3- حرب بين قلبين

6.8K 128 3
                                    


نادرا ما كانت تامي تشارك والدها طعام الأفطار , ولذا بدت عليه الدهشة عندما رآها تجلس في المقعد المجاور له , لم يكن للسهر أي أثر على محياها بأستثناء تعب طفيف في عينيها , زال عندما جالت ببصرها في محياه الهادىء , كان من الواضح أنه يجهل ما جرى في الليلة المنصرمة.
تأكد لها ذلك من تحيته:
"طاب صباحك , هل أمضيت سهرة ممتعة؟ أنا آسف لعودتي متأخرا أذ حدث ما أخرني".
أرتسمت على شفتيها أبتسامة غامضة , سيئة والدها الوحيدة , أذا جاز التعبير , هي حبه للعب الورق حتى مطلع الفجر , وليس في هذا ما يضير , ألا أنه يأبى الأقرار بذلك.

" لا بأس يا أبي , أنا أيضا تأخرت بالعودة ".
وقبل أن تباشر بتفسير ذلك أطلق ضحكة العالم بالأمور قائلا:
" لا تكوني أبنة أبيك أذا لم تنتهزي الفرصة التي هيأتها لك , ذلك الشاب يعجبك , أليس كذلك ؟".
قال ذلك ضاحكا وراح يدهن قطعة خبر بالزبدة وأضاف:
" لأول مرة أوافق على أختيارك , ولذلك خرجت عن المألوف لأوفر له صفقة جيدة , كما تعلمين , أترك أمور المشتريات ألى الموظفين المقتدرين , ولكنني في هذه الصفقة قبلت بالخسارة , ليس بدافع العطف على الشاب الذي توسّل كثيرا بالنيابة عن شركائه طلبا لسعر أفضل من ذلك السائد في السوق , بل لثقتي من أنه بعد عقد الصفقة سيضطر للعمل بجميع أقتراحاتي , والآن , أخبريني , هل نجحت خطتي؟".
قالها وهو يقضم قطعة الخبز:
" هذا ما أود محادثتك فيه يا أبي".
وراحت تامي تداعب منديلها بعصبية ظاهرة , لأول مرة في حياتها لم تكن واثقة من ردة الفعل لدى والدها , كانت على وشك الأبتداء بالشرح عندما قوطعت للمرة الثانية برنين جرس الباب , وترددت , غير راغبة في أستئناف الحديث قبل أن يوليها والدها كل أنتباهه .
أنتظرا بصمت ألى أن أدخلت الخادمة الزائر , ثم نظرا بدهشة عندما دخل آدم فوكس الغرفة بخطة ثابتة تحدوه رغبة فائقة في الأسراع بالرحيل.
" آدم ! كنت أظنك لا تزال نائما!".
" كلا , أكون عادة قد أنجزت نصف أعمالي اليومية في مثل هذه الساعة , ذهبت ألى المحطة للأستفسار عن مواعيد القطارات , هناك قطار ينطلق بعد ساعتين وذلك يناسبني تماما ".
جوك , الذي يعرف طباع أبنته جيدا نظر أليها وتساءل عن سبب أهتمامها المفاجىء بمحتويات صحنها , ليس من عادتها أن تتحاشى نظرة أحد , ولاحظ أن آدم لم يرمقها بنظرة واحدة ,وبدا أن رغبته في الرحيل تتعدّى كل تهذيب , ولما شعر بأن وجوده غير مرغوب فيه تأبط الصحيفة وغادر المائدة , أنه لا يفهم أساليب شباب اليوم , يسرهم أن يظهروا غير ما يبطنون.
" سأراك قبل رحيلك".
قالها وهو يتجه نحو غرفة الجلوس ساخطا لسوء أستغلال تجاهله , عندما أبح آدم وتمي وحدهما أخذا يتبادلان النظرات , يسيطر على آدم الجفاء والبرود , وتامي يأكلها الأرتباك والأحراج.
" هل يعلم؟".
وتحركت عضلة في وجه آدم:
" يعلم ماذا؟".
حاولت كسب الوقت وكان يعرف ذلك.
صرخة غضب مفاجئة من غرفة الجلوس أكدت لتامي ما كانت تخشاه.
" أصبح يعرف".
قالت هامسة وأعدت نفسها للمجابهة التي لا مفر منها.
بدت على آدم دهشة مثيرة للمجابهة التي لا مفر منها .
بدت على آدم دهشة مثيرة للضحك عندما أندفع جوك ألى الغرفة وهو يصرخ غاضبا وملّوحا بالصحيفة , وكادت تامي أن تنفجر ضاحكة.

 اللمسات الحالمة  - روايات عبيرWhere stories live. Discover now