صكت على اسنانها و هي تنظر الى زين و هو يلف خصرها بذراعه و بدى رقيقا معها نظرت بحسرة و اسندت رأسها على يدها المسندة على العمود و لا تدري كم مضى من الوقت و هي فاقدة صوابها هكذا و تنظر اليهم مبتعدين الى حيث السيارات و اختفوا من امام عينها و بعد قليل عاد زين مع جيجي التي قالت بمرح: "عروسك رائعة الجمال يا لها من محظوظة لتحظى برجل مثلك"

و ابتعدا و هم يدخلان القصر و خلفهما ياسر و تريشا المستندة على كتف زوجها السعيدة بهذه المناسبة العزيزة على قلوبهم.

سارت بتخاذل و دخلت الصالة الفارغة من الناس البعثرة ببقايا الطعام و الكؤوس الفارغة و ابتسمت بتوتر و اسى يا لها من حمقاء عندما كانت تعتقد انها ستكون يوما ما مكان جيما هذه فعلا كانت بحاجة الى ضربة على رأسها تفوقها من شدة غباءها الذي كانت تغرق به حتى اذنيها.

جلست و نظرت الى الخدم و هو يرتبون الفوضى و كلهم يشعرون بالشفقة اتجاهها و الغضب اتجاه زين و خطيبته.

هبطت تريشا السلم ببطء و هي تنظر اليها بانزعاج ثم قالت: "تعالي انجيلينا نتحدث في غرفة المكتب"

تبعتها و راقبتهما ماري و كذلك كيشان بقلق.

جلست تريشا و تأملت جسدها و قالت و هي تشبك يديها: "اعجبك منظرك هذا؟"

هي و بتركيز: "لا اعلم ان ما فعلته سيثير غضبك سيدتي اعتقدت انني اتصرف كأي من الخادمات اللواتي اعتنين بنفسهن الليلة كريما و ماري و"

تريشا وبنبرة حازمة: "حسنا يمكننا ان ننسى الامر انت فاجأتنا يا انجيلينا لم نعتاد منك على كل هذا التألق و الان سأقول لك كلمة اخيرة عليك ان تتذكريها دائما ..... حذاري"

ثم نهضت و تركتها في المكتب مقطبة الجبين و قلقة من كلمتها الاخيرة الحادة التي تنطوي على تهديد واضح.....

شعرت بأنها بحاجة لأن تتكلم مع احدا الان و خير رفيقة لها هي ريما فاتجهت الى غرفتها بعد ان انهوا الخدم اعمالهم و جلست قائلة بحزن: "جميلة جيما "

ريما و هي تجفف شعرها المبلل و بملامح يائسة: "ارجوك انجيلينا ارحمي نفسك و لا تفكري به بعد يكفي ما يجري لك من تحت رأسه انزعيه من قلبك فما زلت صغيرة السن و الحياة كلها امامك اعتبريه نزوة بحياتك ايضا هو لا يستحق ان تؤذي نفسك اعلم ان قلبك يكاد يتحطم و يذوب من الحزن و الغيرة لكن هذا قدرك"

قالت بضعف: "لا يهمني بقدر ما تهمني نفسي الذي يؤلمني انه سعيدا جدا بالجرح الذي سببه لي انا اشعر بالهزيمة"

ريما و بأسف: "اخبرتك قلت لك انه يعبث معك فات الاوان الان و اكلت الطعم استسلمي لوضعك الجديد و غطي على جرحك"

تطلعت بها و قالت بابتسامة باهتة: "استغرب لأنك لن تحقدين علي بسبب نايل "

ريما و هي تصفف شعرها الاسود المجعد و بشفافية: "اعترف انني حزينة لكن ابدا لن احملك الذنب يا انجيلينا استطيع استيعاب الامر انا احبه و انتظره حتى يشعر بي و اعلم انك بل واثقة انك لن تتزوجي نايل انت حسناء و من حق نايل او أي شاب اخر التفكير بك لا احاسبه على اعجابه و انبهاره و لا الومه لضعفه اتجاهك لأني اشعر بما يشعر به و اعذره"

امسكت يدها السمراء برفق قائلة بجدية: "ليتني كنت مثلك و افكر مثلك"

فتحت الباب ماري و قالت وهي تقترب و باهتمام: "انجيلينا هيا غيري لباسك و اذهبي اليه"

تطلعتا بها معا بقلق و قالت ماري بهمس: "يبدو متعبا و يشعر بالصداع طلب الشاي و المسكن"

قالت انجيلينا بسرعة: "اذهبي اليه انت"

ماري و بسرعة: "اه منك تريديه ان يفرغ غله بي لقد طلبك و بإصرار انت المسئولة هنا و لا يجدر بك التقاعس عن خدمته مهما يكن هيا انهضي"

ربتت ريما على يدها و قالت: "اذهبي انجيلينا لا بأس ما دمت تعملين هنا بالقصر عليك تنفيذ الاوامر لا يحق لنا العصيان هم لا يشعرون بمشاعرنا و لا يعيروا لها اهمية "

ذهبت الى غرفتها و عادت الى ملابسها القديمة المحتشمة و رتبت ماكياجها الذي افسدته ببكائها منذ عرفت بخبر الخطبة المشئوم وضعت العطر ببطء و نظرت الى عينيها المزينتين بكثافة و فوجئت بتلك النظرة الجديدة بعينيها و بريق المكر المسيطر عليها لقد اختلفت كثيرا و لم تعد تشعر بالطيبة اتجاه احد و لمحة البراءة هجرتها منذ قال لها ما عنده بهمجية و قسوة  حسنا يا زين امهلني قليلا حتى ارى دمع عينيك.

دخلت غرفته و تركت الباب مفتوحا تماما خلفها و وضعت كوب الشاي قرب سريره كان يستحم و تأملت ملابسه المرمية على الارض انحنت لتحملها و رفعت بصرها اليه عندما خرج من الحمام خفقت اهدابها و اعتدلت  كان يرتدي بيجامة بنية وروب الحمام الاخضر الغامق و بدى لها شديد الجاذبية تشنجت يديها وقالت و هي ترتب بملابسه و بهدوء: "ليبارك الرب هذه الخطبة فوجئنا بالخبر السعيد هذا"

و فتحت الخزانة و دون ان تلتفت شعرت به يقترب من خلفها وضعت ملابسه بيدين مضطربتين جدا فهو خلفها مباشرة و هذا اربكها ابتلعت ريقها و استدارت ليلتصق جسدها بجسده رفعت بصرها الى وجهه لتفاجأ بنظرة الغضب الذي تعتري ملامحه ضعفت قوتها و شعرت انها جبانة جدا الان

 نظرت الى الباب المفتوح و حاولت التحرك لكنها عجزت قالت ببهوت: "الشاي سيبرد و ارجوك ابتعد عني حتى لا يراك احدا و تصل الاخبار بسرعة الى  خطيبتك"

وضع يده على وجهها و مسح عليه بعنف ليفسد ما به من مساحيق و قال: "لماذا تفعلين هذا بوجهك؟ لست جميلة هكذا"

قالت بابتسامة: "اريد ان اكون مغرية"

هي تدرك مدى الخطأ الذي ترتكبه و هي تستمر بإغاظته هكذا لكنها مصرة على العبث بهدوئه ابتعد و اتجه الى الباب و اقفله بالمفتاح ثم اتجه اليها و قال بتأمل: "تريدين اغراء من؟"

lover maid Z.MWhere stories live. Discover now