كانت صديقتها المقربة دائمة التفكير والكآبة لأن حبيبها هجرها بعد سنوات من الحب الحقيقي هجرها و تزوج بأخرى.... بقيت حزينة لأجلها و ادركت ان ما تقوله نساء القرية صحيح و ان جدها محقا.
تأملت الاشجار و المنازل الصغيرة المنتشرة هنا و هناك في الطريق و المزارعين و الاطفال
ابتسمت و تنفست بارتياح ثم قطبت جبتها مجددا عندما رأت الشابين ما زالا يراقبانها ..... اخرج احدهما كيسا من حقيبته فيه بعض المعجنات و الفواكه و قدم لها تفاحة و هو يقول بتركيز: "تفضلي يا حلوتي"
قالت بسرعة: "اشكرك لا اريد" و ابعدت بصرها الى النافذة.... سمعت الاخر يقول له: "لا تضايقها الا تراها مرتبكة"
التفتت اليهما و قالت بتأمل: "من فضلكما لا داعي لأن تسمعاني كلامكما..... و الا سأغير مكاني"
هي تعلم ان المقاعد مشغولة و مزدحمة لكن كان ذلك تهديدا لا اكثر..... بقيا يضايقانها بالكلمات المحرجة حتى نهضت و ابتعدت عنهما و سارت متوجهة الى الخلف و من حسن الحظ وجدت مقعدا فارغا و جلست و هي تتنفس الصعداء و فوجئت بأحدهما جاء خلفها.... قالت باستياء: "ماذا تريد مني؟"
قدم اليها حقيبة ملابسها و قال بتأمل: "نسيت حقيبتك الم اقل لك انك مرتبكة"
تناولتها و ابعدت بصرها... ابتسمت امرأة متوسطة العمر و هزت رأسها عندما انصرف الشاب.
سار القطار طوال الليل بذلك الصوت الرتيب و السرعة المعتدلة و قبل بزوغ الشمس كانوا قد وصلوا المحطة و نزل كلا الى طريقه.
سارت و هي مستمتعة بذلك الوقت من اليوم و ما غير مزاجها انها رأت الشابين يسيران خلفها زفرت انفاسها بضجر و قال احدهما: "الى اين تقصدين ايتها الفتاة سنرشدك الى المكان المطلوب"
اقبل رجل من مرور المحطة و قال : "ماذا هناك؟"
اجابت بسرعة: "لا شيء كنت اسأل الشابين عن مزارع مالك"
ارتاحا الشابين لأنها لن تشكوهما الى الرجل و ابتعدا عنها بسرعة.
قال الرجل: "سيري بهذا الاتجاه يا فتاة ستجدين لافتة على الطريق تشير الى مزارع مالك"
سارت وقد راقبت طلوع الشمس على هذه الواحات الرائعة و المراعي الخضراء الندية.... كانت مزارع عملاقة كأن لا نهاية لها كلها مزروعات و قطعان من الاغنام و كلاب الحراسة تهرول هنا و هناك.
وصلت الى اللافتة التي تشير الى ان هنا مقاطعة هايربون و مزارع مالك.
اشرقت الشمس بضيائها الذهبية ببطء بين الجبال و التلال الندية البنية...... وقفت و قد انزلت حقيبتها و تأملت هذا المكان المذهل بإعجاب شديد و كان الطقس باردا منعشا و اصوات الطيور اختلطت بأصوات الدابة و همسات الفتيات و ضحكاتهن السعيدة و هن يتجولن بالمزارع بنشاط
YOU ARE READING
lover maid Z.M
Fanfictionابعدت يده التي بعثرتها بشدة و قالت مقاطعة و بهدوء مصطنع: "ابتعد و الا سأشتكيك الى السيد ياسر " الصقها بالشجرة بعنف و قال: "تشتكين من ايتها الساذجة؟ تظنين انك قادرة علي! سأريك مقامك الان"
PART | I
Start from the beginning