وداعاً يا ماضي!

Start from the beginning
                                    

نظرت لها السيدة تريزا باعجاب، فهي لا تزال شابه وتبدو فتاة طيبة القلب..ولكنها تملك عقل راجحا.

قادتها لجناح الصغيرة سالي المكون من غرفتين وحمام، وردهه صغيرة وكانت غرفتها تحتوى على كل ما قد يتمناه الطفل من ملابس والعاب قالت سوريل بعد مغادرة السيدة تريزا:
" صباح الخير عزيزتي سالي"

لم ترد سالي، ولوهله شعرت سوريل بخبيه امل بعد كل الاستقبال البارحه ولكنه لم تيأس وتابعت بلطف وهي تجلس جوارها.
" ايمكنني ان ارى لعبتك"

لم تقل شيئا ، واتجهت لخزانه الالعاب، وامسكت علبه تبدو شرقية الصنع وقالت سوريل بسوريل وهي تقف جوارها:
"لديك لعبا كثيرة صغيرتي...اه اعجبني هذا القطار"

انفرجت اساير الصغيرة وقالت بابتسامه خفيفة:
" والدي يرسل لي لعب كثيرة مع بعض الرسائل للسيدة تريزا"

اذا هي تعلم ان والدها يقضي معظم وقته في لندن هكذا فكرت سوريل وقالت ببطء:
"اين هو والدك يا صغيرتي الجميلة؟"

لم تجاوها الصغيرة وانما اتجهت الى كرسي خشبي مطلي بالوردي وحملت دمية كبيرة نوعا ما وقالت:
"انها ماري وهي لعبتي المفصلة"

اقتربت سوريل منها وانحت قائله:
" انها جميلة..ايمكن ان تعرفيني عليها؟"

شحب وجه سالي وقالت بخفوت:
" لا فماري هدية من امي..وامي تكره الغرباء"

ارتبكت سوريل قليلا ولكنها قالت بسرور:
" اسمي ولكني لست غريبة يا فتاتي الصغيرة" واردفت بعد ان امسكت سالي واجلستها في حضنها:
" اسمي سوريل مكلاود..وانا معلمتك ومربيتك..وقبل هذا كله صديقتك_ ثم اقتربت واحتضنت سالي بحنان_ واريد ان اصبح صديقة ماري كذلك"

امسكت الفتاة بملابس سوريل بشده وقالت بتردد:
" ايمكنني..مناداتك..با..امي"
" اه..طبعا يا صغيرتي الجميلة..وهذ يسرني" اجابت سوريل بسرعة ودون تردد..فسالي بطريقة ما..تذكرها بطفولتها حيث كانت طفلة يتيمه مهمله في ميتم قذر.

مضي اليوم على خير لم تحاول سوريل مناقشة سالي عن ابيها..فلقد رأت انت ذلك يؤلمها..ولم تدرسا شيئا انما ارتها سالي غرفتها ولعبا ثم اعطها عشائها ونامت الصغيرة بسرعه.

نزلت سوريل للتناول العشاء مع السيدة تريزا وجودي وفرانك ، ارتدت فستان قطني مرقط وعندما دخلت وجدت ثلاثتهم ينتظرونها والقلق بادي على وجههم فبادرت جودي بلهفه:
" كيف كانت؟"

فهمت سوريل ما تقصده فاخبرتهم بما حصل وختمت قائلة:
" اظن انها بدات تثق بي!"
" شكراً لك انسة سوريل..انت فتاة عظيمة"

قال فرانك بابتسامه صادقة

بعد ان تناولو العشاء شربوا القهوه في الصالون الصغير لاستعمالهم الخاص، تحدثوا بعفوية ومرح ، وقد اختفى ذلك الحذر الذي قابلها به اول يوم لها في قصر الاوراق المتساقطة.

مر شهر على قدوم سوريل للعمل في القصر تطورت علاقتها مع الخدم ، والسيدة تريزا وجودي وفرانك..وحصلت على ثقة سالي تماماً..

كانت بوادر الخريف قد بدات بالفعل ، وقد راقبت سوريل وسالي نزول اول قطرات المطر على زجاج النافذة

قالت سوريل ضاحكة:
" هيا تمنى امنية"

ونظرت اليها الصغيرة حائرة وقالت :
" لما؟"
" يقولون انه من يشاهد سقوط اول المطر_ واقتربت منها تعانق جسدها الصغير_ ويتمنى امنية صادقة من ربه فسوف تتحقف"

تمتمت سالي بكلمات هامسة وهي تضم يديها الصغيرتين وتغمض عينيها وقد اعتلت حمرة خفيفة وجهها البرئ
" لا تخبري احدا!_ واقتربت تهمس في اذن سوريل بطريقة طفولية_ تمنيت ان تبقي معي دائماً"

احست سوريل بالدموع تحرق مقلتيها واقتربت من الفتاة الصغيرة وعانقتها من جديد...

.............................

بارت طوووويل اتمنى يكون نال اعجابكم

ادعموني بالفوت والكومنت..:)

قصر الأوراق المتساقطةWhere stories live. Discover now