الفصل الثاني عشر

785 67 14
                                    


وجهة نظر ديرل:

خرجت كارول من الخيمة، شعرت بنظراتها مثبتة نحوي، اقتربت مني أكثر، فرفعت نظري إليها، كانت تبتسم مبشرة باستيقاظ جينيفر التي طلبت رؤيتي، اتجهت كارول إلى منزل هيرشل لتعد الحساء لها، فقد أخبرنا هيرشل إنها بحاجة إلى تناول المشروبات الدافئة، دخلت الخيمة محدقًا إلى جينيفر التي كانت ترتعش، وأنينها يملأ المكان، اقتربت منها فالتفتت إليّ، ابتسمت بوهن ثم قالت بنبرة يملأها الإجهاد:

- يبدو إنني لم أمت بعد!

مسحت وجهها بأصابع يدي في رفق، أردفت جينيفر بنبرة بطيئة:

- إذا مت، اقتلني فورًا، لا أريد أن أتحول إلى سائر!

- أنت لن تموتي يا جيني، ستكونين بخير، إنها مجرد حمى، لقد أصبت بالحمى بسبب الجو، تعرضت لنفحة هواء باردة.

- ماذا عن الجرح؟

تطلعت إلى الجرح الذي بدأ يخف، فأجبت بنبرة هادئة لأخفي كذبتي الصغيرة:

- لا داعي للقلق، لا أثر للجرح.

دخلت كارول الخيمة وهي تحمل صينية بين يديها، وضعت الصينية بجوار جينيفر التي حدقت إلى صحن الحساء ودواء خفض الحرارة، لفت جسدها إلى الجهة الأخرى باستياء، فهمي منذ صغرها لا تحب تناول الأدوية، لكننا أجبرناها على تناول الحساء كاملاً ثم الدواء.

خرجنا من الخيمة وتركنا جينيفر لتسلقي وترتاح قليلاً لعل حالتها الصحية تتحسن، كان ريك يجلس مع بعض أفراد المجموعة حول الطاولة الخارجية في منتصف مخيمهم، يخطط لفصل الشتاء الذي كان على الأبواب، موضحًا أنه علينا أن نقتصد في الذخيرة والمؤونة الغذائية، والقضاء على السائرين في المنطقة المحيطة، وأننا بحاجة إلى البحث عن بعض الثياب الشتوية والمواد الطبية، التفت إليّ ريك متسائلاً عن حالة جينيفر فطمأنتهم أن حالتها في تحسن، تساءلت بنبرة ساخرة:

- هل عفا عنا السيد هيرشل وسمح لنا بالمكوث هنا؟

أجابني ريك:

- إذا لم نفتعل أية مشاكل.

حملقت إلى شين دون أن أنطق بحرف، رفع شين حاجبيه متسائلاً:

- ماذا؟

ابتسمت ساخرًا:

- لا شيء!

وقف شين منتصبًا واستدار متجهًا نحو خيمتي، فصحت متسائلاً:

- إلى أين؟

- أرغب بالاطمئنان على جينيفر، هل أنا بحاجة إلى إذن منك لذلك؟

- إنها متعبة ونائمة، ولا تحتمل الإزعاج.

هرع إليّ وقرب وجهه من وجهي متسائلاً بنبرة حادة:

- هل لديك ما تقوله لي؟

المستقبل المجهولحيث تعيش القصص. اكتشف الآن