الفصل التاسع

836 71 11
                                    


وجهة نظر ديرل:

طوقت خصرها بكلتا ذراعي وأبعدتها عن شين، لم أصدق عيناي وأنا أرى جينيفر تنقض عليه بتلك الطريقة الوحشية، كادت تقتله لولا لم أمسك بها وأجرها بعيدًا عنه، صرخت وهي تحاول أن تفلت نفسها من بين يدي، ثم فاضت عيناها بالدموع وأجهشت بالبكاء بشكل هستيري، فضممتها إلى صدري، أحاطتنا أعين الجميع بذهول، واختبأ كارل خلف أندريا بخوف، رافقتها إلى الخيمة واستلقت جينيفر على كيس النوم، أغلقت عينيها وغاصت في نوم عميق، ثم خرجت من الخيمة بعد لحظات وقد اجتاح القلق قلبي، اقتربت كارول متسائلة بلطف:

- كيف أصبحت؟ هل هي بخير؟

حدقت إليها لوهلة ثم أجبتها بنبرة جافة:

- وكيف بدت لكم؟ هل بدت أنها بخير؟!

- أنا آسفة!

تقدم ديل نحونا وطلب محادثتي على انفراد، فابتعدت كارول متجهة إلى منزل هيرشل، وبدأ ديل حديثه:

- شين رجل خطير، وجميعنا نعرف ذلك، سيحاول التخلص منك فانتبه لنفسك.

- كيف عرفت ذلك؟

- هددني لأنني كشفت مكره، ورأيته مرة كان يصوب سلاحه نحو ريك، لكنه برر ذلك بأنه اعتقد أن ريك سائر، وأنا لم أصدقه، ولا أصدق أن أوتيس ضحى بحياته من أجل جينيفر، المرأة التي لا يعرف عنها شيئًا! أشعر بأن خلف هذا المظهر الجديد حكاية لا يعلمها أحد غيره، فانتبه لنفسك منه! وانتبه لجينيفر أيضًا!

أومأت برأسي، وربت ديل على ذراعي ومن ثم خطى مبتعدًا، جلست بجوار الخيمة، وقد شغل حديث جينيفر عن أخي كل تفكيري، وكيف إنني لم أنتبه لتصرفات ميرل، كنت منشغلاً طوال الوقت بالصيد، ارتفع صوت جينيفر إلى مسامعي:

- ديرل، إين أنت؟

دخلت الخيمة وجلست بجوار جينيفر التي استيقظت للتو، استندت على صدري وهي تقول بنبرة ناعسة:

- ابق معي!

طأطأت رأسي متطلعًا بعينيها ذات اللون البندقي، ابتسمت جينيفر ابتسامة صغيرة ثم أغلقت عينيها دون أن تضيف حرفًا، أرخيت أعصابي المشدودة، تكلمت جينيفر بصوت مهموس:

- لماذا لم تسمح لي بقتله؟

فاجأني سؤالها، فرفعت حاجبي قائلاً:

- لأنك لست بقاتلة.

- نعم أنا كذلك، كلنا أصبحنا قاتلين، إننا نقتل السائرين كل يوم!

- الوضع مختلف.

- سأخلد إلى النوم، الوقت تأخر!

نامت جينيفر بين ذراعي، فابتعدت رويدًا دون أن تشعر، ووضعت رأسها فوق الوسادة، ثم خرجت من الخيمة التي نصبتها منعزلة عن باقي المجموعة، اقتربت كارول وكانت بصحبتها لوري زوجة ريك التي بدا على ملامحها القلق والتوتر، بدأت كارول حديثها:

المستقبل المجهولWhere stories live. Discover now