الفصل الأول

1.4K 92 25
                                    





مضى خمسة وستون يومًا على اندلاع هذه الحرب ضد هذا الفايروس المميت، الفوضى تعم الشارع، مئات من السيارات المهجورة، معظمها مشرعة الأبواب، وجثث مرمية على الأرض وبعضها داخل السيارات، الحذر كان سيد الموقف، والخوف ينبض في قلوب الجميع، كنت مرتعبة لدرجة إنني أخفيت وجهي خلف ديرل الذي كان يقود الدراجة النارية بتمهل، وبعد لحظات فززت خوفًا بشكل مفاجئ عند سماعي صوت انفجار أنبوب المشعاع، التفت إلى الخلف لأرى عربة الـ (أر في) قد توقفت، ودخان أبيض اللون يتسرب منها، ركن ديرل دراجته وترجلنا منها، اجتمع الجميع أمام الـ (أر في)، حدق شين بي بنظرات خالية من التعبير، تمتم ديل باستياء:

- يا إلهي!

توجه ديرل إلى إحدى السيارات، اقترح أن نحاول أن نجمع ما نحتاج إليه من مؤن، تساءلت صوفيا إن كان بإمكاننا أن نجد بعض المياه، هز ديرل رأسه قائلاً:

- لنكتشف ذلك!

توزعنا بين السيارات بحذر شديد، قد نجد بعض الوقود الكافي، وقد يجد ديل ما يحتاجه لإصلاح عربته، أمرنا ريك أن نبقى قريبين من بعضنا قدر المستطاع، أمسك ديرل بكفي قائلاً:

- لا تبتعدي عن ناظري!

هززت رأسي مبتسمة وأنا أبتعد عنه رويدًا متجولة بين السيارات أبحث فيها عن امتعة قد تناسبني، عثرت على بعض الأطعمة الخفيفة كالمقرمشات التي دسستها فورًا في حقيبتي، ثم استأنفت السير بين تلك السيارات، كنت أتطلع على ديرل بين فينة وأخرى، أراه منشغلاً بالبحث ومساعدة باقي أفراد المجموعة، تساءلت في نفسي هل بدأ يتآلف وينسجم معهم؟ مررت بجوار حافلة صغيرة، تفاجأت بيد شخص يجرني إلى الداخل واضعًا كفه على فمي، همس بهدوء:

- صه، سائر، ابقي هادئة!

سحبني شين خلف أحد المقاعد، جلسنا متلاصقين بهدوء، كنت أسمع صوت ذلك السائر يقترب من باب الحافلة، أغلقت عيني بخوف شديد، ضمني شين إليه ليهدئ من روعي، كنت أسمع خطواته تقترب منا، وصوت أنينه يقتحم أذني، أبعد شين يداه عني وابتعد، كانت الأصوات تزداد أكثر، لكنها توقفت فجأة، اقترب شين مني هامسًا:

- لقد قتلته!

فتحت عيني وأنا أرتعد، التصق شين بي أكثر، سألني بلطف:

- هل انت بخير؟

هززت رأسي دون أن اجيبه بحرف، حاوطني بذراعه قائلاً:

- أنا هنا لأجلك! سأكون بجوارك دائمًا!

قرب شفتيه مني، لكنني دفعته عني قائلة بحدة:

- ابقَ بعيدًا عني يا شين!

تطلع بي مستنكرًا:

- اللعنة، لقد انقذت حياتك! أهكذا تجازيني؟

- لا أريد الارتباط بك! افهم! أنا لم استلطفك، أعرف ما تخفيه عنا، فقط دعني وشأني!

تركته وخرجت من الحافلة متجهة نحو المجموعة، لكنني وقفت بذهول عندما قذف كلماته بطريقة استفزتني:

المستقبل المجهولTahanan ng mga kuwento. Tumuklas ngayon