الفصل الرابع

840 81 14
                                    


كان أنينها يتردد في الغرفة، فأمسكت بيدها ضاغطًا عليها برفق، حاولت ان أبتسم ابتسامة واسعة وأنا أقترب منها أكثر:

- جين، لا تقلقي، انا بجانبك.

لكنها لم تستجب لي، كانت تتمتم بكلمات غير واضحة، فدنوت منها لافهم حديثها، أخرجت حروفها متقطعة:

- أمي، أنا أكرهه، امي!

لم أفهم عن ماذا كانت تتحدث أو من هو الشخص الذي تكرهه لدرجة أن تهلوس بذلك، هل كانت تقصد مايك مثلاً؟! هذا الرجل سأقتله فور رؤيتي له، ليتني فقط أعرف اين هو الآن لذهبت وطعنت رأسه الفارغ بإحدى سهامي.

فتحت جينيفر عينيها مع بداية بزوغ الشمس، أصوات السيارات بدأت بالاقتراب، يبدو أن باقي المجموعة وصلت إلى المزرعة، التفت نحو النافذة ورأيت الدراجة النارية تقترب، وبدت ملامح شين واضحة فوقها فاستغربت من تصرفه، تساءلت جينيفر بصوت متعب:

- أين أنا؟ ماذا حدث؟

ظهر الخوف والقلق في عينيها، فاقترب منها أكثر لأطمئنها:

- جيني لا تقلقي، أنه مجرد حادث بسيط وأنت بخير الآن.

- أين نحن؟

- في مزرعة رجل يدعى هيرشل.

حاولت جينيفر النهوض من السرير لكنها شعرت بألم في معدتها فأطلقت صرخة قبل أن تتحرك، لمست موضع الألم وبدأت دموعها تغرورق عينيها، دخل هيرشل الغرفة وحقن يدها بإبرة مسكنة مخدرة ثم أغلقت عينيها واستسلمت للنوم، تطلعت إلى هيرشل بخوف:

- هل ستكون بخير؟

- نعم، إنها فقط بحاجة إلى الراحة إلى أن يلتئم الجرح.

خرجت لألتقي بالمجموعة التي انهالت علي بالأسئلة عن صحة جينيفر، لم أكن أدرك أنها محط اهتمام الجميع هنا، حتى أندريا بدا على ملامحها القلق لكنها لم تنطق بشيء، اقترح ريك متابعة البحث عن الطفلة صوفيا، وكانت كارول تتطلع إليّ بنظرات توسل وأمل لأشارك بالبحث عن ابنتها، لكن هيرشل لم يسمح لي بالخروج للبحث عنها بعد أن تبرعت بالدم لجينيفر مصرًا بأنني ما زلت بحاجة إلى بعض الراحة، أما شين فقد اقترح أن يقوم بإعطاء دروس في كيفية استخدام السلاح لمن يرغب مبررًا أنه متعب منذ رحلته إلى مركز الطوارئ ولن يستطيع الخروج للبحث عن الطفلة.

بعد أن استقر الجميع، أدى هيرشل الجنازة للرجل الذي توفي بالأمس، كان قبره متراكم بالأحجار التي تم جمعت فيما مضى، أصر هيرشل على شين أن يلقي كلمة لكنه رفض بالبداية، ألح هيرشل مرة أخرى لمعرفة الحقيقة وراء وفاة أعز أصدقائه متوسلاً فوفاته لها معنى للعائلة، مشيرًا أن شين كان الوحيد الذي شاركه لحظاته الأخيرة في الحياة، بدأ شين تأبينه وهو يتطلع إلينا بنظرات اثارت شكوكي نحوه، ضحى الرجل بحياته للمساعدة في إنقاذ جينيفر من الموت، هذا باختصار ما قاله شين عنه.

المستقبل المجهولWhere stories live. Discover now