قصر الأوراق المتساقطة:

48.8K 1.9K 152
                                    

أدارت السيدة العجوز قرص الهاتف بإرتباك، وأخذت تنتظر أن يرد الشخص على الطرف الآخر..بيد ان الانتظار طال، وعندما كانت تهمُ بإغلاق السماعة..سمعت صوته العميق والمألوف بالنسبة لها:
"آلو؟"

ابتلعت ريقها بصعوبة..ونظرت للسقف كأنها تدعو الله ان يسهل مهمتها فالمربية السابعة في هذه السنة قد تركت (قصر الأوراق المتساقطة) ولم تتحمل صمت سالي المطبق تماماً ماذا سيقول السيد عن ذلك؟ وهو الذي لم يزر ابنته منذ 4 أشهر مضت لانه لا يحب هذا القصر كما لأشياء تذكره بالماضي...وقطع حبل أفكارها صوته المتضايق:
"نعم من المتكلم؟"
"مرحبا سيد آدم..أنا تريزا"

قالت العجوز تريزا ذلك وتحاول ان يبدو صوتها طبيعياً، تكلم بهدوء قائلاً:
" مرحبا..هل مرضت الصغيرة مجدداً؟"
" لا لا..ليس كذلك ولكنها ترفض ان تتكلم ومؤخراً كانت تصيبها كوابيس..والان قد تركتنا مربيتها التى تعتني بها وتعلمها بحجه انها غير قادرة على متابعة تدريس (كرسي) كما قالت!" تكلمت بغيظ

سمعت تنهدا ثقيلاً ثم قال أخيراً ببرود:
" حسناً...ان هذه الطفله غريبة الاطوار كامها..الا تتكلم أبداً؟"
" مطلقاً سيدي وحتى انها لا تقول انها تريد كأس من الماء وأصبحت اقدم لها الوجبات والماء في اوقات منتظمة " وتابعت بتردد
" سيدي؟"
"أجل سيدة تريزا؟"
" كنت افكر...ان ننشر إعلان في الصحيفة حول مربية ومعلمة لسالي ، واقترح..."

قاطعها آدم هاموند وكأنه سئم هذه المحادثة
" انا اوليكي المسؤولية الكاملة والحرية المطلقة في فعل ما تشائين لايجاد مربية..ولكن اخبريني بالجديد حسناً؟ الى اللقاء"
" وداعاً"

وضعت السيدة تريزا السماعة بسرعه وهي تفكر انه يبدو والد غير صالح ان نظر له شخص غريب..وهو لا يعرف كيف عانى آدم من زوجته الماكرة.

في صباح يوم الأحد كانت السيدة تريزا تخرج من مركز طباعة الصحف اليومية وهي راضية عن نفسها ، وعن الاعلان الذي طبع قبل لحظات لانها تشعر بالمسؤولية تجاه الطفلة اليتيمة، التى هربت والدتها ومن ثم ماتت، وبعد ذلك بقليل سافر والدها للعاصمة لندن ولم يزر ابنته منذ 4 اشهر ولا يعرف احد السبب في هرب والدتها غير آدم.

بالرغم من مرور سنة كاملة على الحادثة ، الا ان الامور لم تعد كما كانت عليه أبداً!

السيدة تريزا تحب ادم؛ فقد كانت مربيته في الماضي، وهي الان تعطف على ابنته المسكينة، وتأمل ان تكون المربية القادمة جيدة.

قصر الأوراق المتساقطةWhere stories live. Discover now