بارت 41

109 3 0
                                    

لفت شوق .. تبغي تشوف منو اللي يكلمها .. وأول ما صدت طاحت عيونها على عيونه .. بدون قصد .. وشافت فيها أشياء غريبة .. شو هي ما تدري لكن هيبة هذي العيون حسستها برجفه قوية .. تمت شوق واقفة مكانها بذهول منو ممكن يكون هذا الإنسان ..
عبدالله ما كان مهتم لنظراتها أبدا .. المهم يخلص ويقولها اللي يبغيه ويروح ..
عبدالله : لو سمحتي أختي ..
شوق : نعم أخوي في شيء
عبدالله : لا بس أنا ياي أقولج أكيد أحمد ملعوزنج .. (وابتسم)
صدت شوق على أحمد اللي كان واقف ومنزل رأسه ..
شوق : لا بالعكس فديت روحه عسل ..
عبدالله : متأكدة ما حيده
شوق : لا صدق بس حضرتك منو تكون
وهني حست بإيد أحمد وهو يسحب طرف كندورتها ولما لفت ..
أحمد : هذا بابا ..
شوق ما انصدمت لأنها توقعت هذا الشيء ..
عبدالله : عن إذنج أنا باخذه وبروح البيت
شوق : تفضل ..
هني مسك عبدالله يد أحمد اللي تجدم بعفويه لأبوه .. وبعد ما تحركوا خطوة وحدة بس
شوق : لو سمحت .......
عبدالله : عبدالله اسمي عبدالله
شوق : لو سمحت أخوي عبدالله ممكن تخلي أحمد يزورني كل يوم
عبدالله : كل يوم
شوق : يعني لما تكون في الدوام ما اظن فيه حد معاه في البيت
عبدالله : بس يا أختي ما نبا نعبل عليج وأنا أوديه بين فترة وفترة بيت خالته فلا تخافين
شوق : دخيلك خله يي عندي متى ما بغى ..
عبدالله وهو يطالع أحمد : إن شاء الله ..
شوق تمت واقفة مكانها .. وعقب اللي قالته ما نطقت بولاكلمة أساسا كيف توقف جدام ريال غريب وتكلمه .. وكيف تتجرأ وتطلب إنه يخلي عندها ولده وهو من الأساس ما يعرفها .. نزلت راسها وهي تفكر في هذا الشخص وكيف درجة هدوئه .. في هذي اللحظة لفت شوق بتدخل داخل .. ولفت إنتباهها شيء أبيض مطوي عند طرف دريشتها .. وأيقنت إنها ورقة من أوراقها وهي مخليه الدريشة مفتوحة .. طاحت الورقة وتجدمت شوق عشان تيودها .. وفعلا قدرت لها .. ولما فتحتها كانت هي نفسها ورقة مايد اللي هي ردت عليه فيها بخاطرة التضحية ..
في هذا الوقت أحمد كان يمشي ويا أبوه بهدوء وبدون أي كلام
عبدالله بهدوء : بابا حبيبي أنا كم مرة قلتلك لا تسير عند حد ما تعرفه وتكلمه ..
أحمد : بابا بس
عبدالله : بس شو
أحمد : بابا خالوا شواقة طيبة
عبدالله منصدم : شو شو اسمها
أحمد : شواقة يعني أدلعها شواقة
عبدالله : يا عيني بعد ادلعها
أحمد : لالا هي بعد تقول حماده هي أصلا إسمها شوق
عبدالله : أها المهم أيا كان اسمها مرة ثانية ما تروح ..
أحمد : بس بابا هي قالت كل يوم بتيب لي حلاوة
عبدالله بحدة : أحمـــد
أحمد : انزين خلاص ما بسير
عبدالله : كل مرة تقول جي ..
وانتبه عبدالله للكيس اللي في إيد ولده
عبدالله : شو هذا الكيس
أحمد بزعل : عطتني ياه شوق
عبدالله : أشوف عطني ياه
أحمد : بابا الله يخليك
عبدالله : ما باكله بس بشوف
أحمد ناول أبوه الكيس ونزل رأسه الأرض ودمعت عيونه .. إحساس غريب في داخل هذا الطفل الصغير اللي ما شاف من الحياة وايد إحساس لطيف انتابه من بعد ما شاف نظرات شوق وحنانها اللامحدود ..
عبدالله أول ما فتح الكيس طاحت عيونه على الرورداء الحمراء الجورية استغرب .. حاطة حق ياهل وردة حمراء شو هذي كيف تفكر .. بس الوردة كان شكلها يهبل .. رغم إنها ذابلة شوي وباين إنها محطوطة في الكيس مب اليوم .. طلع عبدالله الوردة واتأملها وابتسم أي نوع من الشفافيه فيها هذي الإنسانة اللي يخليها تعطي ياهل وردة حمراء تحمل معاني كبيرة وخطيرة .. وكل انسان يفسر المواقف على كيفه وبحريته ..
عبدالله رد الكيس لولده وفتح باب البيت عشان يدخلون ..
عبدالله : مب يوعان
أحمد : لا بروح أنام
عبدالله : ليش حبيبي ما بتروح عند خالوا اليوم ..
أحمد : لا ما أحبها وهي بعد ما تحبني ..
عبدالله : منو قال إنها ما تحبك
أحمد : هذي تقص عليك ما ادري ليش
عبدالله : احمد عن قلة الأدب لا تقول عن خالوا نور جي ..
أحمد : امبلا بقول هذي ماصخة وأنا ما أحبها شريرة وتضربني ..
عبدالله : أحمد
أحمد : أحسن أسكت وأروح أنام ..
وقبل ما يرد أبوه عليه مشى ودخل الغرفة وخلا الكيس في إيده وانسدح على الشبرية ..
عبدالله اتنهد ويلس على الكرسي اللي في الصالة .. البيت كان صغير .. غرفتين وصالة ومطبخ وحمام يا دوب يكفيه وأحمد .. عبدالله يداوم دوامين .. والحالة وايد صعبة .. نور هي بنت خالة عبدالله مب أخت مرته .. اللي تموت في ثراه .. واللي كان مفروض ياخذها قبل ما ياخذ أم أحمد .. وكل يوم الصبح يخلي احمد راقد في البيت وهو ما يتاخر في دوامه لكن .. العصر يوصله بيت خالته .. عشان يتم عندها لين الليل .. وطبعا خالته كبيرة ومريضة ..وأحمد يقعد عند نور اللي ماخلت ولا تمثيليه إلا وسوتها على عبدالله والهدف إنها خلاص ما عادت تستحمل لقب عانس رغم إنها تكره أحمد .. وفعلا ما ترحمه لما أبوه يكون مب موجود .. عبدالله كان محتار وايد .. يصدق نور ولا أحمد بس نور ليش تسوي جي لالا مب معقولة أكيد أحمد يجذب لأنها ما سوتله اللي يبغيه ..
قام عبدالله .. واتصل في نور ..
عبدالله : السلام عليكم
نور : ياهلا وغلا وعليكم السلام والرحمة هلا بالغالي أبو الغالي
عبدالله مل من هذي التحية : أهلين نور
نور : شخبارك
عبدالله : الحمدلله بخير شحالج وشحال خالتي
نور : أنا مب بخير يا عبدالله دامك بعيد وأمي نفس الشيء
عبدالله : يا نور اصبري لين مالوضع يعتدل وبعدين يصير خير
نور : أنا راضية فيك جي ومستعدة أربي أحمد أحسن تربية ما أدري إنته شو فيك
عبدالله : أجلي الكلام في هذا الموضوع ألحين ..
نور بدلع : عبدالله
عبدالله : يا نور أنا ما بعيد الكلام ألف مرة .. المهم أنا داق أقولج إني ما بيب أحمد اليوم
نور : ليـــــــش
عبدالله : بس جي
نور : يعني ما بشوفك
عبدالله : هذا يهمج
نور : طبعا
عبدالله : بس هذا
نور بإرتباك : ها لا قصدي يعني ما بشوف حبيبي أحمد
عبدالله : مرة ثانية إن شاء الله أنا بسكر ألحين
نور : تو الناس
عبدالله : لا خلاص مشغول مع السلامة ..
نور بحزن : مع السلامة
نور رغم كبر سنها إلا إنه تصرفاتها تصرفات مراهقة طايشة جدا .. وما تسوي حساب لأمها أبدا .. لكن في بالها شيء لازم تسويه لازم .. ويمكن في أغلب الأحيان أمها ما تلومها لانها من الأساس تربت بعيدة عن أي رقابة .. وكان كل شيء عندها فما يهمها إلا حركات الطيش اللي تختفي في حضور عبدالله ..
**

ماذا بعد الآلامWhere stories live. Discover now