بارت 24

140 3 5
                                    

مر أسبوع .. أسبوع من الألم .. والحزن والكدر .. أسبوع عانت فيه عائلة بو محمد كل أنواع العذاب .. خلاص الكل نسى نفسه .. حمدان صار محور تفكير الجميع .. مافي وقت أي حد يفكر بنفسه .. أسبوع وحمدان على حاله ما تغير مهند يلس في المستشفى من الصبح لين الليل وما في فايدة ..
حتى سلطان رغم إنه محد نساه لكن الكل شغل نفسه بالتفكير بحمدان ..
أم حمدان تعبت وايد وصارت ما تفارق فراشها ونورة وميرة دايما على راسها ما يخلونها ..
شهد على حالها .. ومحد منتبه إنه حالتها تسوء ..
محمد بدا يداوم شوي في الشركة لأنها خلاص تدهورت بعد غيابه هو وأبوه ..
البيت صار كئيب .. ومحد مستعد يتبرع حتى بإبتسامة ..
وفي المستشفى .. مهند كان قاعد كعادته .. يالس عند باب غرفة حمدان يراقبه من الزجاج .. يتمنى إنه يشوفه يفتح عيونه لكن أبدا ما في أي أمل ..
حمدان .. متى بتقوم وبتريح قلوب اللي يحبونك .. طاف الإسبوع الأول وأنته على هذا الحال .. الكل قلبه محروق ياحمدان أرحم نفسك وإرحمنا .. يا رب مالي غيرك .. يالله ترد حمدان بالسلامة سالم غانم ..
قطع تفكيرة وحواره اليومي الدائم من يوم وصولهم .. صوت صياح حس إنه قريب من عنداله .. صد عشان يشوف مصدر هذا الصوت ..
شاف بنت لابسة عباة وشيلة ملامحها مبينة إنها مواطنة قاعدة تصيح بطريقة غريبة وكأنه حد ميت عندها .. استغرب من وجودها بروحها .. السستر يت صوبها وبدت تكلمها بالإنجليزي .. بس مهند حس إنها مب فاهمة عليها وتشوفها بنظرات استغراب ..
ما يدري ليش قام من مكانه وراح لهم ..
مهند يكلم السستر (يكلمها بإنجليزي) : ماذا حدث ؟؟
السستر : لا أدري ولكني أظن أنها لا تفهم ما أقوله لها ..
مهند يصد على البنت .. عيونها كانت حمرا بلون الدم .. ملامحها طفولية فيها براءة غريبة وعجيبة .. ياربي فيها شبه من حد بس من منو ؟؟ هو يتذكر .. بس مستحيل تكون شبه سلامة .. !!!!!!
السستر لاحظت شرود مهند : لو سمحت هل تستطيع مساعدتي ..
مهند : أنا مستعد ولكن كيف ؟؟
السستر : تترجم لها ما أقوله ..
مهند : موافق .. تفضلي .. ولكن لم هي هنا ..
السستر : لقد جاؤوا بأخوها قبل قليل وهو مصاب بجلطة .. والدكتور معه بالداخل يحاول مساعدته .. ولا أظن أن أحدا معها .. فأريدك أن تهدأها .. ةتطلب منها أن تنتظر في غرفة .. الإنتظار فلا يجوز أن تظل هنا وهي بهذه الحاله ..
مهند وقلبه متقطع على البنت : سأحاول ..
السستر وهي تمشي : شكرا لك ..
مهند استغرب ليش ما وقفت على طول راحت ولا كأنها مهتمة .. وكيف بهديها وأنا ما أعرف منو هذي الإنسانة ..
صوت البنت زاد بالصياح .. ومهند حس إنه لازم يتدارك الموضوع .. قرب منها شوي ..
مهند : السلام عليكم أختي ..
البنت رفعت راسها وشافت مهند بنظرات غريبة .. هي أصلا استغربت منو هذا وليش يكلمها هي ما تعرف حد في هذي البلاد .. منو هذا ومن وين طلع ؟؟ حتى أخوها ما قالها إنه يعرف حد من هنيه .. بس منو هذا ..
مهند : اسمحيلي أختي بس النيرس قالت لازم تنتظرين في غرفة الإنتظار وجودج هني ما يصير .. الكل قاعد يشوفج ..
شوق .. بصوت متقطع : وين أروح ؟؟
مهند : غرفة الإنتظار .. اللي على على اليمين ..
شوق : ما أعرف وين .. ما أعرف حد هني .. دخيلكم أبغي أشوف أخويه ..
مهند : أخوج ما عليه شر .. بس إنتي قومي ..
شوق : لا أخاف ما أعرف حد هنيه ..
مهند : تبين التلفون عشان تتصلين في حد من اهلج ..
شوق زادت في الصياح ..
مهند : شو فيج أختي ليش تصيحين ..
شوق : ما عندي حد أتصل فيه .. أنا وأخويه عايشين في بيت أبويه بروحنا بعد ما مات هو وأمي قبل خمس سنين .. حق منو بتصل يا حسرة ..
مهند : أي حد خوالج عمامج أي حد ..
شوق : أمي كانت هنديه يعني أهلها كلهم هنود وأنا عمري ما عرفتهم وأبوي ما عنده أخوان غير عمتي كلثم وهي عودة في السن وعايشه في بيتها بروحها ..ولي أمري هو أخوي سيف .. وسيف ناوي يروح .. (وزادت نوبة الصياح)
مهند تم مستغرب من الكلام اللي يسمعه .. شو يعني .. مقطوعة من شيرة خلاص ما في وغذا لا سمح الله مات أخوها شو بيكون مصيرها .. يا ربي شو أسوي ..
شوق : أخوي دخيلك ما عندي حد شو أسوي أبغي سيف دخيلك ودني عنده الله يخليك
مهند كان يسمعها وقلبه يتقطع عليها .. وفي هذي اللحظة .. طلع الدكتور من غرفة سيف ..
شوق ما انتبهت له .. لكن مهند انتبه
مهند : أختي دقيقة وبرجعلج قومي روحي غرفة الإنتظار ..
شوق تمت تصيح وما ردت عليه ..
مهند راح صوب الدكتور ..
مهند : دكتور .. دكتور لو سمحت ..
الدكتور : نعم ماذا هناك ..
مهند : أريد أن أسأل عن المريض .. سيف ..
الدكتور : من أنت ؟؟
مهند : أنا صديقه ..
الدكتور : وهل هنا أحد من أهله ..
مهند : أخته الصغيرة
الدكتور بتعجب : ولا يوجد أحد غيرها
مهند : لا .. ليس هناك غيري
نزل الدكتور راسه : لقد أهمل سيف نفسه .. أخته أخبرتني أنه كان يعاني من ألم بناحيه القلب ..
مهند : أعلم ذلك ولكن ما هي حالته الآن ..
الدكتور : للاسف .. لقد مات
مهند بطلع عيونه ولسانه انشل .. شو قاعد أسمع أنا لا مايصير .. أكيد في شيء غلط ...
الدكتور : لو سمحت من الذي سيتبع الإجراءات ..
مهند بدون أي إنتباه : أنا .. أنا يادكتور
الدكتور : على مسؤوليتك ..؟؟؟ ولكن يجب أن تكون أحد أهله .. لا أستطيع أن أسلمك الجثة وأنت مجرد صديق له ..
مهند : ولكن والديه متوفيان وليس لديه أحد إلا أصدقاءه ..
الدكتور : ومالعمل الآن ..
مهند : على مسؤوليتي يا دكتور سأقوم بكل الإجراءات على أكمل وجه ..
الدكتور : تفضل معي ..
مهند : وأخته يا دكتور ؟؟
الدكتور : لا أعلم ولكن يجب أن تنتهي من الإجراءات بأسرع وقت وأخبرها أنت بعد ذلك ..
مهند ما يدري كيف قال كل هذا كيف يستحمل كل هذي الإجراءات وهو ما يعرف أي شيء عن هذا الشخص .. وأخته وين بتروح .. كيف بقولها .. ؟؟ يا ربي أنا شو يخصني تدخلت في كل هذا .. أنا حتى ما أعرف إلا إسمه .. كل هذا عشان ملامح البنت اللي تشابه ملامح سلامة .. آه سلامة من زمان وإنتي رايحة عن بالي .. اضطريت إني أخليج تختفين من حياتي عشان ما اخون شهد .. ههههه أخون شهد .. تراها ما قصرت فيني ..
تنهد بصوت مسموع لحق الدكتور .. وفعلا ساعتين وهو مخلص كل الإجراءات ..
الدكتور : أنتهى كل شيء تستطيع أن تستلم الجثة ..
مهند بحزن : شكرا ..
الدكتور : لا أدري ولكن أظن أن موعد عودته إلا الإمارات بعد غد ..
مهند : سأنهي كل شيء بنفسي شكرا ..
طلع مهند من غرفة الدكتور .. ما يعرف وين يروح ومو حاس بحاله أصلا .. شو بيسوي مع أخت سيف .. شو بيقولها وبصفته منو بيخبرها .. وبصفته منو أصلا بيوصلها واخوها المتوفي الإمارات .. كان خاطره يصرخ في المستشفى بأعلى صوووووووووووته .. مهمووووووووم ..
شوق في هذي اللحظة كانت مع النيرس غرفة الإنتظار .. بعد ما قومتها بنفسها ..
شوق بنت طيوبة من سنة مخلصة الثانوية العامه عمرها 19 سنه .. عايشة مع أخوها سيف .. بروحها في بيت أبوها .. أخوها سيف أكبر منها بعشر سنين .. يعني بعمر مهند .. إنسانة حبوبة وطفوليه لابعد درجة .. يت بلجيكا برغة أخوها مع إنها ماكانت مرتاحة لهذي السفرة .. بس عشان خاطر أخوها اللي حست إنه تعبان في آخر الأيام .. ما عندهم من أهلهم إلا مايد ولد عمتها وهو بعد وحيد أمه ..وهو عايش في أمريكا مع زوجته نيلي الأمريكية يدرس هناك وصلته فيهم قليلة لكنه ما ينساهم أبد .. ودوم يتصل في أمه .. وفي سيف ما عمرها كلمته بس تعرفه شكلا .. لأنه صورتة موجودة في صالة بيتهم مع أخوها وهم على الخيل .. دايما كانت تتمناه .. لكن بعد ما تزوج نيلي فقدت الامل فيه .. ونسته ومستحته من بالها تماما .. ما تعرف رقمه عشان شي ما قالت حق مهند عنه ..
مهند وصل غرفة الإنتظار .. دق الباب وفتحه .. شوق كانت يالسة وملامح الحزن كله على ويهها
مهند : أختي .. شحالج ألحين
شوق رفعت راسها : الحمدلله .. طمني يا أخوي ما عرفت شيء عن سيف .. ؟؟؟
مهند بكل حزن وأسى : كل خير إن شاء الله ..
شوق بلهفة : صدق والله يعني اخوي ما راح أقدر اشوفه وأسمع صوته وأرد معاه الإمارات .. والله متوله على بيتنا .. طيارتنا ورا باجر الصبح .. إن شاء الله يطلعونه بسرعة ..
مهند عرف بعض المعلومات اللي فادته : إن شاء الله .. بس ممكن اسالج سؤال أختي .. ؟؟
شوق : تفضل ..
مهند : ممكن بس أعرف أسمج .. وآخذ من عندج التذاكر .. (كان متوتر مب عارف شو يقول ولا كيف يبدا)
شوق : ليش ؟؟
مهند : لانه سيف لازم يتم في المستشفى اليوم .. وما بيقدر يطلع قبل ورا باجر الصبح وأنا بخلص لكم إجراءات السفر ..
شوق .. حست بالراحة شوي : أنا أسمي شوق .. والتذاكر موجودة في الفندق ..
مهند : وأنا أسمي مهند .. انزين ممكن أوصلج الفندق وآخذ التذاكر ..
شوق بإستغراب : توصلني !!
مهند : هيه ليش في شيء ؟؟
شوق : لا لا ما اقدر أخلي سيف بروحه وبعدين بيذبحني لو درى إنك وصلتني ..
مهند في خاطره : كيف بيذبحج وهو مات !!!؟؟؟
مهند : لا تخافين إنتي في مكانه أختي .. ثقي فيني ..
قعد مهند يحاول يقنعها .. عجبته تمسكها بعاداتها ومبادئها .. أخلاقها كانت راقية رغم صغر سنها .. شاف فيها سلامة بكل جزء من أجزاء شخصيتها .. وفي النهاية قدر يقنعها ..
وراح معاها الفندق قعد في الصالة وهي دخلت الغرفة ..
بعد خمس دقايق ..
شوق : تفضل أخوي مهند هذي التذاكر ..
مهند وهو يقوم : شكرا يا اخت شوق .. واسمحيلي على الإزعاج .. بخلص كل شيء وبرد لج التذاكر باجر ..
شوق : وسيف ..
مهند حس بقلبه يعوره : سيف ما بيخلونج تشوفينه اليوم باجر يصير خير إن شاء الله ..
شوق بكل خوف : وباجر كيف بروحله ..
مهند : ما عليه لا تحاتين أنا بوديج
شوق : لا لا مستحيل ..
مهند حس بخجلها : شوق إعتبريني مثل أخوج سيف .. إنتي في محنه وأنا من واجبي اساعدج .. ومن واجب كل واحد محترم يساعد بنت بلاده وهي في محنه
شوق : مشكور أخوي
مهند : العفو ما سويت إلا الواجب مع السلامة ..
شوق : مع السلامة ..
طلع مهند وهو لين هذي اللحظة مب عارف هو شو يالس يسوي .. المهم إنه يساعد شوق .. قرر قرار سريع إنه يتصل في ربيعه سالم يمكن يقدر يساعده .. رفع التلفون واتصل ..
سالم : يا هلا ومرحبا هلا والله بالقاطع .. هذا وبعدك ما عرست شي عيل يوم بتعرس شو بتسوي .. خبلت بك الحرمة من ألحين .. عشان تسمع الرمسه ..
مهند : شو بلاك سلوم خذيتني بشراع وميداف ..
سالم : هههه متوله عليك .. بشر يا مهند شو أخبار حمدان ..
مهند : آآآآآآه نفس ما هو ما في شيء تغير ..
سالم : الله يقومه بالسلامة .. شو بلاك يا مهند أحس صوتك مهموم ..
مهند : والله ما ادري شو أقولك ..
سالم : قول وأنا أخوك ..
مهند قال حق سالم كل السالفة .. سالم حز في قلبه وفعلا تضايق عشان شوق .. كيف بتعيش بروحها ..
مهند : والله محتار شو أسوي .. ما اقدر أخلي حمدان بروحه والله محتار وبعد مب قادر أكلم محمد وأقوله إني بهد حمدان بروحه ..
سالم : شو بعد تهد حمدان لروحه لا وأنا أخوك .. أنا ياينك على أسرع طيارة ..
مهند : لا يا سالم لا تعب عمرك وراك دوام ..
سالم : اليوم الثلاثاء .. وباجر أنا بي وبرد شوق وأخوها .. وبوصي حرمتي تكون وياها دوم .. والله يقدرنا نساعدها ..
مهند : ما ادري شو أقولك يا اخوي بتعبك وياي
سالم : لا وأنا اخوك ما فيها تعب إحنا لبعض ..
مهند : يعني لازم تحجز روحة ردة .. خذ رقم الرحلة اللي بيرجعون عليها ..
سالم : عطني ..
مهند : رقم الرحلة 777

ماذا بعد الآلامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن