بارت 29

127 6 2
                                    

فتح عيونه .. تنهد بصوت خفيف .. شاف الجهاز .. النبض يقل .. ردد بهدوء ..
((أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله))
غمض عيونه .. وغرق في بحر ماله نهاية .. شاف أمه واقفة تبتسم له .. ونورة عندالها وميرة ومحمد وعمه ومهند الكل يبتسم له وهو واقف عنهم بعيد .. إنعاد شريط الذكريات جدام عيونه .. طفولته ودراسته وأيامه الحلوة في بيت عمه ..
هو وين ما يدري آخر مرة كان في الطيارة وألحين قاعد في نص وايرات مالها أول ولا تالي .. جسمه متخدر مب قادر يحركه وعقله ساكن أبدا ما يقدر يفكر .. وهو مغمض عيونه قدر يرسم بصعوبه إبتسامة .. صبت في قلبه راحة غريبة .. بس مازال ما يقدر يحرك أي جزء من نفسه .. إلا عيونه وقلبه .. رغم إنه الضعف في قلبه ..
دقيقة من الصمت .. كسرها صوت الباب اللي انفتح بسرعة .. الدكتور دخل بسرعة .. اتجه للجهاز وغير فيه بعض الأشياء .. والتفت على حمدان ومن ثم دخل الدكتور الثاني .. ومعاه مجموعة من الإختصاصيين ..
الدكتور : انقلوه إلى غرفة العمليات بسرعة ..
الدكتور2: وهل تأكدت من إستعادته لوعيه
الدكتور : انظر إلى قراءة الجهاز إنها تقل بسرعة خيالية ..
الدكتور2 : وهل سنستطيع إسعافه
الدكتور : سنحاول .. (التفت للي معاه ) احملوه بسرعة إلا غرفة العمليات واتصلوا بقريبه فاليأتي
أحد الممرضين : حاضر دكتور ..
بدوا يغيرون وضعيه الأسلاك الموجودة .. وبكل حذر تمت عمليه نقل حمدان من غرفة الإنعاش لغرفة العمليات ..
يمكن الخوف كان يسري في قلوب الدكاترة الوضعية جدا خطيرة وممكن المريض يموت في أي لحظة .. خلاص هذي آخر عمليه وبثبتون جهاز صغير داخل جسمه بيتم معاه طول حياته لكن في حاله إنه شفى من المرض بيعود القلب لحالته الطبيعية والجهاز بيضل في جسمه .. وذلك لصغر حجمه ودقته وصعوبه فصله من الجسم بعد وضعه .. لكن هذا مستحيل يصير قبل سنة أو حتى سنتين من وجود الجهاز في جسم المريض ..
حركتهم كانت سريعة يحاولون بكل الطرق .. إنهم يسعفون حمدان ..
حمدان كان مازال مغمض عيونه ومسلم أمره لرب العالمين .. كم كان يتمنى يموت بين الناس اللي يحبهم بس مالله راد .. دعا في قلبه الله يصبرهم على فراقه .. ويسعدهم من بعده ..
انقطعت أفكار حمدان .. خلاص دخلوا في جسمه إبرة البنج .. ذكر ربه .. وفقد وعيه ..
في هذي الأثناء مهند وصل الفندق .. وطاح على السرير وأول ما اعتدل في هيئته حس بنغزه قويه في صدره .. وقلبه قام يدق بسرعه .. خاف ارتبك .. تعوذ من إبليس وغمض عيونه .. بس ما وحاله .. رن التلفون .. مسكه ورد من غير ما يشوف منو اللي متصل ..
مهند : ألو السلام عليكم ..
شهد : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
مهند ابتسم : هلا بالغالية .. شحالج ؟؟؟
شهد : الحمدلله بخير .. شخبارك إنته ..
مهند : بخير دامج بخير ..
شهد : الحمدلله
مهند : شو أخبار الأهل ..
شهد : الحمدلله طيبين .. مهند
مهند : عمره ..
شهد بحيا : ههههههه
مهند : إي إنتي شو فيج تضحكين .. شو قصدج مثلا
شهد : هههههه لا ولا شيء .. المهم ترا بطلع اليوم
مهند : طالع هذي مخسره عمرها وداقة بلجيكا تقولي بطلع .. إي مدام شهد أنا مو في بوظبي ولا العين عشان تتصلين وتستأذنين
شهد : يعني مرة ثانية أطلع من غير ما أقولك
مهند : والله لذبحج ..
شهد : هههه ما عرفنالك ..
مهند : كوني معاصرة العصر .. طرشي مسج ..
شهد : ما تضحك دمك ثقيل ..
مهند : من زمان ..
شهد : مهند .. حمدان شو اخباره ؟؟
مهند بحزن : مثل ما هو ياشهد مافي أي تحسن .. الله يعينه
شهد دمعت عيونهها على ولد عمها : آمين .. بس أحس إني متضايقة ..
مهند : لا لا تتضايقين ولا شيء ما قلتيلي .. وين بتطلعين ومع منو ؟؟
شهد : متواعده ويا واحد
مهند : شووووووووووووو
شهد : هههه يعني ويا منو ويا محمد طبعا
مهند : على بالي بعد .. وين بتروحين
شهد بحماس : البحـــر ..
مهند : لا
شهد بإستغراب : ليش ؟؟
مهند : تريي لين ما أرجع أنا بوديج البحر سيري مكان ثاني ..
شهد : لا مهند حرام عليك ..
مهند : خلاص كيفج سيري وين ما تبين تسيرين ..
شهد : زعلت
مهند : وليش أزعل ..
شهد : عشان بسير البحر ..
مهند : لا
شهد : امبلا .. خلاص ما بسير
مهند : هالكثر يهمج رايي حتى لو كان يكدرج ..
شهد : أكيد
مهند بإبتسام : خلاص عيل سيري ..
شهد : أدريبك تلعب باعصابي ..
مهند : تدرين الخط الثاني من اتصلتي وهو يرن وأنا مطنش وألحين أسمع التلفون اللي في الحجرة يرن ..
شهد : هههه أدري محد أهم مني بيتصل ..
مهند : منو قال والله قاصة على عمرج مسكينه غامظتني
شهد : اوكي خلاص أنا بسكر وروح كلم حبايبك
مهند : حبايبي يعرفون عمارهم ماله داعي دلعهم الماصخ
شهد : مهند
مهند : عيونه
شهد : ما تلاحظ شيء غريب ..
مهند بخوف : مثل ..
شهد : سفرك مع حمدان غير وايد أشياء
مهند : مثل ؟؟!!!!!
شهد والغصة حارقة قلبها : ما أدري بس أنا وإنته تغيرنا
مهند : احسدينا يالله يالله ناقصين إحنا
شهد : لا مهند أتكلم جد متى عاد بتريحني
مهند بجدية : يوم الله بيريد ..
شهد : قولي من ألحين لا تخليني أتعلق فيك أكثر ..
مهند : شهد لو سمحتي أجلي هذا الموضوع ..
شهد بحزن : على راحتك ..
(ويرن تلفون الغرفة )
مهند : ما ادري شو السالفة التلفون رن أكثر من مرة
شهد : قوم رد عليه
مهند : اوكي الغالية بخليج ..
شهد : حط بالك على حمدان
مهند : حمدان بس ..
شهد بخجل : بس حمدان لو تسمح يعني ..
مهند : اوكي بردها لج في يوم من الايام ..
شهد : مع السلامة ..
مهند : مع السلامة ..
ابتسم مهند وحمد ربه .. حس بالإرتياح شوي .. وطرت على باله شوق ..
وقال في خاطره ((سامحيني بس مكان شهد مستحيل يكون فيه حد ))
رد تلفون الغرفة يرن مرة ثانية .
مهند : ألو نعم
الإستقبال : الإستاذ مهند لديك اتصال من المشفى ..
مهند : هل تركوا رسالة ..
الإستقبال: يريدونك ضروري ..لقد انهوا المكالمة لأنك تأخرت في الرد عليهم ..
مهند : شكرا سأتجه إلى هناك في الحال .. شكرا
الإستقبال : عفوا ..
سكر مهند التلفون وبدل ملابسه بسرعة فعلا كان خايف من وصل ما اتصلوا المستشفى أكيد اليوم في شيء جايد مستوي .. كان خايف على حمدان وايد .. كل يوم يتم وياه بس اليوم حس بتعب وروح عن حمدان بسرعة مع إنه كان ناوي يرجعله وقت المغرب ..
في نفس الوقت محمد كان واصل البيت
دخل وحصل أمه يالسه ..
محمد : السلام عليكم يالغالية (وحبها على راسها)
أم محمد : وعليكم السلام ورحمة الله هلا والله بولدي ..
محمد : شحالج أمايه عساج طيبة
أم محمد : الحمدلله يا ولدي دامكم حاولي أنا بخير ..
محمد : دوم إن شاء الله وأبوي وينه ما أشوفه ..
أم محمد : قبل شوي مر عليه يارنا بو عبدالله وطلع معاه
محمد : زين زين .. والبنات وين عيل ومرت عمي
أم محمد : شهد في حجرتها فديت روحها ربي يعافيها .. ونورة عند مرت عمك تشوفها شان محتاية شيء وميرة دخلت تيب غداء حق مبارك..
محمد : زين أنا بصعد أبدل ثيابي ..
في هذي اللحظة ميرة كانت طالعة من المطبخ الداخلي .. وما انتبهت لوجود محمد
ميرة : مبارك تراني مب فاضية لك امش اتغدى بسرعة لأقوم أذبحك من الضرب ..
مبارك : مابى مابى بتريا بابا .. وأبويه وعموه ..
ميرة : أووووووه بالطقاق .. يعلك ما تغديت .. لوعت جبدي إنته وأبوك (صدق كانت محرجة)
ومشت وفجأة ضرب جتفها في جتف محمد ..
محمد : أشوفج مستويه جبريت ممكن أعرف شو السالفة ..
ميرة انتبهت لوجود عمتها : ولا شيء بس تعبانة شوف لك صرفة مع ولدك أنا بطلع أنخمد ..
محمد : على راحتج ..
ميرة انقهرت من بروده وهدت غدا مبارك وصعدت فوق ..
أم محمد : شو بلاها مرتك قبل شوي ما كان فيها شيء وكانت أحسن ما يكون ..
محمد : ما أدري أمايه بروح أشوفها ..
نورة هذي اللحظة كانت طالعة من غرفة مرت عمها ..
نورة : هلا محمد وصلت .. (وابتسمت )
محمد : هي وصلت ليش يعني ..
نورة : لا ولاشيء بس الله يعينك ..
محمد : ليش يعني الله يعيني شو مستوي نواري ..
نورة : لاو لاشيء روح شوف ميرة فوق تعبانة وخل مبارك أنا بغديه ..
محمد : لا أنا أشك إنه في وراكم شيء
نورة : إلا أشياء هههههههههههه
محمد : عز الله أنا براويكم .. أصلا محد يروم علي ..
نورة : بنشوف ..
محمد : مبارك حبيبي تعال .. وتغدى ويا عموه نورة ..
مبارك : لا بابا أنا أبى وياك
محمد : خلاص إنته مب ولد شاطر ما تسمع رمسة بابا ..
مبارك : لا لا خلاص بسكت وبتغدى ..
محمد : فديت الولد الشاطر ..
نورة : روح ترى أكيد ميرة وصلت حرارتها أربعين
محمد : فال الله ولا فالج شو أربعين بعد إنتي ولا هي
أم محمد : محمد شو تقول تدعي على أختك
محمد : ما تسمعينها تدعي على مرتي ..
نورة : ألحين مرتك توها كانت أم دويس
محمد : أفا
نورة : شو فيك ؟؟
محمد : أنا براويج شهود محد يقولج شيء أكيد هي قالتلج بس إن شاء الله ما تكون قالت حق ميرة
نورة :الله وأعلم إن شاء الله هههههههه
محمد : أمايه أنا رايح ادعيلي
ام محمد تبتسم : الله وياك ..
نورة : ياك الموت يا تارك الصلاة هههههههه
محمد شافها بنظرة.. سكتت .. وهو طلع فوق يشوف ميرة ..
مهند وصل المستشفى .. وهو قلبه يدق بسرعة .. تذكر ذاك اليوم اللي اتصلت فيه أسماء عشان تقوله عن الحادث اللي استوى في سلامة .. طلع من الدوام ذاك اليوم بأقصى سرعة ولما وصل .. كان الكل متجمع في المستشفى .. طلب يدخل عندها بس محد رضى .. دز الدكتور ودخل الحجرة .. وشافها مغطاية بالدم .. ركض بيشلها بس دخلوا وراه ومسكوه وطلعوه وهو يزقر بإسمها .. وبعد دقايق .. طلع الدكتور وسأل منو هو مهند لأنه كان آخر إسم تذكره .. قام من على الكرسي ودخل الحجرة .. كانت خلاص متنهية .. ماتت سلامة .. صرخ بأعلى صوته .. لكن خلاص اللي يموت ما يرجع .. نزل على ركبته وتم يصيح ..
كيف إنسان عزيز علينا يروح في غمضة عين ..
حتى ما قدر يوقف ويروح يشوفها تم طايح على ركبته لين ما يو وخذوه وطلعوه برع الغرفة .. كان هذا الشريط ملازمنه من ذاك اليوم لين يومه هذا ..
مستحيل حمدان يلحق سلامه .. خلاص ما يقدر مستحيل يستحمل يخسر ناس عزيزين على قلبه ..
في ذاك اليوم صاح صياح محد صاحه على سلامه .. حس انه قلبه يتقطع قطعه ..قطعه .. كان عايش بذكراها .. وكل يوم يروح بيتهم ويخيل وجودها .. ومرت سنين لين ما قدر ينسى هذا الشيء .. وألحين مستحيل يفكر حتى إنه حمدان ممكن يختفي ويلحق سلامة .. طرت على باله نورة .. كيف بيكون حالها .. نزلت من عيونه دمعه خوف مسحها بسرعة .. قبل ما يحس بالضعف اللي ممكن يهز كل كيانه وكل جوارحه ويدمره ..
كان قاعد يدعي من خاطره ..
في مكان ثاني .. كان فيه شخصين قاعدين مع بعض .. واحد باين عليه الحزن الفضيع والثاني يحاول يهديه ..
منصور : خلاص يا فيصل خلاص أحس إني ضايع
فيصل : استهدي بالله يا منصور كم مرة في اليوم بنتكلم عن هذا الموضوع ..
منصور: إنته أبدا مب متخيل عذاب الضمير اللي أنا عايش فيه .. أنا خلاص أحس أبغي أنفجر
فيصل : وبعدين وياك .. هدي شوي .. لازم تصبر لين ما يرجعون
منصور : انزين أنا عندي فكرة ..
فيصل : شو
منصور : شو رايك نسافر لهم ..
فيصل : انته تخبلت تقول سايرين علاج وحالتهم حاله وتقولي نسافر لهم والله يا منصور استخفيت ..
منصور : يحقلي يا فيصل والله أحس إنه سجاجين تنغز في قلبي
فيصل ابتسم : هذا الندم ..

ماذا بعد الآلامWhere stories live. Discover now