بارت 27

115 5 0
                                    

الفجر شوق كانت قاعدة على البلكونة والدموع تنزل بهدوء على عيونها .. ما تدري شو اللي صار فيها .. قلبها قاعد يتقطع قطعه قطعه .. خلاص الحياة بالنسبة لها انتهت .. أخوها وراح .. كيف راح تكمل حياتها .. تمنت تكون أكبر شوي .. يمكن تقدر تسوي لنفسها شيء .. لكن كيف بتقدر تكمل حياتها بروحها .. يا في بالها أخوها سيف .. أبدا ما كان مقصر فيها .. كان بالنسبة لها الام والأبو وكل شيء .. كيف بترد الإمارات بروحها .. كيف بتعيش في البيت العود بروحها .. ليش ؟؟ ما كان عندها امل .. تمنت من كل قلبها إنه الله يسر لها اللي فيه الخير .. مسحت دموعها وتنهدت وقامت تستعد حق الموت .. فعلا رغم إنها كانت تبغي ترد لكن حست إنه اول ما بيدفنون أخوها بيدفنون روحها معاه .. خلاص يا شوق ما عاد لج مكان في هالدنيا ..
دخلت عليها منى ..
منى : السلام عليكم ..
شوق بحزن : وعليكم السلام
منى : لازم تستعدين يا شوق لانه طيارتنا بعد أرع ساعات .. ساعة بالكثير وبنطلع من الفندق
شوق بصوت مبحوح : إن شاء الله ..
طلعت منى من الغرفة وهي زعلانة على هذي البنت الصغيرة اللي أبدا ما تهنت في حياتها .. كيف راح تعيش بروحها .. صدق الله يعينها !!!
مهند كان في طريجه للفندق .. كان يفكر بشوق .. كيف بتقدر تستحمل الوحدة وهي بنت صغيرة ..رجعت ملامحها جدامه ..سلامة بكل شيء .. تشبه سلامة .. عيونها كلامها الحزن اللي في ويها حتى دموعها تطابق دموع سلامة ..
طرد كل الأفكار اللي في عقله .. خذ نفس عميق .. : وينج يا شهد ؟؟!!!
وصل مهند الفندق ولقى سالم يخلص الإجراءات .. طبعا هو كان مخلص إجراءات نقل جثة المرحوم سيف ..
مهند : السلام عليكم
سالم : هلا مهند وعليكم السلام ..
مهند : كل شيء زاهب ..
سالم : تقريبا .. بس تدري صدق غامظتني البنية .. كيف بنخليها بروحها ..
مهند : أكيد بتروح عند عمتها ..
سالم : الله يعينها ..
مهند : مرتك وين ؟؟
سالم : من أمس وهي عندها ..
مهند : خلنا نصعد لهم فوق ..
سالم : يالله ..
دق سالم الباب وفتحت له منى
سالم : بشري يا منى شو حالها ألحين
منى : أردى وأردى .. مب طايعة تاكل ولا شيء يالسة وتصيح وبس ..
سالم : الله يعينها ..
مهند بتردد : منى أدخلي وقوليلها إني بشوفها
سالم صد على مهند وشافه بنظرة حزن وكأنه يقوله .. : لا لا يامهند اصبر شوي
مهند بادل ربيعه نظرة كلها عزم وإصرار ..
منى دخلت عند شوق وقالتلها إنه مهند يبغي يشوفها .. وشوق ما ردت عليها .. بس خذت شيلتها ولفتها على راسها ومسحت دموعها ..
منى : مهند .. تعال
دخل مهند عند شوق وطلعت منى ..
مهند : شوق أنا يت أسلم عليج وأقولج حطي بالج على نفسج عدل ..
شوق تمت تطالعه بنظرات كلها توسل وحزن وحطت إيدها على ويهها وبدت تصيح
مهند : ياشوق شو بيفيدج الصياح دخيلج لا تقطعين قلبي ..
شوق بصوت مخنوق : مهند قولي بصراحة أنا أهمك ولا لا
مهند استغرب من السؤال : أكيد تهميني
شوق : عيل لا تخليني دخيلك يا مهند لا تخليني أرجوك أرجوك ..
مهند انصعق : كيف يعني ..
شوق : ما ادري بس المهم ما تخليني أنا خايفة يا مهند خايفة ..
مهند بحزن : شوق أنا أول ما توصلين الإمارات بكلم أختي تزورج ولو مرتي قدرت بخليها تزورج بعد ..
شوق بإستغراب واضح : مرتك .!!! إنته معرس ..؟؟؟؟
مهند : تقريبا .. المهم مب هذا موضوعنا ..
شوق حست بقلبها يغلي من داخل خلاص حتى مهند خسرته .. أصلا هي ما ملكته عشان تخسره .. مهند ملك غيرها وهي مالها حق فيه ..
مهند : زهبتي كل أغراضج ..
شوق : الحمدلله
مهند صد عشان يطلع ..
شوق بخوف : مهند لا دخيلك لا تخليني بروحي ..
مهند شافها بنظرة حزينة وطلع .. ودخلت شوق في نوبة صياح خلاص آخر أمل في حياتها إنتهى .. ما في أمل ثاني ..
مهند طلع من عندها وهو متضايق وايد .. ما يعرف ليش تعلق فيها يمكن لأنه يشفق عليها وايد لصغر سنها والظروف اللي تعيشها .. مسكينة ياشوق .. بس صدق ما أقدر أتخلى عن ِ شهد ..
نزل عند سالم ونزلت شوق ويا منى وراحوا المطار مع بعض .. وشوق ما قالت ولا كلمة .. بس قبل ما يدخلون صدت شوق على مهند ..
شوق : مهند ..
مهند : نعم ..
شوق : ادعيلي يا مهند من قلبك .. لا تنساني ادعيلي من خاطرك ..
مهند : خير إن شاء الله حطي بالج على نفسج يا شوق ومثل ما وعدتج أختي أسما بتكون وياج على طول ..
دخلت شوق .. وتنهد مهند حس إنه شيء كبير إنزاح عن قلبه .. بس بعده حاس بالألم ..
طلع من المطار .. كانت الإجراءات صعبة وايد .. ولولا وجود السفارة ومعاونتها لمهند كان تبهدل بس صدق الله يخلي بلادنا اللي مب مقصرة علينا بشيء ..
وصل مهند الفندق .. من زمان أهمل حمدان .. ما يروح له مثل قبل حس بالعجز حس بالتقصير .. ياربي شو اللي بيرحني ومتى برتاح .. هذا اللي أبغي أعرفه .. ؟؟؟؟؟!!!!!!!!
بعد أذان العصر .. طلع محمد من المسيد عشان يروح الشركة مثل ما تعود من كذا يوم .. واللي ما كان منتبه له محمد إنه هناك في عيون تراقبه بكل حذر .. عشان ما يلاحظها ..
وصل محمد الشركة .. وأول ما دخل الشركة .. وراح صوب مكتبه تحديدا ..
محمد : سامية محد سأل عني اليوم ..
السكرتيرة : إمبلا إستاذ في شخص سأل عنك بعد مارحت اليوم الظهر
محمد : ما قال منو إسمه
السكرتيرة : لا والله بس آل (قال) إنوه راح يرجع العصر ..
محمد : اوكي .. هاتيلي ملفات قسم الحسابات بسرعة أوقع عليهم
الشكرتيرة : إن شاء الله ..
دخل محمد المكتب .. وقعد واتصل في ميرة ..
محمد : يا مرحبا بناعم الصوت
ميرة : ههههههه لا تتمنكر قول شو عندك متصل ألحين
محمد : أفا تولهت عليج ..
ميرة : تدري إنك أكبر لواص في العالم .. الله يعيني عليك بس قول آمين
محمد : آمين .. أقول ميرو حبيبتي ندخل في الموضوع أحسن
ميرة : أنا قلت هذا الدلع ماوراه إلا طلبات الإستاذ محمد اللي ما تخلص .. أقول ليش ما تحطني سكرتيره بدال هذي اللي مرتزة عندك بلايا حجاب ولا شيء ..
محمد يتطنز : أفا ميرة بنت حميد تشتغل سكرتيرة وراسي يشم الهوا ما يصير!!!
ميرة : بسك عاد من الطنازة ارمس عدل ..
محمد : ميرة اليوم أنا بتأخر عندي شغل وايد .. فلا تتريني فالليل
ميرة : لا تأخير لا ..
محمد : دخيلج ميرة وايد شغل وراي ..
ميرة : ما أظن الشركة تفتح لين نصاف الليالي ..
محمد : إذا أنا أبغي عادي ..
ميرة : عيل يوم بكيفك حق شو تشاور .. خذ راحتك باي
محمد : لحظة لحظة خذتيني بشراع وميداف الله يهداج ..
ميرة : محمد خلصني بنتك مأذتني يالله سكر أبا أرقدها ..
محمد : انزين مهند إذا اتصل على تلفون الحجرة خليه يتصل على الشركة لأنه قالي بيتصل اليوم ..
ميرة تقلد السكرتيرة : أوامر ثانية إستاز محمد
محمد : لا مشكورة .. اجلبي ويهج
ميرة : صدق ما تنعطى ويه .. باي
محمد : مع السلامة ..
دق باب المكتب ..
محمد : نعم يا سامية ..
سامية : تفضل هذي الملفات ..و نفس الشخص اللي كان جاي الظهر موجود برع أدخله
محمد : هيه ..
سامية تلف وراها : تفضل لو سمحت الإستاز عم ينتظرك
فيصل وهو يدخل : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
محمد : وعليكم السلام والرحمة .. تفضل ..
فيصل : دام فضلك يا بومبارك
محمد : هلا أخوي آمر .. أي خدمة أقدر اقدمها لك ..
فيصل : بصراحة يا محمد أنا ياي أسأل عن مهند نسيبك ..
محمد : خير إن شاء الله ..
فيصل : كل خير يا محمد كل خير .. بس بغيته في موضوع خاص ..
محمد : ولا ما أدري اخوي ....
فيصل : فيصل .. فيصل بن جاسم ..
محمد : والنعم .. اخوي فيصل .. بس طمني
فيصل : شيء خاص بيني وبينه وأنا مب قادر أوصل له ..
محمد : بصراحة يا اخوي يا فيصل مهند في الوقت الحالي مسافر .. مع ولد عمي للعلاج في بلجيكا إذا تباني اوصل له رسالة أنا ما عندي مانع ..
فيصل : مشكور يالحبيب وما تقصر .. بس اول ما يوصل بغيت تعطيه كرتي وتقوله يتصل فيني ضروري .. (يناوله الكرت)
محمد : إن شاء الله من عيوني .. تآمر يا أخ فيصل ..
فيصل : ما يآمر عليك عدو .. أنا أترخص ألحين
محمد : لا وين لازم تشرب عصير ولا شيء ..
فيصل : مرة ثانية إن شاء الله ..
محمد : على راحتك ..
فيصل : مع السلامة
محمد : مع السلامة ..
طلع فيصل وخلا محمد في حيرة من أمره يا ترى منو هذا الإنسان اللي يسأل عن مهند .. ويبغيه في شيء ضروري وهو ما يعرفه .. حط الكرت في أدرج المكتب وكمل شغله ..
طلع فيصل من المكت وهو متكدر .. ياترى لين متى ؟؟ متى بنحل هذي المشكلة .. وصل عند سيارته ركب وقال بكل حزن
فيصل : لين ألحين مسافر والله أعلم متى بيرد
منصور: دخيلك لا تقول شيء يا أستاذ فيصل
فيصل : منصور كم مرة قلتلك لا تقول إستاذ .. وبعدين فعلا مهند مازال مسافر ..
منصور حط إيده على راسه ونزله ودمعت عيونه : لين متى بيتم ضميري يعذبني ..؟؟؟ لين ما أموت
فيصل : لا تعذب عمرك يا منصور .. الله ما يترك عباده ..
منصور : يا فيصل إنته ما تدري باللي أعانيه في داخلي .. أنا اخاف يكون ظلم البنت وهدها عشان اللي سويته .. أنا تعبان تعبان يا فيصل ..
فيصل : منصور أنا بديت وياك من أول المشوار .. من زاك اليوم اللي دخلت فيه المستشفى عشان تتخلص من السم الهاري اللي يسري في دمك .. وإتغلبنا على هذي المأساة وما اظن مشكلة مهند أكبر من المشكلة اللي تعانيها
منصور : حياتي ما أبغيها لو ما سامحني .. عمري ما شفت إنسان برجولته يا فيصل .. أنا أبغي أشوفه أكلمه
فيصل : إنته تخبلت عشان يثور ويذبحك
منصور : لا يا فيصل إلا مهند رغم إني ما عرفته إلا في ذاك اليوم المشؤوم إلا إني أحس إنه ريال وأصيل .. وتصرفه كان شهم ونبيل .. يصدر من أي إنسان ..
فيصل : إحنا صبرنا هذا الوقت كله ما بنصبر لين ما يرد مهند .. الله يهديك يا منصور هدي نفسك شوي ..
منصور : أنا لازم أتصل فيها ..
فيصل بإستغراب : منو هذي ؟؟؟
منصور : ما أسرع ما نسيت .. شهد أخت المرحوم زوجة مهند ..
فيصل : لا إلا هذا يا منصور إحنا نبغي نحل المشاكل مب نزيدها ..
منصور : ما أقدر اصبر اكثر .. أبدا ما أقدر ..
فيصل : منصور هدي أعصابك خلنا نروح نقد على البحر شوي ..
منصور : على راحتك ..
فيصل خذ نفس عميق وحرك السيارة ..
رجع بذكرياته لاول يوم وصل فيه منصور للمستشفى .. كانت حالته فظيعة والسم منتشر في جسمه إنتشار مخيف .. كان خايف يعاللجه لأنه ممكن يكون شرس خاصة إنه كان يتذكر سلطان بإستمرار وصابته أزمة نفسية ..حاول معاه بكل الطرق لين ما وصل منصور لهذي الحاله اللي يشوفه يقول مستحيل هذا الإنسان كان يتعاطى مخدرات .. شكله تغير ويه صار كله نور .. إنسان ملتزم يخاف ربه مستحيل يفوت صلواته .. ولا النوافل اللي عليه .. هد أصحاب السوء .. وتعلم من المستشفى وايد أشياء .. واكتسب أروع أشياء في حياته .. كانت رحلة العلاج صعبه تذكر فيصل أول يوم .. لما كان منصور مع أبوه .. بعد ما طلع من السجن لأنه كان مفروض يتعالج ..
استقبله فيصل بصدر رحب رغم الحاله المترديه اللي كان فيها الإبو وولده .. كان حاس بإنه أبو منصور خلاص بينفجر .. على طول يا في باله أول حوار مع منصور ..
فيصل : منصور ممكن أسالك أسئله
منصور: قوم عني لأفلعك بشيء على راسك ..
فيصل : يا منصور لازم تعاوني عشان تتعالج
منصور : ومنو قالك إني انا مريض ولا مختل عقليا خلوني بسير جسمي يعورني
فيصل : من المخدرات اللي تتعاطاه
منصور : اوووووه وبعدين نصايح ساير ونصايح راد .. خلوني في حالي يا بشر ..
فيصل : يعني ما تبى تتعالج
منصور : لا
فيصل : ليش هو بكيفك
منصور بإستهزاء : لا عيل بكيفك
ابتسم فيصل ياما مر بمواقف تضحك وتحزن مع منصور.. أول واحد من اللي ساعدهم إنهم يتخطون مرحلة الخطر ويتعلق فيه بهذي الطريقة .. وصد يشوف منصور اللي حاط إيده على راسه والندم مقطعنه من كل صوب .. فيصل فرح لأنه هذا اللي كان يبغي يوصله .. فعلا منصور تغير ويحاول يصحح أكبر قدر من أخطاءه .. وألوهم غلطته مع المرحوم سلطان ودايما يلوم نفسه ..

ماذا بعد الآلامWhere stories live. Discover now