بارت 39

118 2 0
                                    

الكل كان منتظر ردة فعل فواغي لكنها ما تحركت ولا أبدت أي إنفعال .. واللي ما يعرفونه إنه فواغي في هذي الدقايق عاشت في عالم ثاني عالم غير عالمنا عالم يجمعها بخالد بالإنسان اللي حبته وأخلصت له طول المدة اللي طافت هذي وبتظل على عهدها وعلى إخلاصها طول ما هي عايشه .. كانت تحاول تستوعب شو الكلام اللي مكتوب في الورقة وشو الداعي منه هو نفسه خط خالد وحتى صوت خالد حست في الورقه حس خالد .. حست بروح خالد بروح سكنت روحها هي ومستحيل تطلع منها .. كانت تقرى وكلها امل إنها ما تصدق اللي مكتوب كانت تبغيهم يصحونها من الكابوس في هذي اللحظة وفجأة حست برجفة قوية هزت كيانها وكأنه أمر من رب العالمين واستجابة دعاء الإنسان اللي قال قبل ما يموت (( اللهم ألهم صاحبتي الصبر)) .. خمس دقيق مرت والكل في نفس الوضع ومحد حاب يقطع لحظة الصمت اللي عايشه فيها فواغي لحظة عاشتها هي وخالد وبس .. آخر لحظة يقضونها مع بعض خلاص هذا اللي مكتوب في الورقة .. وبعد الفترة الزمنية القصيرة والطويلة على الموجودين .. ارتسمت أحلى ابتسامة على ويه فواغي ورفعت راسها .. وقالت
فواغي : ينتظرني في الجنة ..
الكل انصعق معقولة هذي ردة فعلها بس هذا آخر شيء كانوا يتوقعونه ..
أم فواغي : شفت يا جابر بنتي استخفت
أبو فواغي : لا تقولين كذا يا مرة ماله داعي هذا الكلام
فواغي : ليه يمه أنا ما استخفيت أنا ما فيني إلا العافية .. تبون تعرفون حبيبي الله يرحمه وش كاتبلي
نايف : ياريت يا فواغي ..
فواغي : (( أستودعك وابني الله الذي لا تضيع ودائعة وألقاك في عليين حورية من حور الجنة اللهم آمين .. حطي بالج على نفسج يا عيون خالد ))
سعود انسحب وطلع برع الغرفة .. ونايف دمعت عيونه وقرب من أخته وحبها على راسها .. وهي بدورها ابتسمت له .. وقربت منها سمر ولوت عليها .. وهني كان لازم تضعف فواغي شوي هذا موت ومستحيل نرجع الميت كانت لازم تفرغ البركان اللي داخلها اللي مستحيل يهدى دام راسها يشم الهواء لوت عليها وصاحت كل اللي في خاطرها لكن بهدوء هي محتاجة الصياح يغسل ذرة من الحزن اللي داخلها ..قرب منها أبوها وبدوره خذاها في حظنه الدافي ..
أبو فواغي : احتسبي عند ربج يالغالية وحطي بالج على نفسج وسوي وصية المرحوم
فواغي (بصوت مخنوق ومتقطع من الصياح) : على قد ما أقدر يا يبه بحاول .. إنته ما تدري خالد شو يعنيلي
أبو فواغي : أدري أدري يا بنتي بس هذي إرادة رب العالمين
فواغي كانت تصيح بصمت في حضن أبوها .. وهي تسترجع كل اللحظات من أول ويديد ..
سمر : لا تجهدين نفسج يا فواغي مب زين عليج اللي تسوينه في نفسج ..
أم نايف : خلها تصيحه يا سمر هذا اللي بإيدها فديت روحج يا بنيتي تعالي في حظني يالغالية
وخذت أم نايف فواغي في حظنها وهي تصيح بكل براءة وكأنها طفلة أخذوا منها لعبتها اللي تحبها ومستحيل تقدر تستغني عنها ولو بالعاب الدنيا كلهم ..
بيت أبو نايف كانت تغطيه الغيوم غيوم من ألم وحزن على فقد خالد الإنسان اللي الكل حبه والكل رضى عليه وعلى تصرفاته ..
**
محمد في هذي اللحظات كان واصل الفندق وهو تعبان من التفكير .. ولايعة جبده فعلا من زمان ما سافر بروحه ولا بات برع البيت .. يمكن تسرع .. بس ماعليه مب مشكلة كل شيء عادي وطبيعي ..
اتصل في مهند ..
مهند في هذا الوقت كان طالع من حمدان .. لازم يطردونه الممرضات عشان يطلع من عند حمدان .. مستحيل يفكر يخليه ولا دقيقة .. طلع تلفونه من جيب البنطلون وشاف رقم محمد ورد عليه ..
مهند : يا مرحبا الساع
محمد (بصوت تعبان) : مرحبتين وينك عنبوه هذا كله في المستشفى
مهند : شو دراك واللي يقولك إنه في الفندق
محمد : أقوله لوات
مهند : ليش
محمد : لأني أنا في الفندق وسألت عليك قالولي محد
مهند : ويييييييييييين ؟؟؟؟
محمد : بسم الله أقولك في الفندق
مهند : ليش
محمد بجدية : مهند الله يهديك أنا ما قلت لك إني ياي
مهند : بهذي السرعة عنبوه ما مرت أربع وعشرين ساعة من كلمتني مب واسطه عندك وأي واسطة ليش حتى الواسطات في الجو
محمد : مهند أنا كلمتك الظهر حجزت على طول ويت وأظن ألحين الوقت فجر ما أدري كيف مخلينك في المستشفى لين هذا الوقت
مهند : ههههههه والله ما يدرون كنت في الحمام يوم يايين يطردوني
محمد بإبتسام : والله ما فيك حيله
مهند : عيل شلون عيل
محمد : بس لا تلوي لسانك والله كلكم فاضين إنته ومرتك
مهند : فديت هالطاري
محمد : لا أشهد إنه بلجيكا علمتك الإستخفاف
مهند : هههههههه أتشبب شوي أشوف الشعر الأبيض طلع
محمد : وابويه واحسرتي على حظ اختي
مهند : أقول وخيتي ممكن تصبرين لين ما أوصل
محمد : أي إنته
مهند : شو أسوي فيك أونه وابويه واحسرتي (يقلد محمد)
محمد : إنزين بس يالله على طول اصعد حجرتي
مهند : بعد شو هالمنكر حجرتي عودة تكفينا
محمد : كيفي ما ارتاح وياك
مهند : مالت يالله قربت اوصل مع السلامة
محمد : مع السلامة ..
مهند سكر عن محمد وهو يدري إنه ما بيحصل وقت يكلم فيه شهد واتصل فيها على طول ..
ميرة كانت عند شهد وفزت من سمعت صوت التلفون ..
ميرة : يمكن محمد
شهد : لا حبيبتي هذي رنة مهند
ابتسمت ميرة وناولت شهد التلفون وشهد ردت وهني ميرة قامت بتطلع بس شهد مسكتها وأشرتلها إنه عادي
مهند : السلام عليكم
شهد : وعليكم السلام والرحمة
مهند : شخبارج ؟؟
شهد : الحمدلله الله يسلمك ويعافيك شو أخبارك إنته
مهند : تمام تولهت عليج
اكتفت شهد بإبتسامه
مهند : اوووووه خلاص ما تولهت عليح
شهد : حتى أنا
مهند : اقول أقول
شهد : هلا
مهند : مع السلامة أكلمج بعد اسبوعين عشان تتادبين ما بكلمج لين ما أرد أنا براويج
شهد : لا دخيلك لا
مهند : اترجيني بعد
شهد : يالله عاد مهند
مهند : ماشيء كيفي خلاص عصبت
شهد : عشان خاطري
مهند : لا تقصين على عمرج مالج خاطر
شهد : والله
مهند : المهم شو سالفة محمد
شهد : حط بالك عليه
مهند : إن شاء الله تبيني أأكله وأشربه وأطمن إذا مرتاح ولا لا
شهد : لو سمحت يعني
مهند : دمج ثقيل آخ يا قلبي الله بلاني بلوة وينج يا سلامة ما كانت تسكر إلا وهي قايلة لي كلمة تطيب الخاطر (قالها مهند بعفوية )
شهد انصدمت وما قدرت ترد عليه
مهند وهو مب منتبه حق اللي قاله : شهد وينج
شهد : موجودة
مهند : أخليج ألحين
شهد : ليش ؟؟
مهند : لج ويه بعد تقولين ليش يالله مع السلامة
شهد والصدمة ذابحتها : مع السلامة
سكر مهند عن شهد وهو أبد ما حط في باله شيء من الكلام اللي قاله أصلا هو ما انتبه لنفسه أحيانا يكون الإنسان عفوي وبدون ما يقصد يقول أشياء ممكن تكون بعيدة عن الواقع .. لكن شهد حست بقلبها يدق بسرعة وبحرقة داخلها ما تعرف شو سببها .. ميرة لاحظت التغيير على ويه شهد ..
ميرة : شهوده .. يا شهد .. شهد
شهد : هلا هلا ميرة شو فيج
ميرة : وين سرحتي
شهد : لا ولا شيء ما فيني شيء
ميرة : أحس فيج شيء
شهد : لا أبدا أقول أنا فيني رقاد فظيع ولا إنتي شو
ميرة : أنا راسي بينفجر
شهد : من الصياح اللي ماله داعي
ميرة : خلاص يا شهد انتهى الموضوع
شهد : أحسن خذي فترة نقاهه من أخوي شوي
ميرة : ياريت أقدر ليش نحن نقدر نخلي القلب يوقف ويرتاح دقيقة تراه شغال المسكين من انولدنا
شهد : يا عيني يا عيني ترى أنا أستحي ما أستحمل هذي الكلمات
ميرة : شهد أنا وأخوج عشرة سنين مب يهال ما نعرف نتصرف ولا نعرف شو نقول ..أنا مش مراهقة تتغزل في عشيقها بكلام فارغ أنا أحمل بداخلي معاني الحب الحقيقي اللي تجهله كل إنسانة ممكن تعطي الحب لإنسان مب محرم عليها الحب الخرابيط اللي ممكن يوديها في داهية .. أنا أحمل معاني الحب اللي الله حطه في قلبي عشان أعطيه لمحمد وبس آآآآآآآآه يا شهد حب عن حب يفرق مب كل حب في السماء يبرق
شهد : حكم حكم والله صح لسانج بس بسأل ميرانة مب جنج بديتي تخورطين خلنا نرقد شو ياب المغازل والبنات في السالفة ..
ميرة : أقول ارقدي ترا الرمسة وياج ما منها فايده (وظربتها ميرة بالمخدة)
شهد : بس عاد يالياهل والله إنه هذي القمر أعقل عنج فديت حصيصة ياربي الله لا يحرمني منها .. (وحبت حصة بين عيونها) ياربي شكثر أحبها .. أقول ميرة شو رايج أتبناها
ميرة : ليش شو قالولج مشردة ما عندها لا أم ولا أبو
شهد : يا ناس أموووووووووووووووووت فيها انتي ما تفهمين
ميرة : استريحي تموتين ما تموتين ما يمشي علي الله يخليلها أمها وابوها
شهد : آمين
**
لاااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااا
اااااااااااااا
بكل ذعر قام وحس إنه في دموع على ويهه وانه جسمه ينتفض بقوة .. حلم فظيع .. ما يقدر يفسر أي معنى من معانيه .. تعوذ من الشيطان وقام بيشرب له كاس ماي يمكن يهديه .. طالع الساعة وشاف إنه ما بقى شيء على موعد الطيارة .. صلى ركعتين ودعى لسيف وعقب قام يكمل أغراضه .. مايدري يمر على أمه يسلم عليها ولا لا .. وفي النهاية قرر إنه ما يمر عليها ولا حتى يكلمها ما يبغي يعور قلبها أكثر .. هو من الأساس قلبه يعوره ليش ما يدري .. طنش كل شعور داخله وقال للخدامة تحط أغراضه في السيارة عشان يروح المطار .. وأبدا ما غاب عنه أي حدث من أحداث الحلم اللي شاف فيه شيف وهو ينصحه ويقوله إنوه غلطان وإنه السبب في كل المشاكل .. كان يعاتبه بفضاعة .. حلم هذا حلم .. حاول مايد ينسي نفسه بس شو ينسى .. ينسى ويه سيف ويه أخوه اللي ما يابته أمه .. ركب مايد السيارة وهو على أمل إنه يحقق اللي في باله ويصلح كل الأمور ..
**

ماذا بعد الآلامWhere stories live. Discover now