بارت 30

135 7 3
                                    

مل منصور والتلفون بعده يرن لين ما قطع .. وقال في نفسه ..
((يارب وين راح خالد .. معقولة يكون غير تلفونه .. بعد ماطلع من السجن .. ما أظن))
خالد الوحيد اللي انسجن بعد حادث وفاة سلطان لأنه كان أكبر منهم بثلاث سنين .. داخل المدرسة متأخر وراسب سنه .. وهذا معناه إنه ماراح يدخل سجن الأحداث وبيدخل السجن العادي .. منصور كان يتذكر كل التفاصيل .. وخاصة تفاصيل ذاك اليوم المشؤوم بالنسبة له .. لما يتذكر يحس بقشعريرة قوية تاكل قلبه وجسمه كامل .. وبعد ما خلصت فترة علاجه سأل عن ربعه .. يمكن يقدر يساعدهم .. منهم اللي سافروا ومنهم اللي مازالوا في السجن .. وغيرهم .. وحتى لما راح لربعه العاديين صدوه .. وقالوله مستحيل نرابع إنسان مدمن .. وفعلا الإدمان شده .. وصعب تزول بسرعة عن أي شخص .. خاصة إذا كانت إرادته مب قويه ..
كان يتنمنى يكلم خالد يدله على الدرب اللي هو سلكه .. بس اللي ما يعرفه منصور .. إنه خالد مب موجود أصلا في البلاد .. فعلا .. بعد ما خلصت فترة سجنه .. وفي نفس الوقت العلاج الإجباري اللي خضعله .. سافر بس وين هذا اللي محد يعرفه ..
رجع منصور اتصل .. يمكن هالمرة يحصل حد ..
وفعلا ما رن الموبايل أكثر من رنتين إلا وسمع صوت الطرف الثاني ..
منصور : ألو السلام عليكم ..
فواغي : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
منصور : خالد موجود ..
فواغي : لحظة بناديلك ياه .. (وتنزل التلفون من إيدها) .. وتنادي : خالد .. ياخالد ..
خالد : نعم يا فواغي ..
فواغي : تلفون من الإمارات تعال بسرعة ..
خالد رمى الكتاب اللي في إيده .. بسرعة .. رغم وجوده في السعودية بما يقارب الخمس شهور إلا إنه ما فكر يغير أو يقطع رقمه الجديم ..
خالد : منو على التلفون
فواغي : والله ما أدري .. بس اللي أعرفه إنها مكالمة وأظن من الإمارات ..
خالد : عطيني أشوف ..
وناولته فواغي التلفون ..
خالد : ألو السلام عليكم ..
منصور : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..بو وليد ...
خالد : نعم منو معاي ؟؟
منصور : أفا يا خالد تنساني ..
خالد : والله الصوت مب غريب عليّ .. لكن اسمحلي يالأخو ..
منصور : يمكن ناسي .. أو تتناسى لأنك مستحيل تنساني ..
خالد بدهشة : منصــــــــور ..
منصور : هيه منصور .. خالد الله يخليك أبغي أشوفك ألحين
ما لحق منصور يخلص جملته إلا حس خالد بجسمه يرتعد من فوق لين تحت نفس الجمله اللي قالها يوم وفاة سلطان .. شريط ألم مر جدام عيون خالد .. كيف شل سلطان على جتفه وحاول يرميه على شط البحر .. كيف سمحت له نفسه يبيع عشرة السنين .. بحبوب صغيرة أدت إلى هلاك إنسان عزيز ..
منصور : خالد خالد ..
خالد : وياك يا منصور .. بس كيف تشوفني .. أنا مب في الإمارات
منصور بإستغراب : مب في الإمارات ؟؟!!!!! وين عيل ..
خالد : هذي سالفة طويله يا منصور .. بعدين إنته مالاحظت وانته تتصل ..
منصور : حسيت إنه يرن بطريقة غريبة يعني كان باين إنها رنه خارجية بس بعد ما حطيت في بالي وايد ..
خالد : أنا في السعودية
منصور : السعودية ؟؟!!! كيف ومتى ؟؟؟
خالد : قلتلك سالفة طويله .. بقولك ياها بعدين ..
منصور : خالد .. وين في السعودية بالضبط ..
خالد : في جدة ..
منصور : اسمع يومين وأنا بكون عندك
خالد : يامنصور أبغي أقولك شيء .. تراني مب خالد الأولاني
منصور بفرح : ولا أنا منصور الأولاني يا خالد
خالد بدهشة : والله ..
منصور : هيه والله .. وأخيرا بنلتقي لقاء صحيح غير عن آخر لقاء التقينا فيه ..
خالد : آخر يوم .. شفتك فيه كان يوم وفاة سلطان ..
منصور : الله يرحمه ويغمد روحه الجنه ..
خالد : آمين .. بس إنته تتكلم جد .. إنك بتي
منصور : هي أكيد .. أنا أصلا بحجز أنا وربيعي حق العمرة وبمر عليك
خالد : بس يا منصور ..
منصور : خالد أكيد مستغرب مني ومن لهجتي كيف واحد افترقت وياه على معصيه .. وألحين أول مرة يكلمك ويكلمك كأنك أخوه ولا واحد تكلمه من زمان ..
خالد : فعلا ..
منصور : إحنا فعلا أخوان ومهما صار يربطنا رابط قوي هو دينا الغالي ..
خالد : صدقت يا أخوي .. شو رايك أعزم أروح العمرة وياكم
منصور : والله يا خالد .. وأخيرا يا اليوم اللي أحلم فيه ..
خالد : الحمدلله يا منصور صدق كنت ادعيلك من خاطري إنه الله يهديك بعد ما هداني ويسر طريقي ..
منصور : وأنا بعد دوم أدعيلك .. وسبحان الله دعاء المؤمن ما يضيع ..
خالد : خلاص بإذن الله يا منصور يا أخوي
منصور : أوكي بو وليد بأكد الحجز وبكلمك عقب ..
خالد : أترياك .. مع السلامة
منصور : مع السلامة ..
سكر منصور الخط .. وكان بالضبط يمشي عندال البحر وقف السيارة وشرد بعيد بفكره .. معقوله .. معقوله خالد يصير إنسان طيب وزين ويترك الإدمان .. وأخيرا تحقق شيء من أمنياتي اللي كنت أتمنى أحققها .. خلاص ألحين ما بفى غيرج يا شهد ..
خالد عقب ما سكر التلفون تم يطالع في شاشته وكأنه يشوف جهازه أول مره .. حس بغصة وألم وضيق .. وفي نفس الوقت فرح لا يقاوم نقيض .. فعلا حس بالغصة لأنه رجعت في باله ذكرى أليمة ما بيسامح نفسه عليها .. كم تمنى سلطان يرجع ويهتدي وما يموت بجرعة مميته .. بس هذا قضاء الله وقدره .. وفرح لأنه عمره ما قام الليل إلا وهو داعي لمنصور إنه الله يهديه عن هذا الطريق ..
فواغي كانت تتأمل ملامح خالد وهو يفكر .. وفجأة
فواغي : خالـــد ؟؟
خالد : هلا نعم .. آمري يا بنت العم ..
فواغي : شو فيك ..
خالد : لا ولا شيء بس مستغرب شوي ..
فواغي : من شو ؟؟
خالد : سالفة طويله بقولج ياها بعدين .. ألحين بقوم أروح المسيد ..
فواغي : على راحتك .. أترياك لا تتأخر علي ..
خالد : إن شاء الله ..
وطلع خالد من البيت ..
فواغي .. بنت عم خالد الصغيرة وهذا عمه اللي ساكن في السعودية .. بعد ما طلع خالد من السجن اقترح عمه يروح يعيش عنده في السعودية .. وبما إن عمه حب يخفف على أخوه .. وفي نفس الوقت يراعي خالد .. العم سالم إنسان طيب .. فعلا حط خالد في عيونه وأول شيء سواه إنه قاله .. إن بنت عمه ما بتاخذ غيره .. عم خالد كان يفكر بمنطقية وبعد إختبار أجراه لولد أخوه وأجزم على تزويجه بنته .. لانه محد بيصونها غير ولد عمها ..رغم ماضيه السيء .. إلا إنه نفسه اليديدة .. أثبتت إنه فتح صفحة يديدة وحياة ثانية ..
فواغي كانت هادية وطيبة لابعد درجه والاكبر من هذا إنها كانت تعرف بمصاب خالد .. ومأساته ومع ذلك .. وافقت وما عارضت أبوها ووقفت مع ولد عمها .. وزواجهم تم بسرعة وبدون إحتفال كبير أو أي شيء من هذا القبيل .. لانه أصلا أبو خالد وعمه كانت إمكانياتهم عادية وبسيطة لأبعد الحدود .. واكتفت العروس .. بثوب بسيط .. وبعض الكماليات اللي تساعدها عشان تنزف لزوجها .. ومثلهم كثير في المجتمع .. ((العين بصيرة واليد قصيرة)) .. ومع ذلك فواغي كانت تحس إنها عايشه أحسن عيشه .. وسعيدة ومقتنعة مع زوجها ..
في مكان غير الإمارات والسعودية ..
مهند كان في حاله ما يعلم فيها إلا رب العالمين ..
ساعة .. ساعتين .. ثلاث .. ومافي أي خبر عن حمدان .. يحاول يكلم الدكاترة بس محد يرد عليه .. الكل يقوله اصبر وبس .. يبغي يكلم أمه يمكن يرتاح بعد ما يقدر .. مب عارف شوي يسوي .. وعقب ثواني .. قام لأقرب حمام وتمسح .. واستأذن من أحد مسؤولين القسم اللي كان فيه حمدان قبل ما يوعى من الغيبوبة .. إنه يصلي في غرفة الإنتظار ..
وقف في اتجاه القبلة .. ونوى يصلي ركعتين خالصات لله تعالى ويدعي فيهم قد ما يقدر لحمدان ..
في هذي الأحيان نورة كانت قاعدة عند مرت عمها .. تمهز لها ريولها ..
في الفترة اللي سافر فيها حمدان نورة كانت وايد قريبة منها .. ما تطلب شيء إلا ونورة ملبتلها ياه في أقل وقت ممكن .. كانت تحس إنها تأدي دورها .. وحتى أحيانا تحس إنه ما كفت وهي مقصرة مع مرت عمها _الله يرحمه_
أم حمدان : مشكورة يانورة بس قومي أكيد تعبتي ..
نورة بسعادة وابتسام : لا والله عموتي لا تعب ولا شيء ..
أم حمدان : الله لا يحرمني منج ومن ابتسامتج .. فديت روحج أشوفج مستانسة اليوم ..
نورة : عموه والله ما أدري .. بس من فترة بسيطة أحس إني مستانسة ومستانسه وايد بعد ما أعرف ليش .. أحس بقلبي يقولي افرحي يانورة ..
أم حمدان : فديت قلبج اللي مايخطي ..
اكتفت نورة بإبتسامه .. وعقب قامت ويابت الدواء عشان تعطيه حق مرت عمها ..
أم حمدان: مشكورة يا بنتي ..
نورة : يالله عاد ألحين ارتاحي إنتي ..
أم حمدان : يالسة يا نورة وين بتروحين ..
نورة : لا عموتي .. أنا اليوم بطلع ويا شهد ومحمد إذا ما عندج مانع طبعا ..
أم حمدان بإبتسام : الله يحفظج ويحفظ إخوانج يالغالية ياللي من أشوفج أشوف فيج الغالي ..
نورة ابتسمت وما قدرت تمسك دمعتها .. فجأة لوت على عمتها .. وفرغت سيل من الدموع والغريب إنه أم حمدان تمت ساكته .. ولاويه عليها ..
نورة بصوت متقطع : أنا آسفه .. ضايقتبج ..
أم حمدان : لا ضيق ولا شيء .. بس سمعي .. بقولج شيء وافهميه ..
نورة : آمري ..
أم حمدان : قلب الأم دليلها وأنا حاسة إنه حمدان ما بيروح ويخليني .. وأول ما يرد بإذن الله .. بيلقاج موجودة وتترينه صح ولا لا .. (ومسحت دموع نورة)
نورة بخجل : أكيد يالغالية ..
ووقفت عشان تطلع .. من الغرفة ..
أم حمدان : أول ما ترجعون مري علي .. وهاتي مبارك وياج ولهت عليه ..
نورة : إن شاء الله بس ليش ما تقومين تيلسين في الصالة ..
أم حمدان : لا يابنتي أبوج هناك ما فيني أغثه ..
نورة : أنا أتوقع مافيها مغثه بس على راحتج ..مع السلامة
أم حمدان : فمان الله الغالية ..
طلعت نورة وشافت .. ميرة ومحمد وأبوها وأمها وشهد الكل قاعد في الصالة ..
أم محمد : عيل وين مرت عمج يانورة ..
نورة : قالت بتريح شوي ..
ميرة : هي يالله ألحين عاد .. سويلها كل اللي تباه وعابليها عشان تنسى إنه عندها بنت ..
محمد : هههه يا غيورة ..
ميرة : عادي .. هي بس عندها أم ريل .. أنا بعد عندي عموتي حبيبتي غناة روحي (وتقوم تيلس عندال عمتها وتلوي عليها ) ..
شهد : الله الله على الحب ..
نورة حست بضيق من كلام ميرة .. مهما كان هي بعدها ما تصير أي شيء لحمدان .. اللي ما يندرى بيرد ولا لا ؟؟!!!!!
أبو محمد : وأنا ما خليتولي شيء ..
شهد : لولا هالكرسي يا ابويه .. كنت لقيتني ألحين لاويه عليك وما تقدر تتفجج مني ..
الكل : ههههههههههههههههههه
بو محمد قام من مكانه وقعد عندال شهد .. : هال يالله أشوف ألحين أنا عندالج .. وهالكرسي ان تم في البيت والله بكسره .. من باجر بتروحين المستشفى .. وبتتعالجين ..
شهد : أبويـــــــه
أبو محمد : بس ولا كلمه وعن الدلع ..
الكل : هههههههههههه ..
ميرة : مشكلة الحب .. ليت عندي حد يحبني ..
أم محمد : عندج شيخ الريايل ..
ميرة بإستهبال : منو تقصدين يا احلى أم ريل في الدنيا ..
محمد بإستهبال أكبر : أكيد تقصدين مبارك صح أمايه ..
ميرة رمقته بنظرة لؤم : ههه ما تضحك ..
أم محمد : يالله عاد ألحين تناجروا يا حلو نجيركم ..
نورة : هي والله ..
شهد : لا دخيلكم .. نبغي نطلع اليوم ..
أبو محمد بإستغراب : تطلعون ؟؟؟
محمد : هي يا بويه في تطور ..
أبو محمد : وأنا آخر من يعلم ..
نورة : ههههه لا ابويه .. بس أحلى مرت أخو في الدنيا شارت علينا بهذا الشور وإحنا وافقنا ..
أبو محمد : شهد الغالية ..
شهد : لبيه يا إغلى أبو في الدنيا ..
أبو محمد : فديت روحج .. إذا بغيتي تروحين أي مكان قوليلي .. وأنا فكرت بفكرة .. بس قلت أشاوركم أول ..
محمد : نسمعك يا أبويه
أبو محمد : شو رايكم نسافر لحمدان ..
الكل تم مبهت .. كيف ممكن تطرأ هذي الفكرة على بال أبو محمد ..

ماذا بعد الآلامWhere stories live. Discover now