9.|| أنت بلسم لقلبي

ابدأ من البداية
                                    

" قُل لي ما يشغل بالاك إبراهام إني لأرى القلق واضح عليك "

تشتت ذهن أبراهام ما الذي يقوله له أنه قلق على غياب آفرا أم أنه خائف من ربه لأن كل ما يشغل تفكيره هو الفتاة  لم يفكر بها بسوء لكنه يريد أن يطمإن عليها خصوصا أنها تقطُن لوحدها

نطق بصعوبة

" لم تظهر الفتاة منذ أمس و إنتابني القلق أنها أصيبت بمكروه لا سامح الله "

قطب الأخر حاجبيه و قد بدا له أنه لا داعي لكل هذا القلق و قال ما خطر بباله

"  ربما قررت أن تتخلى عن فكرة دراست الإسلام و أُحرجت منك لذا هي ابتعدت دون إخبارك "

إنقبض قلبه من هذا الإحتمال لم يفكر به أبدا و لا يستطيع حتى أن يفكر به لأنه يريدها على دينه يريدها أن تنطق الشهادتين و تدخل في دين الإسلام و تخيل أنها غيرت رأيها بالتعرف على الدين يصيبه بالحزن و خيبة أمل كبيرة حقا خصوصا أنها تعمقت بالقرآن و أبدت إعجابها الشديد به  استغفر الله  فهو في النهاية يعلم أن كل شيء بيد الله وحده

رغم السلبية الموجودة إلا أنه كان متفائلا بأن إلياس مخطأ و حتى هو أيضا وربما هي مريضة و فقط

" لا تدري يا إلياس ما عذرها فالغائب عذره معه كما قال النبي عليه افضل الصلاة و السلام" أعطي لأخيك سبعين عذر "

رد مُمازحًا

" وأنا أعطيتها عذرًا "

تبسم و استقام من الكرسي قائلا

" تأخر الوقت ويجب أن أغادر "
" والبحث "
" نكمله غدا "

في الواقع لم يكن لديه التركيز الكافي لإنجاز أي بحث أو الحديث بأمر لذا قرر أن يغادر و يرتب أفكاره
ركب سيارته ووضع حزام الأمان صدح صوت نغمة هاتفه و توقع أنها والدته لكنه تفاجأ عندما رأى إسمها يضيء الشاشة أختي آفرا  ربط إسمها بمكانة الأخت ليذكر نفسه دائما أنها أخته و بمثابة مريم و يمنع أي تلاعب من الشيطان به

أجاب  على إتصالها فبادرت هي بالقول أولا

" السلام عليكم"

رد عليها  بنبرة هادئة عكس الفوضى التي حدثت بقلبه عندما اتصلت

" وعليكم السلام و رحمة الله ، كيف حالك ؟ "
بتردد واضح في نبرة صوتها نطقت

" لست بخير "

" و هل لي أن أعرف السبب علي أخفف عنك و أساعدك  ؟ "

دام السكوت للحظات من طرفها حتى أنه شك في أنها سمعته  لذا عاد ليسألها مجددا

" آفرا هل تسمعينني ؟ "

أتاه صوت بكاء و شهقات كانت تحاول كبحها لكنها لم تُفلح بذلك لم تكن ترفب بأن يرى ضعفها لكنها إنهارت تماما

صراطٌ مستقيم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن