الحلقة الرابعة عشر

737 50 14
                                    

فتح «رائد» هاتفه وأخذ يرى عدد المتفاعلين مع الصوره التي نشرها على تطبيق الفيسبوك وأصابه الذهول حين أبصر اسم نداء بينهم، أخذ يقلب في ملفها الشخصي بتركيز، تزامنًا مع نقرات صوتها طبلة أذنه حين قالت لأحد العمال:
"لو سمحت عاوزه سينامكى"

الحلقه (١٤)
#رواية_سدفة
بقلم آيه شاكر

وقبل أن يرفع بصره ردد لنفسه بهمس متعجبًا:
"سينامكى!! عايزه سينامكى!"

كان قلبها يختلج ونظراتها تتذبذب وتتجول في المكان باضطراب، رفع رائد بصره وطالعها بنظرة خاطفة عاقدًا جبينه فأسقطت نداء بصرها أرضًا وأخذت تتحدث في سريرتة نفسها؛ هل غابت كل كلماتها لتنطق بذلك؟ والآن!! تسائلت هل سمعها؟ هل عرفها؟ فإذا عرف بأنها نفس الفتاة التي كانت تُحدثه عبر الهاتف فحتمًا سيظن بها الظنون! ازدردت ريقها بتوتر والتساؤلات تتجول برأسها، وأفاقت من خضم أفكارها على صوت أحد العمال الذي طرقع أصابعه أمام وجهها وهو يقول:
"يا آنسه..."

وكأنها كانت نائمة واستيقظت لتوها! وانتبهت لمكان تواجدها، التفتت له قائلة ببعض الصدمة:
"هه... نعم!"

"بسألك عايزه بكام؟"

وقبل أن تجيبه اقتـ حمت وئام المكان وهي تلهث أثر ركضها! وبمجرد أن رأت نداء خاطبتها بتعجب وبأنفاس متسارعة:
"إنتِ بتعملي إيه هنا؟!"

علقت نداء مستفهمة:
"بشتري حاجه... مالك بتجري كده ليه؟"

قالت وئام بنبرة متقطعة وهي تحاول استجماع كلماتها:
"خـ... خناقه.... و..."

لم تكمل حين تذكرت ما أتت لأجله فتجاهلت نداء ووخاطبت العامل:
"بابا فين يا انس؟"

عقب أنس:
"خرج من شويه"
اشرئبت وئام برأسها لترى رائد عاقدًا حاجبيه وينظر نحوها، فأشارت له بيد وهي تضع  الأخرى على صدرها الذي يعلو ويهبط بعنـ.ـفوان وقالت بنبرة مرتفعة:
"الحق رامي بسرعه يا رائد رايح يتخـ ـانق.... "

التفت يحيى أثر صوتها وأنهى المكالمة على الفور ليتابع رائد الذي هرول نحو وئام متسائلًا:
"يتخانق مع مين؟!"

قالت باضطراب:
"هو بابا فين؟ تعالى إنت بسرعه رامي... أ أ...أ"

توقف الكلام على طرف لسانها من فرط قلقها وأخذت تشير خلفها وكأن الأحرف حُبست داخل جوفها ورفضت الخروج! أخذ رائد يسألها عما حدث  وهو يشير ليحيى ليتبعه، وسحبت وئام نداء من يدها وسار رائد ويحيى أمامهما بخطوات واسعة أقرب للركض ووئام تشرح ما حدث بأنفاس مضطربة وبارتباك بالغ:
"طردوا ريم وبالبيجامه... وضـ.ـربوها.... ورجليها اتعـ ـورت و...."

التقطت وئام أنفاسها الاهثة وصمتت حتى سمعوا أصوات كبكبة الناس وبدأت الرؤية تتضح عندما وصلوا الشارع وتجمع أهله أمام بيت ضياء، ركض رائد قائلًا بقلق:
"اجري يا يحيى رامي بيتخـ.ـانق بجد.."

رواية سدفة بقلم آيه شاكر Where stories live. Discover now