الحلقة الثالثة عشر

668 47 9
                                    

"نداء روقي كده فيه ايه؟! يا بنتي مماتش والله... اهدي؟!"

لم تكن تبكي لأجل رياض قدر ما تبكي لتجاهل رائد لها، نظرت لـ رائد وسألته والدموع تبرق في عينيها:
"مـ...مماتش!... اومال هو فين؟!"

أشار لنفسه وهو يقول بابتسامة:
"قدامك أهوه"

الحلقه (١٣)
#رواية_سدفة
بقلم: آيه شاكر

قالها رائد ثم هز عنقه مستنكرًا وعاد يطوي ثيابه ويضعها في حقيبته وكأنه لم يقل شيئًا.

رمقته نداء في سرعة وعادت تنظر عبر النافذة، وفي الواقع هي لم تندهش كثيرًا فقد كانت شبه موقنة بأنه هو!

ولكن لمَ قال لها رامي بأن له أخ أصغر يدعى رياض؟ التفتت لـ رائد وسألته بما يجول في رأسها فأجاب ببرود وهو منشغلًا بجمع مقتنياته ودون أن يلتفت لها:
"والله السؤال ده تسأليه لـ رامي مش ليا!"

صمتت لبرهة متضجرة من رده ولكن لم تستطع كبح فضولها فسألته مجددًا:
"طيب إنت إزاي رجعت تشوف؟!"

صمت ولم يلتفت لها حتى ظنته لن يجيبها لكنه اعتدل واقفًا وزفر متنهدًا ثم قال باقتضاب:
"اتعالجت"

رمقته بغيظ وأشاحت بصرها بعيدًا، فلمَ يعاملها بذلك الجمود؟ شعرت بالد**ماء تغلي برأسها واشتد غيظها منه لذا قررت ألا تُحدثه مجددًا، فحقًا هو كما وصفته في طفولتها غامض كالليل...

عادت «نداء» تنظر عبر النافذة تتمنى أن يصل أحد أفراد العائله لتخرج من غرفته تلك، عازمةً ألا تختلط به مجددًا فهو لا يشبه رائد الذي حدثته عبر الهاتف لأشهر ولم يكن هومن اشتاقت إليه! الآن يبدو كشخصٍ أخر لا يتشابه معه سوى باسمه!

سنتساه! حتمًا ستنسى فقط ليمر هذا اليوم وبعدها لن تراه أبدًا! هكذا حدثت حالها حتى سمعت صوت وئام وهيام تضحكان فأقبلت لباب الغرفة وطرقته بتلهف وهي تناديهما ففتحت هيام التي قطبت جبينها وهي تبدل نظرها بين أخيها وبين نداء وقالت:
"بتعملوا ايه؟! ومـ... مين قافل عليكم؟!"

"مش عارفه!!"
قالتها نداء بجمود ولم تنتظر تعليق أخر وهرولت خارج الغرفة، فنظر رائد لمكانها الفارغ ثم لـ أخته المبتسمة، واقترب منها قائلًا وهو يزم جفونه بتوعد:
"والله يا هيام لو عرفت إن إنتِ إللي كنتِ قافله علينا هتزعلي مني جامد"

تلاشت ابتسامتها ورفعت كتفيها لأعلى قائلة بنبرة مرتعشة:
"أ... أ... أنا معملتش حاجه"

ثم ركضت من أمامه كي لا يباغتها بكلمة أخرى، فصك رائد باب الغرفة وجلس على فراشه نفخ بحنق وأخذ يُطالع المكان حيث كانت نداء تقف أمام النافذة قبل قليل وارتسمت ابتسامة على شفتيه، أخذ يحدث نفسه أنه لابد أن يتجاهلها ويعاملها بجفاء كي لا تشعر بابنجذابه ناحيتها، فهو لديه أختين وما لا يرضاه عليهما لن يقبله عليها أبدًا، فلا يريد لقلبها ذاك العذاب الذي يجتاح خاطره...

رواية سدفة بقلم آيه شاكر Where stories live. Discover now