الحلقة الثالثة عشر اقتباس

599 30 16
                                    

" حـ ـــــرامي

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

" حـ ـــــرامي... إمسك حـ ـرامي"

"لااااا... الديك بتــاعـــي..."

قال الطفل تلك الجملة لاهثًا وهو يركض بأقصى سرعته ويمر من بين أرجل كل من يقابله...

طفلٌ صغير بجسدٍ عاري، يرتفع عن سطح الأرض عدة سنتيمترات، وبين ذراعه الصغير الهزيل ديكًا يحاوطه كـ لعبة تخصه ويأبى أن يتركها لغيره! وكانت ملامح الذعر ترتسم على قسمات وجهه وملامحه البريئة...

"استنى ياض... حد يمسك المفعـ ـوص ده يا اخوانا"

قالها صاحب المحل لاهثًا ولازال يركض خلف الطفل مع الزبون الذي دفع حق الديك قبل سرقته بلحظات.

ارتفع صوت نشيج الطفل الراكض وهو يقول بحشرجة:
"لااااا محدش هياخد ثونه ”سونه” "

وطفق يركض بكل ما أوتي قـ ـوة، صاح الديك فقبل الطفل عُرفه الأحمر، وخاطبه بلوعة:
"متخافش يا ثونه محدش هياخدك مني"

نظر الطفل خلفه فلاحظ اقترب الرجال منه وما تبقى إلا خطوتين ويمسكون به، فحاول الإسراع من ركضه وهو يبكي صارخًا:
" ديكــــي... ديكــــي..."

وفجأة التقطه عن الأرض ذراع أحدهم، فأحكم الطفل ذراعه على الديك وأخذ يهز أرجله ويحاول التفلت من قبضة من حمله وعيناه مغلقتان صارخًا :
"ثيــــبني „سيبني„... لاااا محدش هياخد ثُونه... ديكـــي"

ضحك «يحيى» الذي حمل الطفل قبل لحظة قائلًا بسخرية:
"متخافش محدش هياخد ثُونه اهمد بقا فضحتنا"

انفرجت أسارير الطفل حين سمع صوت يحيى، وفتح عينيه يطالعه مبتهجًا، وقال:
"يَحيى حبيبي!!... الحمد لله إنك هنا"

تنهد الطفل بارتياح مردفًا:
"اثتحلفك „استحلفك „ بالله تنقذ ثُونه يا يحيى"

كان «رائد» يقف جوار يحيى ولا يستطيح كبح ضحكاته، فكيف لطفل صغير أن يُحير كل هؤلاء الرجال!

ضحك يحيى وخاطب الطفل:
"اثتحلفك إنت بالله ترحمني وترحم الغلبانه أمك"

رائد بضحك:
"مين ده يا يحيى؟!"

"آدم ابن عمي... دا بقا الغلطه اللي فضحانا في منطقتنا والمناطق والمجاورة"

وقف صاحب المحل قبالة يحيى وقال وهو يلتقط أنفاسه:
"هات الديك يا أستاذ يحيى ابنكم دوخنا"

نظر «يحيى» للطفل ثم للديك وقبل أن ينبس بكلمة أو يحرك ساكنًا خاطبه الطفل باستعطاف:
"أثتحلفك بالله ألا تفعل"

خاطب يحيى صاحب المحل:
"خلاص أنا هدفع تمنه يا عمي رضا وهاخده"

تدخل الزبون الذي دفع ثمن الديك قائلًا:
"لأ أنا اشتريته... ولا يجوز أن يشتري أحدكم  على بيعة أخيه ويتدخل فيما لا يُعنيه"

عقد يحيى جبينه وهو يحدق بالزبون باستغراب مغلف بالسخرية:
"نعم يافندم!!! لا يجوز إيه؟"

مد صاحب المحل يده ليأخذ الديك وهو يردد:
"هات يابني الديك ده"

أحكم الطفل ذراعه على الديك، وقد التوى فمه لأسفل متأهبًا للبكاء، ثم ونظر ليحيى قائلًا بفم مشدود:
"اثتحلفك بالله تنقـ ـذه..."

هتف صاحب المحل بحنق:
"ادينا الديك يبني خلينا نمشي المحل لوحده..."

قال يحيى بنفاذ صبر:
"يا عمي رضا قولتلك هدفع تمن الديك!!"

وقال الزبون بإصرار:
"طلاق تلاته ما أنا متنازل عن الديك ده"

صاح الطفل بتصميم:
"ثونه محدش هياخده"

حاول الرجل نزع الديك من يد الطفل الذي صرخ:
"ثــــــونه"

وحاول يحيى إبعاد صاحب المحل والتفاهم معه ورائد يحاول فك الإشتباك وهو يهتف:
"يا جماعه مش هتخسروا بعض عشان حدة ديك بعرف أحمر"

هتف يحيى بحدة:
"استنى يا عم رضا اوعى كده!"

وهتف الزبون مجددًا:
"طلاق تلاته ما هسيب الديك ده"

وصاحب المحل يقول بضجر:
"سيب الديك ياض..."

ارتفعت أصواتهم، والديك يصيح بين يدي الطفل الذي يأبى أن يتركه، فطالع يحيى رائد قائلًا:
"رائد بتعرف تجري؟!"

ونستفيد من «آدم» أنه إذا أحببت شيئًا فإياك أن تتركه، حـ ـارب لأجل ما تريد وإن حاول أحدهم انتزاعه منك لا تيأس فقط اسـ ـرقه واهرب!!

حكمة خاطئة لا تفعلوا فإذا أحببت شيئًا سارع لامتلاكه وإن لم تستطع فاتركه لمالكه❤️ وحشتوني كل عام وانتم بخير عيد سعيد عليكم وعلى الأمة الإسلامية
يا ترى مين وحشته الرواية♥️🤍

اقتباس من:
#رواية_سدفة

#كتابات_آيه_شاكر
#روايات_آيه_شاكر
#كتابات_آيه_السيد_Aiah_Elsayed

رواية سدفة بقلم آيه شاكر Where stories live. Discover now