الحلقة (١١) اضطراب

559 42 14
                                    

"حضرتك فاهم غلط يا عمي دا...."

قاطعه رشدي قائلًا:
"فاهم إيه غلط ما أنا شايف بعنيا أهوه!!!!"

قالها رشدي منفعلًا وهو يشير لصدر رائد العاري ولابنته التي تسارعت أنفاسها هلعًا وفزعًا!

استطرد رشدي:
"إنت لازم تصلح غلطتك... ابنك لازم يصلح غلطته يا دياب"
(١١)
#رواية_سدفة
بقلم آيه شاكر

بدل «دياب» نظره بينهم في ريب ثم غرس عينيه في عيني ابنه وقال:
"إنتوا بتعملوا ايه في الحمام يا رائد؟!"

أخذ «رائد» يُعدل من ملابسه في اضطراب وعيناه تتجولان في ملامح والده، وقال بنبرة مغلفة بالقلق:
"والله ما كنت أعرف إنها هنا يا بابا"

أطلق «رشدي» ضحكة ساخرة وعقد ذراعيه أمام صدره وهو يقول متهكمًا:
"اه عبـ ـيط أنا بقا عشان أصدق..."

نظر رائد لـ رشدي وهو يقول تلك الجملة وازدرد لعابه ليبلل جفاف حلقه ثم بدل نظره لـ دياب وقال بنبرة مرتعشة:
"والله العظيم دي الحقيقه وفيه حد قفل عليا الباب من بره"

رفع رشدي ذقنه لأعلى وقال بعناد:
"أأ...أنا مليش دعوه بالكلام ده إنت لازم تصلح غلطتك"

نفذ صبر «رائد» فقال بنبرة مضطربة ومتضجرة:
"غلطة إيه!!! مفيش غلطه ولا حاجه أنا كنت داخل أخد شاور ومشوفتهاش وهي قاعده في البانيو... اسألوها هي كانت بتعمل إيه هنا!!"

كان «دياب» يرشق ابنه بنظرات مبهمة ويبدل نظره بينهم في صمت ثم يعود ليتفرس ملامح ولده عله يلتمس منها أصادق هو أم كاذب؟ حتى أثار انتباهه رشدي الذي دنا من ابنته وجذبها من ذراعها بعنـ...ف هادرًا:
"اعترفي يا نداء وقولي كنتوا بتعملوا إيه هنا!! انطقي"

جف حلقها وارتعد قلبها، حاولت اخراج الأحرف من بين شفتيها ولم تستطع وكأن فمها أُوصد بقفل ولا تملك مفتاحه، فبم ستفسر بقائها في ذلك المرحاض ةفي هذا الوقت! أتقول أنها كانت نائمه أم أنها تسير وهي نائمة أو ربما كانت تغتسل؟! ظلت الأفكار تطيح برأسها حتى هزها والدها بعنـ..ف وقال بنبرة مرتفعة حادة:
"انطقـــــــي..."

زلزلها صوت والدها وكأنه كان مفتاح شفتيها فنطقت على الفور بأنفاس متسارعة وصوت متهدج:
"أنا... أنا كنت..."

صمتت هنيهه ثم أردفت بنبرة مرتعشة:
" يا بابا والله مفيش حاجه أنا..."

احتبست الكلمات داخل صدرها ولاذت بفقاعة من الصمت، طأطأت رأسها في خجل وهي تضغط شفتيها معًا ووتحبس العبرات التي تلمع داخل أسوار مقلتيها، والجميع يُطالعونها بترقب حتى قال والدها بنبرة جليدية:
"إزاي مفيش حاجه... ما تقول حاجه يا دياب ما إنت شايف بعينك"

قالها ثم نظر نحو دياب الذي طالع رائد لبرهة ثم بدل نظره لنداء وقال بنبرة هادئة:
"انزلي يا نداء تعالي ادخلي أوضتك!!"

رواية سدفة بقلم آيه شاكر Where stories live. Discover now