لم تسبح اليوم بتاتا رغم أنها أتت مرتدية ثياب سباحتها أسفل فستانها الأبيض هذا..كانت فقط تقرأ أو تستمع للموسيقى و تتحدث معه من حين لآخر...

هو و هي فقط من يرتديان ثيابهما في الشاطئ للغرابة ..

كانا يقرآن وحين رأتهما بيرسيفون يقرآن في الشاطئ تنهدت أكبر تنهيدة سمعها تخرج من صدر كليو كأنها لا تصدق أن هناك شخصا سيأتي في عطلة لشواطئ سيدني الرائعة ليقرأ كتابا..

ميلينوي لم تجبها بل فقط منحتها ابتسامة..

ما كان يسعده في الحقيقة أنها لم تعد ترتدي قناعها...سابقا كانت تخفي حقيقتها عن أصدقائها..حقيقة ذكائها وتفوقها العلمي و أنها تقرأ الكتب و تحب الكتابة و أنها تستطيع أن تكون أسوأ من سالفاري حين يتعلق الأمر بالدراسة..أما الآن فهي حرة على حقيقتها..باتت تقرأ الكتب أمامهم و تتحدث معه عن أمور عملية لا يفهمها سوى هو وهي و كوليت حين تكون معهما..

انتقلت من فتاة ' الحبر الخاص بالوشوم ' لفتاة الحبر' الخاص بالورق على الكتب '..ولم تعد تمانع أو تخجل من أن تحمل كتبا في حقيبتها وتقرأ روايات في المواصلات أو تتجادل معه عن شيء أدبي أمام أحد..

رفاقها لم يتعودوا في البداية خصوصا موزس و كليو و بدا كما لو أنهم يرون فتاة مغايرة لكنهم الآن تعودوا لدرجة ينسحبون من الغرفة كل مرة يجدونها متكورة على نفسها وتقرأ..

كانت لا تزال تذهب للحفلات معهم لكنه لم يرها تشرب حد الثمالة للآن ومنذ حوالي سنة..لم يرها تتعاطى حبوب مخدرة أو تدخل في مشاكل مع القانون..على الأغلب ما رأته من نتائج لحياتها في المحكمة وعلى أختها جعلها تبتعد عن تلك الأمور..لكنها لا تزال تدخن..فقط السجائر التي يكتب لها فيها رسائل و لا يزال للآن يفعل ذلك..يكتب لها شيئا في كل لفافة أو يهديها أغنية..

الآن هو وهي يجلسان سويا ..هو يقرأ كتابا تاريخيا وهي تقرأ رواية نظارات و وشوم التي حدثتها عنها كوليت قبل أكثر من سنة..

أمس حين مر معها للمكتبة وجدوها هناك على الرفوف واشترتها دون تفكير وهي الآن غارقة هناك في الصفحات...

وبينما تضع رأسها على حضنه و هو يلعب بخصلاتها و يقرأ كانت هناك موسيقى خافتة تصدر من هاتفه..

ذات مرة حين منحته الألبوم الخاص بهما الأول قالت له شيئا..

أنه إن وجد أغنيتها المفضلة حقا في ذلك الألبوم سيكون محظوظا ..الكلام كلام بيبي طبعا والحظ الذي تقصده بيبي ليس الحظ الذي تقصده ميلينوي..

وهو قد وجدها..أخبرها بها في آخر حفلة لمايسون في تلك الليلة..

نفس الأغنية كانت تصدر الآن من هاتفه..

أغنية إحتراف الفن لجايكوب لي..

يتذكر أنه وفور أن سمعها عرف أنها أغنيتها المفضلة لأنها كانت فنية و لأن ميلينوي تستمع للكلمات وكلما كانت شاعرية أكثر كلما أحبتها أكثر..هذه الأغنية تمثل ذلك بالضبط..كانت حزينة و عاطفية و شاعرية..

نظارات و وشومحيث تعيش القصص. اكتشف الآن