Part 38 : منزل الأشباح

Start from the beginning
                                    

أبعدت أعينها عن ذلك الرجل و فتحت الباب الخلفي للسيارة تدخل تمتنع عن النظر له مجددا حتى ولو من زجاج نافذة..

لا تهتم لو كان يريد الحديث معها...لا تهتم أن أعينه حملت كلاما كما لو يرغب بقوله لها..لا تهتم أنه بدا كما لو يريد أن يعتذر على شيء ما...لا تهتم..

لا شيء مما سيقوله سيغير شيئا مما حدث...وكل ما تريده هو ألا تراه مجددا لا هو ولا ابنه...

أعادت ميلينوي رأسها للخلف تغمض أعينها في حين زيفير ارتدى حزام الأمان و تنهد بخفة يرخي ربطة عنقه..

راقبتهما آشلي بأعينها الخضراء بهدوء..

هي لن تستسلم ولن تفقد الأمل بهما..ستعمل على إخراجهما من هذا رويدا رويدا...لهذا حدقت بهما برقة في أعينها قبل أن تقوم بتشغيل السيارة و نقلهما بعيدا عن المبنى هذا و الذي شكل لهما كابوسا طوال أشهر..

مرت أشهر منذ وفاة آفالون..زيفير لم يكن يُظهر حزنه كثيرا لكنها تراه يستيقظ عدة مرات في الليل ليدخن بسبب عدم قدرته على النوم..

ميلينوي كانت هادئة بشكل غريب..توقفت عن الشرب ولم ترها تدخن بعد منذ أسابيع..لم تعد للجامعة سوى الأيام التي كان يجب فيها تقديم اختبارات..ذهبت تقدمها وعادت فورا..

المرات الوحيدة التي رأت منها ردات فعل كانت في جلسات علاجهما المتقدمة..سابقا كانت لا تستجيب ..مؤخرا بدأت تستجيب له وتظهر مشاعرها أكثر وتعود لهما تدريجيا..

آشلي كانت تحاول منح الإخوة كينغز حبا تدسه بطريقة خفية..

تحضر لهما الشاي الذي سيخفف من أرقهما وتمثل أنها اكتشفت بكونه يساعد البشرة وتخفيف التجاعيد..كلاهما يتذمران حين تجبرهما على شربه قبل النوم و في الصباح الباكر لكنهما يشربانه على أية حال..النتيجة هي أن ميلينوي باتت تنام أربع لخمس ساعات دون أن تستيقظ بكابوس..أفضل من قبل بكثير حين لم تكن تنام بتاتا...

كانت آشلي تتحجج في الصباح حيال أن السيد موشي ضفدعها اشتاق لرؤية البشر وعليها أخذه للخارج فقط حتى تحث ميلي على أن تُخرج جروها ليتجول و يقضي حاجته خارجا...

الحيوانات الأليفة كانت تلعب دورا مهما في مساعدة البشر نفسيا و جروها كان يفعل ذات الشيء دون أن تنتبه له...حين صارت تُخرجه دوما للحديقة باتت فعالة أكثر..صارت تتحدث معه و تبتسم له حين يقوم بحركات حمقاء و تنام بينما تعانقه لصدرها ..علاقتها معه أقرب الآن مما كانت عليه قبلا لأنها الآن لم تعد تتركه ليعتني به غيرها ...سيا لم تعد متواجدة لا هي و لا أولادها وهذا جعلها تعتني به دوما فتعلقت به أكثر..

" إذن.. لقد فكرت في طريقة لجعل جرو ميلينوي رجوليا أكثر..."

قالت آشلي هذا فجأة في سكون السيارة تدفع زيفير و ميلينوي ليفتحا أعينهما من غفوتهما الخفيفة و ينظرا لها دفعة واحدة..

نظارات و وشومWhere stories live. Discover now