Part 38 : منزل الأشباح

ابدأ من البداية
                                    

بحث سالفاري عن ميلينوي بأعينه لكنه لم يجدها لهذا اقترب من باب المنزل الداخلي وفي اللحظة التي كان سيدخل فيها ارتطم بجسد إمرأة كانت تنوي الخروج..

رفعت رأسها له و رأى أعينها تتسع فورا..

كانت تبدو في عقدها الثالث وملامحها الجميلة محمرة من البكاء كأنها بكت لساعات اليوم..رؤيتها له حملت لمعة تعرف كأنها تعرفه رغم أنهما لم يلتقيا من قبل..

" أنت سالفاري .."

همست بهذا وصوتها حمل بحة البكاء ..بدت متفاجئة من أنه موجود بحيث نظرت له من الأعلى للأسفل..

لم يتعرف عليها بالضبط لكن قد تكون زوجة عم ميلينوي..

كان خائفا و قلبه سينفجر قلقا لهذا لم يجبها بل سألها و أنفاسه متسارعة بسبب ركضه :

" ميلينوي..أين هي ؟.."

ظلت المرأة تحدق به بصدمة لكنها سرعان ما ابتعدت عن الباب كإشارة له ليدخل ففعل يلحق بها و أعينه تمر على عناصر البحث و التحقيق في الداخل يتحدثون مع العمدة الذي لم ينتبه له كليا ول ا لسيا التي كانت تقوده لمكان ما ..

هو لم ينتبه لشيء و لم يهتم لحقيقة أنه يدخل لهذا المنزل للمرة الأولى كل ما كان يبحث عنه هو فتاة واحدة..فتاة حين رآها جالسة على السلالم تعانق رجلا يبدو كأنه أخاها تجمد مكانه ..

كانت مبللة..ثيابها مبللة ليس بالماء فقط و إنما بالماء و الدم .. أيديها و وجهها مغطى بالدم..ورغم أن أخاها يتحدث معها و يحاول إخراجها من صدمتها إلا أنها كانت تحدق بأيديها الملطخة بشرود ودون أن تتحرك ..بدت كجماد لا تتنفس..

انكسر قلب سالفاري في تلك اللحظة وهو يرى ذلك المنظر ..

شعر بألم جعله يمسح على صدره..حتى أن أعينه العسلية حملت ألما مشابها للألم في أعينها..كأن الضربة في قلبها و الألم في روحه..

رفع زيفير رأسه ينقل أعينه البنية الدامعة لسيا و للشاب الذي يقف معها..شاب كان يحدق بأخته و يبدو كأن رؤيتها هكذا دمرته كليا..

خصلاته مبللة قليلا و أعينه العسلية كانت تعكس نفس الوجه الذي يشعر به زيفير ..وجع رؤية شخص تحبه في أسى..

لهذا علم فورا أن هذا الشاب هو سالفاري..الفتى الذي يفترض أنها هجرته و الذي أتى ركضا في منتصف الليل وسط المطر فقط حين علم ..

نظر زيفير لسيا التي كانت تراقب ميلينوي كأنها تراقب ابنة أو أختا لها تعاني..

أفلت زيفير أخته وحتى ابتعاده عنها لم يُخرجها من شرودها ..وقف زيفير مع سيا ودعك أعينه يجاهد كي لا يبكي بعد كل ما مر عليه اليوم..كان يحتاج أن يكون قويا من أجل أخته ..يحتاج أن يكون قويا ليتكفل بالجنازة و التحقيق و ينقذ أخته من ورطة المحاكمة التي علقت بها منذ سنوات..

نظارات و وشومحيث تعيش القصص. اكتشف الآن