"و ما الذي سيحصل إذا رأيتني مجددا أصلا، أنا أيضا لا أريد رؤيتك"

عقد حاجبيه بشدة ليلتفت ليمينه، وحيث وجد جسد أنثى يخاطب النهر بصراخ.
حدق بها غير مصدق لأعينه. أنزل نظره ليدها التي كانت تمسك بها زجاجة خمر.
ثم رفعه يحدق بجانب وجهها الذي تداعبه خصلات شعرها.

"أنا أكرهك"

صرخت بشكل أعلى ثم أخذت تشرب من زجاجتها و تمسح شفاهها بِكُم ثيابها.
الأخر إلتفت بجسده كليا ينظر لها كيف تضحك كشخص مختل، داعب خده من الداخل بلسانه و ألقى بنظرة متفقدة لناس خلفها الذين كانوا يحدقون بها بإستغراب ثم عاد برمي جل تركيزه نحوها.
رسم خطوات ثابتة تُجاهها.
وقف خلف جسدها القصير و الغير منضبط إثر الثمالة، ثم مد يده نحو خاصتها التي تمسك بها زجاجة الخمر و سحبها.

𝙛𝙡𝙖𝙨𝙝𝙗𝙖𝙘𝙠 𝙚𝙣𝙙

"أوبس!! فَعلت"

عادت للخلف تضحك و تفتح ذراعيها، تحدق بالسماء.
نقيضًا لِمن وقف جامدا مكانه يمسك بيدٍ زجاجة الخمر، و أعينه تحدق بالتي بدأت تدور حول جسدها ترفع رأسها تارة للسماء و تارة تنظر للمدينة أمامها و خصلات شعرها تتطاير بفعل الرياح.
لم يستطيع إشاحة نظره من عليها.
قلبه نبض بشدة بعدما لامست شفاهها خصاته، أحكم قبضته على زجاجة الخمر بيده ثم أنزل رأسه سريعا كأنما يأبى التحديق بها..
كأنما يؤنب ضميره على ما أحس به لتو.
غطت خصلات شعره عيناه اللتان ليزالا يتأملان الأرض، و كل ما يسمعه هو صوت حديثها مع اللاشيء بشكل غير مفهوم.
إلى أن رفع رأسه سريعا بعدما سمع صوت إرتطام، و الذي و جد أنه صوت إرتطام جسدها بالأرض.
تنهد عميقا، ثم تقدم منها و إنحنى نحو جسد من لم تسقط بسبب الإغماء بل وجدها لازات تتمتم و تستعد لنوم.
تنهد بلا حيلة و حملها بين ذراعيه.
لقد وسخت ثيابها نظرا للوحل فلم يمر وقت طويل على هطول الامطار و التراب ليزال طريا كذلك المياه لزالت تملأ الأرض.
حشرت وجهها بجوف عنقه تعانق أذرعها رقبته..
و ظل هو واقفا يحدق بسيارته ثم بسيارتها، لا يدري ما عليه أن يفعل..
تقدم نحو خاصته السوداء، فتح باب المقاعد الخلفية و جعل من جسدها يستلقي عليهم..
جعدت ملامحها مقفلة الأعين و من طريقة ضمها لجسدها بذراعيها إستطاع إستنباط حقيقة شعورها بالبرد..
فأمعن تأملها لمهلة.. حتى أخذ ينتزع معطفه و إنحنى مجددا نحوها يدثرها به..
أقفل باب المقاعد الخلفية ثم توجه نحو سيارتها الحمراء.
فتح بابها و أخرج مفاتيحها يقفلها بهم، ثم خبئ المفاتيح بجيبه و عاد أدراجه نحو سيارته..
ركب مقعده و ظل لثواني يحدق بالمِقود أمامه بلا حركة.. حتى رفع يده يشغل مُحرك السيارة بجسد و عقل مرهقان.
•••
-الصباح الموالي.

لم تكن أشعة الشمس السبب الوحيد الذي جعلها تستيقظ، بل الصداع الذي كاد يفجر جمجمتها أيضا.. أمسكت رأسها بيدها تحاول بصعوبة فتح أعينها.

1734Where stories live. Discover now