Part 35 : بحيرة الشفاء

ابدأ من البداية
                                    

" لماذا ؟.."

همسها كان منكسرا وهي على وشك السماح لدمعة بأن تنزل لكنها لم تنظر لآشلي بعد أعينها كانت لا تزال على الغروب كأنها تُحدث السماء بشكل من الأشكال..

لماذا أملك والدة بهذا الشكل ؟ لماذا يأتينا الأذى من الأقرب ؟ لما علينا العيش مع من أذونا ؟ لماذا علينا أن نعيش بتلك الصرخة داخلنا حتى نموت ؟ لماذا يجلس معنا على الطاولة من قاموا بتسميمنا ألف مرة و مرة ؟..

صوت آشلي أتى هادئا بعدها هادئ جدا :

" لأن الحفرة هكذا ميلينوي..قد تأتي لنتعلم الحذر بعدها و قد تأتي فقط لتكسر أضلعنا..الحياة أيضا..ليست كل مأساة تسبق الشروق بل أحيانا هي مجرد غروب.."

هذا دفع ميلينوي لتعيد نظراتها لآشلي بأعينها البنية التي تدفن و التي حملت دموعا مكبوتة و إنعكاس غروب حقيقي فيها..وفقط لأنها نظرت لها وجها لوجه تابعت آشلي :

" السعادة طير حر..لن تحصلي عليها و أنتِ داخل قفص ذهني.."

" الأمر أكبر من مجرد علاقة أم و بنت محطمة آشلي..أشعر أنها باتت كالحبر حول بشرتي هذا..أمي باتت الحبر الأسود الذي سال و تشربته كل جوانب حياتي..كل جوانب حياتي تلطخت بها..لم أعد أعرف العيش دون حياة بحبرها..لأنني لا أتذكر الحياة قبلها و لا أتخيلها سهلة بعدها .."

" أو ربما أمك ليست الحبر الذي لطخ جوانب حياتك بل الحبر الذي أراك الطرق السيئة التي لا يجب أن تسلكيها..ربما هي الحبر الذي تضعينه على جسدك لتتذكري أن الأسود ليس لونك المفضل على أية حال.."

أخذت ميلينوي نفسا متثاقلا و أعينها على آشلي التي كانت هادئة و متماسكة عكس ميلينوي التي تقابلها هناك بأعين مليئة بالدموع و اضطراب داخلي كبير يتجسد في أعينها وفي طريقتها بالعض على شفتها السفلى كما لو تمنعها من الإرتجاف..

آشلي كانت تحاول جعلها تقلب الأمور السلبية اليت تراها حول نفسها .. كانت تحاول تغيير وجهة نظرها حيال ما تعتقده عن نفسها وعما يشكل هويتها..لأن أحيانا من نراهم في كابوسنا هم من نراهم في أحلامنا أيضا..و الزورق الذي يقودنا في مياه هائجة هو نفسه الذي يقودنا في مياه هادئة..لا يمكنك أن تنظر للأسود و تتذكر الظلام الذي أخافك فقط فالأسود أيضا هو لون الحبر الذي كُتبت به قصيدتك المفضلة..

ما يقتل المرء أكثر من أقوال غيره عنه هي أقوال نفسه عنه..حين نتعلم التحكم في أحاديثنا عن أنفسنا و نظراتنا لوجهنا في المرآة سنتحكم في ما يقوله الناس عنا و كيف ينظرون لنا..

" كيف لكِ أن تكوني واثقة هكذا ؟.."

" بك ؟.."

" أجل.."

" لأن إستحقاقية المرء للحب ميلينوي لا تعتمد على أحد غيره..قد تكونين أمامي الآن أبشع فتاة في العالم و أكثرهن ألما و سأقول لك نفس هذا ..كلنا ولدنا بصرخة مماثلة ملطخين بدم رحم مماثل و الحب في لائحتنا جميعا بشكل من الأشكال على الأقل...لا تصدي الحب الجيد فقط لأنك مجروحة من حب سيء..."

نظارات و وشومحيث تعيش القصص. اكتشف الآن