Part 35 : بحيرة الشفاء

ابدأ من البداية
                                    

لم يكن كل لقاء لهما حصة..أحيانا كانت تتناول معها و مع زيفير العشاء و تغادر فقط و أحيانا يطلبان منها القدوم لسهرة أفلام معهما فتفعل و لا يحدث أي حديث عن طفولتها هي و زيفير ..وفي كل مرة كانت تفعل ذلك كانت ترى آشلي سعيدة جدا بها و بوجودها و ترى زيفير مع حبيبته شخصا آخر..رأته يساعدها في تجهيز طاولة الطعام و رأته يقوم بطي ثيابهما معها ..وفي الليل حين ينهض وسط مشاهدة الفيلم ليدخن كان يفعلها في الشرفة أمامهما ولم تر آشلي منزعجة من ذلك أو تخبره ألا يفعل..بل كانت تخبره أن يرتدي سترة حين يخرج ليدخن في الشرفة..

زيفير لم يتغير كليا و شخصيته القديمة لم تتغير كليا..لا يزال يحب نفس نوع الأفلام و نفس الموسيقى و لا يزال يتحدث ببرود مع الغرباء و لا يطيق الإنتظار في صف طويل..لا يزال يشرب بعض الكحول أحيانا في السهرة بعد العشاء و لا يزال يدخن و يرتدي الأسود..الفرق فقط أنه الآن لا يفعلها كإدمان و لا يفعلها ليدمر نفسه أو ليقوم بتخدير ألمه..يفعلها لأنه سعيد أو لأنه فقط يريد ..

فهمت ميلينوي أن العلاج النفسي ليس شيئا نقوم به لنمحو هويتنا و إنما لنصحح أخطائنا و نحاول جعل سلبيات شخصيتنا تفشل في التفوق على إيجابياتنا..و لأنها كانت ترى نجاح ذلك في حياة أخيها فقد قررت أن لا تنسحب..

" إذن هل إستمعتِ للألبوم الذي أرسلته لكِ ؟.."

سألت آشلي بهدوء وهي تبتسم بينما تقوم بالتجديف و وشاحها الأخضر الفستقي يلتف حول عنقها و يجعل أعينها تسرق اللون منه..

" أجل.."

رفعت آشلي حاجبها لها بلمعة إستمتاع في أعينها كما لو تنتظر منها أكثر من مجرد كلمة أجل..تنتظر معرفة أي الأغاني أعجبتها..

حافظت ميلينوي على هدوئها تتهرب من أعين آشلي للحظات و لأن الشمس على وشك الغروب وتبدو كأنها تحترق في الأفق البعيد وعلى سطح البحيرة كانت أعين ميلينوي البنية أجمل..الهواء يحرك غرتها قليلا و هدوئها يخفي غمازاتها الجميلة عن الأعين..

مررت لسانها على شفتها السفلى بتفكير تشعر بالحلق الفضي هناك..

الأصعب من إختيار أغنيتك المفضلة في ألبوم رائع هو أن يكون الألبوم بأكمله يبدو كأنه كتب من أجلك..

أرسلت لها آشلي قبل أيام ألبوم لصنف الإيندي البوب أو الروك البديل للمغنية زيلا داي ..ألبومها كيكر الذي صدر في 2015 ..و أخبرتها أن تختار منه أغنيتها المفضلة..

هي تعرف أنها لو اعترفت بأغنيتها المفضلة فهي ستعترف بأي أغنية لامستها كلماتها أو وجدتها تشبهها..لأن إخبار أحد عن أغنيتك المفضلة أشبه بأن تكتب له رسالة عن نفسك و تطلب منه قرائتها..

ترددت ميلينوي للحظات فقط قبل أن تتمتم دون أن تنظر لأعين آشلي بل كانت تحدق بالبحيرة :

نظارات و وشومحيث تعيش القصص. اكتشف الآن