« الليل - الديّره، بيت سطام ال ناصر »
سكرت شنطة ولدها و حطتها عند الباب، مسحت طرف دمعتها اللي تمردت على خدها المُزين بالشامه و زفرت تدخل غرفتها و تسكر الباب.
نزلت جلالها و أطلقت تنهيده و هي تشوف ولدها اللي باليالله نام من كثر حماسه لـ الذهاب مع ابوه، توجهت لـ سجادتها و فرشتها عشان تصلي.
لبست جلال الصلاة و صلت الشفع و الوتر و بدت تدعي ان لولدها قبل نفسها.
أما في المطبخ، كانوا البنات جالسين ياكلون مع بعض وجبة عشاهم بحُكم انهم ما اشتهوا وقت العشاء.
قالت شيخه: شموخ عطيني غرشة المويه الفاضيه.
مدت شموخ لـ اختها الغرشة و مسكتها شيخه و حطتها في وسط سفرتهم، عقدوا هتان و شيهانه حواجبها من قرت شيخه الغرشه و هي تقول: الغطا اللي تسأل و الجهة الثانيه تجاوب.
افترت الغرشة و ثبت الغطا على شموخ و الجهة الثانيه على شيخه، ابتسمت شموخ و هي تاخذ لها لقمة من الكبسة بيدها و سألت: هل يوجد حُب في قلب شيخاني ؟
هزت شيخه رأسها بالإيجاب و قالت: نعم، يوجد.
رفعت هتان حاجبها و قالت: عشتو.
ابتسمت شيهانه و قالت: والله حاسه مشاعرك الزايده فاضحتك، قولي من ؟
ضحكت شيخه و قالت: خالد عبدالرحمن.
زفرت شموخ و قالت: يوه ! أشتطيت على الفاضي !
ضحكت هتان و فروا الغرشة مره ثانيه، ثبت الغطا على شيهانه و الجهة الثانيه على هتان و سألت شيهانه: هل ممكن ترجعين تتزوجين يومً ما ؟
ميّلت هتان شفتها و قالت بضيق: و انتوا ما ترتاحون لين تجيبون ذا الطاري ؟
تنهدت شيخه و قالت: يا روحي يا هتان ! ما استانستي مع ابن الكلب ذاك ! و كلنا ندري ان انتي بس تستانسين هنا لما عمي غالب مو موجود، يعني نبيك ترتاحين و تستقرين مع شخص يحبك و تحبينه، عطي نفسك فرصه ثانيه بس مع شخص غيره.
هزت هتان راسها بالنفي و قالت: اقول، فروا الغرشة قبل افر روسكم لين تطير هـ الفكره من راسكم.
تنهدوا بنات عبدالهادي و كملوا لعبهم، لكن قاطعهم صوت شهقة بُكاء قادمه من باب المطبخ و لفوا و شافوا أريج تبكي بصمت و هي معطيه ثغرها بطرف جلالها.
زفرت هتان و وقفت تغسل يدها و اتبعوها بنات عبدالهادي و التموا حول أريج لأنهم متعودين عليها تبكي مثل الطفل الصغير كل ما راح عنها ولدها و لو يومين.

« بعد مرور ساعتين، عند نهيان و غيث »
كانوا سهرانين مع بعض لوقت طويل و لكن أستأذن غيث بحُكم تأخر الوقت و سمع نهيان يقول: يا ابو راجح ما شبعنا منك، انت عادك ساكن لحالك ؟
بّلل غيث شفته و قال: ايه، لحالي.
عقد نهيان حواجبه و قال: علامك ما أعرست ؟
ضحك غيث و قال: أسأل نفسك ذا السؤال بدل ما تسألني يا رجال.
زفر نهيان و سأل: انت ما بقى حد من اهلك بعد الحادث ؟
هز غيث راسه بالنفي و قال: ما بقى لي إلا بنت اختي.
عقد نهيان حواجبه بتفكير و قال: بنت ال ناصر ؟
هز راسه غيث بالإيجاب يحتسي الشاهي و قال: ويلي على اني اسطرهم كف واحد واحد، فاقعين كبدي.
رمّش نهيان و قال: يا رجال صّل على النبي، منب خابرك راعي مشاكل وش صاير ؟ غبت كم سنه عنك بس تحولت وحّش فجأه.
هز غيث راسه بأسى و قال: يوم كنت ادرس في امريكا، زوجوها من غير لا ادري، كان عمرها سبع طعش سنه.
توسعت عيون نهيان و قال: انت صادق ؟
غيث بتنهيده: ليتني اكذب، و ابشرك طلع اللي مزوجينها اياه يبيع مخدرات، زيّن بنتي ما تورطت معه.
هز نهيان راسه بتفّهم و قال: اشوفك ما تكلمهم.
قال غيث: أصلاً ما اقرب بيتهم إلا عشانها و بس، ما بيني و بين اهلها اي حكي بعد ما زوجوها من غير شوري كأني منب خالها.
تنهد نهيان و مسك كتف غيث ينطق: معليه، البنت عندهم الحين ولا عند رجلها ؟
هز غيث راسه بالنفي يقول: لا يا رجال تطلقت من حوالي سبع سنين، قعدت معه بس سنه، و بعدها طلقها الحمدلله.
زفر نهيان و قال: الحمدلله، الحين دامك معهم مهب في حاجة احد إن شاءالله، اسمع أنا و الشباب بنحرك بكرا الصبح من اهنا، بنتواجه في المركز حنا و الدفعه الجايه و انت حياك معي أعرفك على بعض مرضاك اللي بيجونك.
ضحك غيث و قال: الله يصلحك بس، أنا بمشي توصي بشيء ؟
ابتسم نهيان و قال: ابد سلامتك.
و وقف غيث و طلع من الجلسه، ركب سيارته و توجه لـ بيته اللي ساكن فيه لـ وحده، صحيح بعض الأحيان يحس بالوحده، و لكن اول ما يحس بضيق ياخذ هتان و يتمشون مع بعض، يحاول يعوضها عن الفتره اللي عاشتها تعاني من طليقها و افعاله.

يا مالكٍ قلبي من أدناه لأقصاهTahanan ng mga kuwento. Tumuklas ngayon