٣

2.2K 125 51
                                    

-
توسعت عيون غيث و قال: حشى علي ! ولدهم زوج اختي الله يرحمها.
نزل نايف عيونه و همس: الله يرحمها.
بّلل نايف شفته و سأل: أجل اللي عندها ولد صغير مطلقه منهي ؟
زفر غيث و قال: هذي بنتهم، تزوجت لكن ما ربي كتب و ربي رزقها ذا الولد اسمه مازن، اخت زوج اختي.
باله يدور اي سؤال يحاول يطرحه بس عشان يعرف من هي ذات العيون العسليه إلحاده اللي خذت عقله و كل تفكيره اول ما طب ذي الديره.
سأل بتردد: ما شفت احد شكل البيت ما فيه حد، ما واجهت إلا هذا عبدالهادي.
عقد غيث حواجبه و قال: لا يا رجال البيت فيه متروس، عندك سطام ابوهم و عياله غالب هذا زوج اختي الله يرحمها و عنده منها بنت وحده تسوى طوايف اهلي كلهم، و من زوجته الاولى عنده بنت و ولد بعد، و عبدالهادي عنده ثلاث بنات و ولد و عندك بعد فاهد لكنه مهب متزوج و ذي البنت و ولدها، عنده بنت ثانيه لكنها متزوجها و عندها بنت و ولد.
رفع نايف حاجبه بدهشه لـ حجم العائله و قال: ماشاءالله، الله يزيدهم ولا ينقصهم.
سكت غيث و كذالك نايف اللي يحاول يستنبط او يضع توقع ان اللي شافها اي وحده، تذكر الاسم المنحوت على قلادتها و اللي لمحه اول ما أقبلت عليه و قال في نفسه: اسمها هتّان.
كمّلوا مشيهم و هم يسولفون بكُل أريحيه لين تأخر الوقت و قرر نايف يرجع لـ مقر سكن العساكر عشان التدريب يبدأ من بكرا في الصباح الباكر.

« بيت سطام ال ناصر »
مسحت على ظهر أريج بعد ما قالت لـ بنات عبدالهادي كل اللي صار، سمعوا صوت فتح الباب و ترحيب سطام و عبدالهادي و عمتهم هند المتواجدة لاستقبال اخوها مع بنتها أصايل و ولدها راشد و أصغر أعمامهم فاهد.
كان مازن نايم بحضن امه و قالت أريج: بواجهه بعدين، ما اقدر اخلي مازن الحين.
هزت هتّان راسها بتفهم و لبست جلالها و تبعوها بنات عبدالهادي في لبس أجلتهم و توجهوا لـ الحوش.
تغطوا لـ تواجد راشد ولد عمتهم و سيف اللي ما يحلون عليه بنات عبدالهادي، وقفوا البنات خلف عمهم فاهد و تقّدمت هتّان و هي مطنشه راشد ولا كأنه موجود.
تقابلت عيون غالب بعيون بنته اللي نطقت من غير لا تقرب: الحمدلله على السلامه.
زفر غالب يرد: الله يسلمك.
تقّدم غالب و تخطى هتّان عشان يسلم على امه، يفتح مجال لـ سيف و وصايف يقابلون أختهم.
ابتسمت هتان من تحت جلالها اللي مغطيه في نصف وجها و قّرب سيف يحتضن اكتاف اصغر خواته و قّبل راسها، حاوطته هتّان و قالت: الحمدلله على السلامة يا اخوي.
شّد سيف على كتف هتّان و نطق بـ ابتسامه: الله يسلمك.
تبّع سيف ابوه و توجه لـ السلام على جدته، خففت هتّان ابتسامتها لما تلاقت عيونها بـ عيون زوجة أبوها مشاعل و نطقت: الحمدلله على السلامه.
تصنعت مشاعل الابتسامه و ردت: الله يسلمك حبيبتي.
و تعّدت هتّان، توسعت أبتسامة هتّان لما تلاقت مع أختها و مشت وصايف بخطوات سريعه لـ اختها و حضنتها.
ضحكت هتّان بخفه و قالت: الحمدلله على سلامتك يا الاخت الكبيره.
زفرت وصايف و ابعدت تنطق: ترى كلها خمس أشهر بينا هتّان !
أبعدت هتّان تسمح لـ وصايف بالسلام على جدتها و بعدها جلسوا في الدكّه كلهم و تأففت هتّان تشوف عيون راشد تروح و تجي عليها.
كانوا شيهانه و شموخ بحُكم انهم أصغر الموجودين يصبون القهوة عليهم، كان غالب فاتح الشنط و يوزع الهدايا اللي جايبها و الاغراض على أهله و لكن كالعاده هتّان بالنسبه له وجودها و عدمه واحد.
وصلت لـ مرحلة عدم الإحساس حتى بحزن لانها تعّودت، و لكن يوجعها قلبها، طولوا في الضحك و السوالف و لاحظت شيخه صمت هتّان و هي تعرف سببه.
قالت شيخه بهمس لـ هتّان: لا يضيق صدرك ماهي اول مره.
ضحكت هتّان بغصه و قالت: أبين اني قويه و ارد الكلمه بعشر و لكن شيء تافه و سخيف مثل هذا، يكسرني من عشانه، بالـ عشانه ابوي اللي جالس يسوي كذا، امي خسرتها و ما بقالي إلا هو، أنا بروح لـ غيث أبرك.
وقفت هتّان و نطقت تسمعهم: أنا بروح لـ خالي غيث يبيني.
رفع غالب حاجبه و قال بعناد: منتي رايحه في ذا الليل !
شدت هتّان على يدها و قالت بحده: بروح، عندنا مواعين مخلينها عنده و باخذهم.
قال غالب: ساعه و انتي اهنا ولا ما بيسرك حالك، توكلي.
راحت هتّان و عيون وصايف تناظرها بحسّره، حاولت وصايف توقف و تلحقها و لكن وقفتها يد امها اللي منعتها.
التفتت وصايف على امها اللي قالت: قلت لك علاقتك معها رسميه يا وصايف ! اختك هذي ما تحترم ابوك ولا تحشمه، خليها تولي تفهمين ؟!
سكتت وصايف و رفعت عيونها لـ سيف اللي يناظر امه بعدم رضى على كلامها و لكن فضّل السكوت بسبب وجود العائلة كلها حولهم.
لبست هتان عباية راسها بغضّب و الدموع محبوسه في محاجرها رافضه تسمح لها بالنزول على صافي خدها، ألبست برقعها و من الصّيقه ما اتصلت على غيث و قررت تروح لها برجولها.
مشت و بعد عدة دقايق وصلت لـ بيته و دخلت من الباب الجانبي لـ حوش البيت و فصخت عبايتها و برقعها و تركتهم على قطعة طوب موجوده في زاوية الحوش.
ما تسمح لـ نفسها تنهار إلا عنده، هو الوحيد اللي لو شاف ضعفها ما راح يزيد الهم همين عليها و لا راح يستغل ضعفه قدامه.
دارت داخل البيت و بحُكم ان غيث عايش لـ حاله كانت ماخذه راحتها، زفرت و توجهت لـ مجلسه بأعتقاد انه هناك.
دخلت من الباب الخلفي و تعمقت بخطواتها لـ مقلط المجلس المُتواضع و دخلت و مع دخلتها الدمعه طاحت من عينها.
لمحت شخص جالس على المسند بالثوب الابيض نفس لون ثوب غيث و بحُكم رؤيتها الضبابية آثر دموعها ما قدرت تتأكد إذا هو غيث او لا و من كثر ما هي كابته في صدرها ما قدرت تتحمل و أطلقته و هي في بالها انه غيث، نادت أسمه بصوت مبحوح طاغيته العّبره و الرجفة: غيث !
نزلت دموعها و شافت وجه الشخص بوضوح، صّد نايف و نطق: غيث داخل الحمام يا بنت عوّدي داخل !
شهقت و ركضت لـ خارج المجلس لين وصلت لـ داخل البيت و سكرت على نفسها باب البيت.
مسكت خدودها المُبلله و هي ترجع اللقطه في بالها، آخذت نفس عميق تحاول تفكر من هو و لكن ما خطر في بالها غير انه ضيف غيث اللي هو ولد عم صاحبه.
مسكت راسها و كل تفكيرها صار مشوش، ضيقّة صدر، و التقاط انفاس آثر الركض، و دموع تنهمر من محاجر صّمدت و مسكت دموعها لـ سنوات كثيره.

يا مالكٍ قلبي من أدناه لأقصاهWhere stories live. Discover now