-
توسعت عيون غيث و قال: حشى علي ! ولدهم زوج اختي الله يرحمها.
نزل نايف عيونه و همس: الله يرحمها.
بّلل نايف شفته و سأل: أجل اللي عندها ولد صغير مطلقه منهي ؟
زفر غيث و قال: هذي بنتهم، تزوجت لكن ما ربي كتب و ربي رزقها ذا الولد اسمه مازن، اخت زوج اختي.
باله يدور اي سؤال يحاول يطرحه بس عشان يعرف من هي ذات العيون العسليه إلحاده اللي خذت عقله و كل تفكيره اول ما طب ذي الديره.
سأل بتردد: ما شفت احد شكل البيت ما فيه حد، ما واجهت إلا هذا عبدالهادي.
عقد غيث حواجبه و قال: لا يا رجال البيت فيه متروس، عندك سطام ابوهم و عياله غالب هذا زوج اختي الله يرحمها و عنده منها بنت وحده تسوى طوايف اهلي كلهم، و من زوجته الاولى عنده بنت و ولد بعد، و عبدالهادي عنده ثلاث بنات و ولد و عندك بعد فاهد لكنه مهب متزوج و ذي البنت و ولدها، عنده بنت ثانيه لكنها متزوجها و عندها بنت و ولد.
رفع نايف حاجبه بدهشه لـ حجم العائله و قال: ماشاءالله، الله يزيدهم ولا ينقصهم.
سكت غيث و كذالك نايف اللي يحاول يستنبط او يضع توقع ان اللي شافها اي وحده، تذكر الاسم المنحوت على قلادتها و اللي لمحه اول ما أقبلت عليه و قال في نفسه: اسمها هتّان.
كمّلوا مشيهم و هم يسولفون بكُل أريحيه لين تأخر الوقت و قرر نايف يرجع لـ مقر سكن العساكر عشان التدريب يبدأ من بكرا في الصباح الباكر.« بيت سطام ال ناصر »
مسحت على ظهر أريج بعد ما قالت لـ بنات عبدالهادي كل اللي صار، سمعوا صوت فتح الباب و ترحيب سطام و عبدالهادي و عمتهم هند المتواجدة لاستقبال اخوها مع بنتها أصايل و ولدها راشد و أصغر أعمامهم فاهد.
كان مازن نايم بحضن امه و قالت أريج: بواجهه بعدين، ما اقدر اخلي مازن الحين.
هزت هتّان راسها بتفهم و لبست جلالها و تبعوها بنات عبدالهادي في لبس أجلتهم و توجهوا لـ الحوش.
تغطوا لـ تواجد راشد ولد عمتهم و سيف اللي ما يحلون عليه بنات عبدالهادي، وقفوا البنات خلف عمهم فاهد و تقّدمت هتّان و هي مطنشه راشد ولا كأنه موجود.
تقابلت عيون غالب بعيون بنته اللي نطقت من غير لا تقرب: الحمدلله على السلامه.
زفر غالب يرد: الله يسلمك.
تقّدم غالب و تخطى هتّان عشان يسلم على امه، يفتح مجال لـ سيف و وصايف يقابلون أختهم.
ابتسمت هتان من تحت جلالها اللي مغطيه في نصف وجها و قّرب سيف يحتضن اكتاف اصغر خواته و قّبل راسها، حاوطته هتّان و قالت: الحمدلله على السلامة يا اخوي.
شّد سيف على كتف هتّان و نطق بـ ابتسامه: الله يسلمك.
تبّع سيف ابوه و توجه لـ السلام على جدته، خففت هتّان ابتسامتها لما تلاقت عيونها بـ عيون زوجة أبوها مشاعل و نطقت: الحمدلله على السلامه.
تصنعت مشاعل الابتسامه و ردت: الله يسلمك حبيبتي.
و تعّدت هتّان، توسعت أبتسامة هتّان لما تلاقت مع أختها و مشت وصايف بخطوات سريعه لـ اختها و حضنتها.
ضحكت هتّان بخفه و قالت: الحمدلله على سلامتك يا الاخت الكبيره.
زفرت وصايف و ابعدت تنطق: ترى كلها خمس أشهر بينا هتّان !
أبعدت هتّان تسمح لـ وصايف بالسلام على جدتها و بعدها جلسوا في الدكّه كلهم و تأففت هتّان تشوف عيون راشد تروح و تجي عليها.
كانوا شيهانه و شموخ بحُكم انهم أصغر الموجودين يصبون القهوة عليهم، كان غالب فاتح الشنط و يوزع الهدايا اللي جايبها و الاغراض على أهله و لكن كالعاده هتّان بالنسبه له وجودها و عدمه واحد.
وصلت لـ مرحلة عدم الإحساس حتى بحزن لانها تعّودت، و لكن يوجعها قلبها، طولوا في الضحك و السوالف و لاحظت شيخه صمت هتّان و هي تعرف سببه.
قالت شيخه بهمس لـ هتّان: لا يضيق صدرك ماهي اول مره.
ضحكت هتّان بغصه و قالت: أبين اني قويه و ارد الكلمه بعشر و لكن شيء تافه و سخيف مثل هذا، يكسرني من عشانه، بالـ عشانه ابوي اللي جالس يسوي كذا، امي خسرتها و ما بقالي إلا هو، أنا بروح لـ غيث أبرك.
وقفت هتّان و نطقت تسمعهم: أنا بروح لـ خالي غيث يبيني.
رفع غالب حاجبه و قال بعناد: منتي رايحه في ذا الليل !
شدت هتّان على يدها و قالت بحده: بروح، عندنا مواعين مخلينها عنده و باخذهم.
قال غالب: ساعه و انتي اهنا ولا ما بيسرك حالك، توكلي.
راحت هتّان و عيون وصايف تناظرها بحسّره، حاولت وصايف توقف و تلحقها و لكن وقفتها يد امها اللي منعتها.
التفتت وصايف على امها اللي قالت: قلت لك علاقتك معها رسميه يا وصايف ! اختك هذي ما تحترم ابوك ولا تحشمه، خليها تولي تفهمين ؟!
سكتت وصايف و رفعت عيونها لـ سيف اللي يناظر امه بعدم رضى على كلامها و لكن فضّل السكوت بسبب وجود العائلة كلها حولهم.
لبست هتان عباية راسها بغضّب و الدموع محبوسه في محاجرها رافضه تسمح لها بالنزول على صافي خدها، ألبست برقعها و من الصّيقه ما اتصلت على غيث و قررت تروح لها برجولها.
مشت و بعد عدة دقايق وصلت لـ بيته و دخلت من الباب الجانبي لـ حوش البيت و فصخت عبايتها و برقعها و تركتهم على قطعة طوب موجوده في زاوية الحوش.
ما تسمح لـ نفسها تنهار إلا عنده، هو الوحيد اللي لو شاف ضعفها ما راح يزيد الهم همين عليها و لا راح يستغل ضعفه قدامه.
دارت داخل البيت و بحُكم ان غيث عايش لـ حاله كانت ماخذه راحتها، زفرت و توجهت لـ مجلسه بأعتقاد انه هناك.
دخلت من الباب الخلفي و تعمقت بخطواتها لـ مقلط المجلس المُتواضع و دخلت و مع دخلتها الدمعه طاحت من عينها.
لمحت شخص جالس على المسند بالثوب الابيض نفس لون ثوب غيث و بحُكم رؤيتها الضبابية آثر دموعها ما قدرت تتأكد إذا هو غيث او لا و من كثر ما هي كابته في صدرها ما قدرت تتحمل و أطلقته و هي في بالها انه غيث، نادت أسمه بصوت مبحوح طاغيته العّبره و الرجفة: غيث !
نزلت دموعها و شافت وجه الشخص بوضوح، صّد نايف و نطق: غيث داخل الحمام يا بنت عوّدي داخل !
شهقت و ركضت لـ خارج المجلس لين وصلت لـ داخل البيت و سكرت على نفسها باب البيت.
مسكت خدودها المُبلله و هي ترجع اللقطه في بالها، آخذت نفس عميق تحاول تفكر من هو و لكن ما خطر في بالها غير انه ضيف غيث اللي هو ولد عم صاحبه.
مسكت راسها و كل تفكيرها صار مشوش، ضيقّة صدر، و التقاط انفاس آثر الركض، و دموع تنهمر من محاجر صّمدت و مسكت دموعها لـ سنوات كثيره.
ВИ ЧИТАЄТЕ
يا مالكٍ قلبي من أدناه لأقصاه
Романтикаويلي على اللي غطاها الستر والعفه ما غير من بيت ابوها لبيت جدتها من دونها الشايب اللي هي في ضفّه والديره اللي غذتها ؟ ما تعدتها لو تستر الخشم والحجان والشفه البرقع احيان يفضح نوض خدتها انا اللي ما تنوخذ بندقه من كفّه قادني سحاب هّتانها و لمعة قلادتها