٦

1.9K 110 24
                                    

-
كملت اريج تقول: شاهر بيجي على المغرب ياخذني تكفين هتان ما ابي اهرب و اغلط غلط مُستحيل يسامحوني عليه اهلي !
زفرت هتان تنطق: تعالي بيت غيث نتفاهم الحين !
شتت أريج أبصارها تشوف كشختها اللي كان جمالها طالع فيه مُبهر جداً ، لو طلعت للناس تكّسر أرقابهم و يسمّون عليها من طلتها اللي تطيح الطير من السماء.
لفت أريج من دخل مازن عليها بعد ما رجع من المدرسه و قالت بهمس: غيث موجود ؟
تنهدت هتان تجلس في الصاله لحالها: يعني لو غيث موجود قلت لك تعالي ؟ غيث مشغول و عنده ضيوف في المجلس و بسرعه تعالي قبل يروحون لان الخطه مرتبطه فيهم.
عقدت أريج حواجبها من كثرت في بالها الأسئله و حضنت ولدها و قالت: تمام جايتك ، دقايق و أنا عندك.
سكرت أريج ترمي جوالها على السرير و رجعت تحط الابتسامه على وجها الضايق من شافك ولدها ، انحنت تقبل خده بخفه على أمل ان الزوج الأحمر ما يطبع على صافي خذه و قالت: اخبار المدرسه اليوم ؟
هز راسه مازن بالإيجاب ينطق: زيّنه ، وين رايحه يمه ؟
ابتسمت أريج تنطق: لـ هتان عند بيت خالها ، تجي معي ؟
استرجع مازن آخر ذكرى له هناك و لقائه بـ عناد و هز راسه بالنفي يقول: لا بجلس في المجلس مع خالي عبدالهادي.
بلعت ريقها و هزت راسها بالإيجاب تنطق: تمام يا روح أريج انت ، جهزت أكلك في المطبخ روح اكل بعدين روح للمجلس زين ؟
هز مازن راسه بالإيجاب و نزل شنطته و رفع عيونه لـ أمه اللي تلبس عبايتها و قال: يمه ليش كاشخه ؟
التفتت له أريج و ابتسمت تقول: مجتمعين البنات هناك عند هتان مسوين جمعه بسيطه.
استترت ببرقعها و عباة راسها و طلعت من البيت خلسه من غير تبلغ احد لانها تدرس وجودها و عدمه ما يأثر عليهم كثير و لا يحسون فيها.
التفتت على مازن و ابتسمت من تحت برقعها تمسك خدوده و قالت: تبي شي تعال لي حبيبي ، طيب ؟
هز راسه مازن بالإيجاب و لف يشوف الطريق لبيت غيث و وجود الناس بالطريق و قال: بوصلك يا امي و برجع.
ابتسمت تشوف السّلوم اللي رباه عليها خاله عبدالهادي بالذات ، و قّبلت جبينه تنطق: الله لا يحرمني منك يا نور دنيتي ولا اشوف مكروه يصيبك يا حشاشة جوفي.
رفع نفسه مازن و قّبل راسه امه بأبتسامه و مشى معها لين بيت غيث و تأكد انها دخلت و شاف نفس السيارتين اللي يتذكرها واقفه عند مجلس غيث و عرف بوجود عناد هناك.
زفر بغضب و رجع بخطاويه لمجلس جده سطام.
اما أريج ، دخلت داخل و شافت هتان مستقبلتها بـ أبتسامتها المُشرقة ، حضنتها هتان و ارتخت أريج في حضنها و هونت عليها ألمها و مُصيبتها.
قالت هتان: تعالي داخل و اخذي راحتك ، قلت لـ غيث انك بتجين.
عقدت حواجبها أريج تنطق: و وافق على وجود بنت سطام في بيته ؟
ابتسمت هتان بخفه: قلت له انها حالة طارئة ، تعالي يلا.
دخلوا داخل و جلسوا في الجلسه الارضيه البيضاء المنقشة بزخرفة حمراء ، فصخت أريج برقعها و عبايتها و حطتهم جنبها ، رفعت هتان حواجبها بأنذهاش تنطق: اوف اوف اوف ، كل هذا لأبو مازن !
زفرت أريج بغضب تنطق: غصباً عني ، أبوي قالي أكشخي ولا طلع لين كشخت.
صدت هتان بضيق و قالت و هي تمد فنجال قهوة لأريج: عجزت افهم اي نوع من الشيبان ذا ، لو ما كان جدي كان عرفت شلون أتفاهم معه.
تنهدت أريج تنطق: ما علينا منه الحين ، افزعي لي هتان تكفين !
بّللت هتان شفايفها تشوف أريج اللي تحتسي من القهوة الشقراء و قالت: الحل الوحيد انك تهربين ، برا الديره.
جّمدت أريج بصدمه تسمع هتان تكمل حديثها: أريج اسمعيني للنهايه ، أصدقاء غيث بيرجعون لـ ديرتهم ، و هذي فرصتك تهربين من شاهر اللي جايك و هو مبسوط انه كسر خشمك و رجعك له غصب !
عضت أريج شفايفها تنطق بخوف: تستهبلين هتان ؟ بيذبحوني !! و بعدين مازن ؟
قالت هتان: من جدك انتي ؟ بتاخذينه معك أكيد كمحرم و على الاقل يكون رجال معك و لو انه ورع ابو سبع سنين ، لكن افعاله افعال رجال بالغ.
مسكت أريج راسها و كفوفها ترجف و سمعت هتان تقول: شفت سيارة حدى اخويا غيث و كانت ونيت ، و البّدي مكشوف ما راح تقدرين تتخبين فيها ، ما عندك إلا السيارة الثانيه لانها مسكره و اركبي في الدبّه ورا آخر شي انتي و مازن ولا تطلعون حّس لكم.
بلعت أريج ريقها تسمع هتان تكمل: و خلي معك احتياطاتك ، اخذي اي شي تحمين فيه نفسك لو صار شي لا سمح الله.
شتت أريج أبصارها و بعد ثواني صمت هزت راسها بالنفي تنطق: لا هتان مُستحيل ! ما اقدر أسويها غير اني خايفه من اهلي خايفه على نفسي و ولدي !
شدت هّتان على كفوفها تقول: خايفه اكثر من خوفك على نفسك و مازن من شاهر ؟
نزلت أريج عيونها و بدت الدموع تتجمع في محاجرها الكّحيله ، خوفها من شاهر كان اكبر في قلبها لانها تدري انه بيعنفها مثل قبل و يمكن يكون أسوء معها هي و ولدها هالمره ، خاصة بعد الطلاق و بعد آخر موقف مع ولده.
مرت دقايق صمت و قالت هّتان بهدوء: تحسبين اني ابيك تمرين بهذا الشي ؟
رفعت عيونها اريج و دموعها بدت تنهمر على خدها و حضنتها هتان تنطق: أنا ما ابيك ترجيعين لذاك النذل أريج ، يهون علي اخليك مع رجاجيل طلعوني من حريق من غير لا يلمسون شعره مني ولا عند ذاك المجنون.
غمضت أريج عيونها و احتضنت هّتان بقوه تنطق: ما لي إلا الله ثُم هالخطة يا هتان ، لكن تكفين بموت من الخوف خليك معي لين آخر ثانيه.
شدت عليها هّتان و قبلت جبين أريج تنطق: مُستحيل اخليك ، لا انتي ولا مازن.

يا مالكٍ قلبي من أدناه لأقصاهUnde poveștirile trăiesc. Descoperă acum