٥

1.8K 118 36
                                    

-
اما داخل الإسطبل قربت هتان و هي تبي تشوف وين مصدر النار و لا قدرت تشوف بسبب كثرة الدخان و الحرارة ، بدت تكح بشكل مُستمر و سمعت صراخ شيخه تناديها.
لفت بتطلع و هي تحس ان الدخان ملئ صدرها و لكنها قاومت لين طلعت من الإسطبل.
كانت شيخه متغطيه بـ بطانية الخيل و واقفه هي و دهّمه عند البوابة اللي فتحتها شيخه و تشوف الخيول كلها تخرج خارج البوابه.
اقتربت الماسة من هتان و هي تصّهل تجذب انتباه شيخه ، كحت هتان تستند على الماسة و يدها ماسكه صدرها و هي تحس بأختناق.
أرتخت بطانية الخيل بسبب ضعف مسكة هتان عليها و طاحت على اكتافها ، توسعت عيون شيخه و شّدت على لجّام دهّمه ترجع لـ هتان.
شافت شيخه هتان تكح بشكل مُتكرر آثر دخول الدخان لـ صدرها ، صاحت شيخه باستعجال: هاتي يدك خلينا نطلع.
ردت عليها هتان و هي تكح: روحي انتي تأكدي الخيول طلعت ، الحين أنا بركب الماسة.
مسكت هتان متن الماسة تبي تركب و لكن ما كان فيها حيّل ، طاحت أنظارها على حجر كبير و استدرجت الماسة له و ركبت عليه و من ثُم قدرت تصعد فوق الماسة.
ناظرتها شيخه و قالت بخوف: يا هتان ما يصير تقودين الفرس و انتي كذا !
كحت هتان و لا اهتمت لـ صدرها المليان دخان و رؤيتها المشوشه و يدينها اللي ترجف و لا لـ شعرها المكشوف بسبب ارتخاء البطانيه على امتانها فقط.
صاحت هتان بحده: شيخه أنا وراك اطلع النار جالسه تاكل النخل بسرعه !!
انخرشت شيخه من تأكل الإسطبل كامل و رفست دهّمه و ركضت خارج البوابات ، لفت و تأكدت ان هتان طلعت من الإسطبلات معها و رجعت تركز على قيادة دهّمه للخارج.
طلعت شيخه من المزرعة و ارتاحت من شافت الصبيان و هم ماسكين و مهدين الخيل كلهم و محاوطينهم.
توسعت عيونها لما شافت عدد كبير من الناس واقفين عند بوابة المزرعة و كان أولهم اهله، لمح عبدالهادي عيون بنته و فّز يمسك دهّمه و يقول: شيخاني ! شيخه مّسك شي ؟ وش كنتي تسوين داخل ؟! وش صار الحريق من وين طلع ؟!
نزّل عبدالهادي شيخه من الخيل و فصخ شماغه و غطاها فيه زياده على البطانيه و بدت شيخه ترجف لما شافت هتان طولت ما جات و قالت برجفة: يبا هتان ! هتان باقي داخل !!

« مجلس غيث »
تنحنح غيث و نطق: بكرا جمعه ، عندك تدريب يا نايف ؟
جاوبه نايف اللي كان يلعب بـ المسباح بين أصابعه: ما تعرف العسكريه يعني ؟ ايه عندي لكن بعد الصلاة بكون فاضي ، كل تدريبنا الصبح.
لف غيث على عناد و قال: هدت سكّونك ؟
رفع عناد عيونه لـ غيث و قال: وش علاقتك بالورع ؟
زفر نايف ينطق: عّودنا على موضوع الورع ! خلاص قلتها ورع !!
ضحك غيث و هو يصب لنفسه شاهي ، لمح نايف طيف دخان يطلع من خلف بيوت القريه الصغيره و فّز من مقعده يشوف الدخان الرمادي المُمتزج مع سواد الليل يتزايد.
شافه عناد و فّز معه ، وجه أبصاره بنفس الاتجاه اللي يناظره نايف و شاف الدخان ، نطق نايف: حريق يا عيال !
رفع غيث عيونه ينزل بيالة الشاهي و لف يشوف مصدر الدخان ، جّمد و توسعت عيونه و هو يعرف مكان الحريق زيّن.
لاحظ عناد غيث و مسك كتفه ينطق: يا رجال شفيك جّمدت ؟ قوموا يلا نروح نشوف.
التفتوا نايف و عناد على غيث اللي همس و هو يكلم نفسه: لا لا لا...توها مكلمتني و هي في المزرعة !
أصغى نايف لـ همسه و سكت و هو مطنش عناد اللي جالس يقولهم يتحركون ، لين صاح غيث: هتّـان !!!!!!
ركض غيث و طاح شماغه و عقاله و هو يركب سيارته و يشغلها و يسوق بأقصى سرعته بشكل مُستقيم لين وصل.
سمع نايف اسمها و حاله ما كان احسن من غيث و لحقه و هو يركض ، تبع عناد نايف و ركب معه في السياره حّرك نايف السياره قبل لا يسكر الباب و بغى يطيح و صاح عناد: وجع بغيت اولي اهجع يا ولد !!
زاد نايف في سرعته و هو يلحق غيث و يتذكر صيحته بأسمها ، قال عناد بعدم فهم: سمعت وش قال ؟ هتان ؟
طنشه نايف و ناظر عناد نايف بريبة ، لكنه أكتفى بالصمت.
وصل غيث لـ المزرعة و صف السيارة قدامها ، شاف الكل واقف برا بسبب كثرة الدخان و الشجر اللي يتأكل و صعب عليهم الدخول داخل.
تسارعت نبضات قلبه على بنت اخته و التفت يشوف كل اهلها واقفين برا ، مقابلينه الرجال و وراهم النسوان ، هز راسه بقّل حيله و غضب ينطق: ولا واحد فيكم كفو يدخل و يطلعها ؟! كلكم رخوم ؟!!
تقدم راشد ينطق: بدخل معك أدورها.
قال غيث و هو عارف راشد و سوالف هتان عنه: الغريب أأمنه عليها اكثر منك ! انثبر مكانك !
وصلوا نايف و عناد و نزلوا من السياره بسرعه و صفوا بجانب غيث ، قال نايف: بندورها معك.
لف غيث و ناظرهم و قال: امشوا ، لعلكم منتب حلال عليها لكن ذا الرخوم اهلها شنب على الفاضي ، لعينتوها صارخوا و بجي اخذها.
دخلوا الثلاثه و بدؤوا يدورون ، كان كُل من نايف و عناد متلطمين و غيث بحُكم ان ما عنده شماغ خذى طرف ثوبه و غطى فيه فمه و خشمه.

يا مالكٍ قلبي من أدناه لأقصاهDonde viven las historias. Descúbrelo ahora