الفصل السابع عشر والأخير: حفل الانتصار.

879 68 135
                                    

دخلت منزلها تبحث عن أي أثر لصديقتها، كم ألح ايدير عليها أن تبيت معهم تلك الليلة لكنها لم ترضى بترك صوفينيا وحدها مع أفكارها بعد سماع الخبر، دلفت غرفتها أخيرا دون استئذان ووجدتها هناك منهارة تخفي وجهها بيديها بينما ظهرها يهتز.

-"يا إلهي صوفينيا أنا آسفة جدا لما حدث".

هرعت لها تجلس أمامها على السرير تحتضنها وتمسح على شعرها لتهدأ:

-"سيكون بخير، أنا أشعر بذلك"، وصل لمسامعها صوت صوفينيا الباكي المكتوم:

-"لا لن يكون بخير، قال الأطباء أن فرصة بقائه على قيد الحياة ضعيفة"، تبا ليتها تستطيع العودة به لكندا، هي متأكدة أنه بإمكانهم علاجه هناك مع التطور الطبي.

-"أنا أعرف ما تشعرين به، لكن لم يبقى لنا سوى الأمل للتمسك به".

تفاجأت حين دفعتها صديقتها عنها بقوة تصرخ في وجهها قائلة:

-"لا أنتِ لا تفعلين، أنتِ لا تعرفين ما أشعر به. ها هو حبيبك حي يرزق وكذلك كل من تحبينهم، لمَ عليكِ الشعور بالأسف لشخص لطالما كرهته".

صمتت تيزيري لثواني تبتلع دهشتها بما قالته صوفينيا، أهي تعتقد أنها تفكر بهذه الطريقة حقا؟، صرخت فيها هي الأخرى تدافع عن نفسها:

-"أتعتقدين أنني قد أتمنى موت أكسيل فقط لأني كرهت تصرفاته في فترة سابقة؟، تصرفاتي الوقحة معه لا تعطيكِ الحق في الحكم عليّ أنني لا أحبه. أنتم عائلتي وعالمي وكل ما أعرف متى ستفهمين هذا".

خرجت من الغرفة تشتم كل شيء وصفعت الباب وراءها، توقفت بعد خطوتين حين سمعت ذاك الاعتذار يخرج من الغرفة فشدت شعرها للخلف تحاول تصفية ذهنها ومواكبة الأمور... هي لن تستطيع التخلي عن صوفينيا خصوصا في هذا الوقت فقط لأنها تتحدث بأمور سخيفة لتعبر عن غضبها.

عادت تدخل بقوة كما خرجت متجهة لصديقتها من جديد:

-"تبا لكِ صوفينيا".

عادت تحتضنها تسمع هذيانها وهي تعبر عن أسفها قائلة أنها لم تعني ما تفوهت به قبل قليل وأنها فقط لا تستطيع تحمل ما يحدث.

-"لا بأس بالشعور بالحقد أحيانا... لقد فعلتها كثيرا من قبل".

لم تبعد صديقتها عن حضنها ولم تتوقف على المسح عن ظهرها خصوصا حين لاحظت أن ذلك يهدئ أعصابها قليلا... صوفينيا لم تحكي حتى لأمها عن علاقتها المسبقة مع خطيبها الحالي، لم تقل سوى أنها تعمل تحت إدارته وأنه عرض عليها الزواج فجأة حين أعرب عن إعجابه بها... لذا هي لا تملك غير تيزيري لتشكو لها ما تشعر به.

-"لطالما حقدت على من يملكون آباءً في حين أني كنت أعيش في ملجأ ولا عائلة لي، لا زلت أفعل ذلك في سري أحيانا... عندما تراودني أفكار على سخط الحياة لي فهي أخذت مني أبواي بعدما أذاقتني طعم امتلاكهم أخيرا".

الرجوع لزمن البرابرةWhere stories live. Discover now