الفصل الثامن: سر سيفاو.

771 56 98
                                    

-أنت تعرف أنني تزوجتك مجبورة، تعرف أنني لم أكن أعرفك وأنني كنت صغيرة جداً على الزواج".

لا يوجد تعبير نصف به شعور ايدير غير الصدمة، بالطبع لم يكن يعرف، كيف سيعرف وهي لم تتوقف عن الظهور في وجهه في كل يوقت في آخر عامين دراسيين له، هي لم تعبّر له عن إعجابها به لكن نظراتها كانت تفعل، أو كان يظنّها كذلك لكن كان يجب أن يعرف، لقد كانت تدرس في نفس المدرسة معه منذ أن كان عمره أحد عشرة سنة ولم تظهر له أيّ إعجاب به، بل هو يشكّ أنها كانت تلاحظه أصلا حتى آخر عامين، أي حين رشّحه الملك ليكون الزعيم المستقبلي للقبيلة وبدأ تعلّم القيادة على يد الزعيم السابق. كان يجب أن يشكّ على الأقل أنها تفعل ذلك لأنه أصبح زعيماً محتملاً، من الواضح الآن أنها كانت تفعل ذلك بناءً على طلب أبيها كي يرفع من مقامه، لقد كان يظن أنه عاش مشاعر حقيقيّة متبادلة، حتى لو لم تكن مشاعر حب، وها هو الآن يدرك أنه كان يعيش مع امرأة مجبورة عليه من قبل والدها. اللعين، من حسن حظه أنه ميت الآن.

كانت تانيرت فتاة خجولة وجميلة، كانت تملك كل ما يجعل المرء يحبها ففعل، أحبها ولاحظت أمه ذلك واقترحتها عليه في سنه العشرين للزواج، كان يجب عليه الزواج على أية حال فقانون الزعامة يشرط على الزعيم أن يكون متزوج لذا تزوج قبل أن يصبح زعيماً حتى.

أخرج الزعيم كل غيضه فيها حين أحكم قبضته على رقبتها أكثر وأجابها:
-كان بإمكانكِ إخباري، لقد التقينا مراتٍ عديدة قبل الزواج، كان بإمكانكِ إخباري قبل أن أقع لكِ وننجب فتاة تُحرم من دفئ أمها وتفتقده لدرجة أن تبحث عنه عند أول غريبة تلتقيها، لم تتركِ لها مجالاً لتجربة امتلاكها لأم حتى".

شعرت تيزيري وكأنها غطست في نهر ما وتوقفت الأصوات بعدها، كأن الهواء سُلب من رأتيها... هو يعتبرها غريبة مثيرة للشفقة، حتى أنه قال عنها أنها عزيزة عليه فقط ليغيض زوجته التي هربت منه لرجل آخر، لقد استغلّها للحفاظ على ماء وجهه في حين أنها أدركت مؤخراً فقط أن مشاعرها باتت أعمق من أن تصفها بالاعجاب فقط.

لمَ لا يسرع في ايجاد منزل لها إن كان يعتبرها مسؤولية ثقيلة عليه، لمَ لا يزال يبقيها مع عائلته ليرى وجهها الذي لا يطيقه كل يوم، تقسم أنها ستضغط على اللعين من الآن، إما يشتري لها منزلا أو يدعها تبحث عن واحد بنفسها، حتى لو تم النصب عليها واشترته بضعف الثمن لن تكون خسارة، ستكون قد اشترت كرامتها في ذاك الوقت، يالها من غبية، كيف لم تشعر بثقلها عليه، كيف سمحت لنفسها أن تقيم عندهم لمدة عام.

سمعت ايدير يقول:
-قرّرتِ أن تتزوجي خوفاً من ردّة فعل والدكِ وأنجبتي طفلة ثم وببساطة أدركتِ بعدها أنكِ لا تريدين تلك الحياة؟!!".
كانت تانيرت ستجيبه لكن يده التي تخنقها ضيّقت الخناق أكثر فوضعت يديها عليه تحاول التحرّر.
-ثم ومن كل رجال العالم اخترتِ صديقي، أحببتِه في منزلي فأنتِ لم تريه من قبل حتى بدأت أستضيفه، ثم كبر الأمر ووعادهِ في منزلي أيضا، قرّرتِ هروب وخططتِ في منزلي، ثم سرقتِ ذهب أمي أيضا لتزيّفي موتكِ وترشي به الأمن لخرجي من المملكة بهدوء".

الرجوع لزمن البرابرةKde žijí příběhy. Začni objevovat