1.|| صوت عذب ||

8.5K 454 123
                                    

الفصل الاول : صوتٌ عذب
.
.
.

«كل بنُ آدم خطاء ..... وخير الخطائين التوابون »

.......................

وقفت من سريرها و اتجهت بخطواتها البطيئة نحو الدرج الموجود في منضدة الزينة سحبت منه علبة دواء كُتب عليها أقراص مضادة للإكتئاب رفعت بصرها لتقابل إنعكاسها بالمرآة ارتسمت السخرية على وجهها حالتها مزرية حقا ... فتاة في العشرينيات ذات جسد هزيل وبشرة شاحبة و هالة سوداء كأنها هاربة من المقبرة ... نبست بإحتقار لنفسها

" أنتِ مقرفة آفرا "

ابتلعت حبة الدواء وشقت طريقها نحو الحمام لتغتسل ... ارتدت بنطال الجينز الأزرق و قميصها الأبيض شعرت بالإستياء لأنها تبدو مثل الهيكل العظمي لكن تجاوزت ذلك حملت القبعة الشمسية السوداء تضعها على رأسها و تركت شعرها الأحمر الذي كان يصل طوله لكتفيها منسدلا .....كانت سابقا تحاول وضع مساحيق التجميل لتخفي لون بشرتها و ملامح وجهها المنهكة إلا أنها فشلت في ذلك و أصبحت لا تهتم للأمر أيضا .... حملت حقيبة الظهر الجلدية سوداء لون وغادرت بيتها الفوضوي من يرى شكلها لن يحسبها ذاهبة للجامعة و الأكثر اليوم الأول من الموسم الجامعي فعادة ما يكون الحماس لدى الطلاب مرتفع لكن في وضعها لا يوجد لا حماس ولا شوق ... أشارت بيدها لسيارة أجرة لتتوقف أمامها ركبت و أرخت جسدها على المقعد الخلفي ثم نبست
" الجامعة"
مسدت المنطقة بين جبهتها فهي تكره الجامعة و من فيها لكنها مجبورة على الدراسة بما أنها سنتها الأخيرة

*****************


نظرت للساعة في هاتفها ووجدت أنها وصلت قبل الوقت بربع ساعة أعادت الهاتف لجيب البنطال و سارت نحو المدرج الخاص بطلبة الهندسة المعمارية ...

سمعت صوت لم تكن مفهومة لهجته إستغربت من ذلك لكنها خطت للداخل

للتفاجأ بوجود طالب وحيد يردد كلام غير مفهوم بصوت خافت يملؤه الخشوع و السكينة

شعرت أن قلبها خفق لهذا الصوت الذي  كانت كلماته تتردد في المكان تملأ الفراغات بين الجدران وكأنها  تصعد نحو السقف العالي لتخلق جوًا من الطمأنينة لفؤادها  سرت قشعريرة في جسدها لذا بقيت تنظر له و تسمع ما يقرأ بصوته العذب

« هُوَ ٱلَّذِىٓ أَنزَلَ ٱلسَّكِينَةَ فِى قُلُوبِ ٱلْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوٓاْ إِيمَٰنًا مَّعَ إِيمَٰنِهِمْ ۗ وَلِلَّهِ جُنُودُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ ۚ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا »

صراطٌ مستقيم Where stories live. Discover now