الفصل العاشر : حفلة تشويف!

233 1 0
                                    


لكلٍّ مِنّا سرُّه الخاص الذي يبقى طيّ ضميرِه لا يُطلع عليه أحدًا حتى أقرب المقرّبين إليه ..هذا السر قد يكتمه أحدُنا حتى عن نفسه .. أجل فلنعترف : نحن البشر نهرب كثيرًا من أنفسنا .. لا يكاد أكثرُنا يعرف نفسه! .. أظن ّأنّ أحدَنا لو أُتيح له أن يلتقى نفسه يومًا، لامتلأ رعبًا! ما عساه يفعل معها؟ بل لعلّه تقاتل معها! نحن حقا نحتاج للتبصّر في أنفسنا!
قد يكون ذلكم السرُّ كبيرًا أو صغيرًا أو حتى حدَثًا عابرًا في حياة أحدنا يخجل الحديث عنه أو زلّة من زلّات الذنوب أو حتى حديث نفس .. بالنسبة لي .. سلمى كانت سرّي الأكبر بالقدر الذي كانت أجلى ما عرفني به مَن حولي! .. كثير من أقاربي و أصدقائي يعلم عن علاقتي بها .. كانوا يعرفون أنّنا كنا أقرب صديقين!.. صحيح بعضهم لم يكن على علم بأني كنتُ أتردّد على منزلها و العكس، و من كان يعرف منهم فإنّما كان يدري أنّ تلك الزيارات كانت بعلم و إشراف أهلينا على أي حال!..لكن ..في الحقيقة إنّ ما كان بيني وبين سلمى قد تعدّى كل صداقة و تعدّى كلّ ما يمكن لمرء أن يتخيّله لعلاقة بين طفلين أو فلنقُل مراهقـَين ..لعلّ عشقي لسلمى قد بدأ مبّكرًا جدا ..كنتُ صغيرًا جدا .. وكانت هي أيضا! أوَ للعشق سنّ محدّدة على أي حال؟؟
قد يدور بمخيّلةٍ مريضةٍ لأحدهم أمور تحدث مع المراهقين من العلاقات المحرّمة ..ممكن! بل إنّ أحدهم صرّح لي مرّة بذلك و سألني إن كنتُ قد اختليتُ بها في علاقة محرّمة! صارحني بكلّ فجاجة: - أضاجعتها؟! خالجني ساعتها شعورعارم أن ألكُمَه بكلّ ما أوتيتُ من قوّة لكنّي تمالكتُ نفسي إذ كنّا في مناسبة عرس.. لم أزد على أن ابتسمتُ و رددتُّ عليه بجملة واحدة لعلّ أيّ أحد في موقفي كان سيردُّ بها:"سلمى أشرف من أهلك كلّهم يا قذر" .. قطعتُ علاقتي به تمامًا منذ تلك الليلة!
..لحظة ..لحظة !..
أوَليس ما كان بيني و بين سلمى علاقة محرّمة أصلًا ؟؟؟ أوَلستُ أكون بين يديها مكشوف العورة أو حتى عاريًا في كثير من جلسات "التشويف" ؟ أوَليست قد انتهكتْ ستر جسدي و صار ما وجب ستره من حرمة جسدي مباحا لها تفعل به ما تشاء؟ .. هذا صحيح! لكن ما بيني و بين سلمى الغالية أحسبُ أنّه استثنائي أيضًا! أليس كذلك؟! أنا لن أجادل و لن أحاول تبرير شيء من أفعالنا و لن أدّعي لنفسي هنا الطهارة أو لسلمى البراءة.. ليس من بشر بريء أو نقي إلّا مَن عصَمَه الله مِن نبيّ! لعلّ ما فعلناه كان إِثمًا كنّا نقترفه في حقّ أنفسنا! لن أقول أنّنا كنّا غير مخطئَين و لست هنا أيضًا لأُزيّن ما فعلناه أو أُضفي عليه حلّة الحبّ العذري أو أمنحَه ختم مرور أو أكسُوَه مبررًا أو عذرًا أو أن (أزيّن الباطل و أدعو إليه) كما يحلو للبعض أن يصف! لستُ لأزيّن فكرة ً(مريضة) عن الفيتيشية أو المازوشية أو السادية كما يحلو للبعض الآخر أن يصفوها و أصبغها بصبغة تُلمِّعُها و تُبهرجها ..لستُ Netflex أو HBO! ..مااا علينا!

لستُ مع الصارخين بحقوق المثليّين و لا حقوق أي ذوي شذوذ كان (بما في ذلك الفيتشية بجميع أنواعها حتى فيتشية محبي الأظافر الطويلة الذين أُصَنَّفُ واحدَا منهم بالطبع!) ..
أقول من كان شاذًّا أو مثليًّا أو أيا ما يكن، فهو و ما أراد! فقط لِيجدْ لنفسه مكانًا يخلو فيه و ما أراد و لن يقول له أحد لماذا وكيف.. فليذهب بهدوء وبدون أن يمزّق عُرى نسيج المجتمعات البشرية المنضبطة!..فليفعل ذلك في خلوة من الملأ و لا داعي لتلك الجلبة المقرفة التي يصرّهؤلاء عليها .. أيُعقل أن يقال لمن يريد الخلوة بزوجته في بيته لإقامة العلاقة الحميمية : تعال يا هذا! .. إن أردت إقامة علاقة مع زوجتك فعليك أن تقيم مهرجانا و احتفالا عامّا و أن يراك العالم وأنت تقبّل زوجتك و تطؤها!! أهذا يقول به عاقل ؟؟؟ أن يزعجَ ذلك المثليّ أو ذا الفيتيش أو أيا من كان البشر و يقيمَ الدنيا و لا يقعدها و أن يفرض إرهابه المضادّ و ترويع الناس و إقرافهم والغناءَ على وتر المظلمومية المهترئ! ذلك الوتر الذي أزعجنا به دعاة اللباقة السياسية Political Correctness*.. لماذا وبأي حقّ؟؟ لا .. بل أن تُفرض هذه الأمور كثقافة في الناس و يتم الترويج لها و تسليط الأضواء عليها؟؟ ماذا لو تحولت مجتمعات وأمم بأكملها إلى هذا الأمر كما كان في قوم لوط .. أليس هذا منذرًا بانقراضنا نحن البشر؟ .. ماذا لو طالب الساديون من أكلة لحوم البشر بحقوقهم في ذبح المازوشيين الذين يحبّون الموت تعذيبًا تحت أقدام الساديين؟؟ أفنجعلُ البشرية العظيمة بكل تاريخها وثقافاتها ودياناتها خاضعة لرغباتٍ و أهواء تهوي بها إلى الانحدار بعد الصعود؟؟ ما هذا الهراء؟؟ و ما هذا العالم الشرّيرالذي نعيش فيه؟؟

!سلمى و أنا .. و الأظافرWhere stories live. Discover now