الفصل السادس: عالم سلمى الخاص

324 2 0
                                    


كنت فعلا أتمنى لو أن لي قوة بالوقت والزمن حتى أجمّده عند تلك اللحظات الرائعات التي لم ولن أنساها طوال عمري ..

لكن سلطان الوقت لا يرحم أحدًا .. مرّ بنا الوقت سريعًا، و حان وقت رحيلي .. ودّعت سلمى على أمل أن آتي مرة أخرى ولحين أن نلتقي في المدرسة .. ودعتني بابتسامة وقبلة على خدّي ، بادلتها قبلة على خدّها الناعم الجميل .. كنت عندما أقبّلها على خدها كأني أضع شفتيّ على وسادة حرير أو ديباج .. ليس على وجه الأرض ما أستطيع أن أصف به شعوري وليس على وجه الأرض ما يمكنني أن أصف به خدّها .. جملة واحدة أقولها: لم تقبّل شفتاي في حياتي شيئًا كخدّ سلمى أبدًا أبدًا.. أبداً!

كانت الأيام التي تلت ذلك اليوم الفاصل في حياتي .. ذلك اليوم الذي تحتل كلّ تفصيلة منه مكانًا خاصا في ذاكرتي المثقلة بالكثير.. مكانًا ليس كالأماكن وذكرى ليست كالذكريات .. ما تلى ذلك اليوم مع سلمى كان عبارة عن صور وكلمات محفورة في ألواحٍ من صخر وحديد و نحاس في ذاكرتي .. كأن تلك الألواح قطّعت من سد يأجوج ومأجوج .. لذا لا تستغربوا أنّي أسطيع ذكراها تفصيلًا .. فأنا أعيش في عالم الناس بجسدي، لكنّي أعيش في عالم سلمى بكل شيء آخر فيّ سوى جسدي!

تكررت زياراتي لسلمى كلّما كان هناك فرصة سانحة ، بلا شك لم أكن آتي إلّا عندما كانت هي من تطلب مني ذلك .. كنّا عادة نجلس للمذاكرة وكنت أساعدها في الدروس وأشرح لها ما صعب عليها .. سلمى لم تكن تلك الفتاة البليدة كما كنت أظن .. بل بالعكس! كان ذكاؤها لامعا .. لكن عيبها عدم الاهتمام واللامبالاة فقط! تحسّن مستواها في المدرسة بشكل ملحوظ خلال شهر واحد فقط! ما أذهل الجميع .. حتى إنّها كانت أحيانا تصوّبني أنا نفسي إن أخطأت !

كنت ألاحظ نمو أظافرها بشغف وحماس شديدين .. أظافرها كانت حقا معجزة .. لم يمر أسبوعان إضافيان حتى كان طولها من خارج الظفر حوالي ربع سنتيمتر (المعدل الطبيعي لنمو الأظافر عند البشر بالنسبة لأظافر اليد هو ما بين 0.3 و 0.35 سنتيمتر في الشهر و يزيد و ينقص حسب عوامل كثيرة وبحسب كل شخص) ما يعني أنه بنهاية الشهر سوف يصل طول أظافرها إلى حوالي نصف سنتيمتر أو يزيد قليلا !و هو ما حدث فعلا !

لاحظت أن رجاء لم تكن كثيرة التواجد في البيت في المرات التي أتيت فيها لاحقا .. كنت أسأل عنها سلمى وكانت تجيبني أنها في عملها أو عند إحدى صديقاتها، و سألت مرة:

- يعني تجلسي في البيت وحدك هكذا دايما ؟

أجابتني:

- و أيش المشكلة يعني؟ آخد راحتي أكثر ..

لم أتجرأ أن أسألها عن أصدقائها أو صديقاتها القدامى التي ألمحت إليهم رجاء من قبل ..

كان أكثر أوقاتنا في خلال زياراتي يمر في المذاكرة لكن أحيانا نقضي وقتا كافيا إما لنلعب بعض ألعاب النرد (مونوبولي) أو نشاهد التلفاز إن كان هناك ما يستحق المشاهدة .. ندردش أكثر الأوقات في شتى الموضوعات .. أخبرها بما أقرأ .. نتكلم عن الأفلام أحيانا .. لم تكن عيناي تغيب عن أظافرها الرائعة و كانت هي تلاحظ ذلك .. لم تحاول إثارتي كثيرا خلال الأسبوعين الأولّين لعلها كانت تظن أن أظافرها ليست طويلة بما يكفي لإثارتي .. لكني لم أكن أغادر يوما دون إفرازات مما دون الإنزال الكامل على الأقل بسبب نظري ليديها وأظافرها .. حدث مرة أو مرتين أن غادرت مبتلا بللا كاملا بعد أن قامت ببضع نقرات بأظافرها على دفترها و أنا كنت مراقبا بإثارة .. و لاحظت هي ذلك، والغريب أنها لم تبد إي ردة فعل ، الأمر الذي أشعرني أنّها بصدد أمرٍ ما! .. كنت آتي دوما مستعدا بغيارات داخلية غليظة أو أضاعف لبس الغيار الداخلي حتى لا يبرز من سروالي شيء وأتعرض لمثل ذلك الموقف السخيف الذي حدث مع رجاء، وعندما ما أصل إلى البيت كان أول ما أفعله هو الولوج للحمام مباشرة

!سلمى و أنا .. و الأظافرOpowieści tętniące życiem. Odkryj je teraz