انطلق نحو مكان العمل ..سالته جميلة و هي تنظر له باطمئنان شديد :

"ربما هذه كانت اول مرة ، اليس كذالك ؟ "

نظر إليها من المرآة الامامية للسيارة ، بعينه العسليتين ، ارتبك قليلا ..و هرع إليها بكلمات مزجها صوت حنون..

"ماذا تقصدين ؟ باول مرة !  لم إفهم شيئا من ما قلته"

و ابتسم ..كان يغرق بخجله ! كعاشق غافل..

واصلت جميلة حصاره , بكلماتها المربكة ! اكتسبت شجاعة الهجوم على الرجال من خيباتها السابقة !

اكتشفت ان افضل دفاع ضد رغبة جامحة هي بالهجوم عليها برغبات اخرى أقوى منها و تعاكسها في الاتجاه ، حتى لا يفهم معناها او يتوقع مبتغاها ..!

"اقصد ، هذه اول مرة ترافق فيها سيدة ، اقصد ارملة جميلة مثلي ! تعانق يداها ، تبتسم لها ! تحن عليها من المطر و الرياح ..تساعدها كروحك .."

و راحت تنظر له بحنان ، لمعت عيناها كبرق في سفح الجبال هناك و ابتسمت !

اوقف لؤي السيارة في جنون ...كاد ان يتسبب بحادث ، فامام تلك الكلمات و النظرات فقد كل دروعه الواقية و خارت جدران مشاعره و سقط سقف قلبه...

احتار بما سيجيبها ، حروف بسيطة تسببت له بازمة!

لم يتوقع دهاء جميلة ، فهي اكتشفت المحظور  ! السر الذي لم يبح به لاي شخص قبلا ..

بانها كانت اول حواء تدخل حياته و تهزها من عمقها كزلزال ..

بانها كانت اول هواء منعش استنشقه بعد سنوات وسط ادخنه المدينة ..

بانها كانت اول ازمة قلبية تصيبه ، بعد سنوات من الصحة الجيدة !

بانها النور بعد.الظلام ، الرغبة بعد الخريف و الشغف بعد شتاء كله صمت و جفاء ..!

لم يكن بمقدوره شيئ ! الا الدفاع باستعمال المرغوب الممنوع ؛ صد كل هجوماتها بسيف واحد قاتل ، الاختباء وراء فريد ...

التفت إليها كان   المطر يضرب نافذة السيارة بقوة ..حدق بها كنسر و سالها هذا السؤال ..

"ماذا كان يريد منك فريد هذا الصباح ، لاحظتك متوترة ؟ فأنا لم اقتنع بما قلته لي قبل قليل ..هل قام  بازعاجك ؟  "

نزلت كل تلك الكلمات على جميلة كجبل ! اثقال هذه الحروف غيرت من تعابير وجهها و هربت منه الى النافذة ..قائلة

" كما قلت لك سابقا ، سايرته نحو الطابق العاشر ...اظنه سيلتقي الكهربائي هناك فمنزله بنفس  الطابق .."

تابعت بنسج خيوط هروبها من لؤي و سؤاله بقولها وهي مرتبكة :

" والان يا لؤي ، سنتاخر ..هيا انطلق ، الساعة الان 8.08 ! هذا لا يجوز ..اول يوم أصل فيه متاخرة !

ضحك لؤي بوهج شديد..و راح يدير السيارة بسرعة نحو مكان الشركة ...فرح لنجاح ما كان يرمي له بخبث ..ادرك هو الاخر سرها المخفي وراء سابع باب من ابواب جهنم ...

شهو ة إبليس ( مكتملة Part02)Onde as histórias ganham vida. Descobre agora