Part 22

13.5K 144 12
                                    

هربت رغبتي في غير
رجعة ..!

توجهت جميلة بسرعة ناحية المنعرج المطل على واد سحيق ...مزينة ابوابه بحجارة على تنوع احجامها و هي تلهث !

كانت انفاسها في تصاعد و نزول سريعين تشد على معطفها بقوة و عيناها تبكيان مع مطر السماء في لوحة تشبه تلك المؤخوذة عن اتعس الروايات و الافلام ..

ذكرتها سيارة زوجها و هي قابعة هناك أسفل الوادي تحترق بمهل شديد بالحادث الذي عاشته قبل سنوات ..أين فقدت والديها و نجت هي بصعوبة كبيرة .

لم تنسى قط توسلات امها النجاة و هي تتخبط داخل تلك السيارة قبل أن تلفظ انفاسها و هي تبتسم لها ..

كان هذا آخر مشهد جمعها بها ..في هذه الدنيا الخبيثة !

شرعت دون وعي منها في النزول باتجاه سيارة أحمد ، حتى انها كانت غير مدركة بخطورة المكان ! فاي خطوة منها غير دقيقة ،  سيعجل بها هي الاخرى على راسها قابعة عند اقرب صخرة حاده ..فالوادي كان شديد الانحدار يفقد أي شخص توازنه اذا قرر النزول به .

مسكها فريد من ذراعها بقوة و اخذ يصرخ بوجهها ، كانت المطر و الرياح على اشدهما :

"ماذا انتي فاعلة ؟ اتريدين الموت ! تراجعي من هنا و اذهبي حالا ..ساتصل بالشرطة و الاسعافات .. "

لحقه ايضا لؤي بكلماته التي نزلت على جميلة كالصاعقة ! انتشلتها من تلك الثواني الهستيرية و ارجعتها الى اللحظة ..الى منطق الحدث ؛

"جميلة ، لن تستطيعي فعل شيئ ! فالوادي خطر للغاية ..حتى وإن نجحتي بالوصول إليهما ربما ستنفجر السيارة بوجهك في أي لحظة ..الشرطة على وصول ماذا ستقولين ؟ ماذا تفعلين هنا ؟ كيف وصلتي ! ربما سيشكون بكي ..هيا لنذهب بسرعة قبل أن يرانا اي احد ، لحسن حظنا الطريق فارغة هذه الاثناء ..هيا ..

احتظنها كطفل ..و اخذ يسوقها بعيدا عن المكان بينما فريد تراجع ناحية سيارته ينتظر وصول النجدة الى المكان ...

لم يكن الحادث ببعيد عن المدينة ، حوالي كيلومترين فقط ..على يساره (المنعرج الذي انقلبت فيه سيارة أحمد )   هناك طريق ترابي مختصر يصل بسالكيه الى الجانب الغربي من المدينة ..قريب من الحي الذي تسكن به جميلة !


شهو ة إبليس ( مكتملة Part02)Where stories live. Discover now