٤٤

20.5K 552 100
                                    


« آخر الليل »
رفعت راسها من انفتح الباب و دخل ابوها الغرفة، ابتسمت تنزل كُتبها و دفاترها توقف و تسلم عليه. انحنى خليفه يسمح لها تقّبل راسه و نطق: شلون المُذاكرة معك يا بنتي ؟
هّزت راسها بالإيجاب تنطق: الحمدلله تمام، مشّيت في المواد كثير.
تنهد خليفه يحاوط كتوفها و سحبها يجلسون على كنب غرفتها، تنحنح خلفيه ينطق: جاك اليوم خطاب يا حمده.
حكّت رقبتها بمحاولة لأخفاء توترها و قالت: اي قالي عبدالله.
زفر برفع عيونه لها وقال: أجل استخيري يا بنتي، و ردي لي خبر.
هّزت راسها تهمس: إن شاءالله.
عضت شفتها تحس بهزة الجوال جنبها و لفت تشوف المُتصل و توترت من قرت ~ فرح ~ وقف خليفة و قّبل راسها يمسيّها بالخير و يطلع خارج الغرفة.
تنهدت توقف و تسكر الباب تقفّله، ابتسمت ترفع الجوال لأذنها وهي تلعب بشعرها بأناملها، توسعت ابتسامتها تسمعه بنطق: ها مسموح لنا نتهنا بصوتتس الحين ؟
ضحكت تهز راسها و تمشي حول غرفتها تهمس: اظن ما جاتك موافقتي يا حضرة الضابط.
قّلب عيونه يزفر و ينطق بعدم صبر: يوه حمده ! بستس تغلي ترا بجيتس !
تخصرت ترفع حاجبها بابتسامه تقول: جرب يا ولد ابوك، مب مسؤولة لما يطلعون لك ابوي و اخواني و جدي.
ميّل شفته يضحك باستهزاء يقول: يلا اجل عساني على القوة.
ابتسمت تنزل عيونها على كُتبها و دفاترها و قالت: جالسه أذاكر الحين، و بعدها بستخير و إن شاءالله ربي يكتب لنا اللي فيه الخير و البركة.
غّمض عيونه، يستمتع بآخر ثواني يسمع صوتها فيهم لليلة و تنهد: امين يا رب العالمين ، جعّل ربي يوفقتس و يسهل امتحاناتتس.
ابتسمت تنطق: اللهم امين، يلا تصبح على خير.
فيصل: وانتي من هله يا روحي.
عضت شفتها بخجل تنزل الجوال على الطاولة، ارتعشت من فرط فرحها و تربعت على الكنب تاخذ كتابها و دفترها تحطهم في حضنها عشان ترجع للمُذاكرة.
لفت شعرها فوق و ثبته بالقلم و عقدت حواجبه بمُحاولة تركز على دروسها.

« بعد مرور يوم ، بالمستشفى »
توجهوا خليفه و عياله الثلاث، تابعتهم رهف ام ظافر ، و شهد و لولوة و حمده و الجدة الجازي، وصلوا لقسم الولادة و شافو زايد جالس على حدى الكراسي و راسه بين يديّه.
رفع راسه من سمع صوت خطواتهم و وقف يسلم على خليفه و ارتاح يشوف عدم تواجد الجد محمد معهم.
لف على خليفة من سأل: متي دخلوها ؟
تنحنح ينطق: صار لها نص ساعه تقريباً.
زفر خليفة يهمس: الله يسّهل عليها.
التفت خليفة على الباقي يشوفهم جالسين في الكراسي القريبة منهم، لانهم ما يحّلون على زايد.
جلس زايد و جلس خليفه جنبه و كان الصمت سيد الموقف، زايد كل دقيقة تمر عليه كأنهــا سنة كاملة.
خوفه عليها يزيد لان عدم سماع اي صوت من غرفة الولادة جالس يوتره، وده ولو بصرخه حتى بس ولا هالصمت.
رفع راسه بعد مرور نصف ساعة آخر من سمع صوت بُكاء، بُكاء طفل، صوت ولده، فّز من مكانه و وقف على الباب يشوف اللي داخل من الشُباك بلهفة.
زفر من طول وقوفه، و لف يرجع للكرسي، لكن التفت من انفتح الباب و طلعت النيرس و بيدها طفّل ملفوف بقطعة قماش بيضاء و اول ما طاحت عيونه عليه حس الدنيا كلها بين يدين هذي النيرس.
رفع راسه من سألت النيرس: وين السيد زايد فهد ؟
بلع ريقه يتقدم و ينطق: أنا أنا.
ابتسمت تمد له ولده و خذاه و عيونه بدت تدمع، قرب ولده يحتضنه لـ صدره و يقّبل راسه يهمس: ارحب ارحب يا سمّي جدك، ارحب يا بعدي انت.
التفت على خليفه المبتسم و مدّ له ولده ينطق: كّبر في أذنه يا ابو ظافر.
توسعت ابتسامة خليفة و أخذه يكبر في أذنه، يسترجع ذكرياته مع عياله ظافر و صقر و عبدالله.
التموا عياله الثلاثة حوله يشوفونه و ابتسم يناظر النسوان اللي عيونهم مثبته على ولده و الفرحة مبينه في عيونهم.
التفت على النيرس من سمعها تقول: الأم اضطرينا نعطيها بنج و حولنا الولادة من طبيعية لقيصريه، الحين بيسون لها الخياطة و اول ما ينتهون بنحطها في العناية كم من ساعه لين تصحى و تستقر و بعدين بنطلعها.
توسعت عيونه و قال بخوف كبير عليها: ليه حولتوها ؟! اوجعها صح ؟؟ قوليلي مرتي وش صار لها ؟!
تنهدت الدكتوره تنطق: ما صار شي يخوف، اضطرينا نحولها لان صعّب عليها تدفع الجنين و ما كان الوقت يسعفنا فـ سويناها قيصري، لكن لا ترتبك و تحاتي بتصحى جداً طبيعي.
تنهد يمسح وجهه و يدعي في قلبه انها بخير، لف على النيرس من قالت: لو سمحت الحين باخذ الولد و ابيك تعبي بيانات ولدك على الورقة.
هز راسه بالإيجاب و التفت يتنحنح، اخذ خليفه فهد من البنات و مده لأبوه اللي مده لـ النيرس، دخلت النيرس داخل و بعدين طلعت و وجهت زايد لتعبئة البيانات الخاصة بولده.
لفوا البنات بـ صدمة من سمعوا صوت مألوف ينطق من خلفهم: قولوا لحقت على الولاده !!
التفتوا يناظرون جود بصدمه الي جايه وهي متغشيه، عرفوا صوتها و تأكدوا انها هي من شافوا عساف وراها.
توجه عساف لخليفه و عياله و راحت جود عند النسوان بعد ما سلمت على خالها خليفه.
توسعت عيون شهد تنطق: انتي متى جيتي ؟!
ردت جود تقول: توني الحين جايه من المطار دايركت.
مسكت لولوة راسها و قالت بصدمه على رد بنتها: صاحيه انتي ؟! زوجك شوفي وجهه تعبان و مسحّبته لين هنا ؟! وش دخله هو طيب بولد خالتك ؟!
زفرت جود تنطق: يمه أنا و هو متفاهمين ! خلاص و بعدين شدعوه كذا تستقبلوني ؟!
ضحكت حمده تتقدم و تحضنها، و سلمت عليهم كلهم.
جات عند امها تحب راسها، صرخت بخفوت من قرصتها امها و همست في أذنها: لازم تفضحيني انتي ؟ تاله الرجال معك لولاده ؟! لا ومن المطار بعد ؟!
ميّلت جود شفتها وقالت: اي من المطار، حتى نقاب مب عندي متغشيه، و بعدين أنا قلت له و هو وافق.
زفرت لولوة تنطق: بختك فيه بس، مين يرضى بعد سفرة و تعب يمر مستشفى على شي مو ملزوم فيه.
جلسوا على الكراسي و عضت جود شفتها تناظر عساف اللي يسولف مع ظافر و صقر و عبدالله و شكله بالتريننق الأسود و الجكيت المخليه على كتفه.
التفتت على شهد اللي ضربت كتفها تنطق: شكل قلبك ودّع !
تنهدت تريح خدها على يدها و تهمس: اي بالله ودّع، طلع يجنن بالصدق !
ضحكت حمده تقول: شفتي، قلت لك الراحة اللي حسيتيها يوم استخرتي لا تفرطين فيها.
ابتسمت جود تلتفت عليه و تنهدت تلعب باصابعها بعد تأمله لدقايق.

والله إنك عليهم فيك زود...وش يجيب الوطى للنايفهWhere stories live. Discover now