٣٢

22K 610 261
                                    


همست بصدمه: ضاري ؟!
ابتسم ضاري وقال: تتذكريني ؟ زين لان مالي خلق اعرف عن نفسي.
نزلت انظارها تشوف شكله كيف تغير، نّزل من وزنه كثير و بنى عضل و كان ضاري ولد جارهم يوم كانوا في المدينه و تذكر لعبهم مع بعض وهم صغار، لكن بعدين تغطت منه ونسته أصلاً.
بلعت ريقها و رفعت عيونه لعيونه و لصقت بالجدار اكثر من تقدم لها خطوة و صرخت: لا تقرب مني !!
رفع ضاري أصبعه بتهديد وقال: لا تصارخين ! منب لامسك وانتي على ذمة رجالٍ غيري !
جزء منها ارتاح نوعاً ما، ولكن الخوف و الرعب للحين في قلبها، نطقت بصوت راجف: وش تبي مني ؟
ناظرها ضاري و زفر يقول: ولا شي، حسابي مع جدك مهو معك.
عقدت حواجبها وقالت: عجل ليه ماخذني ؟
مسح على شنبه و لف يناظر الشباك ويقول: حفيدته انتي صح ؟ ولا أنا غلطان ؟
رصت على فكها تناظره بخوف و كره ممزوجين ببعض، زفرت تصّد عنه لكن رجعت ناظرته من قال وهو يضحك: أجمل حفيداته انتي، لكن تصدقين الشقرا كانت قريبه من يدي.
توسعت عيونها وقالت: وش عرفك فينا انت ؟!
نزل السديري الخاص فيه وقال: تتوقعين خذيتك كذا في يوم و ليلة يا حَرم الفريق ؟ جلست أدبر و أراقب كل شخص ورا جدران بيوت ال ضيدان شهور ! بس عشان أصيد فرصة أخمك فيها، لكن يوم تزوجتي ولد مسفر و رحتي بيتهم، سّهل علي الموضوع.
رصت على فكها بكره له وقالت: وش ناوي عليه ؟
ابتسم ضاري وقال: بجلس اتأمل جمالك لين احد من اهلك ولا زوجك يتزحزح.
بلعت ريقها وقالت بهمس لنفسها: والله لا يذبحك هزاع.
انصدمت من سمعت ضحكته دليل على سمعه لجملتها، لف ضاري عليها وقال: خله يصيدني بالأول.
مشى ضاري و جلس على الكنبه الصغيره امام التلفزيون و ضلت نايفه واقفه في زاوية الغرفة و يدينها مقيده خلف ظهرها، زفرت بتعب و عطش و صداع و بدت عيونها تدمع وهي تحس بالخوف و القلق من ضاري.
لف عليها يشوف رجفتها وقال: بلعب بأعصاب اهلك شوي و بعدين لطَقت في راسي بتصل و اخذ مُبتغاي من جدك.
عقدت حواجبه باستفهام وقالت: وشو مُبتغاك ؟
رفع عيونه لعيونها وقال ببُغض: سُمعتي !

« بيت مشعل »
زفر مشعل بضيق يفتح باب غرفة بناته و قال: مها وش سواد الوجه اللي مسويته انتي ؟!
خافت مها وقالت: يا ابوي والله ندمانه على اللي سويته ! لكن سالفة اختفائها مالي شغل فيه والله العظيم !
مشعل بحده: سودتي وجهي يا مها ! سودتي وجهي قدام الرجاجيل ! إذا أنا صدقتتس الأمية رجال الواقفين برا ما راح يصدقون !!
بكت مها بخوف وهي ما تخيلت المصيبه بتكبر لهاذي الدرجة و توصل هالمواصيل.

« قسم هزاع و نايفه »
شتت أنظاره و مسح دموعه اللي نزلت غصباً عنه، ما قد نزلت دمعته لأي أحد، آخر دمعه نزلت من عينه كانت يوم وفاة أعز اخوياه قبل سبع سنين اللي هو ~ ذيب ~ كان له أخو و سند و أقرب له من ضلوعه، كانوا احلى ثُلاثي في العسكريه مع عساف و الكل يضرب فيهم أمثال الوفاء و الكرم و الجود.
لكن في ليلٍ ما له نجوم فقدوه في حادث، و نزلت دموعه لفقد أخوه و عضيده و أعز اصدقائه. وعدوا بعض يسمون عيالهم على بعض من كثر المعزه و العشره اللي بينهم، و هذا كان سبب تعلق هزاع بـ انه يجيب ولد و يسميه ~ ذيب ~، لعله يطلع مثل الذيب الشجاع اللي خذته الدنيا منه.
زفر يرفع راسه يشوف قسمهم بضيق و الدمعه معلقه في طرف عينه بسبب مُقاومته، خايف يفقدها مثل ما فقده.
طاح من طوله على الأرض و سند راسه على الجدار يلتفت على الأماكن و يطري عليه شكلها و ضحكتها و ذكرياته معها في هالأماكن.
زفر بضيق و غمض عيونه بشوق وقال الأبيات:

والله إنك عليهم فيك زود...وش يجيب الوطى للنايفهWhere stories live. Discover now