29

2.9K 72 23
                                    




« صباح اليوم التالي »
أرتسم طيف أبتسامه على ثغرها من مدت يدّها لـ مقبض باب غرفة نجد وحصلته مقفل تتأكد شكوكها أكثر من كونه معهّا ، أشارت لـ تولين بالصمت بينمّا هزاع كان بالأعلى يدندن على خفيف وبيده عصير برتقال نزلت مزون للأسفل : وش هالروقان الجميل؟
ترك المنشفه الصغيرة على كتفه يبعد الكاب عن رأسه : الرياضه تزيد هرمون السعاده والطاقه ، محتاجها بهاليوم
أقتربت تبعثر شعره : متى طيارتك؟
هزاع : بروح اتروش وأمشي لـ المطار ، انحنى يشيل تولين تبتسم مزون وأقتربت تسوي لهّم فطور وشاهي على السريع : بيض مسلوق ؟
هزاع : ليش لا ، قعدوا يفطرون ثم ركض هزاع للأعلى يلاحق الوقت ، عدلت شكلها وأخذت بنتها تتجه لـ الحضانه ثُم لـ المكتبه منعها فضولها من الإنسحاب وطالماً أنها فيّ أجازه لا مانع أن تقضي صباحها بالمكتبه ، ركبت بالخلف تبتسم لـ بنتها إللي كلماً ركبت السياره أخرجت كراستها ترسم وتلون بالوقت ذاته ، تركتها بالحضانه تتجه لـ مقرّ المكتبه عدلت البوت حقها وأخرجت جوالها تعيد قرأءة الدعوة نزلت يحرك السواق من أمرته في إنه يروح لـ هزاع ولا يتأخر تقدمت تعقد حاجبها من قلِة السيارات أمام المكتبة دخلت تبتسم من شافت البنت إللي تشتغل فيّها : صباح الخير ، ردت عليها تمشي بهدوء تستغرب لوهلة من الهدوء فتحت جوالها تعيد قرأءة الوقت وزمت شفايفهّا من أرسلوا الأن أنهم غلطوا بالتوقيت والتاريخ ، هزت أكتافها تمشي بين ممرات الأرفف تكتشف جديد المكتبه ، تستهويها العناوين يلفت أنتباهها غلاف أحدى الكتب أخذته تقرأ عنوانه بتمعن تقرأ مقدمته ثم تبحر بالفصول الأولى رفعت عيونها تدور النسخ حقته وكأن هالكتاب خرج أمامها لكي تأخذه يزيد غرابتها من الكاتب المجهول ترجع تفتح أول صفحه ترى توقيع الكاتب " إلى من أهتم في أمرها "
بينمّا تميم الذي أصدر نسخه واحده فقط من كتابه إللي لا أحد يملكه سواه ، كان شديد الغيره على حروفه يتركها حبيسة الأدراج لوقت طويل ولا يُحب ان يكشف هويته كـ كاتب يكتب لنفسه ، عُمل من أحد العاملين في المكتبه أنها تمر هالرف فيّ كثرة وتبقى وقت طويل تدور بعُيونها كتاب أخر يصبح رفيقها ترك كتابه أمام ناظرينها بحيث يلفت نظرها ولأنها ماكان بين الكتب أنما أمامهم نجح بالأمر ، أبتسمت البنت بإنتصار انها اصابت الهدف بينما مزون تزاد حيرّة من قرأت
" ملاحظة ، لا أحد يملك هالكتاب سوا أنتِ والكاتب "
أردفت فيّ داخلها ، تفز من طاح الكتاب إللي دفعه تميم من الخلف يتظاهر بعدم معرفته فيّ وجودها من طل عليها من الجهة الأُخرى يتظاهر بعدم الأهتمام ولا ناظرها نهائي أقترب ثم أنحنى يأخذ الكتاب ورفعت عيونهّا عليه تناظره بُذهول من تواجده هنا بهاللحظه ، فكت الشفره تزم شفايفهّا من فهمت وأتضحت الرؤيه لها ، تميم : أوه
ضمت الكتاب لـ صدرها بإنزعاج : تتصنع الدهشه؟
هز رأسه بالنفيّ يأشر لـ الكتاب : جاي لأجله
أبعدت الكتاب تعيد نظرها له ثم رفعت عيونها له لجل يكمل كلامه : سبقتيني طبعاً
مزون : ما أظن سبقتك ممكن تواجدي هنا من ضمّن خطه؟ ، تميم : خطه ؟
أردفت بإنزعاج : لا تستغبي ، كيف قدرت تستغفلني وتجيبني هنا ؟ ، أخذ نفس يعدل شماغه وأردف : لو قلتها لكِ بالصريح هل كنتي راح تجين؟ الأكيد لا لذلك لاتلوميني
أردفت بغضب : عفوًا ؟ مين أنت لأجل احط لك أعتبار ولا أرفض لك طلب؟ ، أجاب : تميم فقط
أبتعدت تمشي يوقفها : أمامي خمس ساعات لـ الرجوع لـ باريس جاي هنا بس عشان احاكيك في موضوع يخصني !
مزون : ما أتدخل في شؤونك ولا أهتم فيما يخصك أتمنى تدرك هالأمر وتبتعد عن طريقي ، تميم بذات الهدوء : حاكيني لدقائق فقط لا أطلب المزيد ، مهم !
مزون : وش هالموضوع إللي يربط بيننا بحيث تجي من باريس لـ الرياض ؟ ، تميم : كل خير ، أتمنى تسمعيني لأنكِ ماتردين علي من الأصل وهذا الحل الوحيد
مزون بقلة صبر وقليلًا من الخوف من هالرجل الغريب : اذا عشان تأخذ الكتاب فـ هاهو لك ، مدته له يكتف يدينه : هذا كتابي انا الكاتب المجهول بنظركِ وانتِ إللي أردتها أن تُجده ، تركت الكتاب لا أراديًا على الرف تبتعد عنه تناظره بحدة : أتمنى ماتكرر هالحركه ولا لي تفاهم أخر مع الإدارة
تميم : لاتعانديني كوني منصته فقط ، أشر لـ الطاوله القُراء الطويله يبعد الكرسي لجل تجلس تبتعد عنه بالجهة الأُخرى تسحب كرسيها تترك شنطتها على الأرض مر طيف ابتسامه على ثغره يقعد أمامها يشبك كفوفه كعادته ثم مد يده لـ الكتاب يمرره لـ جهتها ترجعه له وتركته بالنص تناظره بصمّت ، تميم : قهوه ؟
ألتزمت الصمّت يأشر لـ للي معه يجيبون أكواب القهوه إللي طلبها تركها المرافق أمامهم يترك كوبها قدامها ، أرتشف من قهوته يكمل حديثه : مالي بالمقدمات
مزون بنبرة ساخره : واضح من مقدمة الكتاب
تميم التمس نبرتها يتجاهلها : أعتبره اطراء جيد ؟
رفعت أكتافها بعدم تجاوب ، تميم : القهوه إذا بردت تفقد لذتها ، مزون : لا أهتم ، لا تطول بالحديث لأني قاعده بعدم رغبتي ! ، قرر يدخل بسير الموضوع : أنا جاي اطلبك لي
ناظرته بعدم أستيعاب يكمل حكيه : مثلماً قال نزار قباني
‏"سَتُفتّشُ عنها يا وَلدي في كل مكان،
‏و ستَسألُ عنها موجَ البحرِ " يردف لكني لم أصل إلى ‏"فحبيبةُ قلبكَ ليس لها أرضٌ أو وطنٌ أو عنوان،
‏ما أصعبَ أن تهوى امرأةً يا ولدي ليس لها عُنوان" لأني وصلت لها ،حاولت تربط الأمر فباتت بالفشل يكمل: انا في بدايات الثلاثين من عمري ، منذ كنت ولدًا صغيرا كان حلمي أمامي كنت اسعى جاهداً ان اصل إلى الذي انا فيه الأن ، حققت حلمي وسعيت دون الأكتراث لـ العلاقات لـ الحب الذي لم اقع بهِ ذات يوماً ، الحب الذي اقراهُ بين الأسطر في الحكايات في الأفلام في المسلسلات ، ولا كنت أسعى في اني أستغل اسمي في هذا الشأن ، كان فصيح اللسان مثلهّا تود لو إنها تخرسه الأن لـ تسأل ماشأنها بذلك لكن سرّده أجبرها أن تصمت : ولا وقعت إلى هذا اللحظه ، مروا النساء أمامي كثيرًا لم تلفت أنتباهي أحدٍ منهما ماقدرت تصمت لتردف : ما شأني؟
أردف يجاوبها : انتِ صاحبة الشأن ، ماراح أكذب وأقول اني وقعت في حبكِ ! لكني وجدت أمرأة احلامي ماراح أتركها
توقفت بإنزعاج : قاعد تتخطى حدودكِ معي ، وقف معها يرفع ذراعينها بالهواء محاولةٍ في تهدئتها : انا جاي اخطبكِ وأنا داري اني راح اسمع رفضكِ لي لذلك ماكان عندي إلا هالحل : أختي حضرت زواجكم بطلب مني شافتكِ
ناظرته بُذهول كل مره يثير دهشتها : لإني جاد بطلبي !
أنا ماني عجول لكِ الوقت اسبوع أشهر سنيّن انا بإنتظاركِ
العلم عند أهلي وصلهم باقي انتِ ، انتِ تشبهيني وتناسبيني
وقف يمنعها من الخروج : لكِ الحريه أنا بإنتظاركِ ، إلى اللقاء ، لبس نظارته الشمسية يأمر سواقه : إلى المطار تقعد على كرسيها تستوعبه ، تستوعب هالشخص العجيّب يقف أمامها يطلبها بس عشانها أعجبته ، يسافر الى بلادها يفعل الكثير من الخطط بس عشانها امرأة أحلامه فما بالها إذا وقع بحبها ، ارتجفت لوهلة تشعر إنه معتوه رغم أتزانه ، ترتيب كلامه ، كلامه الصريح لم يأتي في المقدمات الرخيصه بمنظرها لكونها قرأت الكثير من الحكايات لكنها في لحظه أنعمت عيناها لكي تتزوج بذلك المعتوه ، هزت رأسها تنفي كل أفكارها بهاللحظه دائماً ينجح في إنه يتركها في دوامة لامتناهية للأفكار ، شدّت على رأسها تستوعبه تمد يدها لـ كتابه إللي اصبح بين يدينهّا تركته في شنطتها تخرج من المكان في أكمله تكشر من تذكرت أنها ارسلت السواق ظناً إنها راح تستمتع بالمكان وتأخذ ساعات أطول ضربت كعب بوتها بالأرض تبتعد عن البنت التي أتت إليها معتذره تمشي دون وجهه شدّت على شنطتها تتوقف جنب الإشاره تلمح مقهى واتجهت له تنتظر فيه سواقها قعدت في زواية المقهى تخرج جوالها ثم إتصلت عليه واقفلت منه لكونه مع هزاع الأن وفي طريقهم لـ المطار ، طلبت مويا تهدي من روعها ثم طلبت قهوتها تخرج الكتاب من شنطتها تقرأ أول صفحاته ثم أتجهت لـ أخر صفحه :
" 16 ديسمبر "
ذاتَ ليلةٍ باريسية الهٰوى التقيتُ في حوريةٍ
بين أرفف الكُتب لأول مره لا أكون محط أنتباه
أحدٍ لأول مره أشعر انني غير مرئي لإنها لم
تراني ولن الفت أنتباها ، عُرفت انها امرأةً
لا يلفت أنتباهها شيءً سوا الكتب
كان ظهورها بين ممرات المكتبه لم يكن شيئًا عادياً ، راودني في تلك اللحظه شعورٍ غريب
إنني أرى لأول مرةٍ امراة تشابهني في أشيائي
منذ تلك الليله لم تنتهي تساؤلاتي ولم يتوقف عقلي عن التفكير بها ، أشعر انني غارق لامحال
أقفلت الكتاب تأخذ علبة الماء بيدينها الراجفه أرتوت من العطش الذي اصابها من قرأءة الكتاب ، أغمضت عيونها تعيد أول لقاء بينهّم وكيف أخافها ، هزت رأسها بالنفي بينما هو فاز في لفت أنتباها والأحتياز على كامل فكرها تسترجع كل شيءٍ جرى بينهّم ، زمت شفايفها بعدم أعجاب تحاول تنفيه من أفكارها ترجع شاشة جوالها بالمضيء مدت يدها تفتحه وكان إشعار منه دخلت على التويتر وكانت صورة طائرته
" عائد إلى باريس وأمل ان لي عودة مرةٍ أُخرى لـ الرياض "
زمت شفايفها من فهمت مقصده فهو منتظر الأشارة فقط لكي يعود إليها ، لم تنكر ان صراحته معهّا اثارت اعجابها ولا كان منه زيف المشاعر إنما اعترف انهُ معجب ويريد ان يتحول الأعجاب إلى حب نقي بموافقتها ، أخذت كوب قهوتها ترفع عيونها لـ الكتاب تتأمل غلافه ثم تركته داخل شنطتها من لمحت سيارة السواق تتجه له ، ثم أرسلت لـ عرّيب وساره " اجتماع عاجل " ترسل لهّم كل تفاصيل هاليوم واقفلت جوالها تنتظر أجوبتهم
-
وقفت أمام المراية ولازالت ملامحها مشعه بالأحمر ، يعتريها الخجل ولا ودّها تشوفه نهائي لبست فستان أبيض لـ فوق ركبتها عاري الظهر ، منساب بحريه على جسدها ورفعت شعرها عدلت شكلهّا تخرج وارتاحت لوهلة من ماشافته أتجهت لـ جوالها وفتحته على رسالة مزون قرأتها تتسع حدقة عُيونها : يبي لها جلسة ماينفع بالجوال
عرّيب : انا للحين ماصحصحت ، وش إللي قاعده أقراه؟
مزون : أرجوكم لاتزيدونها علي ، تعالوا واسوني احتاجكم
ثم أكملت : سارتي صباحية مباركه ياعروسه عذركِ معكِ
أبتسمت سـاره تكتب لها : بحاول أجيكِ
عرّيب : لاتجين ولا شيء أنا بروح لها ونعلمكِ بالأخبار ، عروس وقاعده على جوالكِ؟ روحي قابلي زوجكِ
سـاره : مو هنا ، كيفكم؟ وش سويتوا بدوني؟
مزون : كلنا بخير حبيبتي وهزاعي الله يستر عليه رجع برلين
عريب : لاتحاتينا طول الوقت ، عطي الرجال وجه
أبتسمت تقفل جوالها من فتح الباب يتسع مبسمه من شافها ترك مفاتيحه يقترب لهّا شتت أنظارها عنه ابتسمت يرفع ذقنها : طالعي فيني ، رفعت عُيونها له ينحني يقبل خدها : صباح الخير ، نمتي زين؟
هزت رأسها بهدوء يسحبها لـ حضنه ثم حاوط أكتافها : تعالي نفطر ، تقدمت معه تقعد أمامه ولا كان منه إلا الابتسامه والأنشراح وأهتمامه بها بهاللحظه ، يراعي خجلها منه ويحاول يكسره قبل يهد حيله بالأكثر بينما هي شربت ولا كان ودّها تفطر :
-
قعدت نجد من النوم تبعد يده عن خصرها وقعدت تناظره ورفعت عيونها لـ الشباك وفتحت جوالها تتسع حدقة عيونها بتوتر من كون اخوانها قعدوا من النوم وهو لازال بـ غرفتها ، مدت يدها لـ خده بتردد تطبطب عليه بخفيف فتح عين وحده يشوفها أمامه وبنفس اللحظه عدلت شعرّها بخجل : صباح الخير
نجد : صباح النور ، مسكت ذراعه تقومه : قوم يلا
سحبها لـ صدّره تحاول تحرر نفسها منه : نامي بدري
نجد : جامح قوم ما ابيهم يشوفونك هنا
فرك عيونه يقوم ويقابلها ثم قبل خدها : لاتخافين تراني زوجكِ وانتِ زوجتي ومال إي احد حق علينا
نجد : ما أبي مو على كيفك اصير زوجتك
أخفى ضحكته يأشر على دبلته ودبلتها : صرتي على كيفي
رجعت تغطي وجهها باللحاف تتعالى ضحكاته وأبعدته تغطي فمه بـ كفها : بيسمعون
سكن لوهلة من قُربها منه ، من بعثرة شعرها وميلان بجامتها وأزاريها المفتوحة يمد أصبعه يغطي نحرها ، توردت ملامحها تمسك بجامتها تستر نفسها أقترب يُقبل نحرها تشعر بـ أنفاسه على جسدّها يهتز كيانها بهاللحظه تبتعد عنه بتوتر ابتعد يدخل دورة المياه يتركها بـ كومة مشاعرها تركض لـ مرايتها تنهار بهاللحظه من شكلهّا تأفففت بداخلها " ليش ماعدلت شكلي قبل يصحى ! " مشطت شعرّها تربطه للأعلى تتناثر بعضً من خصلات شعرها البُني على وجهها لبست قميص ابيض تقفل أزرته تعطرت ثم التفت من خرج لهّا يتقدم لـ ناحيتها : تجين معي لـ الجامح ؟ ، أجابت بالإيجاب تأخذ عبايتها ولفت له توقفه من تركت يدها على صدره: أنتظر هنا
خرجت تتلفت حولها وماكان به أحد تركض للأسفل ثم اشارت له يجي وماكان منه إلا الثبات من حركاتها إللي تعجبه وتذوب قلبه ركبت جنبه تتنهد بإرتياح : الحمدلله مافيه أحد ، أبتسم يحرك سيارته

‏يا نجمتي قد ضعتُ في ليلِ الهوى   عُودي إليّ .. لكَي أواصلَ رِحلَتيTahanan ng mga kuwento. Tumuklas ngayon