23

3.3K 67 23
                                    




تقدم هذام يقبل رأس أبوه : كل إللي ودّك به سم وحاضر الله يطول بعمرك
وقفت ترف وحاوطها هذام بإبتسامة ولوح بإيده لـ أبوه واخته واتجه مع ترف لـ مكتبه : حيّ زوجتي أم بندر
ترف : ماشاءالله مسمي ومخلص
هذام : طول عمري ينادوني أبو بندر ، يستاهل الشاعر
أبتسمت ترف : يستاهل وأكثر والله ، إي ماقلت لك ما أبي اشوفك قبل الزواج ؟
اقترب هذام يدخل خصلة شعرها خلف أذنها : انتِ جايه ويازينها من جيّة ، إبتسمت بهدوء : بحضر الأمسيه معاك وابي اكلمك بعدها بـ موضوع طيب ؟
هذام بفضول يعتريه تجاهها : سمّي قوليه الحين
هزت رأسها بالنفي : بتعرف بعدين ، أشرت له بـ باي وخرجت لـ شموخ

« ليله الأمسيـه الشعِريه »
أرتبكت لوهلة من شافت الجمّوع إللي أمامهم كل سياره تمر مُهيبه كونها تحمل شخص من كبار الشخصيات ، جمهور ومُعجبين الشاعر بندر شاعر جيّله وكل الأجيال أقترب سياراتهم من باب المدخل ونزلت ومعها أم هذام ، مدوا كرت الدعوه وقدموا لهّم فنجان القهوه السعوديه ، قدموا مبخرة العود العتيّق ، التفت أم هذام بإبتسامه تمسك يدّها من لاحظت ترف المتوتره من الحضور الطاغي ، تشوف الأمسيات دائمًا أونلاين لكن رهبّه الحضور غير وجدًا غير تعجز لسانها عن وصفهّا ، تقدمت أم هذام بغرور متعالي كونها مُلمهة الشاعر وكل أشعاره ، كونها سيدة أشعاره وكل حرف يكتبه يخصهّا ، أشتهر بـ محبة العظيمه لهّا يقصدها بُكل أمسيه ومحفل ولا مل ولا كل ، توقفوا بعضًا من السيدات إللي حضروا الحفل يسلمون على حرم الشاعر وخطيبه ولدها ، صافحتهم ترف تستجمع ثقتها وأصبح حضورها طاغي وكلٍ يدورها بعينه كونها صاحبة الزواج المُنتظر ، يعرفون شديد المعرفة غرور أم هذام إللي ماترضى بالنقص ، عزايمها المتكلفه دائمًا وحضورها إللي مايجي عادي ابدأ ، وهذام ولد الشاعر الجندي المجهول لـ أبوه إللي دائمًا خلف الكواليس ولا يُحب الظهور الأعلامي وهذا مايزيد فضولهم وودّهم يكتشفون ولد الشاعر إللي مايعرفه ألا أقارب أبوه ومعارفه وطبقتهم المخمليه ، قعدت جنب مقعد أم هذام أمام المسرح مباشرةً وأمام طاولة الشاعر ، أرسلت تستعجل خواتها إللي على الوصول ، تلتفت تتأمل الحضور إللي مو عادي نهائي الكاميرات إللي تنقلها بث مباشر، طلب من الكاميرات يصورونه ويصورون الجمهّور من الخلف فقط ، احترامًا لـ خصوصيتهم أخذت نفس تبتسم ووقفت تسلم مع عمتهّا وهي جاهلتهم أرسلت لـ شموخ إللي بتجي مع أبوها كعادتها : وينك ؟
أرسلت شموخ صورة الموكب وكون أبوها جنبها وهذام قدام مع السواق  ، نزلـت جوالها تعدل أكتافها وتزرع البسمه على وجهها من أقتربت أم هذام تصورها ولكونها جات على ماتتمنى ، تعجبهّا زود ومُعجبه شديد الأعجاب برقتها ونعومتها ودلالها إللي لايق عليّها وكونها تليق بمقام ولدها الحبيب ، دخلت سـاره مع ثنيان إللي عدل شماغه ومد الدعوه ثُم دخلوا وخلفهم كايد وعرّيب إللي تعجبهم هالأجواء وزود وبالخلف نجد إللي جت لعل تلمحه بينما مزون قعدت مع بنتها إللي تعبت ، عدلت نجد كعبها ورفعت عيونها تدور ترف كونهم جنب بعض وخواتها بالخلف ، إبتسمت تسلم على أم هذام وقعدت جنب ترف : يمه الأجواء الصاخبه ماتعجبني
ترف بهمّس : خفت بس تشجعت بعدين
أعتدلت على الكرسي من أعلنوا دخول الشاعر تبتسم أم هذام تشوف بنتهّا إللي ماسكه ذراع أبوها وولدها إللي بالخلف ، رفع الشاعر يدّه يحيي الجمهور إللي تعالت أصواتهم طربًا وترحيبًا به بينما هذام إللي لابس كمام أسود وثوبه الكحلي وشماغه البيج الشتوي يمد يده بخفيه على ذراع أبوه يمنع الأزدحام منه أبتسم الشاعر يمد يده يد عليها يطمنه ، وقفت البنت إللي جنبه وكلمته ماسمعها هذام يقترب منها بحيث يسمعها زين لكن الصخب بكل مكان منعه من إنه يسمعها يأشر لها انه مايسمع ولإن البنت صوتها واطي مرّه ولا تقدر تسمعه ، زمت شفايفهّا بخفيف من قُربه منها الشديد تشتت أنظارها عنه لـ شموخ إللي جابها أبوها إلين مقعدها إللي جنب أمها ، انحنت تكلم ترف ورفعت صوتها بزيادة من بدأت المعزوفه :
هذام يطلبك لـ مقعده
وقفت ترف تمشيّ لـ هذام إللي أقترب منها بعد ما تطمن على أبوه مسكت ذراعه وشدّت عليه تناظر البنت بهدوء ثم ناظرت فيه : كان حضنتها أفضل؟
أخفى ابتسامته يعدل الكمامه : زوجتي عندي مايحتاج
قعد وقعدّت جنبه وأخرج الكمامه يتركها بـ جيبه : أول أمسية أحضرها لـ الوالد معاكِ ، أبتسمت بهدوء وخللت أصابعها بين اصابع يدّه ثم شدت عليها ، يذوب قلبه بإبتسامتها العذبه همّس لها : يالبسمة العّذبة فيك العُمر موعود ، أكتفت في إنها تشد على إيده تبتسم زود ، بينمّا ساره التفت لـ ثنيان : الله يالدنيا عمي تركي كان يحبه والحين عم بنته ، أبتسمت ساره بحزن : ليته موجود بيننا
رص على أسنانه من جاب العيد وكون أفكاره بصوت عالي : الله يرحمه ، رفع ذراعها يتركه على أكتافها تبتسم شدّيد الحُب هالليله إللي تنحط على رفوف الليالي السعيّده كونها بـ أمسية ومعها محبوبها وكذلك بالمثل لـ عريب وكايد ينتظرونه يبدأ ، أتجه يقعد بمقعده بعد ما أنتهت معزوفة الفرقه تنحنح الشاعر يعدل صوته وقرّب المايك له أكثر يرفع وجهه لـ الجمهور ألقى التحيه ثم نُطق وعيونه على محبوبته :
قبل ما أبدا أمسيتي ارحب في رفيقة مشاويري ودربي انيسة ايامي واول جماهيري ويامن من أجلها كتبت أعذب الأحُرف وسافرت في مدائنها زوجتي الحبيبة سلطانة أم أبنائي وأبني الغالي هذام وابنتي الثانيه حرم ولدي ترف تركي وابنتي وشموخي واعتزازي شموخ الشاعر وضيوفي الأعزاء يامرحبا بكم جميعا ، توقف من اعتلى التصفيق ، أبتسمت أم هذام تصفق بهدوء بينما ترف اعترها الفرح من نُطق إسمها بـ أمسيته وإللي ماتوقعت نهائي تكون قريبه منهم هالكثر
« ملاحظة أعزائي القُراء القصائد منقوله »
أبتسم يعدّل أوراقه ثم عدل ورقة أول قصايده بـ هالليّله رفع عيونه ثُم أردف «أنا لعُيونها بس لعُيونها » أكمل القصيّده ثم توقف يأخذ نفس وأكمل «البارحه مرّيت في أحلى الفصول» ، «حبيبتي ياكثرها عيونك على هالليّل »
أنتهت قصيدته الأولى يضحك بشدّة من ذهوله بـ جمهوره العجيّب إللي يتزايد على مر الأجيال مانقص شغفهم ولا قل حماسهّم وكأنه لأول مره يُلقي على هالمسرح إللي منذ التسعينات إلى هالسنه ولا زال يُلقي به ، اعتدل يسترسل بـ قصيدته الثانيه
«ليله لو باقي ليّله في عمري
أبيها الليله وأسهّر في ليل عيونك» ، إبتسم ثنيان بشدّة من شديد إعجابه بقصائده إللي تمثل شعُوره مع محبوبته تركت رأسها على كتفه ولا ودّها يفوتها ولا تفصيل من هالليله الساحره وبالمثل عريب وكايد إللي عايشين جوهم ، التفت هذام لـ ترف إللي توثق كل لحظه وعينها على أبوه ، يتعجب كيف تصور ومندمجه بنفس الوقت أبتسم يشرب قهوته والتفت على " آل هذال " الكرام إللي كلهم متواجدين نزل عيونه لـ ساعته ينتظر صاحبه إللي أختفى عنهم لكنه طمنهّم إنه بخير وهذا يكفيه يدري إنه بـ ظل بـ باريس يومين ثم أتجه لـ ألمانيا  ، دخل هزاع إللي من المطار إلى مقر الأمسيّه عدل شماغه يتجه لـ مقعده وأبتسم من التفتوا عليه خواته يأشر لهم بإيده وقعد يعتدل بـ مقعده ولكونه جاي لجل يحضر زواج أخته عدل أكتافه  ، ورفع عيونه لـ الشاعر  إللي يُلقي قصائده

‏يا نجمتي قد ضعتُ في ليلِ الهوى   عُودي إليّ .. لكَي أواصلَ رِحلَتيWhere stories live. Discover now