‏يا نجمتي قد ضعتُ في ليلِ الهوى عُودي إليّ .. لكَي أواصلَ رِحلَتي

8

« نادي الفروسيـه »
أنتهت من التدريب حقها ومن أصبحت مدربه بالمَكان إللي تدربت فيه وأصبحت فارسه وأشتغلت معاهم ، نزلت من الخيل وتوجهت لـ غرفة التبديل وغيرت لبسها ولبست عبايتها وتوجهت بلهفه لـ الخيل إللي أسرّها وأثار فضولها من أول ماجات هنا ولا زالت الأسئله بداخلها وسبب نبذهم لهالخيل إللي تاركينه بـ سور أخر ولا يختلط بـ الخيول الثانيه بسبب وحشيّته وعداوته إللي تجهلها وكلٍ يهابه كان خيل جامح وعاصي ولا يتقبل أحد ، ودّها تعرف حكاية هالخيل إللي يثيرها وإللي أعتادت على رؤيته وتأمله بعد ماتخلص دوامها ومن تقعد بعيد عنه وتسولف عليه ، دخلت القسم العام وقادتها خطواتها له ، شافته يصهل ويهاجم العامل إللي يبي ينظفه تركت شنطتها على الأرض ولا أراديًا حطت يدّها على السور وحدقت فيه ، سمعت شتائم العامل وتركه بغضب وقفل السور خلفه مر من جنبها وهو غاضب ورفعت عيونها لـ الخيل إللي هدأ كعادته وقت يبعدون عنه ، أخذت نفس ومن ضاق صدرها وقت شافت ضعف الخيل لأول مره ولمحت دمعته بعينه شدّت على قبضة يدّها بضيق ونطقت نجد : ليتني أملك الشجاعه إللي تخليني أروضك وأطلق سراحك ، قاعد كعادته خلف الشباك الزجاجي إللي من الخارج يجهلون إللي خلفه ، مسح على شنبه بهدوء وهي من وقت تقعد قدام هالخيل من سنيّن وهي شادّه أنتباهه وأخذها عادة إنه يتأملها فقط ، رفع عيونه لـ العامل الغاضب وبشدّه من الخيل الجامح : كالعاده لم يرضى إن أقترب منه
أشر بيدّه إنه يخرج ويتركه وهو يهز رأسه بـ أسى ثم ناظر لـ رجوله بهدوء وقاد دراجته وتوجه لـ مكتبه وهو يجرّي أتصالاته ، بينما نجد إللي ودعت الخيل وتوجهت لـ البيت تتجهز لـ عشاء الليلة إللي على شرف أختها سـاره

«جـده ، العشاء »
دخلوا المطعم وتوجهوا لـ طاولتهم إللي حاجزينها مقابل البحر تمامًا ، أبتسمت مزون من شافت ساره إللي لبست قبلهم وطلعت تقدمّت من لمحت ذبول ملامحها وحضنتها : متى هالحزن يعتق عيونكِ؟
أبتسمت سـاره بألم وربتت على كتف مزون إللي تشعّر بها ، وأتسعت ابتسامتها زود من شافت تولين إللي أصبحت نسخه مصغرّه من خالتها ترف شكلًا وأهتمامًا أنحنت تحتضنها وتشم رائحتها إللي مثل الورّد : ياحلو بنتي!
أبتسمت تولين بفرح عامّر من شافتها وتوجهت لـ ترف وتقدموا لـ عريب ونجد إللي قاعدين وقعدوا ، ساره : باركوا لي أخذت العمل  ، أنهلت عليها التباريك وفرحة أخواتها لها وحمدّت ربها إللي بلغها هاليوم وصارت سيدة ناجحه وبدأ أسمها يتصدر تحت قائمة سيدات الأعمال ، عريب بتأمل لحالهم بداية جيتهم لـ جده ومن واجهوا معاناة وعدم تقبل لواقعهم ومن جهة دراستهم والتعب النفسي إللي مروا فيه والأن قاعدين يحصدون ثمّار صبرهم وتحملهم : يالله يابنات! الحمدلله على هالأيام المريحه ولا مين يصدق إننا بنوصل لهالمكان! قبل كنت أطارد الحسابات ينشرون لي وأتعب نفسي بالتسويق لـ لوحاتي والحين حاطه رجل على رجل وهم إللي قاعدين يحاولون يوصلون لي ، كنت أدور احد يشتري مني والأن شركات ووزارات ومؤسسات قاعدين يطلبون مني بالأسم وغير الرسمات الشخصية طلعت كنز من هاللوحات الحمدلله
كانوا مستمعيّن لها ولقصة كفاحها وهي تتكلم وعيونها على البحر ، كملت مزون بهدوء : الحمدلله أنا استفدت من الكتب وصرت كاتبة محتوى بالشركه وبديت أطور نفسي أكثر وصرت اكتب مدونات ورسائل وإلى مالا نهاية للكل شعُور الأنجاز لذيذ مره! والأعظم أن ربي اضاف لي هديه حلوة بحياتي وهي بنتي توليني إللي يكفيني إن طلعت من تجربه زواج فاشله فيّها والحمدلله على كل حال
كانت مستمعه لأخواتها ورفعت عيونها لـ التؤام ومن ضحكت ترف بعبط : وأنا انجازاتي اني اطفر فيكم
ضحكوا رغمًا عنهم ، ونطقت سـاره : لو تدرين إن كل هذه عشانكِ أنتِ ونجدي؟ أنتم عناقيدنا وسكر حياتنا الله يخليكم لي ، قاطعوهم أتصال هزاع بالسناب شات ، فتحت عريب الكام وثبتت الجوال بحيّث يشوف الكل ، هزاع بفرح من شاف خواته ووجيهّم بعد يوم شاق ودراسته إللي بكل ترم تصعب عليه بالأكثر : حي خواتي ، اخباركم
نطقت سـاره إللي أشتاقت له : هزاعي ياعيونيّ أنتِ ، كلنا بخير ياحبيبي وماناقصنا الا أنت بيننا
هزاع بسرور العالميّن : هانت باقي سنه وأنوركم وأرجع الوطن بشهادتي وأرفع رؤسكم يالغاليات
ترف : هزاعي كيف برلين ؟ حلوه؟
هزاع سند ظهره على الأريكه : والله ورغم إن لي سنين ما أكتشفتها كلها للحين
نجد : سو لنا ڤلوق وقت تكتشفها
هزاع : والله ماني قادر ألقى وقت اكل فيه من الدراسه
مزون : الله يوفقك ياحبيبي وشدّة وتزول
أبتسم هزاع وأتسعت ابتسامته من شاف تولين : حبيبة خالها معاكم ولا خليتوني أكلمها بحق!
قربت تولين من الجوال : خالو هزاع
ذاب قلبه من شافها: ياعيون خالكِ انتِ لاتخليني أترك كل شيء وراي واجي أكلكِ
مزون كشرت : ياربي منكم ! كل من شاف بنتي قالها باكلكِ تراها تصدق ، كملوا سوالفهم مع هزاع إلين وصل الأكل وقفلوا ثم ألتفت سـاره عليهم : شفتوا البيت إللي أعجبكم؟
عريب : إللي بالرياض؟ والله مو عادي نستحقه بعد هالتعب
مزون : صح ويكون ملتقى الأحفاد بعد عمرٍ طويل
ساره : أعجبني مرّه وكلمتهم وقالولي بـ إي وقت تجين وتشوفينه ، عريب : نروح الرياض؟
تكتفت سـاره : وحده منا تروح
ترف بضيّق : يعني بنترك جده؟
ساره : لا يا أمي ، نشتريه أحتياط ونشتري شقه لنا هنا
أرتاحت نجد نوعًا ما لأنها تعلقت بالخيل بشكل كبير ولا تقدر تتركه وهالتعلق سبب لها أزمة : أشوا ، خوفي إني اترك الجامح
سـاره: نجدي؟ ماودكِ تبعدين عن هالخيل!
عريب ألتفت لها : ترى التعلق مو زين لعلمكِ يعني
زفرت نجد : شسوي والله أمرّي غريب معاه عاجبني مرّه! ويزعلني إنه عايش وحيد محد يحبه ولا يحب أحد
ترف : تراها تعلقت فيه وحبته عشانه وحيّد وكاسر خاطرها
سـاره : نشتريه لكِ؟ ما أفهم سبب عدم أخذكِ لـ ملكيته للأن
نجد ميلت شفايفها : لإنه له صاحب وهجرّه وأساسًا الخيل فاقده بشكل مو عادي ولهالسبب كون عدواة بينه وبين العالم لانه مشتاق ويحتاجه واساسًا حكايته مع صاحبه مجهوله للأن ماعرفت سبب تركه له!
كملت تسرّد لهم القصه بينما هم مستعين وتبادلوا الأحاديث الطويله فيمّا بينهم