15

4.2K 82 12
                                    




خرجوا أهله جميعًا من المستشفى وقعد كايد عنده بينمّا ثنيان إللي تظاهر بالنوم ثم فتح عيونه : بالله عليك روح
طالعه كايد بصدّمه : وش جاك أنت! تراني ملاحظ تصريفاتك ، زفر ثنيان : اسألك بالله تخرج ماودّي أعلمك
كايد بشك : عندك ضيف؟ ، أخفى ثنيان لكون اخوه يفهمه : ماودك توريني عرض أكتافك هالحين ؟ ، ضحك كايد : رغم إنها ماهي جايزةٍ لي هالحركات ، قاطعه ثنيان : أدري بك
خرج كايد وتوهق وين يروح وأن رجع بيت ثنيان بيهاوشونه لكونه تركه وهم بالقوة طلعوا منه : صرت مشرد على أخر عمري ، نزلت سـاره وعريب إللي نزلت معها والنوم بعُيونها وأردفت بحلطمة: مدري ليش قررت اسوق واتعلمها يعني قايمه من فراشي الدافي عشان موعدكم الغرامي؟ ياناس توه طالع من الموت مايتوب وانتِ ماتبين تتوبين يعني؟
سكرت سـاره أذنها بإنزعاج : عريب بليز تجملي معاي ونامي بالسياره لين أخرج ، عريب : اوكِ ياروميو وجوليت لاتتأخرين علي عشان ما أطلع هالليله من عيونكم
ضحكت سـاره ودخلت بإستعجال وتود لو ماتشوف أحد عنده ، لمت عريب نفسها من أستشعرت برودة الجو  ، أتجهت تأخذ لها شيء دافي من الكافتيريا ، توقفت بمكانها لما لمحته متلثم بشماغه ومدخل أيدينه بـ جاكيته ويتأمل الزرع ، عريب ضحكت بداخلها " محد ماكلها غيرك فعليًا ! " أتجهت عريب ومدت له كوب الشاهي حقهّا ، رفع عيونه وعقد حاجبه لما شافها : وش عندكِ هنا ؟
هزت اكتافها بعدم معرفه: أخذ الكوب ترا ما عمري فرطت بالشاهي حقي بس رحمتك ، شال لطمته ونطق : بالعافيه ماودي به ، تركته على الكرسي وتراجعت لـ الخلف واتجهت تأخذ لها كوب ثاني وتتجه لـ سيارتها ، تبعها بنظراته إلين أختفت ثم أخذ الكوب وارتشف منه : ماهو نفس لذة شاهيكِ ، ضحك على نفسه ورجع سند ظهره على الكرسي
-

أخذت الكرسي وقعدت قدامه بينما هو يناظرها بتمعن يدرس كل تفاصيلها ، أخجلتها نظراته وتُشتت أنظارها عنه ونطقت بربكه : كيفك الحين ؟
أعتدل ظهره ونطق : بخير الحمدلله ، ناظرته لجل يسرد لها يومه كعادتهّ وفهم نظراته المُعتاده وأبتسم يقولها : أبد جوني أهلي ، امي وخواتي وراحو بيتي ثم تراضينا انا والوالد
أبتسمت سـاره بفرح : صدق؟
هز رأسه بإبتسامة ، ثم نطقت : ما أعرف وش صار لك طول السنوات إللي مرت بدوني بس أتمنى صدق مادام زعلكم
تشتت أنظاره بضيّق : انا هجرت الأماكن وصرت أطرد سراب طيوفكِ ، ضاق صدرها لوهلة رغم إنها تركت الديار عشان مايتضرر بالكثير ادركت بهاللحظه ان تضحيتها أصبحت هباءا منثورًا ، شافها شاردة وأكمل : شاغلكِ شيء؟
ارتبكت : لا ، ثنيان بإبتسامة باهته : يبي لنا ليله نقضيها لحالنا لجل نأخذ علوم السنين إللي مضت ، سـاره : أن شاءالله ، عن نفسي مافي شيء واو
ثنيان وقلد حكيها: نجحتي بحياتكِ ماهو شيء واو ؟
أخذت نفس: كانت ناقصه فرحتي بس أيام صعبه مضت
اتضحت لهّا نبرتها الحزينه وبان الضيق على ملامحه: ليتكِ مارحتي عني كان ماسمحت لدنيا تضايقكِ وأنتِ معي
لامعت عيونها وتمنت لو أنه كان معها لجل يشيل جزء من الحمل الثقيل عن ظهرها ، كانت محتاجه السند ، شخص يكبرها بالعُمر لجل تستمد القوه ويخف الحمل عن متونها ، أقتربت وقعدت على طرف السرير وأتجهت عيونها لـ جرح حاجبه وزمت شفايفها ، سكن وهو يشوف نظراتها ويدري بهاللحظه في داخلها حكي عجزت حروفها تترجمه ، نفس نظراتها من صغرها وقت تتضايق ترتجف جفونها ونظرتها تصبح مشتته بالثواني ، مد يدّه بهدوء ورفعت عيونها له:
" وإن ضاقت أرضكِ عليكِ تشيلكِ اهدابي  "
أبتسمت بإمتنان لهالرجل المُحب إللي ماغيرته الأيام رغم أخطائها الفادحه إلا انه مسحها بدون مايسمع منها شيء يشفي غليله ، رجل عظيم بعينها بعد أبوها ، شخص توتمن بوجوده حولها حنيته غلبت قسوته عليّها دائمًا ، تحبه ومتأكده ان حبه لهّا أعظم من حبها له ، حكايات حبهم إللي تسطر على سنين مديدة لـ أطفالهم وأحفادهم ، رفع عيونه لـ نافذة المستشفى ولمح القمرا ورفع أصبعه : عندي قمراي ياقمرا مالكِ لزوم تضوين ليلتي وإنا عندي ضوء قمري وشمسي ونجمتي ، ألتفت لـ النافذة وأشتعلت حمرة ملامحها جمعت يدينها بربكه ، بان طيف ابتسامه بثغره وتوقفت : برجع أشوفك بكره
ثنيان : جايكِ بكره لاتجين لاني طالع أن شاء الله
سـاره : ماتحس إنه بدري مره ؟
ثنيان : اعطوني كم موعد لكن حاليًا مالي قعده هنا
أبتسمت براحه وودعته ثم خرجت وقلبها يرقع ، طلعت وأتجهت لـ السياره وشافت عريب تناظر الفراغ وبيدها كوب الشاهي ، طقت الزجاج وفزت برعب وانكب عليها الشاهي ، : أوف ياساره !
ركبت جنبها : مين أخذ عقلكِ؟
عريب : طبيعي اهوجس تالي هالليول ولحالي بعد !
حضنت أكتافها : بس والله أحبكِ مره !
اخفت عريب ابتسامتها وتظاهرت بالجدية ، وحركت سيارتها واتجهوا لـ بيتهم : تدرين ان كل أهله بالبيت ؟
عريب : شسوي لهم ؟
كشرت سـاره : يعني مدري نقابلهم ولا وش؟
عريب : سارتي بسم الله عليكِ ذكيه ومحطمه الأرقام القياسية بكل مكان إلا اذا كان الموضوع فيه ثنيان يكون ذكائكِ فيه خارق ، زادت تكشيرتها : عريب لاتغلطين علي
عريب : يعني من جدكِ تسألين ، قولي كيف نتخبى منهم
أستوعبت الأمر فعليًا وهي بنفسها لازالت تشعر بالحلم من الصدف إللي جمعتهم بعد سنيّن وكل طريق تمره يسلكها له بدون سابق انذار ، دخلت غرفتها ثم نامت بتعب بينما عريب إللي جهزت لوحاتها لجل المعرض بكره وقررت تكون متواجده فيه ، شافت الرسالة من المعرض إللي سبق وتعاملت معه والأكيد هو نفسه اللي جاها ثنيان فيه

‏يا نجمتي قد ضعتُ في ليلِ الهوى   عُودي إليّ .. لكَي أواصلَ رِحلَتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن