خرجوا أهله جميعًا من المستشفى وقعد كايد عنده بينمّا ثنيان إللي تظاهر بالنوم ثم فتح عيونه : بالله عليك روح
طالعه كايد بصدّمه : وش جاك أنت! تراني ملاحظ تصريفاتك ، زفر ثنيان : اسألك بالله تخرج ماودّي أعلمك
كايد بشك : عندك ضيف؟ ، أخفى ثنيان لكون اخوه يفهمه : ماودك توريني عرض أكتافك هالحين ؟ ، ضحك كايد : رغم إنها ماهي جايزةٍ لي هالحركات ، قاطعه ثنيان : أدري بك
خرج كايد وتوهق وين يروح وأن رجع بيت ثنيان بيهاوشونه لكونه تركه وهم بالقوة طلعوا منه : صرت مشرد على أخر عمري ، نزلت سـاره وعريب إللي نزلت معها والنوم بعُيونها وأردفت بحلطمة: مدري ليش قررت اسوق واتعلمها يعني قايمه من فراشي الدافي عشان موعدكم الغرامي؟ ياناس توه طالع من الموت مايتوب وانتِ ماتبين تتوبين يعني؟
سكرت سـاره أذنها بإنزعاج : عريب بليز تجملي معاي ونامي بالسياره لين أخرج ، عريب : اوكِ ياروميو وجوليت لاتتأخرين علي عشان ما أطلع هالليله من عيونكم
ضحكت سـاره ودخلت بإستعجال وتود لو ماتشوف أحد عنده ، لمت عريب نفسها من أستشعرت برودة الجو ، أتجهت تأخذ لها شيء دافي من الكافتيريا ، توقفت بمكانها لما لمحته متلثم بشماغه ومدخل أيدينه بـ جاكيته ويتأمل الزرع ، عريب ضحكت بداخلها " محد ماكلها غيرك فعليًا ! " أتجهت عريب ومدت له كوب الشاهي حقهّا ، رفع عيونه وعقد حاجبه لما شافها : وش عندكِ هنا ؟
هزت اكتافها بعدم معرفه: أخذ الكوب ترا ما عمري فرطت بالشاهي حقي بس رحمتك ، شال لطمته ونطق : بالعافيه ماودي به ، تركته على الكرسي وتراجعت لـ الخلف واتجهت تأخذ لها كوب ثاني وتتجه لـ سيارتها ، تبعها بنظراته إلين أختفت ثم أخذ الكوب وارتشف منه : ماهو نفس لذة شاهيكِ ، ضحك على نفسه ورجع سند ظهره على الكرسي
-أخذت الكرسي وقعدت قدامه بينما هو يناظرها بتمعن يدرس كل تفاصيلها ، أخجلتها نظراته وتُشتت أنظارها عنه ونطقت بربكه : كيفك الحين ؟
أعتدل ظهره ونطق : بخير الحمدلله ، ناظرته لجل يسرد لها يومه كعادتهّ وفهم نظراته المُعتاده وأبتسم يقولها : أبد جوني أهلي ، امي وخواتي وراحو بيتي ثم تراضينا انا والوالد
أبتسمت سـاره بفرح : صدق؟
هز رأسه بإبتسامة ، ثم نطقت : ما أعرف وش صار لك طول السنوات إللي مرت بدوني بس أتمنى صدق مادام زعلكم
تشتت أنظاره بضيّق : انا هجرت الأماكن وصرت أطرد سراب طيوفكِ ، ضاق صدرها لوهلة رغم إنها تركت الديار عشان مايتضرر بالكثير ادركت بهاللحظه ان تضحيتها أصبحت هباءا منثورًا ، شافها شاردة وأكمل : شاغلكِ شيء؟
ارتبكت : لا ، ثنيان بإبتسامة باهته : يبي لنا ليله نقضيها لحالنا لجل نأخذ علوم السنين إللي مضت ، سـاره : أن شاءالله ، عن نفسي مافي شيء واو
ثنيان وقلد حكيها: نجحتي بحياتكِ ماهو شيء واو ؟
أخذت نفس: كانت ناقصه فرحتي بس أيام صعبه مضت
اتضحت لهّا نبرتها الحزينه وبان الضيق على ملامحه: ليتكِ مارحتي عني كان ماسمحت لدنيا تضايقكِ وأنتِ معي
لامعت عيونها وتمنت لو أنه كان معها لجل يشيل جزء من الحمل الثقيل عن ظهرها ، كانت محتاجه السند ، شخص يكبرها بالعُمر لجل تستمد القوه ويخف الحمل عن متونها ، أقتربت وقعدت على طرف السرير وأتجهت عيونها لـ جرح حاجبه وزمت شفايفها ، سكن وهو يشوف نظراتها ويدري بهاللحظه في داخلها حكي عجزت حروفها تترجمه ، نفس نظراتها من صغرها وقت تتضايق ترتجف جفونها ونظرتها تصبح مشتته بالثواني ، مد يدّه بهدوء ورفعت عيونها له:
" وإن ضاقت أرضكِ عليكِ تشيلكِ اهدابي "
أبتسمت بإمتنان لهالرجل المُحب إللي ماغيرته الأيام رغم أخطائها الفادحه إلا انه مسحها بدون مايسمع منها شيء يشفي غليله ، رجل عظيم بعينها بعد أبوها ، شخص توتمن بوجوده حولها حنيته غلبت قسوته عليّها دائمًا ، تحبه ومتأكده ان حبه لهّا أعظم من حبها له ، حكايات حبهم إللي تسطر على سنين مديدة لـ أطفالهم وأحفادهم ، رفع عيونه لـ نافذة المستشفى ولمح القمرا ورفع أصبعه : عندي قمراي ياقمرا مالكِ لزوم تضوين ليلتي وإنا عندي ضوء قمري وشمسي ونجمتي ، ألتفت لـ النافذة وأشتعلت حمرة ملامحها جمعت يدينها بربكه ، بان طيف ابتسامه بثغره وتوقفت : برجع أشوفك بكره
ثنيان : جايكِ بكره لاتجين لاني طالع أن شاء الله
سـاره : ماتحس إنه بدري مره ؟
ثنيان : اعطوني كم موعد لكن حاليًا مالي قعده هنا
أبتسمت براحه وودعته ثم خرجت وقلبها يرقع ، طلعت وأتجهت لـ السياره وشافت عريب تناظر الفراغ وبيدها كوب الشاهي ، طقت الزجاج وفزت برعب وانكب عليها الشاهي ، : أوف ياساره !
ركبت جنبها : مين أخذ عقلكِ؟
عريب : طبيعي اهوجس تالي هالليول ولحالي بعد !
حضنت أكتافها : بس والله أحبكِ مره !
اخفت عريب ابتسامتها وتظاهرت بالجدية ، وحركت سيارتها واتجهوا لـ بيتهم : تدرين ان كل أهله بالبيت ؟
عريب : شسوي لهم ؟
كشرت سـاره : يعني مدري نقابلهم ولا وش؟
عريب : سارتي بسم الله عليكِ ذكيه ومحطمه الأرقام القياسية بكل مكان إلا اذا كان الموضوع فيه ثنيان يكون ذكائكِ فيه خارق ، زادت تكشيرتها : عريب لاتغلطين علي
عريب : يعني من جدكِ تسألين ، قولي كيف نتخبى منهم
أستوعبت الأمر فعليًا وهي بنفسها لازالت تشعر بالحلم من الصدف إللي جمعتهم بعد سنيّن وكل طريق تمره يسلكها له بدون سابق انذار ، دخلت غرفتها ثم نامت بتعب بينما عريب إللي جهزت لوحاتها لجل المعرض بكره وقررت تكون متواجده فيه ، شافت الرسالة من المعرض إللي سبق وتعاملت معه والأكيد هو نفسه اللي جاها ثنيان فيه
أنت تقرأ
يا نجمتي قد ضعتُ في ليلِ الهوى عُودي إليّ .. لكَي أواصلَ رِحلَتي
Romanceثالث أنطلاق لـ الكاتبه عائشـه🇸🇦 حساب الكاتبه بالإنستا : iihi_i