27

2.5K 86 12
                                    


‏وأنتِ الحبيبُ وأنتِ الخليلُ
‏وليس سواكِ ببالي خَطَرْ
‏فإن زرتِ هزَّ فؤادي السرورُ
‏وإن غبتِ أَوْدى بِروحي الضجرْ
‏أَنَرْتِ حياتي بنورِ الوصال
‏وجئتِ لعمرِي كغيثِ المَطرْ
‏إذا جئتِ أنتِ فما همَّني
‏وربُّك من غابَ مِمَّن حضرْ

« بعد مرور أيام ، ليلة الزواج المُنتظر »
أبتعدت عن الشباك تناظر خواتها إللي على سريرها وكلهّم بالبجامه ينتظرون ينامون سويًا ، تقدمت لهّم بينما كان التوتر يطغى عليهّا وتضارب مشاعرها مابين أنها نالت مُرادها بعد طول غياب ومابين الشعُور بالحلم إللي كان بنظرها سابقًا من المستحيلات أن تُناله أن يصبح زوجها وأب لـ أطفالها ، تُحبه منذ كانت طفله تبلغ من العمر سبعه يدللها ويُحبها ويفضلها من بين البنات الذين ينظرون إليها بـ غيرةً واضحه من أستثناءهُ لهّا منذ تلك الأيام كان الحب الذي بينهما يكبر كلما كبروا بالعمر يزهر كلما تقابلون سويًا ، مروا طوال هالسنين بالفصول الأربعه ، عاشوا ربيع حبهم وخريفه وشتاءه وصيفهُ ولا زال الحب ينمو ولا ينقص يوماً حتى بالغياب الذي مر وكأنهم جسد بلا روح وأجتمعت الروح بالجسد عندما التقوا بعد طول غيّاب بـ جدة وهج الشموس ، ترتجف قلوبهم وأجسادهم وأجفانهّم عندما التقوا لأول مرةً أمام البحر الهائج التي تتلاطم أمواجه ، البحر الذي يشابهم بتلك اللحظه ضجيجهّم المُزعج ، نظراتهم التي تترجم مشاعرهم يُزهر الحُب بتلك اللحظه رغم المسافات والأميال التي بُنيت بذاك الغياب ورغمً ذلك عتاب الأحبه كان قائم ، الحنيّة التي عهدتها كانت ولا زالت كما هي ، المحب الذي يُغلبه حُبه اللأمتناهي يجبره أن يتراجع عن الكثير من الوعود التي أقسمها عندما يُلقى محبوبته التي هجرته منذ سنوات لكنه خضع أمام تلك العيون الدامعه تلك العيون التي رافقها منذ طفولته وشبابه والى مشيبّه بلا أدنى شك ، العُيون التي تجبره على اللين ، العيون التي كانت موطنه وهيّامه ، تتلاشى جميع الخيبات والخذلان وألم الغياب وألم الهجران وألم الشوق والعشق عندما توقفت أمامُه بجسدها الراجفه تُناظره كما تناظره منذ القدم ، وبعد كل هالعقبات والألم وسوء الظن الذي مروا به ، ينتهي خريفهّم ويبتدي ربيعهم الذي لم يتأثر بالعواصف والمشاعر التي تساقطت مثل أوراق الخريف الذهبيه بعدما كانت بالربيع خضراء متألقةً في الشجره ، وشدّة دفى مشاعره التي لم تتأذى مع برد الشتاء القارس ولا تتأثر مثل لهيب الصيف الحارق ، يُسعد قلبه منذ أن عقد القلب بالقلب ومُنذ وقعت جنب أسمه ولأمس أصبعها خاتمه الذي اصبح لايُفارق أصبعها دليلًا على أنها أصبحت ملك له بعد الصبر الطويل ، وها هو الحُب الحقيقي الذي حظت به وكانت محظوظه وبشدّة عندما وقعت به ترفع عيونها لـ مزون إللي مدّت ايدها تلوح بها أمام وجهها تستوعب انها شردت بينهم لتبتسم : شردت
ترف : تعالي نامي ماباقي شيءٍ ، ضحكت عريب : اخاف على ورعي منكم ، بنام تحت وجهزت فراشي كمان ، ضحكت نجد : وشو ورعي شكل كايد مهكركِ
تعالت ضحكاتهم تناظرهم عرّيب بعدم مُبالاه تتوقف مزون تفرش المفرش على الفراش الذي مثل الغيمه تسحبه بعيدًا عنهم بشويش تجمع جميع المخدات الصغيره وتتركها عليه انسدحت عرّيب بإرتياح بينما البقية ناموا جنب بعض تتوسطهم سـاره وجنبها تولين ، نجد : الحمدلله اننا رشيقات ولا وش يكفينا ، ضحكت ترف إللي جات بالأمس من السفر ومن المطار إلى بيتهم لتعيش معاهم لحظاتهم بعدما عاشت لحظاتها الهنيه معاه بـ ايطاليا كان مُفعم بالحياة يسعى إلى رضاها لم يغضبها يوماً منذ ان اتوا ، تفهم رغبتها وعدم مشاركتها له بالغرفه واصبحوا منفصلين بالغرف تخرج معه كل صبح كـ رفيق تسعى الى شراء راحتها والأستمتاع بـ أيامها دون ان يتعكر صفوهم ، شهدت على شخصيته الذي يخفيها وتعجبها بشدّة ولو أنَ لم تكن بداياتهم سيئه لا تُعجبها لـ وقعت بحُبه وتباهت به مثلما تباهت بـ أشيائها الأحب بينمّا نجد ورغم عباطتها وفهاوتها الذي يعشقها ولم يتذمر منها إلا انها تعيش معاه أجمل ايامها ، تشعر أن الحياه برفقته تتلون كلما مضت معهُ وقتَ أطول وكأن الأيام التي عاشتها سابقًا رمادية اللون لا حياةُ بها ، وبينما عرّيب التي لاتهتم بـ وسائل الحب التقليدية المُعتاد عليهّا إنما امرأةً واضحه تسعى الى الوضوح وأهم مالديها أن تحظى بالتقدير والمحبة والأحترام الذي يرفع من شأنها والتي حظت بكل ماتوّد معاه يسعى إلى راحتها وكل ماتحب ، ونتوقف عند مزون التي عاشت أسعد لحظاتها ببداياتها ولكونه رجل أتى اليها بُحبه وكبر بعينها عندما تقدم لـ خطبتها فورًا ولكنها تعرضت لـ صفقة افقدتها الإيمان بالحب رغم انها تُراه امامها وأقرب مثال لها - حب ثنيان لـ سارة وحب سـاره لـ ثنيان - تشعر انها قليلة حظ بالحب رغم أنها صادفت تؤامها في رحلة باريس الا انها كلما فكرت بهالأمر تشعر انها في طيش المراهقه ولا تفكر به كثيرًا ولا تسعى لـ الحُب والأرتباط وكل اهتمامها لـ أبنتها الحسنة الوحيده من زواجها وتحمد ربها انها قُبلت بهالزواج بس لأجل ان تحظى في وردة حياتها ، بينمّا بالطرف الأخر هزاع الذي قاعدًا على سجادته يُناجي ربه بُكل مايتمناه ويخص بالدعاء والدته ووالده وخواته الذين اصبحوا السند والعون والنجاة لهُ منذ ان وقع بتلك الحادثه التي قطعوا الجميع به علاقاتهم وتأكد من تلك اللحظه ان لا يبقى للأنسان احدًا سوا عائلته مثلما فعلوا خواته يتذكر تلك الفتره السيئه ورغم انها كانت تمر بثقل عليه إلا أنهم لم يسمحوا له بالغرق بهالحاله ، اشغلوه كثيرًا بحجة انه السند ورجل البيت وعماده القائم عليه ولا يضعف ويختلي بنفسه ، اخته ساره التي بمثابة الأم لم تتركه إنما سعت جاهدا ان تخرجه وبالفعل نجحوا جميعًا ورجعت الحياة لهُ يتخذ قراره في إنه يرغب ان يغير حياته وإن يتخذ خطوه كبيره عليه وهو قرار الأبتعاث ولا قدر يأخذه الا بعد مارأى بعُينه ان خواته عن عشرة رجال يستطيع ان يذهب وهو مرتاح البال ، لم يكن منهم الرفض إنما التشجيع لهُ وأعطاه كل مايريد ولا يكفوا عنه الدعم المعنوي والمادي شهريًا يرى بـ حسابه الكثير من الأموال رغم عدم حاجته لها إلا كلما فتح جواله يرى الرسائل من المؤنسات الغاليات ، رسائل الأطمنئان وشعُورهم بالفخر والمحبه له ، الأيصالات الماليه ، التذكير الدائم لـ المحافظة على صلاته وأذكاره وعدم الوقوع بالمنكر ، وقف يطوي سجادته بعدما إنتهى من صلاة الوتر التي منذ أن داوم عليّها تغمره الطمانينة والإنشراح يتجه لـ فراشه ينام لإنه غدا سوف يزف أعظم امرأة رأها بحياتهُ ، لم ولن يأتي الزمن مثلها ولا يُكررها لأنها ملاكهم الذي انتشلهم من العتمه غمرهم بالحُب والود وأشباع عواطفهم ولم تقصر عليهم نهائي ، اجتهدت كثيرًا لكي تصلهم إلى هالحال أجتهدت لكي لا يمدون إيديهم لـ ناس بغرض الحاجه ، عزت نفسها وعزة أخوانها جميعًا أبتسم ينام براحه تستوطنه
-

لا تخبلون علي من عذب حكاويكم ، ولاتنسون النجمه🤎

‏يا نجمتي قد ضعتُ في ليلِ الهوى   عُودي إليّ .. لكَي أواصلَ رِحلَتيTahanan ng mga kuwento. Tumuklas ngayon