6

3.6K 83 12
                                    




أخذت المخدة إللي جنبها ورمتها على نجد : طيب يانجد الأيام بيننا وتجين يوم من الأيام تدورين الكرك عندي
ترف : وي! كل هذه عشان كرك ، أنا بشرب شاي ما أبي كرك ، مدّت عريب لها بيالة الشاي ومسكتها ، وقفت سـاره وتقدمت لـ المطبخ تسوي لـ خواتها كرك يدفيهم تأملت البخار إللي يطلع من الأبريق اللي يحبونه ومايزين الكرك إلا به ، أبريق امهم الحنونه إللي أيام الشتاء من أحب الأيام على قلوبهم وأكلاته الدافيه ، جمعاته إللي لاتخلو من المعاطف واللمة حول النار ، تتذكر وقت العصرّيه وقت تخلص مذاكرتها على رائحه المصابيب إللي مليئه بالعسل وجنبها شاي الكرك ، وقت تجتمع مع امها وابوها إللي يرجع من الحلال واخواتها واخوه ، أبتسمت بحزن وفاقت من ذاكرتها على غليان الكرك وقفلت الغاز وحطت الأبريق بـ صينيه وطلعت على أصوات ضحكات أخوانها : وش فاتني ؟
نجد : كالعاده نكت هزاع المخيّسه إللي محد يضحك عليهّم غيره
رفع حاجبه هزاع : والله لو ما أصفقك عشان أصحيكِ من نوبة الضحك قبل تموتين علي كان متتي من قبل
نجد : بسم الله علي ، ترا أضحك عشان ماتتعقد وأبلش فيك
ترف : هزاعي ماعليك منهّا ، يكفيك أني اضحك لك
هزاع إللي قرب ومسك أنفها المحمر : هذي الترف أخت اخوها ماهي نجد السلقه
مدّت سـاره إللي كتمت ضحكتها : خذ هزاع أشرب وعين من الله خير انت ونجد
مزون : ياربي منكم ! ماتخلون الواحد يقرأ براحته
عريب : مزون هالكتاب قريته مليون مره ماكفاك!
مزون : يعجبني! أحسه يشابهني وأشوف نفسي مابين الأسطر
عريب : الله يرزقني طولة بالك بس
مزون : لعلمكِ ترى كل ماقريته كأني أول مره أقراه
ترف شدّت على شالها : أقريه لنا بصوت عالي
أبتسمت مزون وبدأت تقرأ بصوت عالٍ ومن أندمجوا كلهّم وبيدينهم كاساتهم ، سندت ظهرها ورفعت عيونها لـ السمّاء إللي مُغطاه بالغيوم ، تنهدّت بحُب من تذكرت أفعاله إللي تأكد لها حُبه وإن يأكد لها زود إن ماينتابها شك بحبه إللي أفعاله أكبر وأعمّق من كلامه ولا عندها أدنى شِك بمحبته الصادقه تجاهها ، حب البدو إللي ماتزعزه الأيام طالمًا مبني على ساس ولا لـ الخيانه صوب بهِ ولا هي من سلومهم ، الحب إللي ثابت رغم جور الأيام ، الهّوى إللي يحيي ويميت وهو حي ، زمت شفايفها تمنع ابتسامتها تتسع زود وتكون مفضوحه بين خواتها

« اليوم التالي ، الصبح »
تجهزت مع أخواتها لأجل يستلمون وثيقة تخرجهّم ، مشاعرهم بهاللحظه مُهيبه كون الـ ١٢ سنة أنطوت وذاقوا لذة النجاح ، أخذت نفس عميّق تهدي نفسها وطلعت مع أخواتها وجنبهم هزاع إللي فرحان أكثر منهم ومتحمّس أكثر منهم ، توجهوا مشيًا على القدم لـ جهة المدرسه إللي ماتبعد عنهم الكثير ، ألتفت هزاع لـ خواته : بتطولون ؟
مزون : إي شوي يعني ، بنودع معلماتنا ونسولف معاهم ثم نخرج أرجع اذا تأخرنا عليك
هزاع : لا بنتظركم عند الحارس
ترف بحمّاس وفرحة لخواتها : يلا! بسوي بروفه وقت أستلم وثيقتي من الثانوي
ضحك هزاع ومن دخلوا البنات ورجع هزاع لـ أقرب بقالة يشتري شيءٍ يستقبل اخواته به
-
لمحت شيهانة وأمها وضحى إللي قاعدين يسولفون مع المديره ، توترت لثواني ثم صدّت ، عريب : هذي وهي مابعد صارت حماتكِ توترتي
ضربتها ساره بخفيف : عريب!
ضحكت مزون : وهي صادقه طيب؟ملامحكِ أختفت
عريب تدندن بخفيف: آه من الهوى ياحبيبي
تقدموا يسلمون على معلماتهم ومن تقدموا يأخذون وثيقتهم من المديره ، سلمت على أم وضاح الشيخه وضحى وشيهانة ومن تقدمت ثريا وبنتها الهنوف ، تأملتها وضحى لثواني ونقلت النظر بين سـاره والهنوف وسكتت ، عرفت شيهانه أمها وش تفكر فيه من تناقل نظرها بين سـاره والهنوف وتدري إن أخوها ماراح يعدي هالأمور على خير ويخضع لأوامر أبوها إللي يأمر ويجبرهم دومًا على شيء مايبونه ، وضحى إللي مايخفى عليهّا علاقة ثنيان مع سـاره من هم صغار تعرف بحب ولدها لـ سارة الصغيره ماتدري إن هالحب تجدد وجدد عهّده منذ الصغر ، مرت الذكريات إللي تجمع ولدها مع سـاره وقت كانوا صغار من ابتهاج وجهه وقت يشوفها تجي مع أمها ووقت تكون مع أبوها بالديوان ومن يأخذها ويلعبون ببيت الطيّن تحت أنظارها وانظار العالم بـ أكمله كون بيوت الطين كانت مكشوفه للكل والأن صارت المباني قدامها والأمر اصبح مخفي تمامًا الا من زوايا مُختلفه ، تنهدت وضحى بضيّق من الامور إللي راح تصعب أكثر لو عاند ولدها أبوه وعصاه عشان سـاره ، أخذت سـاره توقع بيديّن راجفه وهي ما أخفت عليهّا نظرات امه إللي تلاحقها ، أخذت وثيقتها ومن تقدمت وضحى تبارك لها ولاخوتها وطلعت شيهانه وأمها
شيهانة : يمه ما غابت عني نظراتكِ لـ البنت !
وضحى بقلة حيله : قاعده أشوف ولدي وش شاف فيها لأجل يتعلق فيهّا هالكثر
وسعت عيونها بصدمه : ثنيان يحبها !
وضحى بخوف : قصري حسكِ يابنت ، ماعندي عُلم بس من يومه صغير وهو يموت فيها
سكنت شيهانه بصدّمه وهي تتذكر غيرتها السابقه من سـاره إللي تأخذ أخوها إللي مايضحك الا معها ويشتري لها أكثر منهّا: يمه ! والله ابوي مابيعدي هالامور على خير ، ترا الهنوف بنت اخوه مستحيل يفرط فيها
وضحى بضيّق : وانا ماودي اذبح ولدي وهو حي ! إن يبي سـاره بيأخذها ماهو مجبور على الهنوف ولا هو ولد وضحى إللي ينجبر ، بعد عمري وليدي كيف ما فهمت رفضه وتسكيره للمواضيع كل مره أثاريه للحين يحبها
شيهانة إللي ظلت بين نارين مابين سـاره إللي ماشافت منها الا كل خير ومابين الهنوف بنت عمها ، خافت من الجاي وخافت على أخوها زود ، تغطت وطلعت من الباب ولمحت هزاع واقف وبيده قنبلة ورقيه ومن شد عليها يستعد لـ خروج خواته وطارت الأوراق الملونه عليهّم وقت خرجوا ، ضحكوا بصمّت من قرب أخوهم إللي بارك لهم وحضنهم  وشيهانة ووضحى إللي شافوهم من بعيد وانتبهوا لـ ثنيان إللي مر بـ سيارته ووقف قدام امه ، تقدمت وضحى وركبت : مادريت إنك جاي وانا أمك
ثنيان : عرفت أنكِ بالمدرسه قلت امركِ بدال كايد
شيهانة : كنا بنمشي اساسًا ماودنا بالسياره
كان يسرّق النظر على إللي واقفه عند الباب وشدّ على يده من شافها حضنت اخوها ، لوهلة حس بالغيره منه كيف يحظى بنعيم أحضانها وهو الملهوف على نعيمّه إللي ماحظى به : ماعليه ، نرجع البيت ؟
وضحى : نزلني عند البيت ، وودّ اختك وبنت عمك يجهزون لـ حفلتهم بكره
ثنيان بهدوء هز رأسه : وشوله تروح الهنوف تكفي شيهانه
شيهانه : مدري اخاف تزعل علي!
ثنيان : شيهانه ، انزلي كلميها
شيهانه : فشله ! حرك ثنيان بعد مانزلت أمه وتوجه لـ طريق الرياض شهقت شيهانة وألتفت عليها ثنيان : لاتلوميني وانا أخوكِ ماودي بشوفها
هزت رأسها شيهانه بتفهّم وبدأت تراسل الهنوف وكذبت إنها مقرره تسوي لها مفاجأة ولا ودّها تشوف ، تضايقت الهنوف وهي من الأصل بتروح عشان تكون مع ثنيان ماهمتها الحفله وابتسمت من كلام شيهانه ولوهلة تحمست وبدأت تتجهز لـ ليلة بكره

‏يا نجمتي قد ضعتُ في ليلِ الهوى   عُودي إليّ .. لكَي أواصلَ رِحلَتيWhere stories live. Discover now