Part 34 : خلف العدسة

ابدأ من البداية
                                    

لا تعلم أية تعابير أظهرت في وجهها أو هل بدا شحوب وجهها ظاهرا لتلك الدرجة لكن زيفير زم شفتيه بصمت ولم يود قول شيء لفترة كأنه يحاول إيجاد الكلمات المناسبة لفتح الموضوع..كان ينظر لها بطريقة شخص يعلم..يعلم ما تخوضه من حروب نفسية الآن و يعلم أنها كانت تغرق تدريجيا من كل شيء..من طفولتها ..من أمها..من موت كاليستا..من قضيتها وصولا لإنفصالها ..كل شيء كان يتجمع تدريجيا داخلها و ستصل للنقطة أين ستنفجر قريبا..

" قبل سنوات كسرت قلب آشلي لاعتقادي أنني أحميها بإبعادها عني ..لكن كل ما فعلته وقتها أنني توصلت لشيئين لا غير..أن القلب الذي انكسر كان خاصتي و أنني لا أستطيع أن أحبها أو أي أحد آخر بشكل كامل و أنا في وضع سيء..ويتوقف المرء عن السقوط حين يصل للقاع كليا...حينها لم يتبق أمامي سوى حل واحد وهو إما أن أستعيد حياتي أو أخسرها للابد..."

كانت ميلينوي تستمع له دون كلام بملامحها الشاحبة و أعينها المرهقة ..

" لذا ما أريد أن تفهميه و لا أقولها بدافع الإساءة و إنما بدافع النصح..أنتِ ميلينوي تحتاجين علاجا نفسيا..تحتاجينه لنفسك قبل كل شيء..."

انقبض فكها وهي تبعد وجهها عنه كما لو أنه نطق بالشيء الذي كانت ترفض البوح به لنفسها حتى..أنها مريضة و تحتاج علاجا نفسيا...أنها لن تستطيع الإستمرار بالعيش بهذه الطريقة و تجاهل مشاكلها بالشراب و الإحتفال الجنوني..

" أنا فعلتها ...و أنت يجب علي ذلك.."

لا تعرف لما انصدمت رغم كل ما تسمعه عنه اليوم و تتعرف عليه من حياته..لكن حقيقة أنه تعالج نفسيا ..هو ..أخوها زيفير الذي كان أسوأ منها بكثير في سنها..هو تعالج نفسيا ...سماعها لهذا كان إضافة غير متوقعة..لا تعلم إن كان اعترافه بأنه تعالج نفسيا فعله ليخبرها فقط أم ليطمئنها أنه ليس من المخجل فعل ذلك و أنه مر به كذلك..على أية حال هي لم تحب الأمر لأنها لم تعترف لنفسها بعد أنها تحتاج علاجا نفسيا ما بالك القيام به..شيء في الاعتراف بذلك سيدفعها لمواجهة الحقيقة وهي ليست مستعدة بعد..ليست مستعدة..

" ليس سهلا..."

همست بهذا فجأة..

" أعلم.."

رد عليها أخوها بنفس الهمس يدفعها لترفع أعينها تجاهه تسمح له برؤية كل تعبها و كل ارهاقها النفسي أكثر منه الجسدي و على عكس آشلي التي نظرت لها و إبتسمت كما لو أنها تراها جميلة تتجاهل الإنتشاء في أعينها إلا أن أخاها لم يمثل ذلك..زيفير نظر لها ينظر لإنعكاسه مباشرة وهو مراهق ..وطريقة تنهده من صدره فعلها كأنه يخرج حرقته من ماضيه قبلا..

وحين فعل ذلك أخذها على حين غفلة لما تمتم بالكلمات التالية :

" آشلي معالجة نفسية..."

رمشت ميلي بتفاجئ كونها لم تر هذا الإعتراف قادم صوبها ..

" ماذا ؟.."

نظارات و وشومحيث تعيش القصص. اكتشف الآن