Part 34 : خلف العدسة

ابدأ من البداية
                                    

" هذا هو عملها أجل..عيادتها في نهاية الشارع المقابل..و لا..قبل أن تسألي ..لا.. أنا لم أتعالج عندها قبل سنوات .."

" هل لهذا أحضرتني هنا ؟.."

سألته هذا بهمس منزعج تخشى أن تسمعهم حبيبته و وقفت من مكانها تنوي المغادرة كونها شعرت بأن هذا ليس من حقه..مفاجئتها بمعرفة حياته السرية هذه كانت أقل من مفاجئتها بمعرفة أنه يريد منها التعالج عند حبيبته..

قبل أن تمر جانبه من الأريكة أمسكها من رسغها بهدوء و دون أن يقف من مكانه حتى ..

" العلاج النفسي ليس عيبا..أن يكون للمرء مشاكل نفسية و يصرح بأنه يحتاج المساعدة ليس ضعفا .. العيب هو أن نعيش بأمراضنا النفسية فقط لخجلنا من المجتمع الذي منحها لنا.."

مجددا امتلأت أعين ميلينوي بالدموع و حتى وهي تتنفس بغضب منه و تبدو كأنها تود صفعه باليد التي يمسكها يمنعها من المغادرة بها ..

لكن زيفير كينغز لسبب ما اليوم استيقظ و قرر أن يكون أخ ميلينوي الذي غاب عن حياتها لسنوات...

لهذا تابع فقط يمنحها الكلام الذي لا تود الإعتراف أنها كانت تحتاجه..

" يمكنك ألا تذهبي لعيادتها لو كان ذلك سيجعلك تشعرين بأنك أقل غرابة..يمكنك أن تزوريها هنا دوما و تقضي الوقت معها..أو يمكنك حتى أن تعتبريها مجرد صديقة أو إمرأة غريبة التقيتها في حفلة و أفرغت لها همومك...كل ما يهمني هو أنني أريدك أن تقومي بتفريغ ما في داخلك بين يدي شخص يتواجد ليُحسن التصرف به..أريدك أن تتحدثي عما تمري به لشخص تعرفين تماما أنه لن يفشي سرك و سيعرف ما يفعله مع وضعك...أنا لست قادرا على منحك كل ما تحتاجينه و لا التعامل مع كل ما تمرين به ..آشلي هذا عملها و تعرف أكثر مني..."

توقف للحظات قبل أن يفلت رسغها و أخيرا بينما يضيف :

" هي تعرف بما مررتُ به..تعرف من أي عائلة نحن و الجو السام الذي نشأنا فيه..أن تكون معالجتك النفسية سيجعل الأمر أسهل من إختيار شخص آخر لك ..."

بنفس الأعين الدامعة و الهمس المنكسر تمتمت له ميلينوي :

" لا أحتاج علاجا نفسيا.."

قالتها كأنها فتاة صغيرة منكسرة تخشى من فكرة أنها مريضة و تعاني ..كأنها تتوسله ألا يضعها أمام الأمر الواقع...

رأته يصمت للحظات بينما يراقبها كما لو يفكر دون أن يتحرك أو يغير وضعية جلوسه على حافة الأريكة ..

" لن أظل جالسا و أراقبك تدمرين حياتك أكثر من هذا .."

قالها ثم وقف من مكانه يقترب منها فقط حتى يتسنى له وضع يديه على كتفيها يقول بجدية أكثر :

" قد يبدو لكِ أنني أجبرك على هذا لكن داخلك حتى أنتِ تعرفين أنه لنتخلص من الورم نستأصله..ستشكرين نفسك مستقبلا..."

نظارات و وشومحيث تعيش القصص. اكتشف الآن