البارت الواحد و العشرون

Start from the beginning
                                    

شُلت كامل حركته من شافها تخطو خطواتها نحوه الأنسانة اللي لطالما كان يتمناها حلاله و اللي انحكم عليه حُبها من المره الأولى اللي وقعت انظاره عليها و شهور و هو يكتم هذا الحب لنفسه و لا أحد يعرف به إلا سارة اللي كان يروح لها و يحكي لها عنها و كان دائمًا يكرر انه بيفاتح ابوه و امه بموضوعها بيروح لها يخطبها خطبه رجال تليق بها قبل لا تحصل تلك الليلة المشؤمة ، تنزف له بكامل اناقتها و فخامتها اللي يجاهد لا يصبح فاغر الفاه امامها و امام جمالها اللي سلبه من نفسه ، و كأنه اصبح وحيد معها و مافي في المكان غيرهما يُشبع نظره تمامًا فهي الان حلاله و تنزف له ، لكنها تنزف له بمشاعر خاليه و لا اللي كان يتمناها معها و لا يودها ، كان يتمنى يعيش اجواء الزواج و الفرح هذه و هي توده و -تحـبه- و يعيشونها كأي زوجين طبيعين لكنهم ما كانوا كذالك ، هي صارت حلاله مُجبره و يموته هذا الشيء و هذه الحقيقه و اللي زاد موته بأنه سمع مكالمتها مع احد عجز يعرف من هو ، لكنه الان بيضرب بكل هذه الاشياء بعرض الجدار و يعيش اللحظه بكل تفاصيلها الفتاة اللي قدرت تذوب جليد قلبه و تحرك فيه مشاعر الفتاة اللي جعلته يتصرف بتصرفات ما عهدها على نفسه سرقته من نفسه و سرقت تفكيره منه و صارت انظارها ما تدور إلا هي تنزف له بأبيض فستانها و بكامل حسنها و عذوبتها ، بأبتسامتها الطفيفه و اللي كانت اول عثراته و هلاكه و شعرها الطويل المنسدل مع الطرحه اللي تزينه و خطواتها اللي يشعر بأنها تخطو على قلبه ، و مثل كل مره تقع انظاره عليها يراوده شعور يعجز يفسره ، و مثل ما يقولون العرب إن الغرام أعمى و هو يشوف الدنيا بعيونها
ما وعى على نفسه إلا و كانت امامه و مد كفه يساعدها و اصبحت امامه و كفه بكفها ، رجفت مُقله عينيه يتأمل ملامحها من قرب و يرسخها في ذهنه و اغمضت هي اعينها من شعرت به يقبل جبينها لأنه عجز يتمنع عنها و هي حلاله و شرعه
ابتعد عنها بعد مده و زمت ثغرها من وقعت انظارها على أبوها اللي من نزلت ما وقفت دموعه من الانسياب يشوف ثاني بنت له تخرج من تحت جناحه و يهلكه هذا الشعور و يأكله تأنيب الضمير لأنها هذه المره كانت مختلفه ، تقدم يحتضنها و يقبل رأسها و ضحكت هي تحاول تقاوم دموعها؛ لو بكيت بيخرب ميكبي و اصير عروس مو حلوه ترضى!
هز رأسه بالإيجاب و ارتخت اكتافه من سمع همسها في اذنه و رقت ملامحه؛ أنت رجّالي الأول و الأخير! انا بنتك و لا أحد يردك عني! و لا حتى أبو راس اللي واقف هناك ، معليك بقوله لا يمون و لا يحاول لأن مافي مثلك ، أحبك يا السوبر هيرو حقي!
تبلل شماغه من دموعه اللي عجز يداريها و يمنعها من النزول و زاد هلاكه و دموعه من نطقت بأخر جملتها و اللقب اللي كانت تطلقه عليه في صغرها و همس لها؛ أسف أسف...
هزت رأسها بالنفي و ابتسمت من شعرت بدمعه وحيده تنساب منها لأن اعتذاره المها جدًا ، ابتعد عنها يصد عن الكل يسمح دموعه ، ضحكت بذهول من شافت احتقان ملامح محمد و نطقت بذهول؛ ترا ازاعلكم كلكم تخربون ميكبي!
تقدم يحتضنها و قبل رأسها؛ مبروك يا روح جدك انتِ!
سلمت على بقيه اعمامها اللي يباركون لها و ملامحهم تملأها المداراه و الحنو ، وقفت خطاها امام فايز اللي تنهد؛ صرتي كبيرة و تزوجتي زي عهد يعني؟
ضحكت من شافت ملامحه الحزينه لكنه يكابر و غمزت له؛ تلحقنا قريب!
رفع كفوفه يدعي؛ يارب يا كريم عجل!
ضحكت و هزت رأسها بقل حيله ، ابتسمت لأحمد اللي اخذها تحت جناحه؛ صارت بنتنا خلاص!
هز عبدالله رأسه يسلم عليها و يبارك لها؛ بنتي الثانية!
ممنونه و جدًا لتعامله معها انه ما يشعرها بشيء غريب
~
لانت ملامح فرح تزم ثغرها؛ شوفي ملامح عمي كيف! يا عمري عليه
هزت ريم رأسها و كانوا متأثرين جدًا بالمنظر؛ و عمي فيصل ما وقفت دموعه و...
سكتت من التفت على البنات و اللي كانوا يبكون و من ضمنهم نغم و ضحكت علا؛ عرفنا من وين جت نغم!
خرجت شهقه من عهد تمسح دموعها اللي عجزت توقفها تشوف توأمها و قطعة من روحها عاشت جميع مراحل حباتها بحلوها و مُرها معها عاشت حياتها كلها و هي تسمع "عهـد و وعـد" و كان اسمها دائم الأرتباط بأسمها و كان كل شيء يملكونه مشترك او منه قطعتين هم ما انفصلوا في الدراسه الا في الجامعة و لولا اختلاف ميولهم ما كانوا افترقوا ، و ما كان حال نوف اقل منها اللي غرقت بدموعها و ابتسامتها تشوف ثاني بناتها عروس و مرتديه الأبيض ، في لحظه مر عليها شريط طفىلتها بجانب عهد تتذكر ابسط تفاصيلها من اول خطوه خطتها و اول كلمه نطقت بها و اول يوم دراسي لها و الان؟ هي عروس بفستانها الأبيض
ضحكت ريما تمسح دموعها؛ هي تضحك و مبسوطه احنا نبكي ليش!
رفعت نور اكتافها بعدم معرفه تاخذ المنديل؛ ماعرف!
ضحكت نغم من شافت ألين اللي تكتم دموعها لا تنزل؛ عادي عادي صيري الينو معنا!
رمقتها بنظرات حارقه و اشرت نغم بالسكوت ، احتضنت عُلا سجى تضحك؛ هذي تبكي من وصلنا البحرين ما عليها خلاف!
ضحكوا البنات و مسحت سجى دموعها؛ اسكتوا!
توجهوا البنات للكوشه لعند وعد بعد ما خرجوا الرجال ، زغرطت منيرة و هي اللي ما خفت من بداية و تقدمت نوف تحتضنها ، ضحكت من شافت ملامحهم اللي تكسوها الحمره؛ ايوا خل يخرب ميكبكم عشان اصير احلى وحده فيكم!
رفعت حواجبها بغرور و تقدمت ريم تسلم عليها؛ عشانك عروس نسكت عنك!
ضحكت تدفعها بخفه و تقدمت ريما تحتضنها و همست؛ لايقين صراحه! بوسه و حركات من اول مره؟
قرصتها من خصرها و تأوهت ريما بالم؛ بنت!
ابتسمت وعد بتكلف؛ خلي البوسه تنفعك!
وقفت امامها عهد تبتسم وسط دموعها و رقت ملامحها كذا حسيتي بزواجي يعني؟
احتضنتها تشد عليها؛ شعوري كان اسوء! كنت برجع البيت مو موجوده فيه الحين بترجعين مع مح...
سكتت من استوعبت هي وش تقول و تجمعت الدموع بمحاجر عهد و عضت وعد شفتها بورطة؛ عهد...
ابتسمت وسط دموعها تهز رأسها بالنفي و تتركها ، تنهدت وعد و شدت على مسكتها تهمس لنفسها؛ غبيه غبيه عمرك ما تتوبين!
التفتت و اتسعت ابتسامتها من شافت سارة جالسة على احدى المقاعد و تلوح بعكازها على أنغام الموسيقى و التفتت لنغم اللي تسحبها؛ أمي سارة ترقص مالك عذر انتِ!
ضحكت من اجتمعوا حولها يرقصون بسعادة غامره لجلها هي ، ضحكاتهم تملأ المكان و سعادتهم تبان ملامحهم يتركون جميع هموهم و احزانهم في الخارج و يرقصون بفرحه و هي كانت اسدهم فرحًا ، ممنونه لهم لأنهم نسوها جميع الأفكار السلبيه اللي في داخلها و امتنانها الأكبر كان ان فرحتهم هذه كانت لها و لأجلها و لجل فرحها ، التفتت نغم و صفرت تصرخ من شافت منيرة ماسكة كف وعد و تراقصها؛ عاشت أم سعود!
ضحكت وعد بسعادة حقيقه لأن منيرة كانت اكثرهم سعادة بهالزواج ، التفتت نغم تمرر نظرها و ضحكت مريم لأنها تمسكهم وحده وحده و تقومها غصب؛ انبسطي انتِ طيب!
هزت رأسها بالنفي تضحك؛ معليش لازم نفرح كلنا
وقعت انظارها على شهد الواقفه تتأملهم و تقدمت لها ، انتبهت لها شهد و هزت رأسها بالنفي من قبل توصل لها ما اهتمت نغم لها تمسك بذراعها؛ نغم ماعرف...
ناظرتها تنطق بحده؛ تعرفين! لازم يشوفون حرم الجراح!
غمزت نهايه كلامها تضحك من اصبحوا بالمنتصف و اخذت نغم تتمايل و هي ممسكة بكف شهد اللي "أجبرت" تتمايل هي الأخرى على الخفيف
صرخت نور تتجه لريما تسحبها؛ معليش ولد العم ما يفوتو المنظر هدا!
عضت ريما شفتها لأنه بالفعل كانت مُهلكة بالأسود و ظهرها العاري و تمايل خصرها ، رفعت جوالها تصورها بحيث تكون هي الوحيده في الصورة و هزت نور رأسها برضا؛ حيدعيلي متأكدة!
وقعت نور انظارها على سجى و ضحكت؛ لا تشوفها نغم!
اعتلت ضحكاتهم من شافوا تتوجه لها و تسحبها معها و نطقت ريما؛ شافتها و خلصت!
زمت ثغرها من شعرت بدموعها تتجمع؛ نغم مابي!
رصت على اسنانها تنطق بحده؛ والله ادخل اصابعي بعيونك ، اخت العروس انتِ!
تقدمت نوف لهم تضحك و زمت سجى ثغرها؛ ماما!
نوف؛ و هي صادقه اخت العروس انتِ!
تنهدت نغم تضع كفها على صدرها من شعرت بنبضات فلبها تتسارع اثر النشاط البدني اللي فعلته و ابتعدت عنهم توقف و ترتاح ، رفعت نظرها لهم و ابتسمت برضا تام تشوف فرحتهم و سعادتهم و حمدت ربها الف مره على وجودهم و انهم جميعًا بصحه وسلامة و لا يشكون من شيء و تدعي لهم بطوله العمر ، في لحظه سودت الدنيا في وجهها تتلاشى ابتسامتها من زاد الالم و استوعبت انه ممكن في يوم تتركهم و لا تعيش معهم هذه اللحظات مره ثانيه ، هي من رجعت من لندن و هي تعيش كل لحظه و لا تفرط في قعدتها معهم تبي ترحل عن هالدنيا و هي راضيه اتم الرضا ، التفت لسارة اللي تناظرهم و ابتسمت تتقدم لها و تجلس بجانبها ، مسحت سارة على فخذها لأنها عرفت من ملامحها و هي تتأملهم فهمت حزنها و خوفها و فرحتها؛ الله لا يغير علينا يا أمي
ابتسمت نغم تسند رأسها على كتف سارة تكمل تأملهم
~
ما كان الحال يختلف عن قاعة الحريم إلا انه كان اكثر ثقلًا و فخامةً و اصوات الطبول و اصطفافهم في صفين متقابلين يتوسط الصف الأول لؤي بجانبه اجداده و ابوه و بداح و عياله و الصف الأخر اعمامه و اعمامها و عيالهم و السيوف على اكتافهم يراقصونها تاره و يثبتونها تاره ، في لحظه ارتفع سفيه يلمع أثيره و ترتفع السيوف من بعده و توسط الساحة امامه بداح يلعبون السيف و يراقصونه
عض بدر شفته لأن مثل هذه اللحظات تعجبه و كثير لحظات اللي تصرخ بـ -آل سُـلطَـان- بمهابه و اصاله يرهبون من تقع انظاره عليهم ترجف الأرض لمجرد وقعهم عليها و لأنه للمرة الأولى يشوف تجمعهم جميعًا دون نقصان احد يكتملون السُلطان جميعهم و مافي احد يتجرأ يعكر صفو مزاجهم حاليًا ، ابتسم بنشوه و حماسه يهمس لأمجد؛ يا أرض احفظي ما عليكي!
هز أمجد رأسه بالإيجاب؛ كل سطور الأعجاب و الأعجاز مستحيل توفي!
توقفت الموسيقى و تفرقت الصفوف ، تقدم هتان للؤي و دفعه؛ اجحدها قعدت اعرض و رجلي تصرخ الم
ناظره لؤي و نطق بسخريه؛ فداي!
ضحك هتان بذهول لكنه هز رأسه بالإيجاب؛ المشكلة انها فعلًا فداك!
تقدموا العيال يباركون له و التفت لمحمد اللي نطق؛ اسمح لي انتهى وقتي و رايح
هز رأسه بالنفي و تقدم يسلم عليه خدادي؛ عذرك معك و الله يرجعك بالسلامة!
ابتسم محمد و توجه يسلم على باقي العيال ، ابتسم من وصل لعند أمجد اللي صد عنه مباشرة بزعل؛ مارح تسلم؟
هز رأسه بالنفي بدون لا يناظره و ضحك؛ يشينك ما يليق عليك الزعل ترا!
ما رد عليه او التفت عليه و تنهد محمد؛ لا صار لي شيء هناك لا تقعد تصيح و تنوح و...
ما كمل كلامه من رفسه ينطق بحده؛ فال الله و لا فالك!
ضحك و تقدم يحتضنه و بادله أمجد الحضن ينطق بتهديد و وعيد؛ شهرين ان ما رجعت كيرت لك ضلوعك!
هز رأسه بسخريه؛ الله يقويك!
ابتعد عنه و توجه لأبوه يقبل رأسه و ميل فالح ثغره؛ الله يوفقك يابوك...
تقدم جده محمد يشد على كتفه؛ جلمود ما عليه خلاف!
هز محمد رأسه و همس؛ بروح اسلم على أمي...
توجه لخلف قاعه الحريم ينتظر امه بعد ما اتصل على نغم لجل يجونه ، ما قوى يتصل عليها و لا يدري كيف بيقوى قلبه يودعها بعد انهيارها امس بحضنه
رفع نظره من سمع وقع اقدامهم ، ابتسم بحنو من شاف ملامح نادية المُحمرة؛ افا يام محمد!
هزت رأسها بالنفي تحتضنه تبكي و تمسح على ظهره؛ الله يحفظك يا أمي أنت
كان مبتسم و التفت لنطق نغم بحده؛ لا تبتسم!
ضحك و استفزته ضحكته؛ لا تضحك بعد!
رفع حاجبه بأستغراب و زمت ثغرها تحاول تمنع دموعها؛ يا حيوان بتخرب ميكبي!
ضحك بذهول و تقدم لها يحتضنها و رجف فكها؛ مابي ابكي مابي ابكي...
عضت شفتها من نزلت دموعها و ضربته تهمس؛ ارجع بسرعه...
هز رأسه بالإيجاب يقبل رأسها و يبتعد عنها ، وقعت انظاره عليها بفستانها العودي الطويل يزحف على الأرض و شعرها اللي فالته تزينه فراشه صغيره ، في لحظه اصبحوا وحدهم هو و هي فقط و مشاعرهم ، ميل رأسه و تنهد بثقل شعور؛ تكويني قبل اروح؟
زمت ثغرها لإن نفسيتها الفتره اللي فاتت في الحضيض و دمعتها على طريف ، ضلت ساكنه ما تحركت و تنهد هو؛ اقربي...
شدت على قبضتها و تقدمت توقف قدامه و لا تجرأت ترفع نظرها له ماتبي تضعف ، رفع وجهها باصابعه و لمعت عيناها من تلاقت انظارهم و رجفت مُقله عينيها ما تتحمل فكره انه بعد هذه اللحظه بيغيب عنها لمده ما تعرفها و بيكون بعيد عنها و هي بعيده عنه ، صدت تلف وجهها لكنه رجع يلفها نحوه و همس؛ لا تصدين ، ببعد و لا ودي ابعد و انا ما تشبعت منك!
زمت ثغرها من شعرت بدموعها تنساب و حاوطت رقبته تبكي و تشهق؛ اكرهك!
نطقت و هي تشد على حضنه تفعل عكس كلامها ، تحبه و تشوفه امانها و لا ودها في يوم يبتعد عنها تعدوت على وجوده معها و على كثير من الأشياء اللي كانت تتكل عليه فيها ، ابتسم و شد عليها هو الاخر يقبل كتفها؛ و انا أحبك...
ضلوا هكذا لثواني ثم ابتعد عنها و حاوط كفوفها يقبل رأسها لثواني و رجع يبتعد؛ استودعتك الله الذي لا تضيع ودائعه
كان بيترك كفوفها لجل يخرج لكنها شدت على كفوفه توقف خطوته و ميل رأسه بأستغراب ، شدت على كفوفه يرجف فكها بتوتر بالشيء اللي بتقوله لكنها تراجعت و تنهدت؛ الله يحفظك...
~
التفت لصراخ جبر ينده له؛ تكفى شوف لي تولين مي قالت انها بتجينا لكن ما لقيتها...
هز رأسه بالإيجاب و مسح على كتفه يهديه لأنه يعرف خوفه الكبير على تولين ، مشى و هو ينادي بأسمها لكن مافيه رد ، وقف خطاه من سمع وقع ضحكات تولين تتبعها ضحكات انثى اخرى و توجه لهم؛ تولين تعـ...
صد مباشره من استوعب ان اللي مع تولين مو من بنات خواله و صرخت تولين؛ عيب!
كان بيتكلم لولا اللي نطقت بحده؛ جاي مدرعم هنا ليه؟
تأفف من عرفها و نطق بعدم مبالاة؛ احسبك رند و لا غلا و لا وحده من البنات ، مادريت انك رِيّـما
رفعت حاجبها بذهول و عدم رضا؛ يعني لو كانت وحده من البنات كان بتدخل عادي؟ بعدين ليش كل شيء فيك شديد حتى بالنطق ، ما تقدر تقول رِيـما طبيعي ليش لازم رِيّـما!
قلدت طريقة نطقه في اخر كلامها و ضحك هو بسخريه من تقدمت تولين تحتضن اقدامه؛ لا تصرخين على ليث!
وسعت انظارها و انحنى هو يشيل تولين يقبلها؛ يا قلب ليث انتِ
كشرت ريما تكش عليه؛ مالت عليك انتِ و ليث!
كان بيرد لولا انه سمع صوت جبر يتقدم نحوهم و بلا شعور هو التفت بكامل جسده و سكنت ملامحها من تلاقت نظراتهم ، هي ثواني تمعن فيها بالنظر لها و سرعان ما اغمض عينه و رفع صوته؛ انتظر جبر!
رجف فكها بتوتر من قربه لها لكنه ما يشوفها فقط يشعر بها لكنها تشعر بتوتر كبير و رجعت خطوه للوراء و تلعثمت في كلامها؛ بـ برجـع
اسرعت بخطواتها تتركه واقف ، ضحكت تولين تضرب خده؛ خلاص راحت!
فتح انظاره و لا زال يناظر مكانها يتذكر لون فستانها اللي يطغى على جميع اشياءها و شعرها الكثيف حالك السواد و ملامحها المائلة للحده و من اغمض أعينه هو لا زال يشعر بها و يتخيل شكلها و ريحه عطرها لا زالت تحاوطه ، التفت لتولين اللي تضحك بعبط؛ حلو البينك صح؟
وسع انظاره يقرص خذها؛ عيب!
ضحكت و نزلها تركض لأبوها و تنهد هو يميل ثغره؛ حلو...
~
شدت على مسكتها تحاطوها العباءة البيضاء الخاصة بالعروس و التفتت تشوف نوف اللي تقدمت تحتضنها و رجف فكها؛ ماما مابي اروح! خلاص خلصنا زواج نرجع السعودية و نروح بيتنا!
ابتسمت نوف تشد عليها تخفف توترها؛ ما يصير شيء لا تخافين! بترجعين السعودية لكن معه
زمت ثغرها و ابتعدت نوف لجل البنات يسلمون عليها و ضحكت من شافت ملامح سجى؛ تصيرين اكبر بنت في البيت! انتِ و ضحوي لحالكم
غطت سجى ملامها تبكي و احتضنتها تمسح على ظهرها؛ ترا مارح اعيش بعيد عنكم! كل يوم و انا مسنتره عندكم لا تخافين
نزلت انظارها لضحى اللي احتضنت اقدامها تبكي هي الأخرى و زمت ثغرها من شعرت بأنسياب دموعها؛ غصب تبكوني يعني؟
تقدمت عهد لهم و رفعت حاجبها؛ بدوني! اوك تاركه البيت من زمان بس ترا باقي اختكم
ضحكت وعد و فتحت ذراعها و تقدمت يكمل حضنهم ، ذاب قلب فيصل من شاف بناته و هم يحتضنون بعض و رجف كامل جسده ، هم نقطه ضعفه و سبب استمراره في الحياة يرمي نفسه للهلاك لجلهم ، اربع بنات عوضوه عن الدينا و ما فيها و لا في عمره اهتم لكلام الناس بأنه يجيب ولد يشيل اسمه لأن بناته يكفون و يوفون ، ضحكت نوف من شافت ملامح فيصل؛ ما تكفي دموع الكوشه؟
تنهد و ابتسمت هي تمسح على كتفه
التفتت عُلا تشوف سرحان اخوها و تقدمت تضرب كتفه؛ ماما زعلانه عليك!
صحى من سرحانه و عقد حواجبه؛ ليه؟
رفعت علا اكتافها؛ تقول ليش رجعت للقاعة بعد الزفه ما سلمت على جده فاطمة و خالتي نوف! تقول رح سلم عليهم الحين
تنهد و فصخ مشته يمرره لها؛ امسكيه
مسكت بشته و توجه هو لأمه اللي كشرت اول ما شافته و صدت و تنهد هو؛ مانتبهت اسـ...
سحبته من طرف ثوبه تقطع كلامه؛ ايش هذي الحركات! صعب عليك تمثل لذي الدرجه؟
كان بينطق لولا هيله اللي كانت خلف نهى و نطقت؛ يمثل؟ كنت عارفه
التفتت نهى بذعر و نطقت بتوتر؛ أمي دقيقه افهمك...
رفعت يدها تسكتها؛ تفهميني ايش؟ مو هو الحين بتروح معه!
تأففت نهى بقل حيله و وقف لؤي امام هيله و نهى وراءه و نطق بحده لأن اعصابه حاليًا تالفه؛ مب انا اللي يجبروني! اخذتها لأني ابيها و شاريها و لو ما ودي بها ما اخذتها و لا تزوجتها!
رفعت حاجبها بأستنكار؛ كذا تتكلم معي؟ عدل نبرتك!
قبل يرد تقدم عبدالله ينطق ببرود؛ البنت تنتظرك!
هز رأسه بالإيجاب و قبل رأس هيله و نهى و توجه ياخذ بشته من علا اللي مسكت ذراعه قبل يروح؛ هد اعصابك لا تروع البنت!
هز رأسه بالإيجاب و سلم عليها و ركب السيارة ، ميلت وعد ثغرها  و تنهدت تلتفت لعهد و تبتسم؛ سلميلي على البنات ما امداني اسلم عليهم
التفتت لجل تركب السيارة و ساعدتها عهد في فستانها ، فتحت الشباك و ابتسمت لعهد و قبل تنطق شيء انحنت عهد تهمس لها و تبدلت ملامحها تمامًا و ارتخت اكتافها؛ عهد!
ضحكت عهد تشوف اختلاف ملامح اختها و رجفه محاجرها و ذهبت مسرعه للداخل قبل تنطق ، تقدم فيصل يسودعها و عقد حواجبه بأستغراب من ملامحها؛ فيك شيء؟
اجبرت نفسها تبتسم و هزت رأسها بالنفي و ابتسم فيصل يقبل رأسها ، القى نظره على لؤي يصد بعدها و كتمت وعد ضحكتها لأنه -خزه- و ميل لؤي رأسه بلا اهتمام ، ابتعد فيصل عن السيارة و حرك لؤي و فزت هي من سمعت اصوات السيارات خلفهم و اللي كانوا العيال و ضحكت بأستمتاع لأنهم تفرقوا بسيارات عده و الأضواء تندلع من جميع السيارات ، التفتت تشوف السيارة اللي بجهتها و اللي كانت سيارة بدر و بجانبه أمجد و الأثنين يرقصون و يهزون بكتوفهم و بدر يضرب بوري و ارتفع ضحكها من بدأو يرقصون بطابع "جنوبي" و رفعت جوالها تصورهم ترسلها للبنات "شوفوا ترانا صايدين جوك بنت الجنوب" ، التفتت لجهه لؤي اللي كانت انظاره على الطريق و ابتسامة طفيفه على ثغره لأنه يلمح سيارة هتان اللي يشغل الفلشر و يغلقه ، التفت عليها يشوف ضحكتها و صد يناظر الطريق
~
ترجل من سيارته و اخذ نفس يدلك كتفه ، نزلت انظاره لقدمه و رفع اصبعه؛ شوفي يا تمشين بالطيب يا اقتلعك وحده من الثنتين ، مو بس هيله اللي تقدر تمشي بدون عكاز!
كمل مشي و هو مَلِل من حال قدمه ، اخذ يتمشى قبل يرجع لقاعه الرجال اللي بدأ معضمهم في الرحيل ، مرته نسمه برد تجعله يضم نفسه من البرد و يتكتف و هو يكمل بالمشي ، توقفت خطاه و سكنت ملامحه من وقعت ملامحه على الـوردة الواقفة و انظارها على جوالها و نسمات البرد العليله تُطير خصلات شعرها الغجري ، لفته سمار بشرتها مع شعرها البُندقي و جمال ملامحها الناعمة و كأن للتو انتبه انها بهذا الجمال ، ميل ثغره يهمس؛ يمكن وردة...مو صبارة
~
بردت اطراف جسمها و اقشعر كامله من الصورة اللتي تعرض على شاشه هاتفها ، صورة حُب طفولتها و مراهقتها اللي في يوم اعتقدت انها فقدت و التهمته النيران امام انظارها لكن الصورة تخبرها عكس هذه الحقيقه ، صورة له في أحد بلاد الأغراب بجانبه إمرأة في مقتبل عمرها و ممسك بيدها طفل صغير و هو حامل طفلة صغيره و كانت الأبتسامة مرتسمه على وجهه ، نزلت انظارها للرسالة تحت الصورة
"جسـار بـن سيـف آل قاضـي ، حي يُرزق بجانب زوجته و اطفاله"
رجف فكها و شعرت بحراره دموعها تنساب على وجنتيها ، هي تركت نفسها و روحها من ذالك اليوم قبل ثمان سنوات ساءت علاقتها مع جدها محمد و مع ابوها ضلت شهور ما تشوف وجه ابوها و من ذالك السوم ما خطت بيت جدها و ذالك الشارع بالذات هي كملت حياتها حزينه عليه و هو كمل حياته و تزوج غيرها و ضرب جميع وعوده لها بعرض الجدار و نسى حبهم ، طاحت على الأرض اثر صدمتها و لا زالت تهز رأسها بالنفي ما تصدق هي شافته بعيونها داخل سيارته يحترق معها و الان تكتشف انه حي؛ مستحيل! مستحيل كذب كذب!
ضل كامل جسمها يرجف و دموعها تنزل تشعر بصوت تحطم قلبها لأجزاء ، التفتت لصوت نغم اللي صرخت بأسمها و تتقدم لها؛ شفيك بسم الله عليك!
مسكت كفوفها و اخذت تهذي وسط دموعها؛ نغم حي! جسار حي ما مات!
عقدت حواجبها بهلع و خوف و توتر؛ شقاعده تقولين؟ جسار اللي كنتي تحبينه؟
هزت رأسها بالإيجاب و كملت تبكي و تشهق؛ حي لكنو تزوج! متزوج و عندو طفلين منها! نغم حي و تزوج غيري نغم!
بلعت ريقها بتوتر لأنها عاجزه عن مواستها في هذه اللحظه ، هي تعرف قصتها مع جسار و حكتها لها عندما اعتذرت منها و تعرف انه ولد خال ، مسحت على ظهرها و اخذت توقف و توقفها معها...

ابطيت عليك 🩶

لا جت نَغمة العود في ليلة القَمرآWhere stories live. Discover now