البارت السابع

1.5K 37 26
                                    



يعجبه هذا الوضع و غضب هتان و كمل؛ صح! ابوك ما كمل حياته معك عشان يعلمك!
وصل هتان حده و هو يعرف انه يحاول يستفزه لكنه ما يقدر يقاوم؛ والله ان ما شرشحتك في كل مكان ما اكون ولد...
وقف عند هذي النطقه و ما قدر يكمل ، ابتسم باتساع من عرف هو ليش وقف عنده؛ ما تكون ولد علي؟ الله يقويك بس عطني اختك الكلام معك ما منه فايده
كان بيرد عليه لولا نغم اللي سحبت الحوال من اذنه لانها سمعت و صرخت؛ شتبي!
كان يشوفهم من بعيد و كل اللي صار من البدايه كان تحت ناظريه ، يشوف ملامح الاستغراب من البقيه لهتان و نغم و يشوف عصبيه هتان و رجفه نغم و ابتسم ينطق؛ أنـغـمـي يـا نَـغـمـي أحـزن الأنـغـام!
ما كانت تسمع بعدها غير صوت اللي يعلن انتهاء المُكالمة
كان يناظر فيها و في رجفتها و مستغوب بالحيل ، انزل انظاره لجواله اللي اهتز اثر الاتصال و كان رائد و رد عليه و قبل لا يتكلم سمع صوته المذعور؛ بدر الحق!
~
كانوا أحمد و محمد جالسان في الحديقه بعد ما اطفأوا النيرات و اختفت معالم السيارات تماما و كانت فقط سيارات احفادهم ، امامهم شروق المسرحه تفكر باختها و رائد الصدوم
انفتحت البوابه يدخلون منها عيالهم اللي راحوا لجل يجيبون عيالهم ، استقام أحمد و هو عارف الموال اللي بيصير له
نزل هتّان من سياره عبدالله معصب و متجه لأحمد و و نزلت وراه نغم اللي تناديه؛ هتان ، هتان اصبر يا هتان!
ما كان يشوف شيء من الغضب العارم داخله و صرخ؛ أحـمـد!
وسع محمد انظاره من مناداه هتان لجده بدون احترام و سرعان ما استقام و وقف وراه رائد و شروق ، نزلوا البقيه من السيارات و تقدموا لهم
تنهد أحمد و نطق بهدوء؛ عندك هنا ، لا تصرخ
تقدم يوقف قدامه و ما يفصل بينهم الا سنتيمترات و صرخ؛ عاجبك! عاجبك كذا!
وسعوا محمد و عياله انظارهم جميع من غضب هتان اللي و لاول مره يلمحونه ، خرجوا النساء من جديد اثر الصراخ و خرجت معهم سارة و بجانبها آني و بالنسبه لعيال أحمد كانوا في قمه هدوءهم
كذالك أحمد اللي يكلم هتان بهدوء؛ هتان ، كيف حكمت انه هو يمـ...
عض شفته بغضب ما يستوعبه؛ لانه ابن الـ... له سنة يهدد أختي!
تبدلت ملامح الهدوء لاخرى مصدومه و قلقه و ارتخت اكتافه يناظر بنغم؛ يهددها؟
هز راسه هتان و كمل؛ ايه نعم يهددها ، من بعد موت جدي و هو يهددها لانه يدري انه جدها الثاني مارح يسوي شي! مارح يسوي شي عشان ينهيه اكثر ما عنده يسجنه بتهمه بسيطه لانه خُـواف!
كانوا سعد و عبدالله ملتفين حول عيالهم و مصدومين من اللي يسمعونه بنت اخوهم اللي يعزونها و يحبونها تهدد من سنه كامله و كذالك التوام و رعد و ريم و ديم و شروق و فرح مصدومين ، اما بالنسبه لمحمد و عياله و احفاده يحاولون يفهمون عن ايش يتكلمون عنه
توتر احمد و رفع يده يتحسس جبينه؛ طيب اسمعني...
كان هتان يصرخ و لا يسمح لاحمد يتكلم؛ وش اسمعك ها! بتسجنه مره ثانيه بتهمه سرقه؟ سته شهور و يطلع و ترجع تكتمه بفلوس؟ لهذي الدرجه انت خواف!
سكت احمد ما يقدر يرد عليه و ضحك هتان بسخريخ؛ كنت متوقع ما تقدر تسوي شي لانك خُـواف
تحولت ملامحه للغضب من جديد نطق بحده؛ حرام الشنب اللي يخط وجهك
توسعت انظار الجميع و عقد محمد حواجبه و نطق بحده؛ هـتّـان! جدك هذا!
مشى هتان يترك الجميع وراءه و يخرج من البيت بأكمله لانه ما يوسعه ، كانت سارة تشد على عكازها تشوف الموقف باكمله
حلت لحظات صمت لدقائق و قطع  ذالك الصمت صوت الرساله الصادره من جوال نغم ، رفعت جوالها و ابتسمت بسخريه من كان هو صاحب الرساله و رفعت الجوال لأحمد؛ شفت؟
تقدم أحمد بملامح خائفه لها؛ نغم حبيبي ليش ما قلتي لـ...
زمت ثغرها تمنع دموعها من الانسياب ما تبي تبكي قدامهم و تبين ضعفها امام احد ، هي امام الناس القويه اللي تخطت موت اهلها اللي ما همها احد و من ورائهم هي اللي الضعيفه اللي ترتجي امان؛ و اذا قلت لك كان بتسوي شي!
بلع أحمد ريقه بصعوبه؛ بنوقفه عند حده و...
صرخت ما تقدر تكتم اكثر؛ طيب ليه مو من زمان! ليه خليته طليق كذا يسرح و يمرح بنا! بسببك ما كان صارت هذي المشاكل على مر السنوات! لو من اول ما جيتك قبل ١٣ سنه و عرفت ان هذا الشخص هو اللي "قـتـل ولـدك و زوجـتـه الـلـي تـصـيـر بـنـت اخـوك!"
يحس كأن احد صب عليه مويه بارده من وقع الجُملة على مسامعه و رجف فكه؛ أحمد! ايش قاعده تقول؟
التفتت أحمد على اخوه بصعوبه و التفتت عليه نغم اللي ضحكت بسخريه؛ ما يدري؟
ناظرها محمد باستغراب و كملت تصرخ؛ ما يدري بأن بنته الوحيدة ماتت مقتولة!
رجف داخله من كلامها و من سمع صراخ زوجته فاطمة و نطق يتلعثم؛ كيف؟ هم ما ماتوا من حادث؟
اخذت نغم نفس من انسابت دموعها و لا تقدر تجاهد شعورها اكثر و بكت تصرخ تطلع كل اللي مكبوت داخلها من ١٣ سنة؛ ماتوا من حادث ، لكن هو كان السبب بموتهم هو اللي نزل من سيارته و اخذ المسدس يطلق عليهم يتاكد انهم ماتوا!
التفتت على احمد و صرخت؛ و انت ما سويت شي! لـيـه؟! ليه يوم جاني و هددني وانا عمري سبع سنوات بس قالي "بنت علي بتلحقين اهلك" ليه ما رحت و هديت حياه! ليه يوم قتل ولدك و زوجته ما رحت و دورته و قلبت الدنيا عليه! ليه يوم سرق اماننا طوال السنين اللي فاتت ما قتلته بيدك! عيشنا في سنين خوف و لا نقدر نعيش حياتنا زي العالم بسببه و حرٌ طليق! اذا مو عشان ولدك و بنت اخوك عشان احفادك! احفادك اللي قطعهم قدامنا و عذبهم! لـيـه؟!
سكتت تاخذ نفس بعد ما نطقت بهذا الكلام دُفعه واحده و داهمها الم الاعصاب و انقباض قلبها
تجمعت الدموع بماحجر سعد من ذكرت آلم سنين الخوف اللي عاشوها و شد على كتف ديم ، رفعت راسها و ما قدرت تتمالك نفسها من شافت تجمع الدموع بعيون ابوها و تعالت شهقاتها تحضنه؛ بابا!
بكت بحضن بحضن ابوها اللي نزلت دموعه من حضنها ، ما تحملت ريم و دفنت وجهها بحضن ابوها اللي رفع راسه و طاحت انظاره على زوجته ليلى اللي تبكي بصمت على كسرهم
صدت عُلا من حست بدموعها تدفن وجهها بذراع ابوها
اخذت نغم نفس و نطقت؛ لكن والله العظيم ما يهرب من فعلته لو بعد ٢٠! ان ما جرجرته بالمحاكم و بالقانون و بالدين ما اكون بنت...!
سكتت و زمت ثغرها بحزن و نطقت بصوت مهزوز؛ حتى اسم ابوي ما صرت اقوله!
تركتهم بعد ما انتهت جملتها و توجهت خارج البيت ما معها طريقه مواصلات لكنها حافظه المكان اللي بتروح له عن ظهر قلب
~
التفتت أحمد لأخوه الواقف جامد الملامح و الخطاه؛ محمد اسمعنـ...
صرخ محمد في وجهه؛ أُسكت! أسكت لا تكلمني! هنت عليك كذا! بنتي اللي طول حياتي و انا متحسر عليها تطلع مقتولة و انا توي ادري!؟ لـيـه!؟ ليه ما قلت لي! عيال بنتي عايشين هذي العيشه و انا مادري اذا انت رخمه ما تقدر تسوي كان جبتهم لي! اذا مارح تقـ...
قاطعه أحمد يصرخ؛ محمد اسمعني لا تتكلم في موضوع ما تعرفه!
صرخ محمد اكثر؛ كيف تبيني اعرفه و اخوي مخبيه عني طوال هذي السنـ...
قاطعة صوت البكاء و التفتوا كلهم لمصدر الصوت و كانت ضحى تبكي و بجانبها رنا الخايفه و نطقت بين دموعها؛ ليش تصارخون؟
بلع أحمد ريقه و سحب محمد من ياقته؛ امش معي المكتب و انت ساكت عشان تفهم و لا حريقه تحرقك!
مشى معه و التفت على منيرة؛ نادي ام فالح و تعالي
هزت منيرة راسها و التفتت لفاطمة المنهارة؛ هيا تعالي
كانت سارة لا زالت مكانها و بعد ما راحوا أحمد و منيرة و محمد و فاطمة و صارت الحديقه فيها عيالهم و زوجاتهم فقط ، تقدمت للجهه اللي متجمعين فيها عيال أحمد و اخذت عكازها تعطيه آني و نطقت بجهوريه؛ أبـو مـازن!
ما قدرت ليلى تتحمل اكثر و انهارت بعد ما سمعت اللقب و علت شهقاتها ، و مثلها سعد اللي ما تحمل و زادت دموعه يشد على بناته و يبكي ترجف نبرته؛ لـبـيـه
تقدمت له تحاول توزن خطواتها و اسرع هو يمسكها قبل تقع يجلسون على الارض ، مسحت على راسه و ابتسمت بهدوء؛ ظنك السميّ بيفرح لا شافك كذا؟
رجف داخله و خارجه و زاد حالته سوء من كملت؛ ها يابو مازن؟
بكى و لا قدر يكمل ثقله يبكي بحضن جدته كطفل فقد لعبته الاولى لكنه فقد شي تكبر من لعبه فقد بِكره -مازّن-
ما قدرت فرح تتحمل و خرجت منها شهقه وحيده ترفع كفها و تكتم بقيتها ، سحبها عبدالله يدخلها بحضنه يحتضن اخته و ابنته يبكون على حالهم اللي كل ماله من اسوء لاسوء
كانت ريما اول مره تشوف ليث بهذي الحاله لطالما عهدته انسان مرفوع الراس و الاكتاف و يأمر و ينهي و الان تشوفه -مهدود الحيل- ملامح خاليه و الواضح انه دخل في دوامه هواجيس
رجف فك رعد يحس بحراره محاجره و اسرع بخطواته لجل مااحد يلمحه لكن وقفت خطاه من ايد شروق اللي تمسكت بذراعه؛ شفت ابوي!؟
تحولت ملامحه للقلق مباشره؛ ليه وينه!
عضت شفتها بخوف؛ مع شهد في المستشفى
توسعت انظاره و رفع صوته؛ ليش! وش فيها؟
شدت على ذراعه تطمنه؛ كانت موجوده وقت الحريق و جاتها نوبه هلع و و...
ما قدرت تكمل من غصتها و من دموع رعد اللي خانته و نزلت تحرق وجنتيه و تحرقها معه سحبته لحضنها يشد عليها و يبكي بصمت
جلس لؤي على الارض ما تشيله اقدامه و حنى راسه مايبي يشوف هذا الضعف من جديد و ما كان يعرف ايش بيصير لو كان سعود موجود
و في هذي الاثناء كانوا فالح و اخوانه و عيالهم قد ذهبوا يتركونهم ياخذون راحتهم
~
حل الليل و هي لا زالت تمشي و دموعها اربع اربع تمشي تبي تنسى اللي صار لها نفس كل مره لكن ما قدر تتحس ان شعور الـ١٣ الماضيه خرج مره وحده ، رفعت راسه من حست بقطره مطر تنزل على وجهها و ابتسمت وسط دموعها؛ حتى السماء تبكي معي على غير وقتها!
زاد المطر و تبللت اكثر لكنها استمرت تمشي و وقفت خطاها عند البيت اللي تحسه ملجأ لها و لاحزانها ، دخلته وقفت في نصف الحديقه تتأملها و تتأمل الـقَـمـرآ الوحيد اللي كل ما همت ناظرته و اختفت همومها لكنه الان ما ينفع ما نفع ما راحت همومها لا زالت موجوده ، فزت من سمعت صوت الباب من وراها و التفتت و كان هتّان المبلل و نطقت؛ هتان مليان بالهتّان!
ابتسم وسط حزنه يناظرها تمزح معه حتى في اشد اوقاتها حزن و كملت تنطق؛ وين كنت؟
ابتسم و قرب منها؛ عند عالي مُناي
سكتوا للحظات و رفعت راسها له من نطق؛ هتان و امطرت ، نغم و ما ودك تنغمين؟
ابتسمت له بهدوء و نطقت؛ وش يقول فهد المساعد؟
ابتسم لها؛ وش يقول؟
"وخذني بحضنك أبغفى اه مبطي ماغفيت
وان لمحت دموع عيني سونفسك مالمحت"
ما تحمل و اخذها يدخلها جوا ضلوعه يخبيها عن العالم يبعثر في جروحها و يمسح عليها ، نزلت دموعها ما جفت من كثر ما نزلت اليوم
وسط البيت اللي لمهم و اللي كان و لا زال الامان بالنسبه لهم من دخل هتان السن القانوني اخذ نغم و رجعوا يسكونون وسط البيت اللي لمهم و اللي كان و لا زال الامان بالنسبه لهم من دخل هتان السن القانوني اخذ نغم و رجعوا يسكون في البيت و رفضوا يطلعون معه ، يحسون ان عـالـي مُـنـاهم موجودين معهم و لا رحلوا -علي و منى-
~
رفع كفه يمسح على ملامحه يناظر جهاز التنفس اللي على بنته و حبيبته يتمنى ابدا ما ترجع تسوء حالتها اللي بدت تتحسن السنوات الاخيره ، تنهد و استقام يخرج من الغرفه و ارتكزت انظار على ماجد اللي يتكلم مع الدكتور يتقدم له
شكر ماجد الدكتور و التفت لسعود اللي نطق بأمتنان؛ ما اعرف كيف اشكرك و اوفي حقك!
ابتسم ماجد بهدوء و رفع كفه لكتف سعود؛ واجبي! ما سويت اللي علي
ابتسم بأمتنان و سكت ، تنهد و راح يجلس على الكراسي و يمسح على راسه
عض ماجد طرف شفته و نطق بتردد؛ بحسب خبرتي ، حاله الهلع اللي داهمتها من صدمه ، اقدر اسال وش الصدمه؟
بلل سعود شفايفه و عدل جلسته؛ بتفيدني؟
خلل ايده بشعره و هز راسه؛ ان شاء الله!
تنهد سعود و ب ا يحكي له؛ قبل ١١ سنه...
~
ماسك رأسه بصدمه من اللي حكاله سعود قبل شوي و تركه يذهب لشهد ، بلع ماجد ريقه بصعوبه يحاول يستوعب اللي سمعه هو ما قدر يستوعب و هو فقط سمع الحدث كيف هي اللي عاشته و ضلت تعيشه طوال ١١ سنه تغيرت شخصيتها تماما و تركت احلامها ورائها و فقدت معظم مشاعرها و صارت ما تعرف تعبر عنها ، بسبب فقدان اختها الكُبرى "شُوق" و ولد عمها "مَازن" اللي ماتوا امامها ، من نفس الشخص اللي سرق امانهم و اللي قتل عمها علي و زوجته ، للحين تذكر كيف داهمهم و كان مخططه يحرق البيت لكن شوق راته و باغتها و اخذ اختها شوق يطعنها ثلاث طعنات و لما جا مازن يبي يدافع عن بنت عمه اللي يكن لها مشاعر الحُب تغافله و طعنه هو الاخر ، حظرت الحدث كامل و شافته و هو يطعن فيهم و ما وقف غير لما دوى صوت صرختها في المكان تتركهم يركضون لها و وقت اندفع لها يبي يخليها تلحقهم وقف امامه جدها سعد اللي سدد له لكمه و رفع عليه قضيه لكنه باحتيال قدر يخفف العقوبه و انسحن عشر سنوات و السنه الاخيره عاد لهم ، ما تعافت من صدمتها و فروا بها العالم لجل تخرج منها لكن ما كان فيه فايده عالقه في دوامه ذاك اليوم و ذاك الحريق و تلك الطعنات و الدم المنتشر في كل مكان و يكون دم "مازن و معشوقته شوق" ، تنهد ماجد من ثقل صدره و عض شفايفه بحسره آسرته عاشت هذا كله بسن الـ١٤ سنه سن المراهقه اللي مفترض يقتصر على افكار المراهقين كانت افكارها تقتصر حول ذالك اليوم المشؤوم بالنسبه لها ، استقام من مكانه و هو عاهد نفسه انه يخلصها من صدمتها و يخرجها من ذكرى ذالك اليوم ، نزل لكافيتييريا المستشفى
~
« قـصـر مُـحـمـد »
بلل شفايفه يهز رجوله بسرعه مهوله و رفع راسه للباب اللي وراه ابوه و امه و اعمامه جميعهم و زوجاتهم لهم ساعه من دخلوا الغرفه و سمعوا خلال هذي الساعه جميع انواع الاصوات و الصراخ ، التفتت من دخل ماجد و فز له؛ ماجد! وين كنت؟
تنهد ماجد و رمى كل ثقله على الكنبه و التفتت لرائد؛ في المستشفى ، وين ابوي؟
عقدت ريما حواجبها؛ ليش ايش كان عندك؟
عدل جلسته و لف انظاره لهم كلهم كانوا مجتمعين في الصاله دون استثناء ، مرر لسانه داخل صغره و نطق؛ مع بنت سعود
شهقوا جميعهم و سكتهم رائد؛ الله يقلع تفكيركم! اغمى عليها وقت الحريق و هو اللي اسعفها!
مليت ريما شفايفها؛ كيف صارت الحين؟
هز راسه بالايجاب؛ اي ، وين ابوي؟
رفعت ألين يدها و اشرت على باب الغرفه؛ هناك مع بابا و اعمامي ، بس احسن لك لا تدخل
عقد حواجبه باستغراب؛ ليش؟
التفتت لمحمد اللي نطق؛ لما وصلنا هناك ، راح هتان و رفع صوته على جدي أحمدو كان يصرخ بكلام غير مفهوم و اللي فهمناه انه سبب حريق شخص كان يهدد نغم من سنه ، بعد ما خرج استلمت مكانه نغم و صارت تبكي و تصرخ و قالت ان عمتي و زوجها ماتوا مقتولين
وسع ماجد انظاره و كمل محمد؛ بعدها خرجت و اخذ جدي أحمد جدي محمد و دخلوا البيت و بعد ما شفنا اوضاع عيال احمد خرجنا و جينا هنا و دخلوا الغرفه من ساعه و للحين ما خرجوا
ميل أمجد شفايفها و نطق بتردد؛ سمعت جده ساره تقول لعمي سعد ابو مازن ، عنده ولد اسمه مازن؟
التفوا جميعهم لماجد المركز انظاره على الارض من نطق؛ اي بِكره اللي مات ، لا...
سكت لثواني و رفع نظره و نطق؛ بِكره اللي قُتل
شهقوا جميعهم مره اخرى و ونطق سعد بذهول؛ تستهبل!
هز ماجد راسه بالنفي؛ لا ، انقتل قبل ١١ سنه ، مع بنت سعود
وسعت وعد انظارها و رجف فكها؛ بنت سعود؟ سعود عنده بنت غير شهد و شروق!
هز راسه بالايجاب ، كانوا كلهم في حاله صدمه من اللي عرفوه اليوم ما يستوعبونه
ما كان معهم و لا كان يمهم و لا يتوعب نقاشهم مانت شاغله تفكيره و يتذكر انهيارها امامهم ، كان دائما يشوفها مبتسمه و سعيده و تسعد اللي حولها كانت تنطبق عليها مقوله "صاحب السعيد تسعد" ما كان يضن ابدا انها تكبت كل هذي المشاعر داخلها او انها تعاني من هذي المشاكل ، رؤيه امك و ابوك يموتون قدامك مو سهله ابد ، كان يحس ان المشاكل اللي تصير بين ابوه و اعمامه اسوء ما يمكن يحدث للعائله لكن من بعد اللي عرفه اليوم عرف ان مشاكلهم ماهي شي قدام مشاكل احمد و عياله ، و الود وده الحين يروح لها و يسولف معها يحاول ينسيها اللي حصل اليوم و يحاشرها و يهديها رسمه تفرح بها و تبتسم له الابتسامه اللي تهلك قلبه و يسميها "دلوعه لندن و هي تزعل" منه ، يبي يعرف كيف حالها الحين لان بعد انهيارها ذاك ما يعتقد انها راح تكون بخير
~
دخلت سارة مع آني لمكتب زوجها تشوف أحمد و منيرة اللي يناظرون محمد و فاطمة المناهرين بعد ما عرفوا فعايل "سارق امانهم" في احمد و عياله طوال هذي السنين ، بلل أحمد شفايفه يناظر اخوه؛ ابوي اللي وصاني ما تعرف ، و وصى اكثر ما تعرف عن هويه الشخص اللي...
ضرب محمد الطاوله اللي امامه؛ ليه! ليه ما تقولي ليه!
استقام احمد و صرخ؛ افهم ياخي! ابوي قال بعظمه لسانه "اخوك محمد لايدري! يدري لا جا وقته بس انت لسانك لا ينطق"
رص محمد على اسنانه و نطق؛ ابوي الحين بقبره! بتعلمني و لا كيـ...
قاطع كلامه سارة اللي نطقت بهدوء؛ و اذا ابوك بقبره؟ تخالف كلامه؟
بلل محمد شفايفه؛ بس ليش ما ادر...
قاطعته سارة مره اخرى؛ بتعرف في وقته ، نغم في المستشفى
رفعت فاطمة انظارها بصدمة؛ شفيها بنتي!؟
تقدمت سارة بمساعدة آني و جلست على الكرسي ، التفتت لمنيرة اللي تعاتب أحمد؛ اكيد من اعصابها! ليش ضغطت عليها و انت تدري بحالها؟
صرخ محمد فيهم؛ شفيها بعد!
تنهد أحمد و رفع راسه لاخوه؛ طلباً من نغم محد يعرف الا انا و منيرة و امي و هتان ، نغم مصابه بالاعتلال العصبي و مريضه قلب
شهقت فاطمة و حطت ايدها على صدرها؛ جعله فيني و لا فيها!
التفوا لسارة اللي نطقت؛ تتغير اشياء واجد من اليوم ، و كل واحد يرجع بيته
~
تتأمل كوب القهوة اللي برد بيدها بسبب تأملها له ، وقت صحت و دخلت عليها الممرضه بيدها الكوب و رسالة مكتوب فيها "ان شاء الله ترضيك القهوة ، يا حبيبة القهوة -ماجد-" ، ما تجرأت تشربها ابدا كانت فقط تتأملها و تتأمل الرساله و تتأمل خطه
رفعت راسها من دخل ابوها و اخذت تخبي كوب القهوة عنه ، جلس سعود بالكرسي و جةرفع كفوفه يضم كفوفها لها؛ قالوا يمدي تمشين الحين ، ودك تمشين؟
هزت راسها بالايجاب ما تحب قعدة المسستشفى ، وقت صحت و سألتها اذا تذكر شي من اللي حصل قالت انها ما تذكر شي و اخر شي تذكره بدايه اندلاع النيران ، لكنها تكذب تتذكر كل شيء حصل لها تذكر ركضة ماجد لها و تذكر كيف حاوط اكتافها يهدئها و ينادي باسمها و يكرر اسمه تذكر كيف تمسكت بثوبه تشد عليه تذكر اخر جمله سمعتها منه قبل اغماءها "مارح يجيّيك! مـاجـد مارح يخليه يجي!" ، هي كذبت لان ما تبي يسالونها عنه ما تبي احد يستفسر عنه و ايش سوا لها ما تبي احد يعرف تفاصيل اللي صارت بينهم تبي تكون بينها و بين نفسها فقط ، و كذالك الكوب اللي انتظرت خروج ابوها لتخرجه و تشربه دفعه وحده؛ مُرة
استقامت من السرير و اخذت عبايتها تلبسها و اخذت تخبي الكوب بيدها لجل ما احد يلمحه
~
تأففت تشو المغذيه اللي بيدها و لفت لهتان؛ ياخي قلت لك مب لازم!
رفع هتان حاجبه و ضحك بسخريه؛ محد قالك والله ما تهتمين لنفسك!
زمت ثغرها بحزن؛ ما سويت شي طيب؟
رفع يده يعدد؛ رحتي تلعبين بادل و تراكضين و ما تبين قلبك يتعب و انفجرتي فيهم و عصبتي و ما تبين اعصابك تتعب و رحتي تتمشين تحت المطر و ما...
رفعت كفها تسكته؛ خلاص خلاص!
حلت لحظات صمت و قطعها هتان اللي نطق بهدوء؛ ليه ما تبين تقولين لهم؟
تأففت بضجر؛ كم مره اقولك؟ مابي احد يعرف يكفيني نظره الشفقه عشان بابا و ماما تبيني اعلمهم اني مريضه قلب و اعصاب؟ عز الله فلحنا
تنهد هتان و نطق بقل صبر؛ ليش ماخذه ببالك انهم يشفقون عليك و انهم يناظرونك بنظره شفقه!
رفعت نغم صوتها؛ انت ما تشوف انا اشوف! لان حتى انا لو اشوف وحده بمثل حالتي بشفق عليها حتى لو اقنعت نفسي بانه لا! حالتي حاله وحده شرشحتها الحياه من كل جهه و تعذبها من كل جهه!
كان هتان بيتكلم لولا دخول الممرضه اللي نطقت بغضب؛ لو سمحت! انت كذا ترهق اعصاب المريضة ، تفضل ساكت لو تتفضل برا
زفر هتان بغضب و استند على الكرسي؛ بسكت
التفتت الممرضه لنغم و نطقت؛ القلب عندك مو جالس يضخ الدم لكل انحاء الجسم و رجحنا انه بسبب فعل مجهود جسدي ، و على تحاليلك الاعصاب عندك لها فتره مو كويسه في هذي الفتره داهمك صداع او الالم؟
صدت عن الممرضه و تمتمت؛ داهمني و كثير
تبدلت ملامح الممرضه و عاتبتها؛ ليش ما رحتي المستشفى اجل! لان الاعصاب عندك كل مالها تسوء
رفع هتان صوته و نطق؛ علميها! علميها الغبيه
كانت بترد عليه لولا الممرضه اللي قاطعتها؛ بس انت خلاص! و انتِ بتضلين عندنا عده آيام الى ان ينتظم ضخ الدم عندك
ميلت نغم شفايفها؛ كم؟ يومين ثلاثة؟
هزت الممرضه راسها بالنفي؛ ايام
وسعت انظارها بصدمه و نطقت بخيبه امل؛ ايام!
~
« بـعـد ايـام »
مرت هذه الايام عليهم بكاءبه و خرجوا من بيت سارة و كل احد منهم رجع لبيتهم و رجعوا للدوام الطبيعي
رتب الاوراق على المكتب و نطق بلغته الاجنبيه؛ هكذا سنكون قد انتهينا من عرض مشروعنا لك و ننظر منك رد
سكتوا جميعهم يوجهون انظارهم له ينتظرون اجابته
ابتسمت بتوتر و انحت تهمس له؛ أستاذ لـيـث ، أستاذ لـيث
فز من هواجيسه على صوت ريـمـا و رفع نظره لها ، ابتست بتوتر و اشرت له؛ يكلمونك!
انتبه لهم و ابتسم بتوتر؛ أنا اسف حقاً لم اكن منتبهً ، سأفكر بعرضكم في الفتره القادمه و سأبلغكم ردي
هزوا رأسهم و استقاموا يخرجون ، زفر بقوه واستند على الطاولة يمسح على راسه
تنهدت تناظر حاله اللي تغير ، يهوجس كثير و يسرح اعتق الموظفين و ما صار يكرفهم و ما صار يتهاوش معها و لا يحتك فيها ، جلست على الكرسي و ميلت شفايفها تناظره؛ ما كنت معهم صح؟
هز راسه بالايجاب بدون لا ينظر لها و تنهدت تستقيم؛ عندنا اجتماع مع اجدادي و الباقيين ، خلك معنا وقتها
خرجت تتركه لوحده بين هواجيسه ، خايف و ما ينكر خايف ترجع هذيك الايام و السنين اللي عاشوها بخوف جميعهم هم جميعهم خرجوا و شافوا جثه -اخوانهم- بحيث ان مازن و شوق رضعوا مع لؤي و ليث ، كانوا جميعهم كأخوه و كانت تلك الفتره اللي اندمج معهم هتّان و كانوا بقمه سعادتهم و يضنون انهم بيبدون حياتهم من جديد من بعد موت علي و منى ، كان مازن كأخوهم الكبير جميعهم يداري الكل و يسعدهم و كان يكن مشاعر لبنت عمه شوق و كانوا جميعهم يقولون "مازن لشوق و شوق لمازن" و شاءت الاقدار و كان يومهم واحد
~
ميلت شفايفها بضجر و رفعت انظارها لسجى؛ تِتوقعي نغم بخير؟
نطقت بدون لا ترفع انظارها لها؛ ليش ما تكون بخير؟
ناظرتها برفعه حاجب؛ تستعبطي؟ لها كم يوم ما جت الجامعة و لما إنِفجرت فينا هداك اليوم! و تِبيها تكون بخير؟
تأففت سجى و تركت لابتوبها و رفعت نظرها؛ هي كانت كاتمه ذا الشي كم سنه و كانت طبيعي معنا فاتوقع بتكون بخير
كشرت ألين و استقامت؛ القعده معكِ و انتِ تزاكري لا تُطاق ابدا ، حجيب الطلب
مشت تتجه للكاشير و وقت في اللاين ، فزت من حست احد ينغزها من جنبها و التفتت بسرعه و رفعت كفها تبي تضرب الشخص لكنه امسك كفها قبل لا توصل؛ اهدي اهدي!
وسعت انظارها بغضب؛ أمـجـد!
ابتسم ينزل كفها؛ لبيه؟
رفعته مره اخرى و ضربت كتفه؛ خرشتني الله يخرشك!
ضحك بعلو صوت و ضربته مره اخرى؛ أُسكت! حتفضحنا بين الناس! يقولو هذا ما يستحي يضحك بأعلى صوتو!
ابتسم بعبط و نطق يقلد منطوقها؛ لا ما حأسكوت!
كشرت تصد و ترجع للاين ، وقف خلفها و نطق؛ بس والله انتِ كفو! لو احد غريب عطيتيه وحده تنسيه حليب امه!
نطقت بقل صبر؛ إذا ما حتُسكت انت اللي بتنسى حليب امك!
كشر أمجد و حنى جسمه بسبب قصرها؛ ترا طقيت مشوار من المركز للكوفي اللي بجنب جامعتك عشان اشوفك!
توترت من قربه لها و تقدمت للكاشير من اتى دورها؛ مو شغلي محد قلك تخوفني
ابتسمت للكاشير اللي نطقت؛ شبكه و لا كاش؟
رفعت جوالها؛ شبكه...
رفعت راسها من سمعت صوت الدفع و التفتت لأمجد المبتسم؛ قهوتكم علي!
كشرت ألين و اخذت كوبين القهوه و مشت تتجه لعند سجى و بجانبها أمجد؛ طيب عالأقل خل اطلُب لك!
ابتسم لها و نطق بهدوء؛ في جوفك كأنها في جوفي ، بالعافيه
رفعت انظارها و تركزت على عيونه و ابتسمت ، تحبه تحبه حتى لو ما بيّن هذا الشي من تصرفاتها و كلامها معه لكنها تحبه و كثير ، لقت فيه الانسان اللي يشوفها انثى و يحترمها و يحبها تحب حنيته عليها تحب كيف غصب نفسه يتقبل ليني عشانها تحب كيف يحبها و يبيّن حبه و لا يزعل من حركاتها و تغلاها ، خرجت من سرحانها على سوأله؛ وش طلبتوا؟
اتسعت ابتسامتها؛ مشروب جديد الكل يمدحوا!
رفعت احدى الاكواب له؛ خُذ جرب قبلي!
هز راسها بالنفي لكنها اصرت؛ ما حقبل اي رفض! يلا جرب
ابتسم على حماسها و اخذ الكوب يرتشف منه ، تلاشت ابتسامته تدريجيا و رفع نظره لها و سكت
عقدت حواجبها باستغراب من سكوته؛ اشبك؟ ما عجبك؟
عض طرف شفته و نطق بخفوت؛ فيه عسل...
تلاشت ابتسامتها و ارتخت اكتافها؛ تِمزح!
هز رأسه بالايجاب و زمت ثغرها بحزن؛ طيب كُنت متحمسه اجربو!
بلل شفايفه يشوفها زعلت بسبب حساسيتها القويه اتجاه العسل ، اخرج جواله و نطق؛ بروح اطلب لك وش تبـ...
قاطعتها تنطق بحده؛ معد لي نفس! خذ هذا و خلاص رح قبل لا تشوفك سجى
سكت يشوف ملامحها و ابتسم يلطف الجو؛ تعرفين وش تقول نُور اختك؟
رفعت راسها تحاول تخفي ابتسامتها لانها تعرف اللي بيقوله؛ وش تقول؟
ابتسم بهدوء و نطق؛ العسل من حلاوتك غار منك و عاداك!
بللت شفايفها تمنع ابتسامتها؛ خلاص تقدر تروح!
ميل راسه بعبط؛ ابتسمي اول!
هزت راسها بالنفي و تقدمت تدفعه؛ ما حأبتسم!
وقف و تكتف يعاند؛ مارح امشي اجل
ابتسمت و بعدها ضحكت؛ يا عبيط!
ابتسم من ضحكتها و مشى؛ اقدر امشي الحين!
وقفت تشوف زوله يختفي و همست؛ أحُبه ياخي!
~
تنهدت من سمحت لهم الدكتوره لهم من الخروج و اخذت تجمع اغراضها ، خرجت من القاعه و زمت ثغرها بحزن؛ كانت تنتظرني هنا
كانت تمشي وحيده بدون رفيقه دربها و بنت عمها و اختها ماهي معها و ما تدري وين هي لها فتره مختفيه وتعرف انها ما تحب احد يتواصل معها فتره اختفاءها لكنها تبي تعرف احوالها و ما تبي تختفي فتره طويله لكنها ما تقدر تمنعها ، جلست في إحدى زوايا الجامعة لوحدها و اخرجت كتابها تفتح اول صفحاته؛ حيّه حيّ رفيقي الثاني!
رفيقها الثاني الكتب و الكلمات تلقى نفسها فيها و تضيع معها تنسى من نفسها اذا قرأت و كأنها تغرق فيه ، تحب الكُتب بجميع انواعها و تصنيفها و قراءت العديد من الكتب و اغلبها كانت توصيه من اخوها لؤي اللي اخذت حُب القراءه ، تحب الأنسان القارئ و تحترمه احتراماً كبير ، اتسعت ابتسامتها من لمحت ملحوظات لؤي بين الاسطر؛ احب كذا احب كذا!
استمرت تقراء بكل حماس و نشوه و ما حست على نفسها من قلبت صفحته الاخيره تدل على انها انهته ، تذمرت من سرعه انهاءها؛ ليه كذا يصير! دايم دايم يا ست عُلا تخلصين الكتاب بجلسه و ازعلي اذا خلصتيه!
استقامت تجمع اغراضها و قد تعكر مزاجها تماما
~
اخذت تكتب الملاحظات اللي تمليها عليهم الدكتوره و رفعت كفها تسال؛ طيب دكتوره ، وش الشيء اللي قد يؤدي الى تسطيح الحجاب الحاجز؟
الفتت لها الدكتوره و تنهدت؛ ريـم! ذكرنا هذي النقطة المره اللي فاتت ، شكلك ما كنتي منتبه!
لنزلت ايدها بحرج؛ معليش دكتورة هناء...
التفتت الدكتوره هناء؛ من يقدر تعيد عليها
استقام احد المتدربين؛ انتفاخ الرئة
هزت الدكتوره راسها بالايجاب؛ ممتاز ، ريم ثاني مره تنتبهين معنا
تأففت و اخذت ترسم اشياء مالها معنا ، هي فعلا كانت اخر مرات حضورها في المستشفى مشتته و مو مركزه و اليوم حاولت تسترجع نشاطها و ما سألت عن اللي ذكرته لهم في المرات السابقه ، استقامت من انتهى وقت تدريبهم لليوم و اخذت تجمع اغراضها
رفعت راسها من شافت نفس المتدرب اللي جاوب على سؤال الدكتوره؛ سلام عليكم ، انا المتدرب ريـاض اذا تحاتجين اي مساعـ...
ابتسمت بتكلف و قاطعته؛ شُكراً ، بس مو محتاجه
اخذت اغراضها و مشت تتركه واقف و ما تسمع رده
ابتسم يشوف زولها يختفي؛ ريـم سـعـد...
تأففت تنتظر السواق و رفعت كفها تحمي نفسها من الشمس ، عقدت حواجبها من وقفت سياره سوداء امامها و انفكت عقدتها من انفتح شباك السياره و نطقت من داخلها؛ فيه اجتماع في الشركه و جدي قال يبينا كلنا هناك ، و عشان ازمه السيارات و السواقين اللي احنا فيها ينمرك
هزت راسها و تقدمت تفتح الباب الخلفي و ركبت سياره محمد اللي بجانبه عهد ، ابتسمت عهد تناظر ريم؛ كيف الدوام؟
زفرت ريم و سندت راسها على الشباك؛ لا تسألين ، وش سبب الاجتماع؟
ناظرت عهد محمد تنتظره يجاوب ، انتبه لنظراتها و ناظر نفسه؛ وش؟
نطقت بسخريه؛ جاوب!
عقد حواجبه باستغراب؛ على ايش؟
وسعت انظارها بصدمه؛ ليش الاجتماع! محمد بلا استعباط!
ضحك من استوعب هي وش تقصد؛ اوه! مادري والله
ضحكت بخفوت عليهم و رجعت تناظر الشباك
~
خرجت من المدرسه بجانبها ديم السعيده؛ يونس ياخي! كانك حسيتي اني ابغا اطلع خروج
ضحكت فرح على سعادتها؛ ترا طلعتك عشان فيه اجتماع و لا ما طرا لي!
كشرت ديم مباشره؛ طيب كملي جميلك و اكذبي علي!
ركبت فرح السياره و ركبت ديم بجانبها ، عقدت ديم حواجبها من التفت سياره فرح لجهه مدرسه العيال بحكم انها مدرسه بفرعين؛ ليش رايحه لفرع العيال؟
ردت فرح و انظارها معلقه على الطريق؛ بناخذ رائـد ولد فارس ، مافيه احد ياخذه
فتحت شباكها تكلم الحارس؛ سلام عليكم...
~
فز من صرخه احد احد الطلاب باذنه؛ رائـد!
رفع رأسه من على الطاولة؛ خير! مب لازم تصرخ!
رفع الطالب حاجبه و نطق بحده؛ لا تنفخ بس! الاستاذ له ساعة يناديك
وجهه نظره للاستاذ اللي نطق؛ رائـد فـارس ، خروج
استقام يجمع اغراضه ، وسع انظاره من سمع احد الطلاب يصرخ "يا عيال! اللي جاء ياخذ رائد بنت!" التفتت للولد اللي يطل من الشباك و تقدم يطل ، نطق نفس الطالب؛ اختك؟
التفتت للصوت اللي يعرفه زين؛ حمد بس هذي مو اخته ، هذي...
رفس رائد "شِـهـاب آل ظـافر" و نزل لعنده يهمس؛ ابلع لسانك لا ابلعك اياه!
ابتسم بسخريه و همس؛ بنت أحمد جايه تاخذك! تطورنا...
غمز اخر كلامه يستفز رائد ، كان بيرد عليه لكن صوت المعلم اللي صرخ؛ انـت ويـاه!
رجعوا كل الطلاب كرسيه و نفض رائد شهاب و اخذ شنطته يخرج من الفصل و يضرب معه الباب بقوه
~
تقدم للسياره و لباب ديم اللي فتحت الشباك ، عقدت فرح حواجبها باستغراب؛ شفيك ما تركب
عض رائد طرف شفته بحرج و نطق بتردد؛ عادي اركب قدام؟
ابتسمت بجانبيه و نطقت تمزح؛ ليش تخاف احـ...
سكتت من شافت نظراته المتوتره تجاه المدرسه و التفتت لديم؛ اركبي ورا
استعت ابتسامه رائد بعكس ديم اللي وسعت انظارها؛ ليه! من هو عشـ...
سكتت من نظرات فرح و تأففت تفتح الباب ، نزلت تركب ورا و ركب رائد بجانب فرح
نزل رأسه بحرج و نطق بخفوت؛ شُكراً
ضحكت بسخريه و حركت السياره؛ حركات مراهقين قديمه!
وقفت عند دانكن و تأففت من شافت الدرايف ثرو مليانه؛ مو وقته طيب!
مررت انظارها على رائد و ديم؛ من ينزل يجيب؟
نطقت ديم بحماس و بالغلط رفست كرسي رائد؛ انـا!
فز رائد من رفستها و التفت لها؛ على رفستك ذي انا اللي بنزل
وسعت انظارها و نطقت بحده؛ خـيـر! فوق اني متنازله عن مكاني لك! بعدين بالغلط
رفسته متعمده و التفتت عليها فرح؛ بـنـت! خلاص انزلوا كلكم و بعطيكم جوالي تحاسبـ...
بتروا جملتها من اخرج رائد جواله من جيبه؛ ما يحتاج انا ادفع
اخرجت ديم جوالها ايضا؛ الله يكثر خيرك احسب انا اللي بدفع!
رمشت بعدم استيعاب من نزلوا و صرخت ديم لها بان ترسل طلبها لها ، التفتت لهم تشوف زولهم يختفي و ضحكت؛ الله يا الدنيا صدق!
ارفعت جوالها من اهتز معلن وصول رساله و فوقها رسائل اخرى "قربتي؟-الو-ليش ما تردين-عيب ولد عمك انا!" زفرت بسخريه و اخذ تكتب له؛ يا ولد عمي المزعج ما قلت لك لا عاد اشوفك ترسل لي؟
ما تدري كيف جاب رقمها لكنه جابه و ضل يسولف معها و يحكي لها عن يومه و هي ما ترد عليه الا بـ "يا مزعج-بلكني-لا عاد ترسل" و كانت قليله و تدخل تقراء و تخرج لكنه ما زال مستمر على سوالفه
~
فز من اشعارها و اتسعت ابتسامته من ردها؛ ناشب ناشب الله لا يعوقني!
اخذ رقمها من جوال ابوه بعد ذاك اليوم شاف كيف ما كانت على بعضها اغلب الوقت فأخذ رقمها لجل يونسها و ينسيها ، هو يشوف صدها و تجاهلها له لكنه مستمر يكلمها و ما يدري بانها تضنه لعاب و راعي بنات و لا ممكن تلتفت له ، اخذ يكتب لها؛ يا بنت عمي الدنيا تجارب! نجرب وش ورانا
سكر جواله من حس ببـدر يجلس بجنبه؛ كل ما سألت احد عن الاجتماع صرفني!
ابتسم فايز و نطق بسخريه؛ دروا انك بزر! افهم من اول مره عاد مب لازم يحرجونك
ناظره بطرف عين و استقام؛ انت البزر والله!
مشى يتجه لمكتبه ياخذ منه كم شغله ، فتح جواله و دخل تويتر يبحث عن حسابها ، هو وقت البادل شافها تدخل تويتر و طوال الايام اللي فاتت كان يبحث عن حسابها و بطريقه او بأخرى لقاه و كانت اخر تغريده يوم البادل مصوره كابها هي و ريما و كاتبه "افضل تيم؟ بلا شك!" ، نزل تحت لتغريداتها يشوفها تكتب اي شي يصير لها و تصور كل شي ضحك من وصل لصوره القدر اللي جلست عليه رنا "طلعه مقروده؟ اي نعم" كمل يتفرج في تغريداتها و وصل لـ "و انت كل ما شفتك كنت انا في اسوء حالاتي" ميل شفايفه يفكر من ممكن تقصد و وسع انظاره؛ تقصدني!؟
ضل يتأمل التغريده بثواني و ضحك بعدها؛ يا محور الكون انت! قلنا بَـدر بس مو كذا!
سكت لثواني يفكر و خرج من حسابها يتأكد نن تاريخ التغريده و اللي كان نفس يوم العزيمه و دخل حسابه لنفس التاريخ "الدلوعين دلوعين حتى في السعوديه" اتسعت ابتسامته و عض طرف شفته؛ تقصدني!
رجع لحسابها و كمل فيه ، ابتسم بهدوء من وصل لصوره رسمته اللي صورتها وقت كانت في المعرض "ولد العم لازم ندعمه!" ، تنهد و رجع لاخر تغريده نزلتها و ما نزلت شي بعدها يتمنى من كل قلبه تكون بخير و يرجع يشوف زولها من جديد و يرجع يرسمها من جديد ، هو وقف يرسمها من ذاك اليوم و حلف ما يرسمها و هي بهذي الحاله ينتظرها ترجع و تشرق من جديد
حدث الصفحه بملل و فز من ظهرت امامه تغريده قبل ثانيتين ، كانت مصوره القهوه بجانب غمازاتها اللي بانت اثر تبويزتها "كل مره اعطيها فرصه و تطلع اسوء من اللي قبلها! عاد قهوه و من المستشفى!" اتسعت ابتسامته و ضل يتأمل الصوره لثواني ، عقد حواجبه من استوعب هي وين؛ مستشفى!؟
انقبض قلبه بخوف يكون حصل لها شيء و عض شفته؛ تكفى لا!
دخل للردود و ضل يقرأ الردود و حمدربه من شاف احد الردود يسألها عن سبب تواجدها "فيه احد قالي انس دلوعه بس ما صدقته ، بس الحين صدقته انا دلوعه و دخلت المستشفى" ضحك بعلو صوته و عض شفته؛ دلوعه دلوعه!
سكر جواله بسرعه من سمع احد يناديه؛ جاي جاي!
سكر باب مكتبه و مشى يدندن؛ يا حلو اشتقنا والله اشتقنا!
~
جالسه على مكتبها تهوجس و الشيء هذا جديد عليها تماما ، ما عمرها انشغل تفكيرها قد كذا و تحديداً بشخص
ميلت شفايفها تتسائل بالسؤال اللي يدور بذهنها لايام؛ يـحبني؟
ايام تفكر هل هو صادق بكلمته هذي؟ هل هو فعلا يحبها و يبغاها كزوجة؟ و ليش حبها هي؟ ليش حبها من بدت بنات اعمامها و بنات اعمامه؟ هي اقلهم جمالا بالنسبه لها و بالنسبه لحالتها و انها -مريضه نفسيه- كيف حبها؟
اعادت سوأل نفسها مره اخرى؛ يحبني؟ كيف؟
ما تعرف كيف تحبه او ايش تسوي بعد ما اعترف لها ، فزت من دخلت احدى المساعدات؛ أستاذه شهد يبونك تحت!
هزت راسها بالايجاب و هي عندها خبر بالاجتماع اللي بيصير لكن بقيه الموظفين ما يعرفون ، استقامت و اخذت جوالها تخرج من المكتب
~
ابتسمت للعامل اللي امامها؛ يعطيك العافيه! ما قصرت
شكرته و توجهت للمواقف تأخذ سيارتها اللي للتو وصلت من جدة حيث كانت هناك طوال الفتره الماضيه و ما احترقت مع بقيه السيارات ، ابتسمت من شافت سياراتها الـ "BMW" مكشوفه السقف و بلوحتها "ورد" ، مشت اتجاها و نطقت تدندن؛ عاد الهوى عاد!
فتحت الباب تركب السياره و ابتسمت من شمت ريحه مُعطرات الورد و اللي تكون من صنعها؛ الله! ما توقعت حيكون كِدا ثابت! لازم اتزكر مكوناته!
ادارت المفتاح و شغلت اغنية عبدالمجيد "أهل الفلك" ، تتمشى بسيارتها و هواء الـريـاض يلفح بوجهها على انغام عبدالمجيد تحت شمسها الحارقه تمر بجانب ابراج الماليه و يا حظ الرياض بـوردة الحِجاز ، ابتسمت بأتساع و رفعت صوتها تغني مع عبدالمجيد؛
"خِذني للمريخ أو خذني معك للمشتري
جهّزت نفسي للسفر، ما باقي الاّ التذكرة
رجلي على رجلك وأنا، لك باوّلي وبآخري
ما دام إيدي في يدك، بمشي وعيني مسكرة"
التفتت لصوت جوالها اللي يرن و فتحت السبيكر من كانت ألين؛ هلا؟
ابتسمت ألين من سمعت صوت الهواء العالي؛ يالمحظوظة! متى رِجعت سيارتك؟
ابتسمت نور بغرور؛ قولي ما شاء الله طيب! توني مستلمتها
تأففت بتملل؛ حقول ما شاء الله لا تشغليني
ابتسمت ألين و وطقت تلطف صوتها؛ طيب يا أجمل اخت في الدِنيا!
رفعت حاجبها و ميلت شفايفها؛ أجمل أُخت مهي جايه من طيب نيه ، خلصيني وش في جوفك
غمزت و كأنها امامها؛ يعيني انا على اللي يفهمون! تمريني انا و سجى؟مافي حد يوصلنا للشركه
عقدت حواجبها باستغراب؛ حتروحوا معانا للإجتماع؟
هزت رأسها بالإيجاب؛ ايوا! حنضر معكم
هزت رأسها بتفهم؛ عُلا مرها احد؟ عشان اذا هذا امركم مره وحده
ناظرت سجى لثواني؛ حرد لك خبر
~
نزلت من السياره و نزلوا وراها البنات ، شهقت سجى من شافت ارتفاع الشركه؛ يماميّ! ليش كذا مره طويله!
ضحكت نور بسخرية؛ ترا الادوار صغيره شوي ، الكبر في الطول و كثره الادوار ، جدو قال يبي يخوف الل يشوفها!
مليت ألين شفايفها؛ تصدقي اول مره اشوفها؟
توسعت انظار نور بذهول؛ منجدك! تمزحي صح!
هزت راسها بالنفي؛ هو كل احد يوصل ١٨ جدي بنفسه يوديه الشركه و يفرجه عليها ، بس وصلت العمر و جدي...
سكتوا للحظات و ابتلعت علا غصتها؛ الله يرحمه
ردوا كلهم بـ "آمين" و دخلوا الشركه
شهقت عُلا من شافت ليث و ريما "يتناقشون" امام الموظفين؛ لـيث!
التفت عليها من سمع صوتها؛ شجابك؟
تقدمت له و رفعت حاجبها؛ كذا ترحب بأختك؟ خوش اخ
تنفست ريما الصعداء و نطقت بحده؛ كويس جيتي! فكيني من اخوك الـ ماني بقايله!
رفع حاجبه بذهول من كانت بتشتمه؛ لا أستاذه ريما! كملـ...
سكت من ضربته علا على كتفه و ضربت ريما معه؛ بـس! كم اعماركم انتوا؟!
سكتوا يناظرون بعض بحده ، تنهدت و التفتت لنور و ألين و سجى اللي تقدموا و سألت؛ متى حيبدأ الاجتماع؟
رفعت ريما حاجبها بأستغراب؛ بيحظرون معنا؟
هزت نور رأسها بالايجاب و نطقت بتردد؛ نغم و هتان ، جاكم خبر عنهم؟ بيحضروا او لا؟
سكتوا كلهم يناظرون بعلا اللي ابتلعت غصتها؛ ما اعرف...
سكتوا لثواني معدوده ، فزوا من سمعوا صرخه "بس انتِ و ياه!" التفتوا و شافوا فرح بجنبها ديم و رائد
عضت فرح شفتها بحرج من ما توقعت يعلو صوتها كذا و قرصت رائد و ديم؛ كله بسبتكم ما تهجدون!
حك رائد مكان القرصه؛ شدخلني انا!
اشرت له بالصمت؛ اسكت!
مشت اتجاههم من لمحتهم و همست بغضب؛ ثاني مره ما تخلوني مع مراهقين! طول الطريق و هم يتضاربون
ضحكت علا بسخريه؛ هي وقفت على المراهقين بس!
كان بيتكلم ليث لكن سكت من اشرت له علا بالصمت لكنه ادرك بعدها؛ عالفكره انا اكبر منك! و...
سكت من سمع صوت وراه "صوتك مزعج اسكت!" التفت و كان لؤء بجانبه رعد و معهم شروق ، عقد رعد حواجبه؛ كلنا هنا عشان...
ما كمل كلامه من ردوا كلهم بـ "اي"
التفتوا من سمعوا خطوات مسرعه اتجاههم و ما كان غير فايز اللي نطق؛ حيّ من جانا!
كان وراه بدر اللي لا زال يدندن؛ اه يحلو ما مقسا قلبك
ناظرته ريما بطرف عين؛ شفيه هذا؟
هز راسه بالنفي؛ معليك منه له ساعه يدندن فوق راسي ، وين الباقين؟
رد عليه ليث؛ ما بعد جو
~
سرعان ما اجتمعوا جميعهم بغرفه واسعه و تجمعهم طاوله واحده يترأسها أحمد لوحده ما يرافقه اخوه
بلعت سجى ريقها بخوف و همست لألين؛ يمه ليش كذا الوضع يخوف!
تنحنح أحمد و بدأ بالكلام يوجهه لعياله و احفاده و عيال اخوه و احفاده؛ نتكلم عن الموضوع اللي شاغل بالكم فتره؟
حكى لهم حادث علي و منى و حكى لهم عن مازن و شوق و اللي طوال فتره حكيه كانت شهد ترجف بشكل مهوول ، سكت لثواني يبتلع غصته؛ الشخص هذا اللي تسبب بمقتل ولدي و عمتكم و احفادي...
سكت لثواني يجمع نفسه و رفع نظره لهم بحيث كان اغلب كلامه موجه لعيال محمد؛ شخص خطير و ما ندري وش ممكن يسوي زياده ، كان في السجن لمده عشر سنوات لكنه رجع...
وجه انظاره لهم كلهم و كمل؛ رجع قبل سنه و بدا اول فعايله بالخفاء بانه يهدد نغم ، و بدأ بعدها بالعلن و حرق سياراتكم
سكت لثواني و رجع يكمل؛ ايش المفروض منكم؟ تنبهون لاي خطوه تخطونها لاننا ما ندري متى بيفرض شره و متى بيكفيه ، ممكن توصل لاشياء كبيره...
سكت يناظر الصدمه على ملامحهم و التفت لاحفاده و كانوا خاليين الملامح انعاد و انزاد عليهم الموضوع كثير ما صارت تفرق معهم لهم منه من الخوف و الحذر ما يكفييهم
رجف فكه من هول صدمته و من وقع الحكي على مسامعه ، طرا على باله كلامها وقت سألها ليش اختارت القانون و جاوبته "ابي اصير محاميه ، ابي اصير محاميه عشان اساعد الناس المضلومه ، و عشان اعاقب الناس السيئة اللي تخرب حياه الناس بدون سبب ، الناس السئيه اللي بعد ما تخرب حياه الناس تعيش حياتها طبيعي و تكمل تعيشها بكل سعاده و راحه ،و الناس الطيبه تضل عايشه بافعالهم و بدائره شناعه اطباعهم و تضل طول حياتها تحاول انها تتخطى سيء اشغالهم و تقعد تفكر ليش سوو كذا و يكملون حياتهم طبيعي و  كيف يعيشون حياتهم و هم ساكتين" و هو زي الغبي يسألها مافي احد ممكن يسكت عن حقه! فهم ليش قالت كذا فهم هي ليش تبي تصبح محاميه لجل تنتقم من أمثال هذا الشخص اللي قتل ابوها و امها بدم بارد و لا زال يسرح و يمرح و هي تتعذب من فقدهم و هو لا زال يعبث معهم و هلاكه كله يبي يعرف من هو و ليش يسوي كذا ، التفتت من نطق أنس؛ عارفينه انتوا؟
هز أحمد رأسه بالايجاب؛ اي نعم عارفينه و عارفين اسمه و شكله و مو بس انا اعرفه...
التفتت لبنته و احفاده اللي صدوا و رجع نظره على عيال محمد؛ بس انتوا ما يوصلكم علم به!
رفع فايز حاجبه؛ و ليه ان شاء الله!؟
ناظره أحمد بطرف عين؛ وصايا جدك!
ضحك فايز بسخريه و وقف بغضب؛ و انت كل ما صار شي حطيتها في أبوك!
ناظاره فالح اخوه بطرف عين و جلسه؛ اجلس! و احترم نفسك
جلس فايز يكتم غضبه ، مرر أحمد نظره عليهم كلهم و نطق؛ تقدرون تتفضلون انتهى حكييّ معكم
من بدايه ما بدأ أحمد بالحكي و كانت اعنيه تداريها و تداري رجفتها عليها ، امام ابوه و اعمامه و ابوها و اعمامها و جدها كانت انظاره عليها هي و الود وده يقوم و ياخذها بحضنه و يقولها ما شيء يجيك ، التمس خوفها و شاف كيف خرجت بسرعة من الغرفه و همس لنفسه؛ متى! متى تصيرين حلالي و اخبيك بين ضلوعي و اقولك ماجد معك ما يمسك شيء!
كانت ألين لا تزال مصدومه و التفتت لسجى اللي انهمرت دموعها ما تمسك نفسها؛ ما حصدق ابدا انو اللي حكاه صدق!
خرجت شهقه خفيفه من سجى؛ يمه ألين! كيف قدروا يتحملون كذا!
ابتلعت ألين ريقها؛ ما اعرف!
التفتت تناظر البقيه مشتتين من الصدمه و استقاموا يخرجون من الغرفه ، رفعت ريما مفها تتحسس جبينها و التفتت لوعد المسرحه؛ شهد...
عضت وعد شفتها و سكتتها؛ اسكتي تكفين! يكفي تأنيب الضمير اللي فيني!
ميلت نور شفايفها؛ مو قُلتلك لا تِتكلمي عن بنت الناس كدا؟
رفعت كفوفها تضم راسها و تهز بالنفي؛ يالله انا اسوء انسانة! كيف قدرت اقول كذا!
كانت انظار عهد على محمد اللي يتكلم مع فايز و بجنبه أنس و سعد و ماجد؛ بنات شكل الموضوع بينهم كايد!
تنهد أمجد يناظر رعد الواقف بعيد عنهم؛ صراحه ما الومه يوم يدخن!
ناظره إياد بطرف عين؛ مو مبرر يهلك نفسه!
التفتوا من ناداهم محمد و نادا البنات؛ ما يتغير شيء لا تعامل لا نظرات و لا شيء!
ميل رائد شفايفه؛ بس...
هزت عهد رأسها بالنفي؛ بدون بس! ما سوو لنا مناحه و لا حتى بينوا اللي صارلهم و الواضح يبون يتخطون! نذكرهم و نشفق عليهم ليه؟
ناظرت بطرف عين و عضت شفتها بغضب تهمس لعُلا؛ كريه! كيف كذا يصرخ على ابوي و هو ساكت له!
كانت انظار عُلا على شهد و شروق و رعد و ريم و ديم ، التفتت لفرح تتجاهل موضوعها؛ ما كان لحدي داعي يوم فتح الموضوع قدامهم! ليته صرفهم شوي يعني
ميلت فرح شفايفها بحزن؛ صح بس... خلاص! المفروض يتخطون! ما توقف الدنيا عند احد
زمت علا ثغرها؛ بس يعني صعب عليهم و...
قاطعتها فرح تنطق بهدوء؛ عُلا مرت ١١ سنه ، وقت كافي جداً لبداية جديدة ، ما تشوفين شهد كيف ما تبي تحاول و حاصره نفسها بهذاك اليوم؟ فرينا بها العالم بس مافي استجابه لان مافيه محاوله من طرفها! و رعد يدخن من عمره ١٥ سنه! يخبي علينا بس كلنا عارفين انه يدخن و شروق اللي كل سنه تزيد حده اطباعها
تنهدت بعمق و كملت؛ لو تشوفين حال ديم في المدرسه ، ما تحب تسولف مع احد و جالسه لحالها او جايتني مكتبي! و ريم...اهونهم بس لو تبطل حركه كل فتحتوا الموضوع بنهار عليكم و ازعل منكم
رمشت علا بعدم استيعاب و همست؛ يمه منك!
ضحكت بخفه و ابتسمت بهدوء؛ شوفي نَغم! اتوقع مافيه احد منا عانى مثلها و هي اكثر وحده فينا حيويه هي اللي تواسينا دايم و تحاول تضحكنا ، عمرك شفتيها قالت عن حزنها لنا؟
ابتسمت عُلا بهدوء؛ نغم غير!
اخذت نفس من اعماقها؛ غير غير دايم!
التفتوا من خرج أحمد و تقدم له فايز؛ وين هتان؟ و نغم؟
التفتوا كلهم لأحمد ينتظرون اجابته ، ضحك أحمد يشوف خوفهم و قلقهم و رفع كفه يمسح على ملامحه؛ الله لا يغير عليكم! بس خوفكم هذا زياد تراهم يعني عاد...
ما كمل كلامه من صوت سيارة قويه تأتي من الخارج ، ضحك أحمد؛ اذكر القط يجيك ينط!
تقدموا كلهم للشباك الزجاجي الكبير يشوفون سيارة الـ "porsche" الرياضية اخر موديل بلوحتها المُميزة "ودق" و اللي يشابه معنى اسم صاحبها
اتسعت ابتسامه ديم من لمحت الاثنين اللي ينزلون من السياره؛ هتّـان و نَغـم!
ضحك أحمد و نطق؛ ما كان عندهم مواصلات! و رفض هتان احد يوصلهم يقول حبيبتي الجديدة تجي و توصلني!
ضحكت علا من شافت نغم ترفس هتان؛ يتضاربون!
دقائق و سرعان ما امتلئ المكان بأنغام نغم اللي تدندن
"أكيد انه علي ولهان
مثل ما أنا عليه ملهوف
احبه و حبي له عنوان
أصيل و يذكر المعروف"
بأبتسامتها المشرقه دائماً و حيويتها المعتادة بكامل إيجابيتها ما تشيل بالخاطر على أحد تنغم و تبتسم للكل و لا كأنها الانسانه التي انهارت منذ ايام ما تسمح للحزن ياخذ من عمرها شي و لا تضل كفها على خدها و مهمومه ، تعيش الحياه بما فيها و تستمر العيش فيها رغم العقبات و العثرات لكنها تشق طريقها بأبتسامة عريضة!
تقدمت لهم و زفرت بغضب؛ ذكروني معد اركب مع هتّان! فوق انه حابسني يفر فيني الرياض!
ما ردوا من صدمتهم و سعادتهم في نفس الوقت ، التفت من سمعت صوت هتان وراها؛ بلا دلع يالدلوعة!
تذكرته على طول و التفت انظارها تدوره من بينهم ، طاحت انظارها عليه و على ملامحه اللي اشرقت و استلشرت من شافها صدت بتوتر من نظراته لها و وقعت انظارها على كوب القهوة و تذكرت؛ صح!
تقدمت لشهد و مدت لها القهوة؛ اخذتها اعطيها فرصة للمره المليون! لكن ماش الطعم
نزلت انظارها للكوب رمشت بعدم استيعاب من عرفت كوب القهوة و اللي كان من المستشفى ، رفعت انظارها له و رجفت من شافت انظاره مصوبه نحوها ابتلعت ريقها و رجعت تناظر نغم اللي ميلت رأسها بأستغراب ، تنحنحت و اخذت القهوه من يدها و ضلت تناظرها لثواني قبل ترتشف منها؛ حَلوة
هي تكذب كانت مُرة كالتي قبلها و أخس لكنها كذبت و لا تدري ليش كذبت حست ماتبي تكسر بخاطره
اتسع مبسمه يتأملها و هو خلاص ناوي النيه عض شفته يتأملها لثواني؛ حبيبة القهوة و حبيبتي
~
خرجوا البنات للمواقف اتفقوا يطلعون سوا ، كانت عُلا تمشي بجانب نغم؛ ايوا أستاذة نغم ايش صار؟
ابتسمت نغم و نطقت بعبط؛ ما صار شيء!
ضحكت علا بسخريه؛ ايوا هذاك الانهيار كله و الاختفاء المفاجئ ما صار شي؟
ابتسمت نغم بهدوء و شباكت ذراعها بذراع علا؛ يقول الشاعر يا بنت عمي -اذا ما طاعك الدهر طيعه حتى تكون ربيعه-
ناظرتها علا لثواني؛ ما فهمت؟
ضحكت نغم و ركضت تتركها؛ مب لازم تفهمي!
ميلت عهد شفايفها تناظر السيارات؛ لا جد احنا في ازمه سيارات! فيه سيارة نور و سيارة فرح و انا بأخذ سيارة محمد لازم ننحشر فيها
وسعت نور انظارها؛ معليش! انحشروا بسيارتكم سيارتي لا تقربوها!
ناظرتها وعد برفعه حاجب؛ مو على كيفك حبي!
استندت نور على سيارتها؛ ما تتحمل اكثر من اربعه مع السائق! ابعدوا عنها لو سمحتوا
كشرت نغم تناظرها؛ يربي حركات هتان!
التفتت عليها ريم تضحك؛ صح؟ حتى انا تذكرته
زفرت عهد بملل؛ طيب خلاص بيركبون معك ثلاثه و لا تبكين علينا!
ناظرتها نور بطرف عين؛ ايوا كدا! اساسا ما كان يمديكم تجبروني على شيء!
هوت شروق على نفسها من الحر؛ طيب عجلوا علينا لاني بديت انجن من الحر!
فرح؛ خلاص معي ثلاثه و مع عهد ثلاثه و مع نور ثلاثه
ركبت نور سيارتها و ركبت بجنبها ريما و معهم نغم و وعد ، ركبت فرح و بجنبها شروق و ورا سجى و ألين ، و مع عهد ريم و شهد و علا
~
اتسعت ابتسامة نغم؛ الريحة! مره حلوة!
ابتسمت نور بهدوء؛ من ذوقك!
نطقت وعد بحماس؛ من صنع أنامل صاحبة السيارة!
رمشت نغم بعدم استيعاب و شهقت من استوعبت؛ تمزحين! ما شاء الله
ناظرت ريما نور بطرف عين؛ بس البخيله ما تعطينا! تخليها لنفسها بس
زفرت نور بتملل؛ حنفتح الموضوع تاني! خلاص
لفت نور انظارها باتجاه ريما الاي تحاول تشبك بلوتوث؛ ايش تسوي؟
ناظرتها ريما بأستغراب؛ اشغل شي نسمعه؟
هزت نور راسها بالنفي و التفتت لنغم؛ عندنا ضيفه هي اللي راح تختار!
اتسعت ابتسامه نغم؛ تم!
سرعان ما دوى صوت أنغام بأغنيتها "عمري معاك" ، بدأو يغنون معها و الهواء يلفح اوجههم
"ياللي عيونك دول حكياتي
خذني مني يا كل حياتي
خذني اعيشلك أجمل آتي عمري معاك"
~
شغلت فرح المكيف بغضب من شروق؛ خلاص ياخي شغلته!
ابتسمت شروق؛ ما بغيتي!
ناظرتها فرح بطرف؛ خلاص عيب نتضارب قدام الناس
ضحكت ألين؛ عادي خذوا راحتكم!
ميلت سجى شفايفها؛ وين ديم؟
ضحكت فرح و نطقت بسخريه؛ المراهقه رجعها رعد البيت تذاكر قدرات!
شهقت سجى و نطقت بحزن؛ يعمري عليها!
التفتت عليهم شروق؛ وش تبون؟
نطقت ألين بحماس؛ معكم حِجازية تقولكم تبي ينبعاوي! حترفضوا لها؟
ابتسمت شروق و اخذ جوالها؛ لعيون الحِجازية!
اتسعت ابتسامه ألين من بدأ الفن الحِجازي يطغو داخل السيارة و بدأت تغني معه
"مروا عليه اثنين يا بابا و قطعوا صلاتي
واحد كحيل العين يا بابا و واحد حياتي
الزمان الزمان الزمان خاين مالو امان"
بدأو يغنون معها و السعادة تغمرهم تحت شمس الرياض الساطعه
~
عكس سياره عهد اللي الهدوء فيها طاغي و يغنون مع صوت العندليب العذب بأغنيته "جانا الهوى" ، اتسعت ابتسامة ريم و ثبتت الجوال تصورهم يغنون
"خلينا كدا على طول ماشيين
ما رمانا الهوى و نعسنا و
اللي شبكنا يخلصنا دا
حبيبي شاغل بالي"
كانت ريم مبتسمه الا ان وقعت انظارها على شهد و الواضح انها مسرحه ، فز قلب شهد من سمعت البارت
"يا راميني بسحر عينيك الاتنين
ما تقوللي واخدني و رايح فين
على جرح جديد و الا التنهيد
و الا على الفرح موديني"
عضت شفتها يطرى على بالها الموقف اللي حصل قبل تخرج من الشركه معه ، تحسه يوصف حالها ما تدري هو بياخذها على جرح جديد و لا على الفرح بيوديها ، حايره و جداً بخصوصه و ما تعرف وش ترد عليه خايفه ما تعطيه كامل حقه من المشاعر اللي هي تفتقر لها ، خرجت من هواجيسها على صوت علا اللي نطقت؛ وصلنا!
~
نزلوا من السيارات للمكان ، تملمت ألين و نطقت؛ منجدكم! حديقة!
نطقت علا بحماس؛ انا اخترته!
ناظرتها ألين بطرف عين؛ الله يجزاكي خير!
زمت ثغرها؛ والله حلو! نقعد نفرش لنا فوشه و نسولف قعده بنات!
تقدمت لهم وعد و نطقت بسخريه؛ بعدين يا حبي وش المكان اللي بيكفي ١٢ نفر!
التفتوا لفرح اللي بيدها الفرشه؛ تعالوا ساعدوني!
فرشوا فرشتهم الورديه المخططة بالابيض و جلسوا دائرة يقابلون بعض ، عضت نغم شفتها بحماس؛ يونس! احب قعدات البنات مره!
شهقت من تذكرت و التفت لنور؛ الحين تعلميني سالفه المعطر!
عقدت ريم حواجبها؛ معطر!
هزت نغم رأسها بالإيجاب؛ اي طلعت تسوي عطور و معطرات من ورانا!
شهقت فرح؛ اوتش! حسسيت غدره ما تقولين لي و انا بحسبه عمتك!
ضحكت نور بهدوء؛ ما جات سالفه مناسبة اقول! حقولكم سالفته ، كُنت أحلم اصير عالمة احياء و اتخصص عشان ادخل هذا المجال! مجال الاعشاب و العطور أحُبها! بس...قدر الله و ما شاء فعل
ضحكت اخر كلامها بخفه ، ميلت شروق شفايفها؛ تصدقون ما دخلت مزاجي حركه ابيكم تمسكون حلالي! احسها كذب! يعني اكيد فيه سبب ثاني
هزت وعد رأسها بتأييد؛ صح حتنا حسيت!
ضحكت و التفتت على شروق مره اخرى؛ عاد انتِ مفروض اخر وحده تتكلمين عن الشركة!
ضحكت ريم و ضربت كتف شروق؛ صح! عاندته ودخلته غصب عننا كلنا

اكتشفت انكم باقي معلقين على العواصف 😭
اعذروني 🩶

لا جت نَغمة العود في ليلة القَمرآحيث تعيش القصص. اكتشف الآن