الفصل الثاني و العشرون

Start from the beginning
                                    

في مستشفى خاص.

الدور الرابع غرفه 122 موجود دكتور في سن ال 50 تقريباً، قاعد في استراحة الغرفه على الكنبه وواضح عليه الإرهاق، الممرضه جريت عليه وقالت بلهفه:-دكتور رؤوف المريضه فاقت.
قام بسرعه وجري عندها يتأكد بنفسه وبص عليها، كانت ليله نايمه في السرير وموجود جرح في جبينها ملفوف بشاش، ايدها الشمال ملفوفه في جبيره وباقي جسمها فيه كدمات بسيطه أثر الحا.دثه،فتحت عينيها ببطء وحاولت توضح رؤيتها لكل حاجه حواليها وبصت يمين وشمال وشافت نفسها في مكان غريب وهمست بتعب وبتسأل بصوت ضعيف:- أنا فين!
ابتسم الدكتور ونفخ بأريحية أنها فاقت أخيرا وقال:- الحمد لله؛ حمد لله على سلامتك يا مدام ليله.
بصت في إتجاه الصوت وشافت راجل متعرفوش وهمست تاني:- أنا فين؛ وأنت مين؟!
اتنهد ورد عليها:- انا الدكتور رؤوف، وانتي موجوده هنا معانا في المستشفى.
كشرت عينيها بتعب وردت بإستفسار:- مستشفى!!
وافتكرت الحا.دثه وخافت على الجنين، فتحت عيونها بخوف وحطت ايدها على بطنها لكن ما لقتش بطنها عاليه وكانت في مستواها الطبيعي ،قلبها دق برعب وخافت، حاولت تتعدل لكن الدكتور والممرضه منعوها، وسألته بصوت منحور وترجي:- الحا.دثه و أبني، أبني يادكتور ده آخر أمل فاضلي في الحياة علشان أعيش علشانه، اوعى تقول إنه خلاص راح هو كمان.
الدكتور طمنها:- اهدي يا مدام ليله، اطمني إبنك بخير وكل حاجه تمام، و اللي عايزه منك بس انك ما تتوتريش وتكوني هاديه لأن الكلام الكتير والمجهود غلط عليكي، وخصوصاً إنك بقالك تلات أيام في غيبوبة من وقت الحادثه لحد دلوقتي، وفاتحه قيصرية كمان فارجوكي أهدى و اطمني.
رجعت مكانها بهدوء بعد ما سمعت منه إن أبنها عايش وبخير، غمضت عينيها واخدت نفس عميق وهى بتفتكر رد فعل مروان آخر مرة، وهزت راسها واتكلمت بحزن:- ابني فين ارجوك يا دكتور؛ عايزه اشوفه.
بص للممرضه تجيب حقنه وقالها:- صدقيني ابنك بخير وهاتشوفيه، بس انا عايز منك دلوقتي تكوني هاديه خالص، وهننقلك غرفه عاديه وبعدها هفهمك على كل حاجه اتفقنا؟
هزت راسها بالموافقة من غير رد منها،بعد شويه في الغرفه العاديه، متعلق ليها المحاليل، كانت قاعده في السرير غصب عنها بكت بندم على موقف مروان ليها والمرة الكام؟ اللي خذلها فيها وعمرها ما احتاجته ولقته جمبها، عمر ما حد خذلها غير أقرب حد ليها الشخص اللي حبته وغفرت كل اخطائه رجع واذنب في حقها من جديد، ياترى لو رجع تاني هتسامحه؟ دخل الدكتور وهى حست بيه مسحت دموعها بسرعه، وهو محبش يبين ليها أنه شافها،قعد على الكرسي اللي قدامها وحب يطمن عليها:- ها عامله إيه دلوقتي يا مدام ليله؟
ردت بإنكسار وحزن:- عايشه.
ضم حواجبه بإستغراب من نبرة صوتها وشاف حزن كبير في عينيها وواضح انها عانت في حياتها  هز راسه ورد عليها:- كلنا عايشين؛ المهم يانعيش الحياه دي صح او نتعلم علشان نعيشها صح.
ردت بيأس:- وايه لازمتها الحياة طول ما هي ضدك؟.
رد عليها بأمل:- الحياه عمرها ما كانت ضدنا احنا اللي ضد الحياة،لأن الحياة دائماً بتاخدنا في المسار الصحيح، لكن احنا بتصرفاتنا وتوجيهاتنا وتفكيرنا الغلط بنمشي عكس الريح وده اللي بيخلينا نتخبط ونقع في شر أعمالنا، وبنعلق دائماً أخطائنا على شماعة الحياة يامدام ليله.
بصتله وسكتت كأن كلامه منطبق تماماً عليها ، دايما كانت بتمشي عكس التيار، دايما بتعمل اللي هى شايفاه صح من وجهة نظرها وبس حتى لو كان للعالم غلط، بس هيفيد بأيه الندم ياليله!! لكن كشرت عينيها أنه طلع عارف إسمها طيب عرفه إزاي ومنين؟ وسألته:- أنت عرفت اسمي إزاي؟
شال النضاره الطبيه وأتكلم بأسف:- أحب أعرفك بنفسي انا الدكتور رؤوف دكتور جراحه عامه ومناظير ولما جيتي هنا المستشفى شوفت في شنطتك الاوراق بتاعتك وعرفت منها أسمك.
سكت لثواني وبصلها وحمحم بحرج وكمل:- وعلى فكرة أنا الشخص اللي خبطك بالعربيه.
وكمل بتبرير:- بس صدقيني الحا.دثه دي حصلت غصب عني انا ما تسببتش فيها بقصد مني أو حتى إهمال، فاجأة أنتي ظهرتي في طريقي مرة واحده وحبيت انبهك مره واتنين وما لحقتش حتى أني افرمل وأنتي زي ما انتي ما تحركتيش كأنك كنتي في دنيا تانيه أو تمثال واقف مابيتحركش.
هزت راسها بتفهم وردت بإحباط:- عادي يا دكتور بس ياريتك ما انقذتني،كان هيبقى كتر خيرك قوي لو سبتني امو.ت.
الدكتور طبطب على ايدها وأتكلم باحتواء:- وحدي الله؛ ليه بس التشاؤم ده! وليه عايزه تنهي حياتك بأيدك؟ حياتنا غاليه قوي وتستاهل اننا نحافظ عليها.
خرجت منها تنهيدة وجع وافتكرت شريط حياتها والأسى اللي عاشته وطريقها الغلط اللي مشيت فيه بإرادتها وقالت:- لما يبقى في حياة اصلا نبقى نحافظ عليها.
رد عليها:- واضح إنك مصممه متخرجيش من حالة الحزن اللي انتي فيها دي! بس أنا متأكد مع الأيام هتتحسني.
وبصلها وقلق أنها تقدم فيه بلاغ بسبب الحادثه وكل ده هيعمل شوشرة على إسمه وسمعته وكمل بحيره:- مدام ليله انا عايز أقولك إن مركزي وسني وشرف مهنتي لايتحمل إني اتبهدل في أقسام الشرطة بسبب اللي حصلك، وخصوصاً إني حاولت أعمل اللي أقدر عليه تجاهك وتحملت كل علاجك على حسابي الشخصي ولحد آخر يوم في المستشفى، صدقيني الحا.دثه دي حصلت.....!

قصة/ اِحْتِلاَل مُحَرَّم بقلم/ مريم نصار Where stories live. Discover now